روائع شعريه |
روائع الكسرات |
|
||||||||||
الـــمـــلـــتـــقـــى الــــــــــعــــــــام [للنقاش الهادف والبناء والمواضيع الاسلامية والعامه] |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
13-06-09, 12:13 AM | #1 |
كـــاتــب
|
رحمك الله يا أمي
التاريخ 9/3/ 1429
اليوم الثلاثاء الساعة السادسة صباحآ الحدث وفاة والدتي رحمها الله وهذا الحدث زلزل كياني وقلب حالي راسٍ على عقب ليس جزعٍ من قدر الله وقضاءة معاذ الله ان يكون ذلك ولكن لسبب اني فقدت اعز أنسان على وجه الارض " ليس المـُخبـَر كالمعايـِن " هذا ما أخبرنا به الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم .. وهذا ما نطق به مـَن لا ينطق عن الهوى .. صلوات ربي وسلامه عليه .. صدقتَ يا رسول الله : " ليس المـُخبـَر كالمعاين " ليس من أ ُخبـِرَ كمن عايـَن .. وليس من سمع كمن عايـَش .. ليس الواصف كالموصوف له .. وليس الرائي كالمحكيِّ له .. نعم يا أمي .. ليس المعزِّي كالمـُعـَزَّى .. وليس المواسي كالمواسى .. كنتُ يا أمي عندما أقوم بتعزية أحدٍ بفقدِ عزيز ٍ له .. كنتُ أعزِّيه بعباراتٍ ما تمعـَّنتُ بمدى تأثيرها على صاحب المصيبة إلا بعد أن فقدتـُّك .. وكنتُ أقول له كلمات ما تفكـَّرتُ بها وبمدى جدواها في هذا المـُبتلـَى إلا بعد أن وقعت في الموقف ذاته .. ليست لأنها عبارات خاطئة .. بل على العكس تماماً هي الحق ذاته .. ولا لأنها كلمات غير صحيحة .. بل هي الصواب بعينه .. لكن لأنها يا أمي عبارات كانت تخرج من فم من لم يذق مرارة الفـَقـْد .. وكلمات تصدر ممن لم يعرف طعم الفراق .. كنتُ أقول للمـُبتـَلى بهذا الفقد يا أمي : الميـِّتُ الآن لا يريد منكَ دموعك .. ولا يرضيه منكَ بكاءك .. مـَن فقدتـَّه يطلب منك الدعاء .. والدعاء فقط .. كلام لا يختلف على صحـَّته اثنان .. وحقيقة لا ينكرها إلا أحمقٌ أو جاهل .. لكنني ما كنتُ أفهم يا أمي أبداً بأن الدموع ليست مجرد قطرات تسيل في العينين واقعة تحت آلة تحكـُّم أو جهاز سيطرة يوقفها المرء متى أراد ويكبتها متى شاء .. ما كنتُ أدرك أن الله تعالى ما خلق الدموع إلا للبكاء .. وما جعل البكاء إلا للتنفيس عن الهموم والأحزان .. وهذا من عظيم لطفه وآيات رحمته ودلائل رأفته بعباده – جلَّ شأنه - .. نعم يا أمي .. نعم يا توأم روحي .. أعلم يقيناً أنكِ في غنىً عن بكائي .. وأعرف تماماً أنك إلى الدعاء والصدقات أحوج بكثير من هذه الدموع التي تسيل من عينيَّ .. ولكن .. أنـَّى لهذا القلب أن يستوعب هذه الحقيقة .. وأنـَّى لهذه العين أن تقنـَع بهذا القول .. أعتذر منكم يا مـَن عزَّيتـُكم بلساني .. ولم أشعر بأوجاعكم بجـَناني .. أعتذر منكم يا من واسيتـُكم بالأقوال .. ولم أتحسَّس آلامكم بالأفعال .. أعتذر منكم يا مـَن قدَّمتُ لكم التعازي ثم مضيتُ بحال سبيلي .. ولم أتلمـَّس آلام الفقد في قلوبكم .. أعتذر منكم جميعاً لأن المـُخبـَر ليس كالمعاين .. فهل قبلتم اعتذاري ؟؟.. كيف يمكن لنا يا أمي – ونحن المؤمنون بالنبي صلى الله عليه وسلم .. الواثقون بصدق كلامه – كيف يمكن لنا أن نعيَ حقيقة ً وفعلاً لا ادِّعاءَ وقولا وصيـَّة جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم حين قال له : " يا محمد .. عش ما شئت فإنك ميـِّت .. وأحبب من شئت فإنك مفارقه " ؟؟.. كيف يمكن للقلب أن يساير العقل في إيمانه ويقينه بهذه الحقيقة ؟؟.. كيف يمكن لنا أن نعكس هذا الإيمان في أفعالنا وتصرُّفاتنا ؟؟.. كم أنتم في نعيم ٍ حقيقي يا مـَن نزَّهتم قلوبكم عن التعلـُّق بما سوى الله .. فتعلـَّقتـُم بالحي الذي لا يموت وبالحاضر الذي لا يغيب أبدا .. كم أنتم منعـَّمون في جنة الأرض عندما عشقتـُم الذات الإلهية .. فلم تخافوا من قدر ٍ اسمه ( الموت ) ولم تحزنوا على حياةٍ اسمه ( الدنيا ) .. بل كان الموت بالنسبة