عدد الضغطات : 2,004
الشاعر عبدالله بن زويبن المعمري الحربي.رحمه الله...سمعت لي كلمة مدري وش اقصاها=حزت بنفسي وأنا مانيب هارجها.....لوكل كلمة إلى جتنا طردناها=بعنا الثمينة بسعر مايخارجها......لو مرت السمع ماكنا سمعناها=ونقفل الراس عنها لا يبرمجها......ومن يم هذا لهذا مانقلناها=والناس واجد وتلقى من يروجها.....من جابها بين خلق الله وداها=لو به مراجل ترى نفسه يسمجها..........الشاعر// محمد بن شبيب الحداري رحمه الله ...........لا والله الا راح دور البداوه=ودور الركاب اللي عليها الشنوفي........ ومجالسٍ فيها لهلها طراوه=عنها الشوايب والهزيل محذوفــــي...... وراح الزمان اللي لعيشه حلاوه=واللي على الغارب رجع للردوفي.......... قالوا تسير قلت مامن فضاوه=قالوا علامك قلت عيت ظروفي........ اللي مضى بالنفس عنف وقساوه=واليوم أخلي كل عوجا تطوفي...... وأضحك مع اللي لي يكن العداوه=وأن صفقوا صفقت له بالكفوفي....... نخاف من دقة خطات اللعاوه=رادي نصيب وناقرٍ له علوفي........ يزعل على اللي يسوق الأخاوه=وذلوا معطرة النمش والسيوفي........ والمرتفع قالوا مثل ذاك ساوه=وشربت غثاريب الغريف العيوفي........ عين الغضب تفتح عليك السماوه=وعين الرضا لوبك خطا ما تشوفي....... هداج مات وجات غيره أجباوه=والروس قامت تدرق بالكتوفي............الشاعر/سالم بن مهاوش الحربي .....اللي ماتنفع به صنيعه و لا لين=ان راح قله روحت مقيط ورشاه......والله لو انه مين و لا ولد مين=من لايعدّك ذيب عدِّه ولد شاه.........الشاعر/ شموخ السلاطين........الوقت يكشف لك الناس وشهي من تكون....اما من رجالها ولا من رخومها.....اللي معادنهم ذهب فالوازم يصملون ......مايلوي ذراع الشدايد غير زحولها ................الشاعر / عبدالرحمن سليم الصاعدي(البيرق)..... في ملتقـى حرب الحرايب بدينـا /حرب الدول ربعي وهم تاج راسي .......قوم جمعـت مابيـن دنيـا ودينـا /الله عطاهم لين جانب وباسـي .......جند السـلام وضربهم باليدينا /عند الملاقى للمعادين قاسـي .......مكرمين الضيـف سمن وسمينـا /وسبع الخلا عشوه يوم العماسي..............الشاعر / خالد بن ماطر الحربي ....كل ماصادم الراس القوي زدت قوّه=والردي لو يزيد الهرج مازاد غلّي .....والجبل كل مالديت وانا علوّه=مايباريني براس الجبل غير ظلّي .....ليه اعادي قليل الخاتمه والمروّه=لاتجملت فيه وصد خله يولّي .....ودك ان الرجل يختار حتى عدوه=قبل يختار خلان النشب والتسلي ' ...........الشاعر/سند مسند العريمه الحربي........ لا صار ماتبدع إبيوتٍ ثمينه= = ريح ضميرك واترك الناس ترتاح ياما سمعنا من قصايد عجينه= = والمشكله حازت جماهير وأمداح في عالمٍ تصفق يساره يمينه= =وكل القصايد عنده إسمان وصحاح ميزانهم صوتٍ تعالى رنينه = = تلقى جماهيره لها صفق وصياح خلوا تقاليد العرب والسكينه= =في ليلهم مسراح والصبح ممراح ويااللي على الشاطي تدف السفينه= =عود على الساحل ترى مانت سباح البحـــر يبـغـاله رجــالٍ رزيـنـه= = له غـبـةٍ تـجـذب جـمـادات وارواح وخلك على كشته قريب المدينه = = دلــه وبــرادٍ له البـــال يــرتــاح...........الشاعر / بخيتان البشري .......ماضاق خاطر من نودّه ونغليه = لو البحر من ضيقته ضاق به ماه ..... مودّنا غالي و ودّه نخليه = غالي ولو كل العمر مالقيناه .......والي تولى للمشاعر موليه = قلب المودّ اللي وداده تولاه .........طيبّ خواطرنا بكامل تحليه = بصدق الشعور اللي عليها صدقناه ........اللي بصوته همنا دوم يجّليه = وبصوتنا قلبه من الهم نجلاه.........الشاعر /سعد المحمدي .........