سيدنا ادم عليه السلام....

04-03-08, 12:56 PM

مرحلة تكوين آدم...

قال تعالى: (واذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الأرض خليفة قالو أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال اني أعلم مالا تعلمون)

قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (ان الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض فجاء بنو آدم على قدر الأرض فجاء منهم الأبيض والأسود وبين ذلم والسهل والحزن وبين ذلك والخبيث والطيب وبين ذلك)

بعث الله عز وجل جبريل في الأرض ليأتيه بطين منها، فقالت الأرض: أعوذ بالله منك أن تنقصني أو تشينني، فرجع ولم يأخذ، وقال: ربي انها عاذت بك فأعذتها.

فبعث الله ميكائيل فعاذت منه وأعاذها،فرجع فقال كما قال جبريل.

فبعث الله ملك الموت فعاذت منه فقال: وأنا أعوذ بالله أن أرجع ولم أنفذ أمره، فأخذ من وجه الأرض وخلط، ولم يأخذ من مكان واحد، وأخذ من تربة بيضاء وحمراء وسوداء، فلذلك خرج بنو آدم مختلفين.

فصعد بالتراب الى السماء وخلطه بالماء فأصبح طينا..

قال تعالى: (اني خالق بشرا من طين).

فخلقه الله بيده الكريمه.. فكان جسدا بلا روح أربعين سنة. وكانت الملائكة تمر عليه وتفزع منه وكان أشدهم فزعا هو ابليس.. فكان ابليس يمر عليه ويضربه فيسمع صوتا كصوت كصلصلة الفخار.

قال تعالى: (من صلصال كالفخار) ..

وكان ابليس يفكر ويقول: لابد انك خلقت لأمر عظيم!! فدخل من فمه وخرج من دبره وقال للملائكة: لاتخافو من هذا فان ربكم صمد وهذا أجوف، لئن سلطت عليه لأهلكنه.

كان ابليس يتباهى بقدرته على اهلاك هذا الجسد الخالي من الروح لأنه تجول في أعماقه واكتشف انه جسد ضعيف.

بعد انقضاء اربعون سنة قدر الله أن ينفخ فيه الروح فقال للملائكة: اذا نفخت فيه من روحي فاسجدو له.

قال تعالى: (فاذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعو له ساجدين)

أول من سجد من الملائكة اسرافيل، فآتاه الله أن كتب القرآن في جبهته تكريما له.

قال تعالى: (فسجد الملائكة كلهم أجمعون * الا ابليس استكبر وكان من الكافرين * قال يا ابليس مامنعك أن تسجد لما خلقت بيدي أستكبرت أم كنت من العالين * قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين * قال فاخرج منها فانك رجيم * وان عليك لعنتي الى يوم الدين * قال ربي فأنظرني الى يوم يبعثون * قال انك من المنظرين * الى يوم الوقت المعلوم * قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين * الا عبادك منهم المخلصين)

ومن هنا بدأت عداوة ابليس لآدم وذريته.. من أول لحظات تواجد آدم في الحياة.

لانريد الدخول في تفاصيل عصيان ابليس لرب العالمين.. ونعود الى حكاية آدم عليه السلام.

دخول الروح لجسد آدم..

عندما دخلت الروح في جسد آدم بدأت في منطقة الرأس فدخلت في عينيه ونظر الى فاكهة الجنه ثم دخلت الروح في أنفه ولسانه، فعطس آدم فقالت الملائكة: قل الحمدلله، فقال: الحمدلله، فقال الله عز وجل: رحمك ربك ياآدم، ثم دخلت الروح في جوفه وقلبه فاشتهى الطعام فوثب قبل أن تبلغ الروح الى ساقيه وسقط..

فقال تعالى: ( خلق الانسان من عجل)

ثم قدر الله سبحانه وتعالى أن يعلم آدم أسماء كل شي.. كان عقل آدم كعقل الطفل لايفقه شيئا ولا يعلم شيئا ويحتاج الى من يعلمه ويرشده، لأن الله عز وجل خلقه على هيئة رجل ولم يكن له أبوان لذلك تلقى العلم من ربه وهذا شرف عظيم يضاف الى الشرف الأول وهو أن الله عز وجل خلقه بيده الكريمه وصوره فأحسن صورته.

علمه الله أسماء الحيوانات والطيور والأشجار ومنافع كل منها ومضار كل منها وعلمه الأدب وحسن السلوك وعلمه كيف يحمي نفسه وكيف يبتعد عن الأخطار وعلمه سنن الله في كونه مثل الأمطار والرياح ودوران القمر و شروق الشمس وانفجار البراكين... في لحظات قصيرة أصبح آدم موسوعة علمية متنقله.

