سيزر لا يتصور تراجعا للنظام العلماني في بلاده
"مخاوف علمانية" من "المد" الفكري والثقافي الإسلامي في تركيا
أنقرة - أ ف ب
رغم مرور 83 عاما على تأسيس الجمهورية التركية التي تتبع كما يرى الكثير "نظاما علمانيا صارما" أرسى جذوره الزعيم التركي مصطفى أتاتورك، إلا أن الاسئلة حول "علمانية" الدولة ومدى "تأثير" الدين سلبا أوا يجابيا ما زالت تدور رحاها في مختلف مناحي الحياة، ويبدي الكثيرين من المدافعين عن العلمانية مخاوفا كبيرة من انتشار المظاهر الإسلامية في البلاد.
وفي هذا الصدد، أكد الرئيس التركي احمد نجدت سيزر السبت 28- 10- 2006 انه "لا يتصور" تراجعا للنظام العلماني التركي وذلك في رسالة عشية الذكرى الثالثة والثمانين لاعلان الجمهورية التركية. وقال سيزر أن "مبدا العلمانية هو حجر الاساس في عملية التغيير" التي اطلقها مصطفى كمال اتاتورك في 29أكتوبر/ تشرين الأول 1923 عندما اعلن قيام الجمهورية التركية لخلافة السلطنة العثمانية، وشدد على أن القبول بتنازلات تخل "بمكاسب ومبادئ الجمهورية التركية أمر لا يمكن تصوره".
يشار الى ان سيزر, "المدافع الصارم" عن النظام العلماني القائم, من انصار حظر ارتداء النساء الحجاب الاسلامي داخل المباني الحكومية والجامعات حيث يرى المدافعون عن العلمانية في هذه الظاهرة مؤشرا لدعم التيار الاسلامي. وكان دائما يرفض استدعاء النساء المحجبات إلى الاحتفال التقليدي الذي يقام بمناسبة 29 اكتوبر/ تشرين الأول في القصر الرئاسي في موقف اثار استياء العديد من نواب حزب العدالة والتنمية الحاكم منذ 2002وقاطع هؤلاء النواب وزوجاتهم الاحتفالات الرئاسية.
ولهذا السبب حضر رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان دون زوجته حتى الآن هذه الاحتفالات. وقالت صحيفة حريات ان سيزر فرض مجددا هذه السنة نفس القيود في اللباس خلال هذه المناسبة ويتوقع أن يحضر خمسون نائبا فقط من حزب العدالة والتنمية من اصل 355, احتفال غد الاحد.
كما حذر الرئيس سيزر أيضا من تصرفات الجمعيات الاسلامية التي يحظرها القانون لكنها تستفيد في الواقع من غض النظر والتي قال أنها "تسعى الى توسيع نفوذها لا سيما في مجال التربية". وقال ان "جهودها الرامية الى المزيد من النفوذ وفرض سلطتها على المواطنين غير مقبولة".
وغالبا ما عارض الرئيس سيزر مشاريع قوانين اقترحتها حكومة اردوغان معتبرا انها محاولات لتوسيع نطاق الدين في التربية الوطنية.