بعد رفقه دامت أكثر من 20 عاما
"اسم الوالدة" يؤدي لمقتل شاب سعودي على يد صديقه الحميم
دبي- العربية.نت
أقدم شاب سعودي لم يتجاوز الثلاثين من عمره على قتل "صديق عمره" الذي تربطه به صداقة حميمة منذ أكثر من عشرين عاما بسبب سخرية القتيل من اسم والدة القاتل "الغريب"، وحدث الأمر أمام حشد من اصدقائهما.
ويقول "ياسر.ع" أنه كان والمجني عليه "يحيى" مثل الأخوة، "كنا نلعب معاً ولا نفارق بعضنا بعضا حتى مع دخولنا إلى المدرسة، إذ كونا قوة ضاربة بحيث لا يستطيع أحد من الصبية الآخرين أن يتعرض لنا بشيء إلا وأبرحناه ضرباً..تواصلت حياتنا على هذا السياق حتى أنهينا معاً المرحلة الابتدائية، وأعقبناها بالمتوسطة، وواصل هو إنهاء المرحلة الثانوية؛ لكنني لم أستطع إكمالها فاشتريت "دبابا" (دراجة نارية) صغيراً أعمل عليه صباحاً ومساء لكسب الرزق، وكان يحيى يملك مفتاحاً له أيضاً، مما يدل على عمق الصداقة التي بيننا".
ويتابع ياسر سرد قصته من سجنه لمجلة "سيدتي"، "تقدم يحيى للزواج من شقيقتي، ولكنها اشترطت إكمال دراستها والمتبقي منها 4 سنوات، ورغم محاولاتنا إقناع الطرفين، لكننا لم ننجح في تقريب وجهات النظر، فانفض الأمر على عدم التوافق بينهما وذهب كل واحد منهما ليشق طريقه".
ويواصل ياسر حديثه إذ يقول: لاحظت بعد تلك الحادثة أن صديقي ليس الذي عرفته خلال السنوات السابقة، بدأ بالابتعاد عني وعدم الالتقاء بي، فتركته فترة من الزمن، ولكنه زاد من ابتعاده وكأنه جرح من داخله، ولا يريد أن يراني ليتذكر ذلك الجرح في عدم نجاحه بقبول رضا شقيقتي".
خوفا من العين
وفي إحدى الليالي - والحديث لياسر- التقيت بيحيى، "وبدا واضحاً فتور العلاقة بيننا، وبدأنا الحديث حول كثير من المواضيع، وانتهى بنا المطاف لمناقشة أسماء الأمهات ومدى سوء الكثير منها، وبدأ الشباب يذكرون أسماء سيئة للغاية، وكان اسم والدتي من الأسماء الغريبة فعلاً، وقد أسماها جدي رحمه الله خوفاً عليها من العين بحسب اعتقاده، ولم يكن أحد يعرف اسمها سوى يحيى، ومن هنا بدأت المشكلة".
فجأة وبدون سابق إنذار وقف يحيى وقال بأسلوب غريب، "هل تعرفون اسم أم ياسر؟"، ثم التفت إلى ياسر،"وكأنه يريد أن يقهرني بأي طريقة وينفس عما بداخله، ولم أرد عليه، فقال الاسم وبدأ الجميع بالضحك والسخرية مني في حين بلغ مني الغيظ مبلغاً كبيراً، فقلت له: (لو كنت رجلاً حقيقياً لما كشفت أسرار جارك)، وهنا بدأ النقاش يحتد بيننا ووصل إلى أن أخذ كل منا يدفع الآخر، ودخلنا في شجار رغم محاولات الموجودين لإطفاء النار، ولكن دون فائدة، حيث استللت السكين التي أحملها في سيارتي، وذهبت بها وأنا غير واع لما أفعل، وحاولت إخافته؛ ولكنه لم يخف فطعنته بها مرتين".
واستطرد ياسر قائلاً: "لم أنتبه إلا والدماء تسيل من بطنه، وأعادني إلى وعي صوت أحدهم يصيح قائلاً: (ياسر قتل يحيى)، فأطلقت ساقي للريح تاركاً حتى سيارتي، واستمررت في الجري بعيداً عن مكان الجريمة لمدة نصف ساعة، واختبأت في إحدى العمائر حتى ساعات الفجر، ثم قررت الاتصال بوالدي الذي رد عليّ بصوت حزين، وطلب مني العودة فوراً إلى المنزل، حيث سلمني إلى الشرطة فوراً تحقيقاً للعدالة، وقال لي بالحرف الواحد (أنت ابني ولكنك قتلت ابني الآخر ولا بد أن تنال جزاءك)".