قال تعالى: (وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال انبئوني بأسماء هؤلاء ان كنتم صادقين * قالو سبحانك لاعلم لنا الا ماعلمتنا انك انت العليم الحكيم * قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبئهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم اني أعلم غيب السماوات والأرض وأعلم ماتبدون وماكنتم تكتمون)

قال عليه السلام: ( خلق الله آدم وطوله ستون ذراعا ثم قال اذهب فسلم على أولئك النفر من الملائكة فاستمع مايجيبونك فانها تحيتك وتحية ذريتك)

بعثه الله الى مجموعة من الملائكه وقال له: اذهب الى هؤلاء وسلم عليهم.. فجاء فسلم فردو عليه: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته.. فقال تعالى: هذه تحيتك وتحية ذريتك من بعدك، فقال آدم: يارب .. وماذريتي؟؟ فأراه الله سبحانه وتعالى ذريته.

ذرية آدم...

قال عليه السلام: (لما خلق الله آدم مسح ظهره، فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها من ذريته الى يوم القيامة)

ثم استنطقهم الله عز وجل بقدرته وعظمته..

قال تعالى: (ألست بربكم قالو بلى شهدنا)

خاطبهم رب العزة والجلال اعلمو ان لا اله غيري ولا رب غيري ولا تشركو بي شيئا واني سأرسل اليكم رسلا ينذرونكم عهدي وميثاقي وأنزل عليكم كتابي، فقالو نشهد أنك ربنا... فأقرو بالطاعة.

ثم نظر اليهم آدم فرأى فيهم الغني والفقير والطويل والقصير والأبيض والأسود والأعرج والأعور والمريض وغير ذلك.. فقال: يارب ألا سويت بين عبادك، فقال عز وجل: كي تشكر نعمتي.

ثم قسمهم الله الى قسمين، أهل اليمين وأهل الشمال

وقال: (هؤلاء للجنة ولا أبالي وهؤلاء للنار ولا أبالي)

جحـود آدم...

نظر آدم الى ذريته وكانو كالذر المضيء يعني مثل حبات الرمل المضيئة..

فشاهد فيهم رجلا مزهرا ويشع بقوه... قال: اي ربي من هذا؟ قال: هذا ابنك داود، قال: اي ربي كم عمره؟ قال: ستون عاما، قال: اي ربي زد في عمره، قال: لا الا أن أزيده من عمرك.. وكان عمر آدم ألف عام.. فوافق آدم.. فكتبها الله أن انقصها من عمر آدم وأضافها الى داود

فلما احتضر آدم أتته ملائكة الموت لتقبض روحه، قال: انه قد بقي لي من عمري أربعون عاما، قيل له: انك قد وهبتها لابنك داود، قال: مافعلت..

قال عليه السلام: (ان أول من جحد آدم)

جحد آدم وجحدت ذريته.. وعصى آدم وعصت ذريته.. ونسي آدم ونست ذريته.. لذلك أمر الله بكتابة العقود وتواجد الشهود.

تفضل الله وتكرم على آدم وتجاوز عنه وأتم عمره الى ألف سنه وكذلك تفضل وتكرم على داود وأتم عمره الى مئة سنه.

وجــود حواء...

كان آدم يطوف بالجنة وحيدا فنام نومة واستيقظ وعند رأسه امرأة قد خلقها الله من ضلع آدم.. فسألها: ما أنتي؟ قالت: امرأة.. قال: لما خلقتي؟ قالت: لتسكن الي.. فقالت الملائكة: هل تعرف اسمها يا آدم؟ قال: حواء قالو: ولماذا كانت حواء؟؟ قال: لأنها خلقت من شيء حي وستكون أصلا لكل حي

قال تعالى: (ياأيها الناس اتقو ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها)

ثم سكن آدم وزوجته في الجنة وأمرهم الله ان لايقربا من شجرة معينة اختبارا لطاعتهما.

قال تعالى: (ويا آدم اسكن انت وزوجك الجنة)

اوصاف آدم وحواء...

قال عليه السلام: (ان أباكم كان كالنخلة السحوق ستون ذراعا، كثير الشعر مواري العورة، فلما أصاب الخطيئة في الجنة بدت له سوأته، فلقيته شجرة فأخذت بناصيته، فناداه ربه: أفرارا مني ياآدم؟؟ قال: بل حياء منك يارب)

كان آدم طوله ستون ذراعا وعرضه سبعة أذرع. وكان يشبه النخلة.. كان طويلا وشعره كثير ورأسه كبير لأنه أول البشر وهذا الحجم الكبير لكي يحمي نفسه من أخطار الحيوانات في الأرض

وكانت حواء من أجمل نساء الأرض فهي أصل الخليقة ومنها خرجت أنواع النساء، الطويلة والقصيرة والجميلة والقبيحة والبيضاء والسمراء وكانت ودودا ولودا في كل سنة تضع توأم.

