روائع شعريه |
روائع الكسرات |
|
||||||||||
الـــمـــلـــتـــقـــى الــــــــــعــــــــام [للنقاش الهادف والبناء والمواضيع الاسلامية والعامه] |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
10-04-09, 11:21 AM | #1 |
عضو ماسي
|
[قصة]توبة هارون الرشيد.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
توبة هارون الرشيد .. قال الفضل بن الربيع : حج أمير المؤمنين هارون الرشيد ، فبينما أنا نائم بمكة إذ سمعت قرع الباب، فقلت: من هذا؟ قال: أجب أمير المؤمنين، فخرجت مسرعاً، فقلت: يا أمير المؤمنين لو أرسلت إلي لأتيتك، فقال: ويحك، قد خطر في نفسي شيء، فانظر لي رجلاً أسأله، فقلت: هاهنا سفيان بن عيينة، فقال: امض بنا إليه. فأتيناه ، فقرعت الباب، فقال: من ذا؟ قلت: أجب أمير المؤمنين ! فخرج مسرعاً، فقال: يا أمير المؤمنين لو أرسلت إلي لأتيتك. فقال له: خذ لما جئناك له - رحمك الله - فحدثه ساعة، ثم قال له: عليك دين ؟ قال: نعم. قال: اقض دينه. فلما خرجنا، قال: ما أعنى عني صاحبك شيئاً، انظر لي رجلاً أسأله. فقلت هاهنا عبدالرزاق بن همام . فقال : امض بنا إليه فأتيناه فقرعت عليه الباب فقال: من هذا فقلت : أجب أمير المؤمنين! فخرج مسرعاً، فقال: يا أمير المؤمنين، لو أرسلت إلي لأتيتك. قال : خذ لما جئناك له - رحمك الله - فحادثه ساعة، ثم قال: أعليك دين؟ قال: نعم. قال : يا عباسي اقض دينه، ثم انصرفنا، فقال لي: ما أغنى عني صاحبك شيئاً، انظر لي رجلاً أسأله . قلت: هاهنا الفضيل بن عياض. فقال: امض بنا إليه. فأتيناه وإذا هو قائم يصلي، يتلو آية من القرآن يرددها. قال: اقرع الباب فقرعته. فقال: من هذا؟ قلت: أجب أمير المؤمنين فقال: مالي ولأمير المؤمنين؟ فقلت: سبحان الله أما عليك طاعته؟ فنزل ففتح الباب، ثم ارتقى إلى الغرفة فأطفأ السراج، ثم التجأ إلى زاوية من زوايا البيت، فدخلنا فجعلنا نجول عليه بأيدينا، فسبقت كف هارون قبلي إليه. فقال: يا لها من كف ما أنعمها وألينها إن نجت غداً من عذاب الله، فقلت في نفسي: ليكلمنه الليلة بكلام نقي من قلب نقي. فقال له: خذ لما جئناك له - رحمك الله - فقال: إن عمر بن عبدالعزيز لمّا ولي الخلافة دعا سالم ابن عبدالله، ومحمد بن كعب القرظي، ورجاء بن حيوة فقال لهم: قد ابتليت بهذا البلاء، فأشيروا علي. فَعَدَّ الخلافة بلاء، وعددتها أنت وأصحابك نعمة؟ فقال له سالم بن عبدالله: إن أردت النجاة من عذاب الله فصم عن الدنيا وليكن إفطارك منها الموت. وقال له محمد بن كعب: إن أردت النجاة من عذاب الله فليكن كبير المسلمين عندك أباً، وأوسطهم أخاً، وأصغرهم عندك ولداً، فوقر أباك، وأكرم أخاك، وتحنن على ولدك. وقال له رجاء بن حيوة: إن أردت النجاة من عذاب الله فأحب المسلمين ما تحب لنفسك واكره لهم ما تكره لنفسك، ثم مت إذا شئت. وإني لأقول لك هذا وإني لأخاف عليك أشد الخوف في يوم تزل فيه الأقدام فهل معك - رحمك الله - مثل هؤلاء من يشير عليك أو يأمرك بمثل هذا؟ فبكى هارون بكاءً شديداً حتى غشي عليه. فقلت له: ارفق بأمير المؤمنين. قال: يا ابن أم الربيع تقتله أنت وأصحابك وأرفق به أنا؟ ثم أفاق، فقال زدني رحمك الله؟ فقال: بلغني يا أمير المؤمنين أن عاملاً لعمر بن عبدالعزيز شكا إليه قال: فكتب عمر: يا أخي: اذكر طول سهر أهل النار في النار مع خلود الأبد، فإن ذلك يطرد بك إلى باب الرب نائماً ويقظان، وإياك أن ينصرف بك من عند الله إلى النار فيكون آخر العهد ومنقطع الرجاء، قال: فلما قرأ الكتاب طوى البلاد حتى قدم على عمر. فقال له: أقدمك؟ قال: خلعت قلبي بكتابك، لا وليت لك ولاية حتى ألقى الله. فبكى هارون الرشيد بكاءً شديداً ثم قال له: زدني رحمك الله - فقال: يا أمير المؤمنين إن العباس عم المصطفى صلى الله عليه وسلم جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: أمّرني فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "يا عباس: يا عم النبي نفس تنجيها خير من إمارة لا تحصيها إن الإمارة حسرة وندامة يوم القيامة، فإن استطعت أن لا تتأمرن على أحد فافعل" قال: فبكى هارون بكاءً شديداً، ثم قال له: زدني - رحمك الله -. قال: يا حسن الوجه أنت الذي يسألك الله عن هذا الخلق، فإن استطعت أن تقي هذا الوجه من النار فافعل، وإياك أن تصبح وتمسي في قلبك غش لرعيتك، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أصبح لهم غاشاً لم يرح رائحة الجنة". رواه البخاري. فبكى هارون بكاءً شديداً، ثم قال: عليك دين ؟ قال: نعم، دين لربي لم يحاسبني عليه، فالويل لي إن ساءلني، والويل لي إن ناقشني، والويل لي إن لم ألهم حجتي ! فقال: إنما أعني من دين العباد. قال: إن ربي لم يأمرني بهذا، إن ربي أمرني أن أصدق وعده، وأطيع أمره، فقال: قال الله عز وجل في سورة الذاريات - آية 56 - 58 (وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون، ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون. إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين) فقال له: هذه ألف دينار، خذها فأنفقها، وتقو بها على عبادة ربك، فقال: يا سبحان الله: أنا أدلك على النجاة وأنت تكافيني بمثل هذا أسلمك الله ووفقك - ثم صمت، فلم يكلمنا فخرجنا من عنده، فلما أن صرنا على الباب، قال لي هارون: يا عباسي إذا دللتني على رجل فدلني على مثل هذا، هذا سيد المسلمين اليوم. قال غير أبي عمر: فبينما نحن كذلك إذ دخلت عليه امرأة من نسائه فقالت: يا هذا قد ترى سوء ما نحن فيه من ضيق الحال. فلو قبلت هذا المال تفرجنا به؟! قال: مثلي ومثلكم كمثل قوم كان لهم بعير يأكلون من كسبه، فلما كبر نحروه وأكلوا لحمه. فلما سمع هارون الكلام، قال: نرجع فعسى أن يقبل المال، قال: فدخل فلما علم فضيل، خرج فجلس على تراب في السطح على باب الغرفة، وجاء هارون فجلس إلى جنبه فجعل يكلمه فلم يجبه، فبينما نحن كذلك إذ خرجت جارية سوداء فقالت: يا هذا قد آذيت الشيخ منذ الليلة، فانصرف - رحمك الله - قال: فانصرفنا. ما يستفاد من القصة: 1- حث الولاة على أن يكون لهم بطانة صالحة. 2- الحث على توقير الأب وإكرام الأخ والتحنن إلى الابن. 3- الاعتناء بسيرة السلف الصالح، لأخذ العبرة، واتخاذهم قدوة. 4- الزهد في الإمارة. 5- أن يحب المرء لأخيه ما يحب لنفسه. |
12-04-09, 04:39 AM | #2 |
12-04-09, 05:19 AM | #3 |
12-04-09, 12:14 PM | #4 |
14-04-09, 11:53 PM | #5 |
|
|