روائع شعريه |
روائع الكسرات |
|
||||||||||
الـــمـــلـــتـــقـــى الــــــــــعــــــــام [للنقاش الهادف والبناء والمواضيع الاسلامية والعامه] |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
19-05-07, 10:19 PM | #1 |
إداري سابق
|
فـاحـشـة الـزنـا
الـسـلام عـلـيـكـم جاء الإسلام حريصا بتشريعاته على سمو الأنفس وطهارتها ناهيا عن مواطن الريب وأماكن الخنا، فبين الحلال وشرف صاحبه ، ونهى عن الحرام ، ووضع الحدود الزاجرة لمقارفته ، ( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ) [النور:19] أجل لقد قضت سنة الله أن الأمم لا تفنى والقوى لا تضعف وتبلى إلا حين تسقط الهمم وتستسلم الشعوب لشهواتها ، فتتحول أهدافها من مثل عليا وغايات نبيلة وإلى شهوات دنيئة وآمال حقيرة متدنية ، فتصبح سوقاً رائجاً للرذائل ومناخا لعبث العابثين ، وبها ترتفع أسهم اللاهين والماجنين فلا تلبث أن تدركها السنة الإلهية بالهلاك والتدمير ، ( وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا ) [الإسراء:16] أى مسلم يرغب أن يُخان في أهله … وأي عاقل يرضى أن يكون سببا في اختلاط الأنساب من حوله، وأي مؤمن يرضى بالخيانة والخديعة والكذب والعدوان؟ ومن ذا الذى يتبع عدوه الشيطان ويحقق حرصه على انتهاك الأعراض ، وقتل الذرية؟ وإهلاك الحرث؟ تلكم معاشر الأحبــة وغيرها أعراض وآفات مصاحبة لفاحشة الزنا ، هذه الجريمة التى جعلها الله قرينة للشرك بالله في سفالة المنزلة وفي العقوبة والجزاء فقال تعالى : ( الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ) [النور:3] ويقول في الجزاء والعقوبة وهو يقرن بين الزنا وغيره من الموبقات: ( وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا ، يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا ) [الفرقان:68-69] وفى مقابل ذلك ربط السعادة وعلق الفلاح بخصال حميدة ، منها حفظ الفروج عن الزنا فكان فيما أنزل الله: ( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ، الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ، وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ ، وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ ، وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ ، إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ ، فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ ) [المؤمنون:1-7] وتدل الآية على أن من قارف الزنا وتجاوز الحلال إلى الحرام فقد فاته الفلاح، ووقع في اللوم، واتصف بالعدوان أيها الأحبــة : ـ وقاني الله وإاياكم الفتن والشرور ـ وليس الايمان بالتمني ولا بالتحلي ، فهو سلعة غالية ، وهو مكانة عالية ، وهو طريق السعادة في الدنيا والاخرة، لكنه جهاد ونية وصبر وتضحية وضبط لزمام النفس وتعال عن الشهوات المحرمة. والإيمان بإذن الله حرس للمرء عن الوقوع في المحرمات ، وهو درع يحمي صاحبه عن المهلكات لكن الزنا يخرم هذا الحزام من الأمان ، ويدك هذا الحصن الحصين ، وينزع هذا السرياخ الواقي باذن الله إلا أن يتوب ، يقول عليه الصلاة والسلام : ( إن الايمان سربال يسربله الله من يشاء، فإذا زنى العبد نزع منه سربال الإيمان، فإن تاب رد عليه ). ولا يجتمع الايمان مع الزنا ، والمصطفى صلى الله عليه وسلم يقول : (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ....) الحديث . كما جاء في رواية أخرى