روائع شعريه |
روائع الكسرات |
|
||||||||||
الـــمـــلـــتـــقـــى الــــــــــعــــــــام [للنقاش الهادف والبناء والمواضيع الاسلامية والعامه] |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
15-01-10, 12:41 AM | #1 |
كـــاتــب
|
كسوف الشمس وخسوف القمر
كسوف الشمس والقمر آيات وعظات .د. خالد بن عبدالرحمن بن حمد الشايع بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: فإن كسوف الشمس أو القمر وخسوفهما من آيات الله العظيمة ودلائل قدرته الباهرة سبحانه، ومن المناسب ها هنا إن شاء الله أن نبين بعضاً من المسائل المتعلقة بهذا ، في ضوء نصوص الكتاب والسنة. أولاً: أن الكسوف والخسوف وهو ذهاب ضوء الشمس أو القمر ظاهرة كونه وآية ربانيه يقدرها الرب تعالى إذا شاء ، فهو سبحانه المتصرف وحده بهذا الكون. قال الله تعالى: (وَآَيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ (37) وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38) وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39) لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (40) [سورة يس]. وقال جلَّ وعلا: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) [يونس:5]. وقال سبحانه: (الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ) [الرحمن:5] وقال سبحانه: (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آَيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آَيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آَيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً) [سورة الإسراء:12]. فهذا امتنان من الله على الخلق بهذه الآيات العظيمة ، ومنها الشمس والقمر وضياؤهما ونورهما وتعاقبهما ، ليكون الليل والنهار ، وما يترتب على ذلك من المصالح العظيمة ، وهو قادرٌ جل وعلا أن يسلب خلقه نعمه ويبتليهم بما شاء ، أو يهلكهم كما اهلك الأمم السابقة بالرياح والزلازل والخسوف وغيرها. ثانياً: قال علماء الفلك الكواكب ومنها الشمس والقمر لكل وحد منها مسار خاص ومنازل محددة ، وبعضها أعلى من بعض ، و بعضها أبعد عن الأرض من بعض ، فإذا مرَّ القمر بيننا وبين الشمس احتجب ضوءها ، إما كلياً أو جزئياً فهذا هو كسوف الشمس . وإذا صارت الأرض بين الشمس والقمر فقد تحجب الأرضُ نورَ الشمس عن القمر إذا صار في ظلها فيحتجب ضوءه المنعكس من أشعة الشمس ، فهذا هو خسوف القمر ، وقد يكون كلياً أو جزئياً. فهذا هو السبب الحسيُّ لحدوث الكسوف والخسوف ، وهذا ليس من علم الغيب ، لإمكان معرفته بالحساب كما يعرف الناس وقت كون القمر بدراً ، وأمثال هذا من الظواهر الفلكية. قال شيخ الإسلام ابن تيمية المتوفى في سنة 728هـ رحمه الله: وللشمس والقمر ليالي معتادة من عرفها عرف الكسوف والخسوف كما أن من علم كم مضى من الشهر يعلم أن الهلال يطلع في الليلة الفلانية أو قبلها ، لكن العلم عادة في الهلال علم عام يشترك فيه جميع الناس ، وأما العلم بالعادة في الكسوف والخسوف فإنما من يعرفه من يعرف حساب جريانهما. وليس خبر الحاسب بذلك من باب علم الغيب ، بل هو مثل العلم بأوقات الفصول كأول الربيع والصيف والخريف والشتاء ، والعلم بوقت الخسوف والكسوف وإن كان ممكناً لكن هذا المخبر المعين قد يكون عالماً بذلك وقد لا يكون. وقد يكون ثقة في خبره وقد لا يكون. وخبر المجهول الذي لا يوثق بعلمه وصدقه ولا يعرف كذبة خبر موقوف ولكن إذا توطأ خبر أهل الحساب على ذلك فلا يكادون يخطئون. ومع هذا فلا يترتب على خبرهم علم شرعي ، فإن صلاة الكسوف والخسوف لا تُصلى إلا إذا شاهدنا ذلك ، وإذا جوز الإنسان