لكم هو العودة من غربةٍ طالت عليكم إلى حبيبٍ طال اشتياقكم إليه .. وكم هي كبيرة ٌمصيبتكم يا مـَن لا تؤمنون بالله الواحد القهار عند فـَقـْدكم لعزيز ٍ لكم .. وكم هو جـَللٌ خطـْبكم يا من لا توقنون بيوم ٍ موعود اسمه ( يوم القيامة ) .. كم هو أسفكم عظيم وحزنكم جسيم يا مـَن لا تعتقدون بحياة اسمها ( البرزخ ) تجتمعون فيها بأحبـَّتكم الذين فقدتموهم .. فتخففوا لوعة الحزن والألم لهذا الفقد وهذا الفراق .. إذا كنتُ أنا .. وأنا ما علي من الذنوب والخطايا ومن التقصير في حق الله تعالى يا أمي .. إذا كنتُ أنا .. وأنا الفقير إلى رحمة ربي .. ولا أدري ماذا سيـُفعل بي بعد انتهاء المهلة التي أمدَّني بها خالقي جلَّ شأنه .. إذا كنت أنا .. وهذا هو حالي .. أنتظر الموت تشوُّفاً وتشوُّقاً لرؤياك ولقائك يا أمي والاجتماع بك .. وما يدفعني في ذلك إلا عظيم أملي وكبير رجائي برحمة ربي تبارك وتعالى .. إذا كنتُ أنا كذلك .. فكيف هي إذاً فرحة السيدة البتول فاطمة الزهراء - رضوان الله عليها - عندما بشَّرها أبوها بأنها أول أهل بيته لحوقاً به .. أرواحنا فداه صلوات ربنا وسلامه عليه ؟؟.. كيف هي إذاً فرحة ذي النورين سيدنا عثمان عندما بشـَّره الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم في الرؤيا صبيحة يوم استشهاده بأن فِطره من صيامه سيكون معه ومع صاحبيه رضوان الله عليهم أجمعين ؟؟.. كيف هي فرحة سيدنا بلال - رضوان الله عليه - عندما هيـَّأ نفسه في نزعه الأخير لأن يلقى الأحبـَّة .. محمداً وصحبه ؟؟.. كيف هي فرحة العشرة المبشـَّرين بالجنة – رضوان الله عليهم - عند إدبارهم من الدنيا وإقبالهم على الآخرة .. وهم موقنون بلقاء ربهم وهو عنهم راض .. وواثقون بالاجتماع مع حبيبهم ونبيـِّهم وقائدهم محمد صلى الله عليه وسلم وهو بهم فرحٌ مسرور ؟؟.. كيف هي فرحة كل صحابيٍّ عند دنوِّ أجله – رضوان الله عليهم أجمعين – وقد امتدحهم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : " اللهَ اللهَ في أصحابي .. والله لو أنفق أحدكم مثل أ ُحـُدٍ ذهبا ما عادل ذلك مـُدَّ أحدهم ولا نصيفه " كيف هي فرحة أولئك كلهم عند احتضارهم وتهيئة أنفسهم للقاء من بذلوا أرواحهم وكل ما يملكون لأجله تبارك وتعالى ؟؟.. يا رب .. ليس لي إلا الدعاء .. يا رب .. عاملـْني بما أنت أهله من الجود والكرم .. ولا تعاملـْني بما أنا أهله من العذاب والنـِّقم .. يا رب .. لا تحرمـْني خيرات ما عندك لشرور ما عندي .. يا رب .. عاملـْني بعظيم رحمتك ولا تعاملـْني بمنتهى عدلك .. فإنك يا ربِّ إن عاملـْتني بعدلك هلكتُ.. وإن عاملـْتني برحمتك وعفوك نجوتُ .. يا رب .. أنت تعلم أنه عندما يتمُّ قضاؤك فيَّ فإنني لن آتيك بعمل ٍ هو أرجى عندي من قولي : " أشهد أن لا إله إلا الله .. وأن محمداً رسول الله " وكذلك يا ربِّ والداي الحبيبان .. ما قـَدِما إليك بعمل ٍ هو أعظم من هاتين الشهادتين .. وأنت قلتَ يا ربِّ في كتابك الكريم : [ إن الله لا يغفر أن يـُشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ] فاجعل يا ربِّ والديَّ الحبيبين .. واجعلني وإخوتي معهما ممن شئت لهم المغفرة والقبول فأدخلتـَهم في عموم قولك : [ رضي الله عنهم ورضوا عنه ] ففازوا بجنة عرضها السماوات والأرض .. أعددتـَّها يا إلهي للمتقين .. اللهم آمين .. اللهم آمين اللهم آمين يا رب العالمين |
13-06-09, 12:37 AM | #2 |
13-06-09, 12:50 AM | #3 | |
عضو نشط
|
الأخ الغالي ابو مالك رحم الله والديك ووالدينا وأسكنهم فسيح الجنان مع الصديقين والشهداء ونسأل الله حسن العمل وحسن الخاتمة |
|
13-06-09, 01:26 AM | #4 | |
إنتقل إلى رحمة الله تعالى
|
الله يرحمها ويرحمنا وجميع اموات المسلمين يارب العالمين 000
|
|
13-06-09, 02:20 AM | #5 | |
عــضــو
|
الله يرحمهم ويرحم جميع المسلمين
|
|
|
|