دريت باللي دار خلف الكواليس=وحطيت نفسي كن ماني بداري=بعض الامور اقيسها بالزمن قيس =وبعض الامور اصير فيها انتحاري=ان جيت يطفي نور كل الفوانيس=وان غبت غني ياطيور الكناري............الشاعر/عيسى العوفي..........وجهة نظر ماقول انا قولي مصيّب=ابديت رائيي مثل للرائي من قال.....ان جيتني بالطيب آعاملك بالطيب=ردالجميل وشيمة ارجال للرجال.....وان جيت في علم الردى ماقربه عيب=تكرم بها مالي مع العيب مدخال.......طبعي وربعي محتمين المواجيب=حربي بدربي متبع النذل لاعال.......العز لو تشويك حر اللواهيب=موتي ولاقوتي ورى ايدين الانذال......العمربامرالله وماقدّره غيب=والراس تصعب رفعة الراس لامال......وسيرة ارجال الطيب منها المكاسيب=نوريدل اللي جهل يقدي الضال......اخذت من غيري ادروس وتجاريب=اسئل وآخذت العلم من رؤس عقّال................الشاعر ( سعد المحمدي )............يابو فهد برق المزون النوازي=حجاز وانت بعالية نجد وبال=بينك وبينه بعد دار وغرازي=سيله بحر ياراعي المعدن العال=ماله مصب بداركم ورتكازي =العلم مايجهلك في كل الاحوال=يكفيك عن مية قليب ارتوازي=نهر الفرات اللي من الجال للجال=ابن المباني فوق ساسن عزازي=وقت الشتاء تذري وبالقيض مقيال=يامحزمي لاصبح الدار غازي=دنياك تبغى للعقد رجل حلال=واللي بها بالحالتين انتهازي=لابد مايلقى بها شمس وظلال=عن الحجاز اسمع كلام الحجازي=كلام حطه يارفيقي على البال=من التجارب دوبلماسي جوازي=عليه ختم المعرفه تقل تمثال=ياعل ماقلته على ارضاك حازي=في وقت ماينصح معك كل من قال.........الشاعر(زيد بن مبشر الحصني الحربي) رحمه الله ............أقول وأقابل ولاني بسايل=دام الكلام عن الحقايق مباحي=عندي على صحت كلامي دلايل=اموحهن من جم عدٍ قراحي=شفت وسمعت وقلت والرأس طايل=باللي على الساحه ولا هو سياحي=الله يجمل حال راع ألأصايل=حازن على الجوده بكل النواحي=والله ماجامل براعي الاوايل=لو ضاق من قولي زميلي مناحي=وشاعر قبيلة حرب عند القبايل=لافي حمود وبس حسب إقتراحي=ومن قال أنا بقول ويش انت قايل=أنا افتخر بجود ذخيرة سلاحي=ماشلت هم ملقحت كل حايل=اللي على ماقيل خف وجناحي ................الشاعر (مقبول حامد المحمدي).........بحثـــــت في قول البخاري ومسعود=والترمذي وكتـــــاب مسلم وماجه=وحتى النسائــي ما ذكر طب موكود=للصرقعه والعلعله واللجاجه=يا صاحبي ياراعي البيض والسود=ترى الكلام الشين عيــــــــب وسماجه=انا أعرف المقصــود والغير مقصود=ولا أحـــب هرج الثرثره والهماجه=الرجل ماهــــــــو للتفاهـــات محدود=ولا كل كـــلمه تستحــــــق المواجه=من سبب الفتنه ماهــــــــو كاسباً فود=ماحصّل الا لكمــــــــــتن في حجاجـــــه=جاه الخبـــــر مكتـــوب في رأس عبرود=عن حاجته كانـــــه بعمــــــــق الزجاجه=صحيح قالو يقـــــــرد النـــــاس مقرود=ويخسر غـــشــيـماً مايميـــــز خراجه=بعض العرب مـن راســــه العقل مفقود=ينفخ ذروبــــه ويتلقــــا العجـــاجــــــه=لو تنصحــــه عن سكـــــة الغي مايعود=ويترك قراح الماء ويشرب هماجه=يالله ياللـــــــي عنــــــدك الخير موعود=تجعل لنا مـــــــــن كل هــــــم انفراجه=نغضي ونصفـــــــح لكن القلب ملهود=جرح الخطـــــــــا عجزت اواري خلاجه=ماني على كل الخطا سيـــــــف مجرود=ولا كل عـــــود اعـــــوج يعــدل عواجه=والشعر له مــنـــهـــــج وله سلم وبنود=ماهو كما ســــــــوق يلجلـــــج حراجه=شعري مع أهل العرف مسموع مشهود=ولاني على كيــــــــف الغشيم ومزاجه=امشي عزاز الدرب وأســـــــنـّـــد اسنود=وأدرى قدم رجلــــــــي عــن الانزلاجه=ارفا كلامــــي لايجـــــي فيــــه منقود=ولاهمني قول الحســـــــــــود ورواجه=اللي مقيمني وشاهــــــــد لي العــــود=شيخاً بصرح المجــــــد يضوي سراجه روائع شعريه

