للمرة الأولى في تاريخ الحج، سيتمكن بعض من حجاج بيت الله الحرام هذا العام من استقلال قطار كهربائي أثناء "نفرة الحجيج"، وسيقطعون المسافة الواقعة بين عرفات الله ومزدلفة والبالغ طولها 7 كيلو مترات في 4 دقائق، ثم ينزلون للصلاة بها وجمع الجمرات، وفي اليوم التالي يستقلون القطار مرة أخرى إلى منى التي تبعد 3 كيلو مترات عن مزدلفة لرمي الجمرات.
وأجرت الشركة الصينية المنفذة لمشروع قطار المشاعر المقدسة أمس، التجارب التشغيلية لهذا القطار في المحطة الرئيسية في عرفات الله، تمهيدًا لتشغيله بصورة جزئية خلال موسم الحج هذا العام.
كانت الشركة انتهت من تركيب السيور والقضبان الحديدية والإشارات الضوئية في جزء كبير في المسافة الواقعة بين مشعر عرفات وتنتهي عند جسر الجمرات بمنى والبالغة 14 كيلو مترا، والتي سيقطعها القطار الذي يسير بسرعة من 50 إلى 70 كيلو في الساعة في زمن قدره 7 دقائق، حاملاً 3 آلاف حاج في كل رحلة، وهو جزء من مشروع قطار الحرمين الشريفين الذي يربط مدينة جدة بمكة المكرمة والمدينة المنورة.
وسيعمل هذا القطار الذي تبلغ سرعته 360 كيلو مترا في الساعة، على نقل الحجاج والمعتمرين بين المدينتين المقدستين في زمن قدره ساعة ونصف الساعة بدلاً من 5 و6 ساعات، وبطاقة استيعابية قدرها 5 ملايين راكب سنويًا.
وخصصت الشركة المنفذة محطتين كهربائيتين للقطار، الأولى في مشعر عرفات والثانية أمام الدور الرابع لجسر الجمرات بمشعر منى، وبينهما 9 محطات فرعية بواقع 3 في كل مشعر سواء في عرفات أو منى أو مزدلفة.
وسيعمل هذا القطار الذي ستبلغ تكلفته الإجمالية 1,8 مليار دولار في موسم الحج هذا العام بطاقة تشغيلية تبلغ 35%، بينما سيعمل بكامل طاقته في موسم حج عام 2013، وراعت الشركة أن يكون القطار معلقًا ومرتفعًا عن الأرض في بعض المناطق بنحو 8 و10 أمتار، بهدف منع عرقلة سير المشاة وحركة السيارات التي تنقل الحجاج من عرفات إلى مزدلفة ثم إلى منى.