صدق المخبر بذلك أو غلب على ظنه فنوى أن يصلي الكسوف والخسوف عند ذلك، واستعد ذلك الوقت للرؤية، كان هذا حثاً من باب المسارعة إلى طاعة الله تعالى وعبادته ، فإن الصلاة عند الكسوف متفق عليها بين المسلمين ، وقد تواترت بها السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم. انتهى ملخصاً. وثمة سبب آخر لكسوف الشمس وخسوف القمر: وهو ما نص عليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "يخوف الله بهما عباده" رواه البخاري ومسلم. وفي لفظ أخر رواه احمد والنسائي وابن ماجة و صححه ابن خزيمة والحاكم أنه صلى الله عليه وسلم قال: "إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لا يَنْكسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلا لحياته ، لَكِنَّهُمَا آيتان مِنْ آيات الله ، وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا تَجَلَّى لِشَيْءٍ مِنْ خَلْقِهِ يَخْشَعُ لَهُ " والحديث مال الحافظ ابن حجر إلى تقويته ونقل عن ابن بُزيزة قوله: هذا الحديث قد أثبته غير واحد من أهل العلم، وهو ثابت من حيث المعنى أيضاً ، لأن النورية والإضاءة من عالم الجمال الحسي، فإذا تجلت صفة الجلال انطمست الأنوار لهيبته. ويؤيده قوله تعالى: (فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً) [الأعراف:143]. قال ابن دقيق العيد: ربما يعتقد بعضهم أن الذي يذكره أهل الحساب ينافي قوله: "يخوف الله بهما عباده" وليس بشيء لأن لله أفعالاً على حسب العادة، وأفعالاً خارجة عن ذلك، وقدرته حاكمة على كل سبب، فله أن يقتطع ما يشاء من الأسباب والمسببات بعضها عن بعض. وإذا ثبت ذلك فالعلماء بالله لقوة اعتقادهم في عموم قدرته على خرق العادة وأنه يفعل ما يشاء إذا وقع شيء غريب حدث عندهم الخوف لقوة ذلك الاعتقاد، وذلك لا يمنع أن يكون هناك أسباب تجري عليها العادة إلى أن يشاء الله خرقها. قال الحافظ ابن حجر: وحاصله أن الذي يذكره أهل الحساب حقاً في نفس الأمر لا ينافي كون ذلك مخوفاً لعباد الله تعالى. اهـ.وبهذا يعلم أن معرفة وقت وقوع الكسوف والخسوف لا يصلح أن تزيل الخوف والرهبة من النفوس، لأن الخسوف والكسوف تحذير من الرب تعالى للعباد، قال الله تعالى: (وَمَا نُرْسِلُ بِالْآَيَاتِ إِلا تَخْوِيفًا) [الاسراء:59]. وقال سبحانه: (وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَاللّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ) [آل عمران:30]. ولأجل هذا فزع النبي صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة ، وشرع لأُمته التوبة بالصدقة والذكر وعموم أعمال البر ، وظهر عليه صلى الله عليه وسلم من علائم الخوف والخضوع ما يدل على عظم الخطب. وقد روي عن التابعي الجليل طاووس بن كيسان أنه نظر إلى الشمس وقد انكسفت فبكي، فقال: هي أخوف لله منا. ثالثاً: ثبت في الأحاديث الصحيحة أن الشمس كسفت على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان ذلك بالحسابات الفلكية صبيحة يوم 29شوال 10هـ يوافقه 27 كانون الثاني 632م. وقد رؤي ذلك الكسوف جزئيًا في المدينة المنورة، وكان يُرى كليًا من أرض اليمن والحبشة.