الشاعر / شاكر منصور القايدي ......الناس تبكي على غزه =ولبنان يقصف وسوريه= لاشك الأوضاع مهتزه =وزادها اشرار حزبيه ..........الشاعر ( أحمد بدين القايدي ).......كسب الفتى طيب أفعاله / اللي بها ينتهج له درب = وانا كسبته من رجاله / وافخر لأني فتى من حرب .....الشاعر/ بخيتان البشري ......ودعتنا والموادع صعب = رمى بنا فالفراق المُر..... لعب الحزن فالمشاعر لعب = ما مر مثله ولا بيمُر.......الشاعر/احمد المحمدي...... ‏‏‏‏للي سألني يجي ويروح /من انت يبغى خبر والم /حربي انا من بني مسروح/ وعيال عمي بني سالم........الشاعر / بخيتان البشري .....قلبي طلع من قلوب أصُم = اللي لهم قلب من قلبك..........كل ما النصائح عليه تعم = حول الهوى زاد في قربك ...............﮼الشاعر/قابل﮼البشري﮼(الجمل)......مايزعّل الحق لا قلته /إلا من قلوبهم مرضى.....ومن كلمة الحق زعلته / عساه يزعل ولا يرضى...........الشاعر ( راشد الزهراني ) المحيط ........سقيت روضك من دموعي = وطول الدهر مستعد اسقيه...... ولايلومني حي في ربوعي = لو كان دمعي نهر مجريه ..............الشاعر / نفاع محمد السهلي ابوفرح ..........تدري متى يلفض الرجال ....في دنيته اخر انفاسه /لاحده الوقت للانذال ....دمعت قهر نكست راسه.......................الشاعر / حفيد_الحجيري.......الشوق مهما قِدَم ما يبيد=مثل السماء والهواء والطير......كل عام وأنتي هلال العيد=الله يعُـوُدِك عليّ بِخَيْر...............الشاعر ( أحمد بدين القايدي ).......كسب الفتى طيب أفعاله / اللي بها ينتهج له درب = وانا كسبته من رجاله / وافخر لأني فتى من حرب .............الشاعر العذب /عبدالعزيز الزويهري ابو بتال .......وا صدمتي صدمة منكد =أعيد مسترجع اللي فات.........و أزيد أسأل أبتاكد= صحيح ماهر صديقي مات؟...............الشاعر/ حمدان دراج القايدي .... حلفت اني اصون العهد=اللي من سنين اعطيتك....رغم العنا والجفا والصد=ماقد فيه يوم جاريتك.................الشاعر / نفاع السهلي ابوفـــرح ........عندي أمل فيك يا.. بكـره = تمحي بقايا جروح .. الأمس ....وقلوب حبت ولا تكــره = تشرق لها من جديد الشمس.............الشاعر/أبن رهدون.......أيامنا اليوم لو تحسب =دنياك يالادمي ساعه.....والمؤمن اللي لها يكسب =يعيش باقي العمر طاعه........الشاعر/عبدالعزيز الزويهري ابو بتال...........غلاك عندي غلاة العين=ياللي من الشوق ناديتك =معاك وحده من الثنتين= ان كان ما جيتني جيتك...............الشاعر/ سلمان القريقري ابوعمر ( حرب )........حتى النجاحات تتحقق=من دونها شروط للتحقيق...قال المثل يد ماتصفّق =تبغى لها يد للتصفيق.......الشاعر / سالم البشري ......مابين قسمه وجمع وطرح=لاهناك قلبي ولاهنيّه........كيف اهتني من هذاك الفرح=وارتاح من كل مابيّه.........الشاعر/خليفة المزروعي...........إهيا كذا كنها سرقه/=/لدة نظر يوم طالع في.....لوكان من بندقه طلقه/=/اهون عليه تراهاشوي...........الشاعر/ عبدالعزيز الزويهري...........البُعد خلّف جفا و صدود= وعشنا في زمانه بدوّامه ..........مدري زمان الصفا بيعود = و الا ّ قضى و أقفت أيامه ؟...........الشاعر / شاكر القايدي ......يامن ينقذ جريح القلب ....اللي هموم الزمن جاته ..... كل مابغا يتجه مع درب... يلقى قطار السعد فاته.................الشاعر /صقر المقرح ..........يامن تخوض الهوى بعزوف= خليتني فاصعب الأوقات ....لا تكبّني والجروح نزوف= وتندم على الوقت لنّه فات.............الشاعر / عبدالعزيز رويشد ...... اعلم ترى خيرة الاصحاب=مثل الذهب نادر ومافي...من كل خمسين ضن تراب=اجرام واحد ذهب صافي.....الشاعر/عبدالعزيز الزويهري (ابو بتال).....من لا هوى زي محبويي==عايش غرامه على الفاضي ==انا على احساس مكتوبي==حسيت ربي علي راضي.....الشاعر / حمدان دراج القايدي.....عواطف القلب لك وحدك.... ياللي ملكت الحلى والزين.....مافي احد في البشر مثلك.....طيفك سكن داخلي بالعين........الشاعر /غافل الهم قلبي ....... مريت بيتك نهار العيد...لكن قفلت بيبانك....عارفك زعلان بالتأكيد...حرام ماتشوف جيرانك..........الشاعر / عاشق الاصاله .........لاغابت الشمس بانمسي=من دون مدعوج الأعياني......مع القمر يكتمل انسي=في تالي الليل لاجاني..........