غربه بين الاهل

7


7


7


كثيراً منا يعتقد أن الغربة هي تلك المسافات الشاسعة
والمفازات الطويلة بين الروح والوطن !! وبلا شك أن هذه
غربة مؤلمة لمن قلبه يهفو لدياره ويعشق ثرى أرض بلاده
ومن منا غير ذلك !!


لكن .. هذه غربة أخرى من نوع آخر .. ومهما حاولنا التهرب
من هذه الغربة إلا أن هناك قلوب كثيرة أرواحهم تعيش غربة
قاتله إنها غربة وسط الأهل ومع الأهل .. قد تستغربونها وربما
ترتسم على البعض إبتسامة عريضة لكنها هي الحقيقة التي
يجب أن نضع النقاط عليها بصورة صادقة ...


تلك الأسرة الصغيرة المكونة من عدد بسيط من الأفراد التي
يجمعها أو من المفترض يجمعها الحب والحنان والشعور بالآخر
هي من أكبر ركائزها في أحايين كثيرة تنقلب لتكون جو خانق
وقاتل .. فالإنسان بحاجة كبيرة لمن يتحدث له ويشرح له همومه
ويفضفض له مشاعره السعيدة والحزينة ليجد بالأخير يداً حانية
تطبطب عليه ليشعر من جديد برياح الأمان والعطف تنسنس عليه
ليستنشق عبيرها وليهفو عشقاً وهياماً بها ...


هذه الأسرة يعيش بعض أفرادها في ألم صامت لايُسمع ولايُرى
مجرد أجساد عابرة ليس لها من وجودها إلا أسمها الصامت ..
ولنزيد من نيران البركان حتى يثور وتتبعثر أوراقه .. بعض أفراد الاسرة
يكون الجهد الكبير عليه كله في تضحياته وبذله وعطائه .. وهو لاينتظر
شئ سوى كلمة شكر .. أو قُبلة جبين .. ولكن .. يستمر التجاهل
وغض الطرف عنه .. بل .. ربما أُلقي العتاب عليه مرات كثيرة متناسين
تقصيره معلنيين تذمرهم من تصرفاتهم .. وحتى تتزلزل الأرض قليلاً
عندما يكون الثناء على غيره ممن لم يفعلوا أي شئ يستحقون عليه
حتى كلمة شكر !!


هــــــــنا سيتحول البيت إلى سجن مظلم كالح لدى البعض .. فلا كلمة حب
تُسمع ولا حنان يُشعر به ولا نظرة إكبار وإجلال !! كلها كلمات فقط تُقرأ
في المجلات والصحف وبعض الكتب أما في الحياة فليست حقيقية !


سيستمر حاجة البعض لهذه الكلمات التي حضورها هو حضور الحنان والحب
الذي هو كيان القلب .. حتى تكون الروح كالجليد فلا تشعر بحنان ولا أمان
حتى تعيش الروح في غيبوبة كاملة عن العالم الداخلي لترسم مع نفسها
طريق الإرتماءات العاطفية التي هي الأخرى لا تعرف جادة حق أو باطل
لتصرخ صرخات تردد صداها الروح في أقسى لحظة يعيشها الإنسان !!


ثم تتوادر الأسئلة التي ما إن تبتدئ حتى لا تنتهي ..

من لي ؟؟ أين أذهب ؟؟
من أشكي له !! من يسمعني !! من يفهمني !!

من يعطيني الحنان الذي فقدته !!

تحتار الاسلئة فترجع بائسة من الإجابة !!


هنا تبدأ الأعاصير وتتضخم وتزداد سخطاً ..

تلك الفتاة التي أعياها طول الأمل ..

على بصيص حب وأمان وعطفٍ وحنان أين تتجه !!

وذاك الشاب الذي يريد ان يركن

نفسه لجانب الراحة على نهر العواطف ليشرب من جماله !!

تلك الفتاة ( الأخت / الزوجة / الأم ... الخ ) عندما تجد يداً حانية تناديها بصدق
الاشواق وعناوين الحنان .. هل سترمي هذه بروحها لتلك اليد حتى ولو كانت
عليها حتفها ونهايتها !! ربما ... نعم ..


هل سيدخل ذلك الشاب دوامة البحث عن الأمان ليجد نفسها غير قادر على
النجاة من تلك اللحظات القاتله في عمره التي لايستطيع حتى الرجوع منها
إلى سابق حياته !!

كثير هم الذين يعيشون غربة في أوساط أهاليهم سواء الزوجة مع زوجها

أو البنت مع أهلها أو الأخ مع أخوته أو الأم مع أبنائها أو أو أو أو ..... !!

هل هي فعلاً ستكون غربة أشد من الغربة الحقيقة !!

اعجبني طريقه اسلوب الكاتب ونقلتهـ ..


أترك المجال لكم
وأجمل

نقل جميل ورائع

الله يبيض وجهك اختي

الأخت القديرة النايفة
جزاك الله خيراً على نقلك هذا الموضوع الحيوي والمهم
وفعلاً إنها أشد غربة تخيم بظلالها على كثير من الأسر
ومن هنا ينشأ التفكك الأسري
تقبلي شكرنا وتقديرنا

بن فرهود


سالم البشري


تباركت المشاركه بحضوركم


نورتو


شوكرن وسهلن

الغاليه النايفه

سلمت يداك ِ على هذا النقل القيم .


و بالفعل هذه الغربه أشد قسوه من غربة الأوطان !!



بارك الله فيك ِ

جزك الله خير اختي

على الموضوع الجميل

بارك الله فيك على الموضوع

مشكوره أختي على الموضوع

و لكن ما يغترب من تعلق قلبه بالله .

نقل موفق

شكرا لكي اختي النايفة

شكر لكل ن تواجد هنا ..