وثبت أن المصطفى صلى الله عليه وسلم لما كسفت الشمس خرج إلى المسجد مسرعاً فزعاً يجر رداءه ، حتى إنه لاستعجاله أراد لبس ردائه فأخطأ ولبس الدرع ، لاشتغال خاطره الشريف. وكان كسوفها أول النهار ، فأمر بالاجتماع للصلاة ، وتقدم وصلَّى ركعتين ، قرأ في الأولى فاتحة الكتاب وسورة طويلة ، جهر بالقراءة ، ثم ركع فأطال الركوع ، ثم رفع رأسه من الركوع ، فأطال القيام وهو دون القيام الأول ، وأخذ في القراءة دون الأولى ، ثم ركع وأطال دون الركوع الأول ، ثم رفع ثم سجد سجدة طويلة ، ثم فعل في الركعة الثانية ما فعل في الركعة الأولى ، فكان في كل ركعة ركوعان و سجودان، فاستكمل في الركعتين أربع ركعات وأربع سجدات. هكذا جاء في الصحيحين وغيرهما، وجاءت صفات أخرى أيضاً. وفي إطالة النبي صلى الله عليه وسلم لهذه الصلاة طولاً غير معهود, مع أنه يأمر بالتخفيف ما يبين شدة اهتمامه وفزعه عليه الصلاة والسلام. وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم في صلاته تلك الجنة والنار، وهَمَّ أن يأخذ عنقوداً من الجنة فيريهم إياه ، ورأى أهل العذاب في النار ، حتى تراجع إلى الوراء خشية عذابها. ثم خطب بعد انصرافه من الصلاة خطبة بليغة، ومما جاء فيها: "إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله ، لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته ، فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وصلوا وتصدقوا ، يا أمة محمد والله ما من أحد أغير من الله أن يزني عبده أو أن تزني أَمَته ، يا أمة محمد لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً، ولبكيتم كثيراً". رابعاً: دلَّت النصوص على تأكد صلاة الكسوف والخسوف، وأنها تصلَّى جماعة في المساجد، وفرادى إذا لم يقدر الشخص لمانع، مثل كونه خارج المدينة أو عدم قدرته على الذهاب للمسجد، ويصليها أيضاً النساء في المساجد مع الجماعة، وصلاتهن في البيوت أفضل، لعموم النصوص، ودلت النصوص أنها تصلَّى أيضاً وقت النهى لكونها من ذوات الأسباب، كما أفتى بذلك سماحة شيخنا العلامة الشيخ عبد العزيز بن بار رحمة الله. خامساً: في خطبة النبي صلى الله عليه وسلم إبطالٌ لاعتقادات جاهلية يزعم أهلها أن الكواكب تؤثر في الأرض، وزعموا أن الكسوف يوجب حدوث تغير في الأرض من موت أو ضرر ، أو لحيات عظيم أو غيره. لكن النبي عليه الصلاة والسلام أخبر يقيناً أنَّ كلَّ ذلك اعتقاد باطل ، وأنَّ الشمس والقمر مخلوقان مسخران لله جلَّ وعلا، ليس لهما سلطان على غيرهما ولا قدرةٌ على الدفع عن أنفسهما. ومن العجيب أن هذه الاعتقادات والتخمينات ظهرت في بعض مجتمعات عالمنا المعاصر حتى بين من نالوا قسطاً من الحضارة المادية في البلاد الغربية وأدركوا الآيات العظيمة لله في إتقان الخلق وعظمة الكون، ومع هذا يكثر في تلك المجتمعات المنجمون الذين يستخفون بعقول الناس. سادساً: الذنوب والمعاصي سبب للبلايا والعقوبات العاجلة والآجلة كما قال تعالى: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) [الروم:41].وجاء النص في الحديث على أن الله تعالى يخوف بكسوف الشمس والقمر عباده، يخوفهم سخطه وعقوبته، ولا يكون سخط الله وعقوبته إلا بسبب ذنوب العباد وطغيانهم، ففيه رد على من نفى أن تكون هذه الآيات السماوية علامة على سخط الله وغضبه سبحانه، كيف وقد قال جل وعلا: (وَمَا نُرْسِلُ بِالْآَيَاتِ إِلا تَخْوِيفًا) [الاسراء:59]. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: وفي رواية في الصحيح "ولكنهما آيتان من آيات الله يخوف بهما عباده" فهذا بيان منه صلى الله عليه وسلم أنهما سبب لنزول عذاب بالناس، فإن الله إنما يخوف عباده بما يخافونه إذا عصوه وعصوا رسله ، وإنما يخاف الناس مما يضرهم ، فلولا إمكان حصول الضرر بالناس عند الخسوف ما كان ذلك تخويفا قال تعالى: (وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً) [الإسراء:59] وأَمَرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بما يزيل الخوف، أمر بالصلاة والدعاء والاستغفار والصدقة والعتق، حتى يُكشف ما بالناس ، وصلى بالمسلمين في الكسوف صلاة طويلة. انتهى. قال بعض أهل العلم: خصَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم الزنا بالذكر في خطبته لأنه من أعظم الذنوب وأبشعها ، وأشدها تأثيراً على النفوس وفي نشر الفساد. سابعاً: من الحكم في حدوث الكسوف والخسوف تبيين أنموذج لبعض ما سيقع يوم القيامة من اختلال الكون ، كما قال تعالى: (وَخَسَفَ الْقَمَرُ (8) وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ (9) [سورة القيامة]. ومن كان له قلب فإنه يخاف ويفزع وينيب إلى ربه.