الشاعر / حرب - سلمان القريقري ....... واعيني اللي من اسبابه=زايد سهرها عن المألوف ..واخاف لن طول غيابه=تفقد نظرها معاد تشوف.......الشاعر / خليفة المزروعي ...........عزي وتاجي قبيلة حرب=يوم الهول مزبن الخايف ... يشهد لها شرقها والغرب=ويشهد لها المطلع النايف.........الشاعر / ابوفرح السهلي .....لك حق والناس بالمقياس = مثلك لها حقوق موثوقة ...ومن لايوفي حقوق الناس = لايطالب الناس بحقوقة...........الشاعر / عبدالعزيز الزويهري ابو بتال ....هواك أعمى عيون الشك=لولاه يمديني احرقتك /لكن بإيمان ودي لك=كذبت نفسي و صدقتك......... ..............تلميذ الكسرة / ..............ما تعلم ان الجمال يلمّ **** وحظي الردي قادني يمّه........ آنا اتجــرع مرار وسمّ **** وكنّـــه يكـــايد ولا همّـه..........الشاعر / ابومبارك اليوبي.......خـذ المـثـل ياعـريـب الـجـد=اصل الشجاعه صبر ساعه=لايـغـرك الـزيـن يــوم يـلــد=اصبر وخلـك علـى الطاعـه................الشاعر / بيان الصمت ....سلام من قلب تلعب به=زود الهواجيس وأحواله=والوقت ما فادني طبه=من ظلمة الدرب وأهواله........الشاعر /وليف الشوق.....كل مانصحناك تتركني = وتشوفني من الد اعداك...واليوم لاعاد تنشدني = فيماحصل من مآسي جاك..........الشاعر / سرورالبشري ......طا وعت قلبي وما شيته= حتى رماني فدرب التيّه...ولا تنفع المبتلي ليته= لو جاء يعود معاد مديه............الشاعر (خليفة المزروعي)......عمر العجل مايضوي خير=يامحـسـن الـرجـل متـأنـي=الثقـل صنعـه ولــه تدبـيـر=وراع العجـل دوم متجنـي............الشاعر/خالد بن عبيد بن معتوق الأحمدي....... زايد بحسنُه على جيلُه= وكاسِب رضايه رغم عِندُه=ومن يوم يطلبني آجيلُه=خمسة دقايق وأنا عِندُه......الشاعر(ابوفـــرح)....عنـدي أمـل فيـك يـا.. بـكـره=تمحي بقايا جروح .. الأمس=وقـلــوب حــبــت ولا تــكــره=تشرق لها من جديد الشمس........الشاعر (حامد بن غالي السليهبي)(حسيبك للزمن) رحمه الله .........ناديت قلت انتهى صبري = واغبر زماني طِواني طَيّ=والناس بالحال ماتدري = اظمأ وجنبي غدير المَيّ.............الشاعر / محمد بدين القايدي ( السينات ) ......أدلِّـــــلـُــه دائماً وارضيه=والبِّسُــه ثوبه المألوف...لكن بِطبعُه يفرِّط فيه=ويخلِّي مَنْ لا يشــوف يشـوف.............الشاعر بخيتان البشري / ليه المجرة كواكبها=احيان عكس المدار تدور .. بحور تغرِق مراكبها=وتخلف نمط سيرها فبحور.......الشاعر ( حمدان دراج القايدي)......هليت دمعي من أسبابك = وجرحي نزف داخلي مقواك ‏=محتار وشهو اللذي صابك =الجرح في داخلي ماشقاك...........الشاعر ( راشد الزهراني )......حتى جبال السراة تحن = ماهي كما قلبك القاسي = يامن بوصلك على تمن = ودايم تعكر صفا كاسي ..........الشاعر ( خليفة المزروعي ).......ابوك يبني عليك امال / حذراك لاتخيب اماله /حاسيك لامالت الأحوال / إنت الجبل يجلس إظلاله........الشاعر( عبدالعزيز الزويهري ابوبتال )...... راح الذي فارق أوطانه = و أفعاله فالطيب ما راحت = و الله من بعد فقدانه = عمدان صرح الأدب طاحت ........الشاعره (الكحيلة) ......أتعبني القلب بحساسه=ادراه ويدور التعذيب= بهم ن ضلوعي حطب فاسه = من يطلع النجم لين يغيب .......الشاعر (حرب ابوعمر) ......قلبي سألني .حصل ماذا = تشكي ولاادري سبب شكواك = قلت انتظر فالوفا هذا = لكن تفاجئت جاني ذاك.......الشاعر (غافل الهم قلبي) ... احترت والقلب شايل هم /سنين مخفي الم جرحــــي =البوح ممنوع يالفاهم / راح العمر وانتظر فرحي .......الشاعر (ولد الساحل).....سبحان من بالجمال اعطاه / تحفه وتصوير رباني = سلهم برمش كحل غطاه = يرمي سهام الهوى فيني...........الشاعر ( نعيم عابد السيد ).....يا نار الاشواق ما تطفين / ما يكفي القلب واتلفتيه = هذاك لو كان ما تدريـن / سيب غرامك وولع فيـه ...........الشاعر ( احمد عاقل الغانمي ).......ابشتكـى راعـي الـدكـان / من بعد ماجـاب لـه هنـدى = ماعاد يرفق علـى الجيـران / حتى سلـف قـال ماعنـدى ...........الشاعر (عايش الدميخى ).......ابني فصرح الوفاء مدماك = يبقى مسجل عليه اسمك = ان عشت بالطيبة طريـــاك = ولا مت يبقى الثناء قسمك روائع الكسرات

