روائع شعريه |
روائع الكسرات |
|
||||||||||
الـــمـــلـــتـــقـــى الــــــــــعــــــــام [للنقاش الهادف والبناء والمواضيع الاسلامية والعامه] |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
16-09-11, 03:20 PM | #1 | |
عــضــو
|
التحذير مما يسببه مخالفة الشرع والنظام في طريقة الانتخابات البلدية
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله القائل (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا) الآية والقائل( وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعاً ماألفت بين قلوبهم ولكنّ الله ألف بينهم ) الآية ثم الصلاة والسلام على النبي القائل( ياأيها الناس إنّ ربّكم واحد وإنّ أباكم واحد ألا لا فضل لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى ( إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم ) الحديث ثم أما بعد .. فإنّ من الأصول العظيمة في دين الإسلام الاجتماع على الحق وقد جاءت الأدلة الكثيرة من الكتاب والسنة التي تأمر بهذا الأصل وتبين منافعه في الدنيا والآخرة , وتنهى عن التفرق والاجتماع على الباطل وتبين أضراره في الدنيا والآخرة , وقد تجلى هذا الأمر بوضوح في الجيل الأول في الإسلام في وقت النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الأبرار فقبل إسلام الأنصار (الأوس والخزرج ) كان التباغض بينهم والقتال سجال , فعندما دخل الإيمان في قلوبهم أصبحوا متحابين والتآلف بينهم على أحسن حال, وهكذا من سار على نهج النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الأبرار ومن أبرز النماذج في الوقت المعاصر ما قام به الملك عبدالعزيز رحمه الله رحمةً واسعة فقد كانت هذه البلاد متمزقة ومتناحرة يأكل القوي الضعيف ولا همّ لهم إلا نصرة القبيلة وتحصيل بُعد الصيت لها كمثل حال الجاهلية الأولى فقيض الله الملك عبدالعزيز رحمه الله فجمع الله به الكلمة ونصر الله به الدين , فهب الناس للقيام معه في تكوين دولة إسلامية قائمة على الكتاب والسنة , فأصبح الناس مجتمعين من بعد الفرقة , متحابين من بعد التباغض , ولم يكن هذا الأمر ليكن لو قامت الدعوة على العنصرية القبلية بل سوف تكون الحال على التباغض والتقاتل لأن الباطل يحطم بعضه بعض . ومن باب وجوب النصيحة والتحذير مما يسبب التباغض والتفرق أحببت أن أُقدم بعض الجهد في ذلك ناصحاً للمجتمع ومبين له أضرار العنصرية القبلية في أمر يشترك فيه كل أفراد المجتمع ألا وهو ( الترشيح في الانتخابات البلدية) وليكون نموذجا لكل أمر يشترك فيه كل أفراد المجتمع فأقول مستعيناً بالله ومستلهماً منه التسديد والهداية: 1 / إنّ الترشيح في هذا الأمر يعتبر أمانة أناطها ولي الأمر حفظه الله بالناس حرصاً منه على تعزيز إيصال الحق لمستحقه وإنّ الحصول على الترشيح بقوة العنصرية القبلية يعتبر منافٍ لما أمر الله به من وجوب الاجتماع وتحريم ما يسبب التفرق والتباغض وكذلك منافٍ لمقصد ولي الأمر من تعزيز إيصال الحق لمستحقه . 2 / أنّ أخذ الترشيح بقوة العنصرية القبلية يعتبر نظرةً عوراء إلى المجتمع فكيف ينظر الإنسان إلى قبيلته فقط ويعدم النظر في باقي أفراد المجتمع بينما المسلمون أمة واحدة وهذه مصلحة مشتركة فهل من مؤمن عاقل يرفع نفسه عن نتن العنصرية ويكون ناصحا في مجتمعه وقد جاء في سنن ابن ماجة من حديث ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (المسلمون تتكافأُ دماؤهم وهم يدٌ على من سواهم يسعى بذمتهم أدناهم ويُردُ على أقصاهم ) . 3 / أنّ أخذ الترشيح بقوة العنصرية القبلية يجعل المجتمع مجتمعاً متمزقاً منقسماً إلى جبهات متناحرة لاهمّ لهم إلا نُصرة القبيلة وعلوها في الأرض كحال الجاهلية الأولى وقد جاء في حديث أبي موسى في صحيح مسلم قال سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل يقاتل شجاعة ويقاتل حمية ويقاتل رياء أيُ ذلك في سبيل الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله) . 4 / أنّ أخذ الترشيح بقوة العنصرية القبلية يربي المجتمع والنشء على التحيز لطائفة القبيلة وهذا ينافي مقصد الشرع من الاجتماع و التآلف والتحاب ويسبب الظلم والعدوان نصرةً لأفراد القبيلة ويفسد القلوب التي يجب أن تكون نياتها خالصةً لله سبحانه وتعالى وسالمةً من الغل والحقد والبغضاء . 5 / الواجب ترك الناس يختارون من هو أصلح كلاً بمن يدين الله به خصوصاً أنّ قضية الترشيح أمرها سهل لا يستحق هذه المبالغة التي تُفسد ولا تَصلح وأحق من يرشح هو القوي الأمين فمن جمع بين القوة في الدين والمعرفة والتعقل وبُعد النظر وبين الأمانة في سلامة الصدر من الغل والحسد والعنصرية وغيرها من الأمراض التي تقوده للظلم والفساد . 