ومن الحكم: الإشارة إلى تقبيح رأي من يعبد الشمس أو القمر، كيف يعبدون ما يصيبه النقص والأُفُول. وقد حمل بعض العلماء قوله تعالى: (لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ) [فصلت:37] على أنه أمرٌ بالصلاة عند الكسوف ، لأنه الوقت الذي يناسب الإعراض عن عبادتها لما يظهر فيهما من التغير والنقص المنزه عنه المعبود الحقُّ تعالى وتقدس. ثامناً: دلَّت النصوص على استحباب الصدقة والذكر والدعاء عند الكسوف والخسوف، بالإضافة إلى الصلاة، فينبغي الحرص على تلك القربات، وكذا التوبة إلى الله واستغفاره سبحانه حتى يسلم العبد من مَقْتِ الله وغضبه ، وخاصة عند الكسوف والخسوف ، خشية نزول العذاب ، فإن وقت الكسوف والخسوف وقتٌ مخوف أن ينزل فيه عذاب أو فتنة، ولذا بادر المصطفى صلى الله عليه وسلم أشد المبادرة بالمسلمين بالطاعات والإنابة إلى الله سبحانه.قال سماحة شيخنا العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله: وما يقع من خسوف أو كسوف في الشمس والقمر ونحو ذلك مما يبتلي الله به عباده هو تخويفٌ منه سبحانه وتعالى وتحذيرٌ لعباده من التمادي في الطغيان , وحثٌ لهم على الرجوع والإنابة إليه. نسال الله جلَّ وعلا أن يغفر لنا ، وأن يتجاوز عن ذنوبنا ، وأن لا يؤاخذنا بما فعل السفهاء منا ، إنه سبحانه غفور رحيم ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. منقوووول للفائدة . . |
15-01-10, 12:46 AM | #2 |
كـــاتــب
|
هل الكسوف والخسوف غضبٌ أو تخويفٌ أو ظاهرةٌ طبيعية ؟
د. محمد بن خالد الفاضل
كثر الحديث عن هذا الموضوع في هذه الأيام , ونحن حديثو عهد بخسوف القمر في منتصف محرم , واستاء الناس كثيراً من تصريح لأحد الفلكيين السعوديين في إحدى الصحف المحلية عندما قال : ( وكان الناس في الماضي يعتقدون أشياء لا أساس لها من الصحة , فكانوا ينسبون هذه الظواهر لغضب الرب , إلا أن الأبحاث العلمية في العصر الحديث بينت أن الخسوف يحدث عندما تقع الشمس والأرض والقمر جميعها على امتدادٍ واحد ... ) ولست أسيء الظن بهذا الفلكي , وإنما أراه اجتهد اجتهاداً مبنياً على الجهل بالجانب الشرعي لهذه القضية المحكومة بعدد من الأحاديث النبوية التي بلغت أعلى درجات الصحة والقبول فهي في صحيح البخاري و صحيح مسلم أو فيهما معاً , فلا يحسن بمسلم مهما بلغ من منزلة في علم الفلك أو غيره من العلوم أن يتجاهل مثل هذه الأحاديث حتى ولو لم يكن يعرف كنهها والمراد منها , ويكفيه أنها صادرة عن الرسول – صلى الله عليه وسلم - , الذي زكاه ربه بقوله : {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى} [النجم: 4،3] , وأوجب علينا إتباعه والأخذ عنه بقوله تعالى : {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر: 7] أليس الرسول – صلى الله عليه وسلم – هو الذي فصّل لنا أحكام الصلاة والزكاة والصيام والحج وغيرها , من حيث العدد والوقت والكيفية والهيئة وغير ذلك ؟ فكيف نستسلم لهذه الأحكام طائعين مختارين في حياتنا اليومية دون سؤال أو اعتراض أو افتيات , ثم بعد ذلك نفتات عليه ونتجاوز في أحكام الكسوف والخسوف , وقد نُقل عنه – صلى الله عليه وسلم – أنه لما كسفت الشمس فزع فزعاً شديداً , قال أبو موسى – رضي الله عنه - : ( خسفت الشمس فقام النبي فزعاً يخشى أن تكون الساعة فأتى المسجد فصلى بأطول قيامٍ وركوعٍ وسجودٍ رأيته قط يفعله , وقال : هذه الآيات التي يرسل الله لا تكون لموت أحدٍ ولا لحياته ولكن يخوف الله بها عباده , فإذا رأيتم شيئاً من ذلك فافزعوا إلى ذكره ودعائه واستغفاره ) رواه البخاري ومسلم . وقد بلغ من فزعه – وهو أعلم الناس بربه – أنه أخطأ فلبس رداء بعض نسائه , كما قالت أسماء – رضي الله عنها - : ( فأخطأ بدرع حتى أُدرِك بردائه بعد ذلك ) رواه مسلم . ومن مظاهر فزعه – عليه الصلاة والسلام - , إطالته الصلاة طولاً غير معهود , مع أنه يأمر بالتخفيف , قال جابر – رضي الله عنه - : ( فأطال القيام حتى جعلوا يخرّون ) رواه مسلم . وأكدت ذلك أسماء – رضي الله عنها – بقولها : ( فأطال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - , القيام جداً حتى تجلاني الغَشْي , فأخذت قربة من ماء إلى جنبي فجعلت أصب على رأسي أو على وجهي من الماء ) رواه البخاري ومسلم . وفي الموضوع أحاديث صحيحة أخرى رواها البخاري ومسلم عن عائشة – رضي الله عنها - , وعن أبي بكرة , وعن أسماء وفيها أمر بالصلاة والذكر والاستغفار والصدقة والتعوذ من عذاب القبر , بل والعتق , فقد روى البخاري عن أسماء – رضي الله عنها – قولها : ( لقد أمر النبي – صلى الله عليه وسلم – بالعتاقة في كسوف الشمس ) . فأي كتاب عندنا بعد كتاب الله أصح من صحيح البخاري ومسلم , فهل نصدق قول الرسول وعمله الذي نقل إلينا من نسائه وصحابته نقلاً صحيحاً بحركاته وسكناته , أو نصدق صاحبنا الفلكي الذي علم شيئاً قليلاً فجزم به وتجاهل أموراً أخرى مهمة في الموضوع لا يحسن بمثله تجاهلها , خصوصاً وأنه قد وقع في مثل هذه الهفوة في منتصف صفر من العام الماضي , ورد عليه الشيخ العلامة د. صالح الفوزان وأبان له الصواب في ذلك , نسأل الله لنا وله الهداية وسائر المسلمين . وهذه القضية – لمن بحث عن الحق – ليست من القضايا المبهمة أو الشائكة أو المغمورة , خصوصاً في ظل ثورة المعلومات عبر شبكة الإنترنت العالمية , ومن نعم الله علينا أن علم علمائنا الراسخين الأحياء منهم والأموات قد قيّض الله له من يخدمه ويقربه لطالبيه عبر مواقع أنشئت لهذا الغرض , ولا يكلفك استفتاء علاّمتنا الكبير سماحة الشيخ ابن باز , أو سماحة تلميذه العلامة ابن عثيمين أو غيرهما إلا لمسة زر تدخلك إلى موقعه الجميل المرتّب المبوّب , وفي هذا الموضوع يقول الشيخ ابن باز – رحمه الله - : ( وما يقع من خسوف أو كسوف في الشمس والقمر ونحو ذلك مما يبتلي الله به عباده هو تخويف منه سبحانه وتعالى وتحذير لعباده من التمادي في الطغيان , وحثٌ لهم على الرجوع والإنابة إليه ... ) ويقول : ( وكونها آية تعرف بالحساب لا يمنع كونها تخويفاً من الله جلّ وعلا وأنها تحذير منه سبحانه فإنه هو الذي أجرى الآيات , وهو الذي رتب أسبابها ... ) , وسئل الشيخ ابن عثيمين عن اثنين تنازعا في الكسوف : أهو غضب من الله , أم تخويف منه , فقال سماحته: ( المصيب من قال إنه تخويف ; لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – صرح بذلك , فقال : يخوف الله بهما عباده , لكن قد يكون هذا التخويف لعقوبة انعقدت أسبابها , ولهذا أمر الناس بالفزع إلى الصلاة والدعاء والاستغفار والصدقة والتكبير .. ) . وقد أُشبع هذا الموضوع بحثاً في مواقع الإنترنت، وقد استفدت كثيرًا من خطبة الشيخ إبراهيم الحقيل، ومن موضوع لـ (فتى الظل) موجودين في عدد من المواقع، وإني لأعجب كيف تخفى هذه القضية على حبيبنا الفلكي، وأهل الفلك أكثر الناس علماً بعظمة هذا الكون ومجراته وكواكبه ونجومه، والطبيعي أن يكونوا أكثر الناس رهبة وخوفاً من أي تغيير يحصل فيه صغيراً كان أم كبيراً، وكأن الله سبحانه وتعالى – وله المثل الأعلى – يقول لنا: هذه الكواكب تسير أمامكم ليلاً ونهاراً بإتقان بديع، وقد تخرج عن مسارها سويعات، فأيّ قوة في الأرض تستطيع أن تخرجها ؟ وأيّ قوة تستطيع أن تعيدها إذا خرجت ؟، ولعل هذا هو معنى قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلا تَسْمَعُونَ * قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفلا تُبْصِرُونَ * وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [القصص: 73،71]. بلى والله سنشكرك يا ربنا ونحمدك ونثني عليك بما أنت أهله, ولا يسعنا إلا ما وسع رسولك وحبيبك – صلى الله عليه وسلم – الذي شرفته بقولك: {وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا} [النساء : 113]، وصدق الله العظيم في قوله الكريم: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر : 28]. نسأل الله أن يزيدنا منه خشية ورهبة، وفيه رجاءً ورغبة. منقووول للفائدة |
15-01-10, 12:52 AM | #3 |
كـــاتــب
|
فتاوى مختارة عن الكسوف للشيخ محمدبن صالح بن عثيمين رحمه الله
فتاوى مختارة عن الكسوف للشيخ محمدبن صالح بن عثيمين رحمه الله بسم الله الرحمن الرحيم فتاوى مختارة عن الكسوف للشيخ محمدبن صالح بن عثيمين رحمه الله 1-سئل فضيلة الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ: عن سبب الكسوف؟ فأجاب فضيلته بقوله: الكسوف له سبب حسي، وسبب شرعي، فالسبب الحسي في كسوف الشمس أن القمر يحول بينها وبين الأرض، فيحجبها عن الأرض إما كلها، أو بعضها، وكسوف القمر سببه الحسي حيلولة الأرض بينه وبين الشمس؛ لأنه يستمد نوره من الشمس، فإذا حالت الأرض بينه وبين الشمس ذهب نوره، أو بعضه، أما السبب الشرعي لكسوف الشمس وخسوف القمر فهو ما بينه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بقوله: «إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، وإنما يخوف الله بهما عباده». *** 2-سئل فضيلة الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ: ما الحكمة من صلاة الكسوف؟ فأجاب فضيلته بقوله: الحكمة من صلاة الكسوف متعددة الجوانب: أولاً: امتثال أمر النبي صلى الله عليه وسلم، فلقد أمرنا أن نفزع إلى الصلاة. ثانياً: اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد صلاها. ثالثاً: التضرع إلى الله عز وجل؛ لأن هذا الكسوف، أو الخسوف يخوف الله به العباد من عقوبة انعقدت أسبابها، فيتضرع الناس لربهم عز وجل؛ لئلا تقع بهم هذه العقوبة التي أنذر الله الناس بها بواسطة الكسوف أو الخسوف. *** 3-سئل فضيلة الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ: ما الحكم لو كانت الشمس عليها غمام ونشر في الصحف قبل ذلك بأنه سوف يحصل كسوف بإذن الله تعالى في ساعة كذا وكذا فهل تصلى صلاة الكسوف ولو لم ير؟ فأجاب فضيلته بقوله: لا يجوز أن يصلي اعتماداً على ما ينشر في الجرائد، أو يذكر بعض الفلكيين، إذا كانت السماء غيماً ولم ير الكسوف؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم علق الحكم بالرؤية، فقال عليه الصلاة والسلام: «فإذا رأيتموهما فافزعوا إلى الصلاة»، ومن الجائز أن الله تعالى يخفي هذا الكسوف عن قوم دون آخرين لحكمة يريدها. *** 04 سئل فضيلة الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ: متى تشرع صلاة الكسوف والخسوف؟ إذا كان جزئياً ـ أي: في بدايته ـ أم إذا كان كليًّا؟ أجاب فضيلته بقوله: إذا رأى الكسوف ـ سواء كان كليًّا أو جزئيًّا ـ فإنه يفزع إلى الصلاة، ولا يتأخر؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك حين رأى الكسوف وأمر به، ولا يشترط أن يبقى حتى يكمل؛ لأنه أمر غير معلوم؛ ولأن قوله عليه الصلاة والسلام: «إذا رأيتموهما» يشمل الكسوف الجزئي والكلي، فينادى للصلاة: الصلاة جامعة؛ لتجمع الناس، والأفضل أن يكونوا في مساجد الجمعة؛ لأن ذلك أكثر للعدد، وأقرب للإجابة، ولهذا نص العلماء رحمهم الله على أنه يسن الاجتماع لصلاة الكسوف أو الخسوف في الجامع، ولا حرج أن يصلي كل حي في مسجده الخاص؛ لأن الأمر في هذا واسع. *** 5- سئل فضيلة الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ: هل يجوز للمرأة أن تصلي وحدها في البيت صلاة الكسوف؟ وما الأفضل في حقها؟ فأجاب فضيلته بقوله: لا بأس أن تصلي المرأة صلاة الكسوف في بيتها؛ لأن الأمر عام: «فصلوا وادعوا حتى ينكشف ما بكم»، وإن خرجت إلى المسجد كما فعل نساء الصحابة، وصلت مع الناس كان في هذا خير. *** 6- سئل فضيلة الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ: ما السنة في صلاة الكسوف؟ هل هي في المسجد أم في المصلى؟ وهل تجب فيها الجماعة؟ فأجاب فضيلته بقوله: السنة في صلاة الكسوف أن يجتمع الناس لها في مسجد الجامع؛ لأنه كلما كثر العدد، كان أقرب إلى الإجابة، وإذا صليت في المساجد الأخرى فلا حرج، وإذا صليت فرادى كما تصليها النساء في بيوتهن؛ فلا حرج أيضاً؛ لعموم قوله عليه الصلاة والسلام: «صلوا وادعوا». *** 7- سئل فضيلة الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ: ما هو الراجح في صفة صلاة الكسوف والخسوف؟ فأجاب فضيلته بقوله: الراجح في صفتها ما ثبت في «الصحيحين» من حديث عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى ركعتين، في كل ركعة ركوعان وسجودان، وأطال فيهما في القراءة، والقيام، والقعود، والركوع، والسجود، ولكنه جعل كل ركعة أطول من التي بعدها. *** 8- سئل فضيلة الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ: من المعلوم أن السنة التطويل في صلاة الكسوف لكن إذا كان يشق على الناس فماذا أصنع؟فأجاب فضيلته بقوله: نقول افعل السنة، فلست أرحم بالخلق من رسول الحق، صلى الله عليه وسلم، فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أطال في صلاة الكسوف إطالة طويلة، حتى إن بعض الصحابة مع قوتهم، ومحبتهم للخير جعل بعضهم يغشى عليه ويسقط من طول القيام، ففي حديث جابر بن عبدالله ـ رضي الله عنهما ـ قال: «كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم شديد الحر، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه، فأطال القيام حتى جعلوا يخرون»، ولهذا انصرف النبي عليه الصلاة والسلام من صلاته وقد تجلت الشمس، مع أن كسوفها كان كلياً كما ذكره المؤرخون، وهذا يقتضي أن تبقى ثلاث ساعات أو نحوه والرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقرأ ويصلي، فقرأ قبل الركوع الأول نحواً من قراءة سورة البقرة، كما في حديث ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ، وقالت عائشة ـ رضي الله عنها ـ: «ما سجدت سجوداً قط كان أطول منها»، وفي حديث أبي موسى رضي الله عنه قال: «فقام النبي صلى الله عليه وسلم يخشى أن تكون الساعة، فأتى المسجد فصلى بأطول قيام وركوع وسجود رأيته قط يفعله»، ولم يقل عليه الصلاة والسلام إني سأرحم الخلق، وأقصر وأخفف. لذا أفعل السنة، فمن قدر على المتابعة فليتابع، ومن لم يقدر فليجلس ويكمل الصلاة جالساً، وإذا لم يستطع ولا الجلوس كما لو حصر ببول أو غائط فلينصرف. أما أن نترك السنة من أجل ضعف بعض المصلين، فهذا غير صحيح. *** 9- سئل فضيلة الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ: ما الذي يشرع من القرآن لصلاة الكسوف؟ أجاب فضيلته بقوله: صلاة الكسوف لا يشرع فيها قراءة سورة معينة، بل المشروع فيها الإطالة، لكن لو أتى مثلاً بسور فيها مواعظ كثيرة فالوقت مناسب، وكان بعض مشائخنا يستحب أن يقرأ سورة الإسراء، لأن فيها آيات مناسبة منها قوله تعالى: {وَمَا مَنَعَنَآ أَن نُّرْسِلَ بِالأَْيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا الأَْوَّلُونَ وَءَاتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالأَْيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا }. المهم أنه يقرأ ما تيسر، ولكن يطيل القراءة، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم. *** 10- سئل فضيلة الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ: ما الركن في صلاة الكسوف؛ الركوع الأول أم الثاني؟ وما الذي يترتب على فوات أحدهما؟ هل يترتب إعادة الركعة بكاملها أم لا؟فأجاب فضيلته بقوله: الركن هو الركوع الأول، فإذا فاته؛ فقد فاتته الركعة، فيقضي مثلها إذا سلم الإمام؛ لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «ما أدركتم فصلوا، وما فاتكم فأتموا». *** 11- سئل فضيلة الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ: من فاته الركوع لأول من الركعة الثانية ماذا يفعل؟فأجاب فضيلته بقوله: الذي يفوته الركوع الأول من الركعة الثانية، أو الأولى تكون هذه الركعة قد فاتته، وإذا فاته الركوع الأول من الركعة الثانية؛ فقد فاتته صلاة الكسوف كلها مع الإمام، ولكنه إذاسلم الإمام يقوم فيأتي بركعتين في كل ركعة ركوعان وسجودان. *** 12- سئل فضيلة الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ: من أتم صلاة الكسوف بركوع وسجدتين بعدما سلم الإمام؛ فهل يلزمه إعادة الصلاة أم ماذا يفعل؟فأجاب فضيلته بقوله: لا يلزمه إعادة الصلاة إذا كان جاهلاً، أما إذا كان عالماً لكنه متلاعب؛ فإن صلاته تبطل. *** 13- حكم صلاة الكسوف قال بعض العلماء بوجوبها وصلاة الكسوف، وتحية المسجد ونحوهما تجب بأسبابها، وما وجب بسبب فإنه ليس كالواجب المطلق.قالوا: ولهذا لو نذر الإنسان أن يصلي ركعتين لوجب عليه أن يصلي مع أنها ليست من الصلوات الخمس، لكن وجبت بسبب نذره، فما وجب بسبب ليس كالذي يجب مطلقاً. وهذا القول قوي جداً، ولا أرى أنه يسوغ أن يرى الناس كسوف الشمس أو القمر ثم لا يبالون به، كل في تجارته، كل في لهوه، كل في مزرعته، فهذا شيء يخشى أن تنزل بسببه العقوبة التي أنذرنا الله إياها بهذا الكسوف.فالقول بالوجوب أقوى من القول بالاستحباب. وإذا قلنا بالوجوب؛ الظاهر أنه على الكفاية. *** 14- مسائل الأولى: لو حصل كسوف ثم تلبدت السماء بالغيوم فهل نعمل بقول علماء الفلك بالنسبة لوقت التجلي؟ الجواب: نعمل بقولهم؛ لأنه ثبت بالتجارب أن قولهم منضبط. الثانية: إذا لم يعلم بالكسوف إلا بعد زواله فلا يقضى؛ لأننا ذكرنا قاعدة مفيدة، وهي (أن كل عبادة مقرونة بسبب إذا زال السبب زالت مشروعيتها) . فالكسوف مثلاً إذا تجلت الشمس، أو تجلى القمر، فإنها لا تعاد؛ لأنها مطلوبة لسبب وقد زال. ويعبر الفقهاء - رحمهم الله - عن هذه القاعدة بقولهم: (سنة فات محلها) الثالثة: إذا شرع في صلاة الكسوف قبل دخول وقت الفريضة ثم دخل وقت الفريضة، فماذا يفعل؟ الجواب: إن ضاق وقت الفريضة وجب عليه التخفيف؛ ليصليها في الوقت، وإن اتسع الوقت فيستمر في صلاة الكسوف. |
15-01-10, 01:08 AM | #4 |
15-01-10, 01:30 AM | #5 |
16-01-10, 07:29 AM | #6 |
24-01-10, 04:52 PM | #7 |
|
|