 


العودة   ملتقى قبيلة حرب الرسمي > ๑۩۩ الملتقيات العــــامة ۩۩๑ > الـــمـــلـــتـــقـــى الــــــــــعــــــــام

الـــمـــلـــتـــقـــى الــــــــــعــــــــام [للنقاش الهادف والبناء والمواضيع الاسلامية والعامه]

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-12-16, 01:05 AM   #41
عضو فضي
 
الصورة الرمزية طلق المحيا

 











 

طلق المحيا غير متواجد حالياً

طلق المحيا تم تعطيل التقييم

افتراضي

رجوع موسى من مدين بعد فراره إليها

وقال تعالى: فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى [طه:40].

قوله: فَلَبِثْتَ سِنِينَ ، هذا إبهام لعدد السنين، فلم يحدد الله تعالى عدد السنين، لكن عدد السنين لا يمكن أن يخرج عن ثمان أو عشر، وقد عرفنا أن هذا الإبهام لا يخرج عن ثمان أو عشر من قول العبد الصالح كما حكا الله في سورة القصص عنه أنه قال: قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ [القصص:27].

فهنا فسرنا القرآن بالقرآن، فتفسير القرآن بالقرآن أجلى لنا الصورة بنسبة ثمانين في المائة، وهي أن السنين أصبحت محصورة في الثمان والعشر، ثم جاء في الحديث الصحيح الذي رواه أبو يعلى في مسنده والحاكم في مستدركه: (أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل جبريل: ما الأجل الذي قضاه موسى؟ فقال: أتم أوفى الأجلين)، فعلمنا هنا أن السنين التي أبهمها الله في سورة طه هن عشر سنين، عندما اتخذنا طريقاً علمياً بحتاً متدرجاً كما هو ظاهر.

وكلمة (سنين) تسمى عند النحويين من الملحقات بجمع المذكر السالم، فترفع بالواو، وتنصب وتجر بالياء، وقد يرد سؤال: لماذا لا يقال لها مباشرة جمع مذكر سالم، مع أنها ترفع بالواو، وتنصب وتجر بالياء؟

والجواب: أن جمع المذكر السالم لا تتغير صورة مفرده إذا جمع، فتقول: مدرس مدرسون، مهندس مهندسون، إنما يزاد واو ونون في حالة الرفع، أو يزاد ياء ونون في حالة النصب، لكن كلمة (سنة) إذا جمعت على (سنين) لم يسلم مفردها، بل يتغير؛ ولهذا قال النحويون: إن هذه الكلمة ومثيلاتها تسمى: ملحقات بجمع المذكر السالم.

ومما ورد في القرآن من ملحقات جمع المذكر السالم كلمة (بنون) قال الله جل وعلا: الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا [الكهف:46].

وكلمة (أهلون) قال الله جل وعلا: شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا [الفتح:11]، (أهلون): فاعل مرفوع؛ لأنه معطوف على فاعل، وعلامة رفعه الواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم.

أما في السنة فوردت كلمة أرضين، قال عليه الصلاة والسلام: (طوق من سبع أرضين) فأرضون ملحقة بجمع المذكر السالم إلا أنها لم ترد في القرآن، وإنما وردت في السنة.

قال الله: فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ، هذه السنين كنت فيها معززاً مكرماً، محفوظاً آمناً من بطش فرعون، ثم قال الله له: ثُمَّ جِئْتَ إلى أي مكان؟ إلى هذا المكان الذي أنت فيه، الذي تخاطب فيه ربك، ثم جئت من أرض مدين إلى جبل الطور، إلى الوادي المقدس عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى، وأنت تعلم أن كل شيء خلقه الله بقدر، لكن القدر هنا قدر خاص، والمقصود به العناية العظيمة بكليمه موسى، أي: جئت لأمر أعددناه، لم تتأخر عنه ولم تتقدم، ولحكمة أرادها الله جئت في هذا الوقت بالذات لأنبئك وأرسلك وأجعلك كليماً مصطفى على أهل زمانك، ولذلك قال الله له: يا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاتِي وَبِكَلامِي [الأعراف:144].

وهذا المعنى قد فهمه الشاعر جرير حين قال يمدح عمر بن عبد العزيز :

نال الخلافة أو كانت له قدراً كما أتى ربه موسى على قدر

فهذا المعنى قد فقهه جرير ، وهو أن هناك معنى خاصاً للقدر وليس هو القدر العام، وإن كان يقيناً يندرج هذا في القدر العام بلا مراء.

وجرير -وهذا من باب الاستطراد النافع- هو أحد الشعراء الأمويين الذين يستشهد بشعرهم، فكون طالب العلم يلجأ إلى شعر جرير فيقرؤه ويبحث عن معانيه ويغوص في أعماقه، هذا مما يعينه على فهم كلام الله، وجرير أعطي قدرة على السحر بالمبنى، لا السحر بالمعنى، فليس في شعره كبير معان، لكن لديه قدرة في السبك بين الأبيات، أو بتعبير أصح: السبك بين الألفاظ، وهذه روح الشعر وحقيقتها، ولا تأتي إلا من الدربة؛ ولهذا يقل هذا الإتقان في شعر العلماء؛ لأن الإتقان والدربة عندهم قليلة، فلو أتيت برجل حافظ للقرآن، متقن للخطابة، فيعني ذلك لزاماً أنه مشغول أكثر وقته بقراءة القرآن والنظر في كتب العلم، وهذا بالضرورة يعني عدم قراءته للشعر كثيراً، فلا يكون هناك سبك جيد وقد يكون أقرب إلى النظم.