6 / أنّ الترشيح يكون لمعرفة الناس لسيرة الشخص وعدالته خلال حياته فلا حاجة للحفلات وإذا كان لابد منها فتكون بصورة مختصرة جداً . وفي الختام أُحب أن أُنبه على نقطتين: 1 / ليتذكر من يرشح نفسه أنه سوف يتحمل أمانة عظيمة وقد قال الله تعالى ( إنّا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقنا منها وحملها الإنسان إنّه كان ظلوماً جهولا ) فإذا حصلها بطريق محرم أو طريق فيه شبهه كان حريٌ أن يكله الله إلى نفسه ومن وكله الله إلى نفسه فقد وكله إلى ضعف وضيعة وكان هذا المنصب شراً عليه فربما مال مع قبيلته التي رشحته لهذا المنصب طمعاً لرضاهم ليستمر له التقديم عندهم وليس هذا غريباً فقد رضي أن يأخذ هذا المنصب بقوة العنصرية فما قام على باطل فنهايته إلى الباطل . 2 ) أنّه مما بدأ يظهر في المجتمع التفاخر بالحفلات والإسراف بها حتى وصلت تكلفة الحفلة الواحدة ما يجاوز السبعين ألفاً أو الثمانين ألفاً ويجتمع مع ذلك التفاخر بالقصائد والتمادح وبث ذلك عبر القنوات الفضائية تحصيلاً لبعد الصيت وإظهار الكرم وهذا ينافي وصف المؤمنين ونهج الأنبياء والصالحين فقد جاء في صحيح مسلم أنّ رجلاً جعل يمدح عثمان فعمد المقداد فجثا على ركبتيه فجعل يحثو في وجهه الحصباء فقال عثمان ما شأنك فقال إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إذا رأيتم المدّاحين فاحثوا في وجوههم التراب ) هذا في شأن المدح أما الإسراف فقد جاءت الآيات والأحاديث المتكاثرة في ذمه والتحذير منه قال الله تعالى ( ولا تطيعوا أمر المسرفين الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون ) وقال تعالى (كذلك زين للمسرفين ماكانوا يعملون ) وهذه عقوبة عظيمة أن يزين للإنسان سوء عمله نسأل الله العافية بل إن هذه الأمور تدعو الإنسان إلى الكبرياء والعظمة فيخرج عن وصف العبد الذي حقيقته الذّل والخضوع لله سبحانه وتعالى والتواضع مع الخلق ولكنه إذا اتصف بهذه الصفة فقد نازع الله كما جاء في حديث أبي هريرة في صحيح مسلم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( قال الله عز وجل الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني واحداً منهما قذفته في النار) وجاء في صحيح مسلم من حديث ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد ) وهذه قاعدة تأمر بالتواضع في كل شي ومنها التواضع في إقامة المناسبات والحفلات فتكون بالصورة المعقولة ويكون لها مقصد شريف وهدف نبيل ولو ضربنا في ذلك مثالاً يوضح الطريقة الشرعية لكان من أوضح الأمثلة ذبح العقيقة للمولود فهو نعمة عظيمة تحصل للإنسان يصاحبها فرح وسرور جعلته الشريعة يترجم بذبح العقيقة شكراً لله وإظهاراً للفرح وهي عن الذكر شاتان وعن الأنثى شاة والسنة فيها أن توزع ثلاثة أثلاث ثلث يأكله وثلث يتصدق به على الفقراء وثلث يهديه , وكذلك مما يبين الأمر ما جاءت به الشريعة من الأمر بوليمة العرس وهي مناسبة محببة إلى النفس وهي نعمة عظيمة على الفرد والمجتمع وقد كانت الولائم التي تقام في زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الأبرار في غاية التواضع واليسر ولم يكن عليه الصلاة والسلام ليأمر بشيءٍ ثم يخالفه ....... ومما ينبه عليه في هذا الصدد ما جاء في الحديث في قوله صلى الله عليه وسلم ((كُلوا واشربوا وتصدَّقوا، من غير إسرافٍ ولا مَخِيلَةٍ))؛ رواه أحمدُ والنَّسائيُّ وابن ماجه ، وسنَدُه صحيحٌ ففي هذا الحديث بين صلى الله عليه وسلم أنّ الطعام يدخله الاسراف و يدخله المخيلة وهي الخيلاء والفخر وهذه المحاذير كامنة في النفس فيجب الحذر منها والابتعاد عنها , والوقوع فيها من أسباب الهلاك فالنعم إذا شكرت قرت وإذا كفرت فرت وهذه سنة الله التي لا تتبدل ولا تتغير ومن قرأ التاريخ واطلع على أحوال الناس تبين له الأمر وأدرك قدر الخطر قال الله تعالى ( وإذا أردنا أن نهلك قريةً أمرنا مترفيها ففسقوا فيها ) . وفي الختام علينا دائماً أن نتذكر ونتواصى بالإخلاص لله سبحانه وتعالى فمن أجل ذلك خلق الله الخلق قال الله تعالى ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) الآية وكذلك نتواصى بالإتباع لسنة النبي صلى الله عليه وسلم فهما شرطا العمل لكي يكون مقبولاً وبهما تكون بركة الأعمال وبهما يرتفع قدر الإنسان في الدنيا والآخرة وصلى الله وسلم على نبينا محمد . كتبه / محمد بن فهد البهيمة حرر في مساء يوم السبت الموافق 17/11/1429هـ |
|
17-09-11, 06:02 AM | #2 |
17-09-11, 06:06 AM | #3 |
|
|