عصيان آدم ونزوله من الجنه...

قال عليه السلام: (خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أدخل الجنه، وفيه أخرج منها، وفيه تقوم الساعة)

حذر الله آدم ان لايأكل من الشجرة.. وبعد فترة نسي آدم هذا التحذير و أكل منها لأن الشيطان كان يزين له تلك الشجره ويقول له هذه شجرة الخلد.. وكانت نتيجة معصيته لأمر الله أن ظهرت عورته وبدت واضحه للعيان بعد أن كانت مستترة بستر من نور يغطي جسمه هو وزوجته حواء.. وعندما اكتشفا هذا الأمر سحبا أوراق الأشجار لكي يستترو عن الأعين

قال تعالى: (فأكلا منها فبدت لهما سوأتهما فطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة)

قال تعالى: (فوسوس اليه الشيطان قال ياآدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لايبلى)

كان ابليس حريص على الفتنه ويريد الانتقام من آدم لأنه كان سببا في طرده من رحمة الله.

ثم عاتب الله سبحانه وتعالى آدم وحواء

قال تعالى: (ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما ان الشيطان عدو مبين)

فاعتذر آدم وشعر بالندم على خطأه ولكن الله عز وجل قدر أن يهبطو من الجنة عقابا لهم

قال تعالى: (قال اهبطو بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع الى حين)

نزل آدم في الهند.. وحواء في الحجاز.. وابليس في العراق...

وكان في قبضة آدم الحجر الأسود وبعض أوراق الجنة.. فزرع الأوراق هناك وتكاثرت أشجار الطيب والعود والعنبر في مناطق الهند

كان آدم يبكي ويقول لزوجته آذاني الحر.. لأنه كان ذو شعر طويل على كل اجزاء جسده.. فعلمته الملائكة كيف يصنع ثيابه من الصوف والقطن

اولاد آدم...

كانت حواء تلد في كل مرة توأم.. ولد وبنت.. ولايحق لهما الزواج من بعضهما..

قابيل كانت له أختا رائعة الجمال وكان يرغب فيها ولكنها لاتحل له لأنها ولدت معه وتعتبر أخته وهذا سبب قتله لأخوه هابيل

تـوبة آدم...

قال تعالى: (فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه)

والكلمات هي...

اللهم لا اله الا أنت سبحانك وبحمدك..

ربي اني ظلمت نفسي فاغفر لي انك خير الراحمين..

اللهم لا اله الا أنت سبحانك وبحمدك..

ربي اني ظلمت نفسي فتب علي انك أنت التواب الرحيم.

قال آدم: يارب ألم تخلقني بيدك؟

قيل له: بلى

قال آدم: ونفخت في من روحك؟

قيل له: بلى

قال آدم: وعطست وقلت يرحمك الله.. وسبقت رحمتك غضبك؟

قيل له: بلى

قال آدم: وكتبت علي أن أعمل هذا؟

قيل له: بلى

قال آدم: أفرأيت ان تبت هل أنت راجعي الى الجنة؟؟

قيل له: نعم

وفاتــه...

ان آدم لما حضره الموت قال لبنيه.. اني اشتهي ثمار الجنة

فذهبو يبحثون له عن العنب.

فاستقبلتهم الملائكة وقالو لهم: يا بني آدم ماتطلبون؟

قالو: أبونا مريض واشتهى من ثمار الجنه

قالت الملائكة: ارجعو فقد قضى أبوكم

فجاءو فلما رأتهم حواء عرفت أنهم ملائكة الموت فلاذت بآدم ..

فقال آدم: اليك عني لاتحولي بيني وبين ملائكة ربي..

فقبضوه وغسلوه وكفنوه ودفنوه..

ثم قالو: يابني آدم هذه سنتكم

ان رسولنا الكريم عليه السلام عندما مر في السماء الدنيا في رحلة الاسراء والمعراج شاهد آدم وعلى يمينه أسودة وعلى يساره أسودة.. فاذا نظر عن يمينه ضحك واذا نظر عن شماله بكى.. فقال محمد: ياجبريل ماهذا؟.. قال: هذا آدم وهؤلاء بنيه فاذا نظر لأهل الجنة ضحك واذا نظر لأهل النار بكى.
منقول...