لكن إذا كان الإنسان أكثر قراءته في الشعر فستكون عنده معرفة بروح الشعر، ولذلك كل من اشتهر بالشعر، وأصبح إماماً فيه لا يكون إماماً في شيء آخر، من أصبح إماماً في الشعر محال أن يكون إماماً في غيره؛ لأن هذه منزلة يطلب منها التجرد عما غيرها، بخلاف غيره، لكن قد يكون الإنسان ملماً بكل ذلك، كالإمام الشافعي مثلاً، فقد كان إماماً في اللغة، إماماً في القراءات، إماماً في النحو، فجمع فنوناً هو فيهن رئيس وسيد، لكنه لم يكن إماماً في الشعر كـجرير ، والمتنبي ، وأبي تمام ، والبارودي ، وشوقي وغيرهم؛ فهؤلاء لم يفعلوا في الشعر إلا لأنهم قلما يجيدون شيئاً آخر من الناحية الفكرية.

نعود فنقول: إن الرجل سحر الناس بمبانيه ولم يسحرهم بمعانية، ومن ذلك قوله:

أتنسى إذ تودعنا سليمى بفرع بشامة سقي البشام

فما وجد كوجدك يوم قلنا على ربع بناظرة السلام

تمرون الديار ولم تعوجوا كلامكمو علي إذاً حرام

وهذه من حيث المعنى ليس فيها كبير معنى، فإنه يتكلم عن المعشوقة وهو خارج من الديار، فقد أعطته عود البشام، ثم خرج يمر على ديار اسمها ناظرة، أي: مكان اسمه ناظرة؛ ولذلك لم يجر بالكسرة في الأبيات، فيسلم على أهله ويمر، ويعاتب قوماً لم يمروا عليه ويزوروه، وهذا إلى اليوم يجري بين الناس، لكن الله أعطاه سبكاً لفظياً، جعل لشعره صيرورة بين الناس، ومن ذلك قوله:

بان الخليط ولو طوعت ما بان وقطعوا من حبال الوصل أقرانا

حي المنازل إذ لا نبتغي بدلاً بالدار داراً ولا الجيران جيرانا

يا أم عمرو جزاك الله مكرمة ردي علي فؤادي كالذي كانا

لو تعلمين الذي نلقى أويت لنا أو تسمعين إلى ذي العرش شكوانا

إن العيون التي في طرفها حور قتلننا ثم لم يحيين قتلانا

يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به وهن أضعف خلق الله أركانا

يا حبذا جبل الريان من جبل وحبذا ساكن الريان من كانا

وحبذا نفحات من يمانية تأتيك من قبل الريان أحيانا

فليس في الأبيات كلها كبير معنى، لكنها تجري على اللسان وإذا بدأت بها تعجز أن تقف قبل أن تكملها؛ ولهذا كان شعره يسير بين الناس في البوادي والقرى والمدن كسيران النار في الهشيم؛ لأن القضية قضية سبك لفظي في المقام الأول، وهذا مهم جداً في فهم لغة القرآن؛ لأن أكثر من يخطئ في القرآن من أسباب الخطأ عدم فهم ألفاظ القرآن، وأن المقصود من بعضها المعنى العام وليست الحرفية التي تنظر في قواميس اللغة، هذا استطراد في معنى قول الله جل وعلا: ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى [طه:40].




التوقيع :
إذا أدمت قوارصكم فؤادي ***** صبرتُ على أذاكم وانطويتُ
وجئـت إليكـــم طلق المحيا ***** كأني ما سمعـتُ ولا رأيـــتُ

http://www.youtube.com/watch?v=3JqNh-btjvw


    رد مع اقتباس
قديم 19-12-16, 01:08 AM   #42
عضو فضي
 
الصورة الرمزية طلق المحيا

 











 

طلق المحيا غير متواجد حالياً

طلق المحيا تم تعطيل التقييم

افتراضي

أمر الله تعالى لموسى وهارون بالذهاب إلى فرعون ودعوته إلى الله

ثم أتم الله عليه النعمة، فقال عن هذا الكليم: وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي [طه:41]، وفي الآية السابقة قال: وََلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي [طه:39]، لكن لأي شيء؟ ثم قال: (واصطنعتك لنفسي)، وهذا من أعظم الثناء في القرآن، ومن أعظم الثناء في القرآن ما مر معنا من قول الله جل وعلا لنبيه صلى الله عليه وسلم: وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ [الأنفال:33]، وقول الله جل وعلا على لسان خليله إبراهيم: سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا [مريم:47]، فهذه ثلاثة مواطن ظاهر فيها الثناء على هؤلاء الأنبياء الكرام، وأعظمها قول الله جل وعلا: وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ [الأنفال:33]، وهذا عظيم جداً.