من روايات الحديث بيان الفرق بين الإيمان والزنا، وكرم هذه وخسة ذاك، فقد ورد : ( لا يسرق السارق وهو مؤمن، ولا يزني الزاني وهو مؤمن، الإيمان أكرم على الله من ذلك) ورد أيضا عنه صلى الله عليه وسلم بهذا الخصوص قوله : ( إذا زنا أحدكم خرج منه الإيمان وكان عليه كالظلة، فإذا انقلع رجع إليه الإيمان ) [ رواه ابو دواد ، والحاكم وصححه ] إخوة الإيمان ـ عصمني الله وإياكم والمسلمين من الفواحش ما ظهر منها وما بطن ـ وكم أذل الزنا من عزيز ، وأفقر من غني ، وحط من الشرف والمروءة والإباء ، عاره يهدم البيوت ويطاطئ عالي الرؤوس ، يسود الوجوه البيضاء ، ويخرص ألسنة البلغاء ، ينزع ثوب الجاه عمن قارفه ، بل يشين أفراد الأسرة كلها .. إنه العار الذى يطول حتى تتناقله الأجيال. بانتشاره تضمر ابواب الحلال ، ويكثر اللقطاء ، وتنشأ طبقات بلا هوية ، طبقات شاذة تحقد على المجتمع وتحمل بذور الشر ـ إلا أن يشاء الله ـ وحينها يعم الفساد ويتعرض المجتمع للسقوط. أيها العقلاء : فكروا قليلاً في الصدور قبل الورود ، وتحسبوا لمستقبل الأيام ، وعوادي الزمن قبل الوقوع في المحظور ، واخشوا خيانة الغير بمحارمكم إذا استسهلتم الخيانة بمحارم غيركم ، وكم هي حكمة معلمة تلك الكلمات التي قالها الأب لابنه حين اعتدى في غربته على امراة عفيفة بلمسة خفيفة ، فاعتدي في مقابل ذلك السقاء على أخته بمثلها ، وحينها قال الأب المعلم لابنه: " يا بني دقة بدقة، ولو زدت لزاد السقاء ". وإياكم إياكم إن تلوثوا سمعتكم ، وفيما قسم الله لكم من الحلال غنية عن الحرام. وتصوروا حين تروادكم أنفسكم الأمارة بالسوء أو يراودكم شياطين الجن والإنس للمكروه ، تصوروا موقف العبد الصالح حين راودته التي هو في بيتها عن نفسه ، وغلقت الأبواب وقالت : هيت لك، قال: معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون. أجل لقد رأى الصديق عليه السلام برهان ربه ، وصرف الله عنه السوء والفحشاء ، وعده في عباده المخلصين. في مثل هذه المواقع يبتلى الإيمان ، وفي مثل هذه المواقف يمتحن الرجال والنساء ، وفي مثل هذه المواطن تبدو آثار الرقابة للرحمن ، وهل تتصور يا عبد الله أنك بمعزل عن الله مهما كانت الحجب ، وأيا كان الستار؟ كلا ، فالله يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، وهو الذي يعلم السر وأخفى ( أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ) [الملك:14]
إذا ما خلوت الدهر يوما فلا=تقل خلوت ولكن قل عليّ رقيب
ايهـا الأحبــة : ومستحل الزنا في الإسلام كافر خارج من الدين ، والواقع فيه من غير استحلال فاسق أثيم، يرجم إن كان محصنا، ويجلد ويغرب إن كان غير محصن(ابن حميد توجيها وذكرى )لا ينبغي أن يدخل فيه الوساطة والشفاعة ، وينهى المسلمون أن تأخذهم في العقوبة الرأفة والرحمة، وأمر المولى جل جلاله أن يقام الحد بمشهد عام يحضره طائفة من المؤمنين ليكون أوجع وأوقع في نفوس الفاعلين والمشاهدين. قال تعالى : ( الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) [النور:2] هذه بعــض روادع فاحشة الزنا عصمني الله وإياكم والمسلمين من الفواحش ما ظهر منها وما بطن حفظ الله الجميع * * * |
19-05-07, 10:32 PM | #2 |
19-05-07, 10:50 PM | #3 |
19-05-07, 10:51 PM | #4 |
19-05-07, 11:05 PM | #5 |
19-05-07, 11:06 PM | #6 |
19-05-07, 11:06 PM | #7 |
19-05-07, 11:53 PM | #8 |
20-05-07, 01:07 AM | #9 |
20-05-07, 04:23 PM | #10 |
|
|