قال تعالى: وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي [طه:41]، ثم انتقل الأمر من تهيئة موسى إلى بعثه، فقال له: اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلا تَنِيَا فِي ذِكْرِي [طه:42]، وقرنهما بالأمر الأول: وَلا تَنِيَا أي: لا تضعفا، من الفعل: ناء، بمعنى: ضعف وعجز ولان، وهذا دليل على أن أعظم ما يعين على تحقيق المطلوب هو الإكثار من ذكر علام الغيوب، اللهج بذكر الله يعين على تحقيق كل مرغوب، ويدفع به كل أمر مرهوب؛ ولهذا قال الله قبل أن يبعثهما وقبل أن يسمي لهما إلى من يذهبان: اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلا تَنِيَا فِي ذِكْرِي * اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى [طه:42-43]، ولا ريب أن فرعون طغى طغياناً عظيماً، قال تعالى عنه: فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى [النازعات:24]، وقال: مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي [القصص:38]، وكل ذنب يندرج بعد ذلك في هذا الأمر، وهذا إجمال من الله في قوله: إِنَّهُ طَغَى .

قال الله: فَقُولا لَهُ -أي: لفرعون- قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى [طه:44]، اللين يكون في الأسلوب لا في المضمون، فإياك أن تفهم أن اللين يكون في مضمون الكلام، إنما اللين يكون في الأسلوب الذي تعرض به خطابك، وهذا يجب أن يدقق فيه الإنسان وهو يقرأ القرآن، فمثلاً: تطبيقه على خبر موسى، الله تعالى أمر موسى وهارون أن يدعوا فرعون إلى التوحيد، وإلى عبادة الله، فلا يعقل أن موسى وهارون فهما من اللين أن يغيرا الدعوة، بأن يشرك مع الله واحد منهما أو هما معاً، أو أنه لا يدعي أنه إله لكن لا يعبد الله.. هذا غير وارد، لكن اللين في قضية كيف تطرح التوحيد.. كيف تقول لفرعون: آمن بالله، كيف تخاطبه، هذا هو اللين في الأسلوب، أما المضمون فيبقى هو المضمون.. ترى رجلاً لا يصلي فتذهب إليه وتنكر عليه إنكاراً عظيماً كونه لا يصلي، لكن كيف تنكر؟ هذا هو اللين الذي أمر الله به، أما المضمون فيبقى كما هو مبجلاً عظيماً نحافظ عليه، كما أن الأسلوب إذا بقي العاصي على ما هو عليه يتغير، والدليل: أن موسى وهارون قطعاً عبدان طائعان لله، والله قال لهما: فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا ، ومع ذلك قال الله جل وعلا عن موسى أنه قال لفرعون: قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنزَلَ هَؤُلاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا [الإسراء:102]، وكلمة (يا فرعون مثبوراً) ليس في هذا الأسلوب لين، لكن موسى لجأ إليه بعد أن استنفد مسألة اللين، فلما ثبت فرعون على كفره وإلحاحه وعناده غير موسى أسلوبه عليه الصلاة والسلام.

قال تعالى: لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ، وقد سبق في علم الله أن فرعون لن يتذكر ولن يخشى، لكن الله أراد أن يعلم من يدعو إليه كيف يدعو ويتدرج في خطابه.




التوقيع :
إذا أدمت قوارصكم فؤادي ***** صبرتُ على أذاكم وانطويتُ
وجئـت إليكـــم طلق المحيا ***** كأني ما سمعـتُ ولا رأيـــتُ

http://www.youtube.com/watch?v=3JqNh-btjvw


    رد مع اقتباس
قديم 19-12-16, 01:10 AM   #43
عضو فضي
 
الصورة الرمزية طلق المحيا

 











 

طلق المحيا غير متواجد حالياً

طلق المحيا تم تعطيل التقييم

افتراضي

.

خوف موسى وهارون من طغيان فرعون وعدم استجابته وتثبيت الله لهما

قال الله جل وعلا في الخبر نفسه: قَالا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى [طه:45] (قالا) أي: موسى وهارون، وهذا الأمر بعد التكليف، (قَالا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى) والمقصود من الأمرين ألا يقبل منا لا حقاً ولا باطلاً، قال الله جل وعلا لهما: قَالَ لا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى [طه:46]، والله مع كل أحد يسمع ويرى، لكن هذه معية خاصة لكليم الله وأخيه، وهذا أعظم ما وقر به الاطمئنان في قلب رسول الرحمن موسى عليه الصلاة والسلام، قَالَ لا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى ولو اخترت لك من ألفاظ اللغة ما اخترت فلن يمكن أن أؤدي اللفظ الذي جاء به القرآن، كما يقر بذلك كل من يقرأ القرآن ويفهم لغة العرب، فأي اطمئنان وصل إلى قلب موسى، وربه يقول له: قَالَ لا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى؟!

قال ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية: (فإن فرعون لن يبطش ولن ينطق ولن يتقدم ولن يتأخر إلا بإذنه القدري جل وعلا، وأنا معكما بنصري وتأييدي أسمع وأرى).

قال تعالى: فَأْتِيَاهُ فَقُولا إِنَّا رَسُولا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى [طه:47] (فأتياه) أي: فرعون، (بآية من ربك) أي: جنس الآيات، وإلا فإن الآيات تسع كما سيأتي تفصيلها، (قد جئناك بآية من ربك والسلام على من اتبع الهدى)، هذا نوع اطمئنان وأسلوب في الكلام، لكن هل هو تحية؟ قال به بعض العلماء استناداً على ما ورد في الأحاديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بعث خطابه إلى هرقل وغيره كتب: (من محمد بن عبد الله إلى هرقل عظيم الروم، أما بعد: سلام على من اتبع الهدى).

وقال آخرون: إنه ليس تحية، بدليل أنه لم يأت في أول الكلام، ولكل وجه، فقد يكون ختم به موسى أمره، وأخذه النبي صلى الله عليه وسلم ليكون تحية لغيره.

قال تعالى: إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى [طه:48]، وهذه قد مرت معنا من قبل، وقلنا: إن الله حصر الخلود في النار على من اتصف بصفتين: التكذيب والإعراض، وكل كافر تجتمع فيه هاتان الخصلتان، وفي هذه الآية وما قبلها ما يسمى عند البلاغيين: إيجاز، والمعنى: أن موسى وهارون قبلا الدعوة، وتوجها إلى فرعون، وسواء طالت مدة وقوفهما بالباب أو لم تطل، فكم مكثا يستلطفان فرعون في الدخول عليه، هذا علمه عند الله، حتى قال بعض الناس: إنه مكث أربعين عاماً، وهذا بعيد، وقال بعض الناس: أربعين يوماً، وهذا لا يبعد، والمقصود أنهما دخلا عليه.




التوقيع :
إذا أدمت قوارصكم فؤادي ***** صبرتُ على أذاكم وانطويتُ
وجئـت إليكـــم طلق المحيا ***** كأني ما سمعـتُ ولا رأيـــتُ

http://www.youtube.com/watch?v=3JqNh-btjvw


    رد مع اقتباس
قديم 19-12-16, 01:11 AM   #44
عضو فضي
 
الصورة الرمزية طلق المحيا

 











 

طلق المحيا غير متواجد حالياً

طلق المحيا تم تعطيل التقييم

افتراضي

.

محاجة موسى وفرعون

فلما دخلا عليه وعرضا عليه الرسالة قال فرعون: فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى [طه:49]؟ فأجاب الكليم: قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى [طه:50]، كان فرعون يعلم أن رب موسى هو الله، لكن من باب الاستكبار وإظهار أن الله لا يستحق العبادة خوفاً من انفراط قومه عنه، فأجاب الكريم إيجاباً مختصراً: قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى ، فالخلق مقدم على الهداية، والنعمة نعمتان: نعمة خلق وإيجاد، ونعمة هداية وإرشاد، فمن حيث الترتيب الزمني: فإن نعمة الخلق والإيجاد قبل نعمة الهداية والإرشاد، ومن حيث كونها نعمة وفضلاً ومنة فإن نعمة الهداية والإرشاد أعظم من نعمة الخلق والإيجاد، والله جل وعلا هنا لما كان يتكلم موسى عليه السلام ويبين فضل الله، كان يتكلم عن القضية من باب ترتيبها الزمني، ولما تكلم جل وعلا عن ترتيبها في الفضل قال: الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الإِنسَانَ [الرحمن:1-3]، فقدم نعمة الهداية والإرشاد على نعمة الخلق والإيجاد في سورة الرحمن، أما هنا فقدم الخلق لأن موسى يتكلم مع كافر، فيريد أن يبين له الأمر.

قال تعالى: قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى ، فخلق الحيوان وهداه إلى ما ينفعه، وخلق النبات والجماد، وأضحى كل شيء يتصرف بالقدر الذي هداه الله جل وعلا إليه، وهذا أمر محسوس، والكلام فيه نوع من الترف الذي يكفي عنه إيجاز القرآن، هذا كله في الكلام عن الرسالة، وفرعون كان ذكياً، فأراد أن يخرج موسى من جو الرسالة، أراد أن يخرجه من عالم الرسالات إلى عالم الحكايات، فقال له: قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الأُولَى [طه:51]؟ والقرون الأولى لا تعد، ولا أخذ موسى عليه السلام يعدد من هم قوم نوح ومن هم قوم ثمود، ومن هم قوم عاد، وذلك حتى يأتي الغلط على لسانه؛ لأن هؤلاء لا يحصون، والكلام فيهم لا يقدم ولا يؤخر شيئاً، وهذا الذي أراده فرعون أن يخرج بالخطاب عن مقصده من عالم الرسالات إلى عالم الحكايات، قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الأُولَى ، فتنبه الكليم لمقصد فرعون فأجمل في الخطاب: قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنسَى [طه:52]، أي: أنا رسول، وهذا غيب، ولا اطلاع للرسول على الغيب إلى بمقدار ما علمه الله، قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنسَى ، وهذه قد مرت معنا، أننا نقول: إن الله جل وعلا بكل شيء عليم، وأن علمه جل وعلا يوصف بأنه لم يسبقه جهل ولا يلحقه نسيان، ودليله هذه الآية: قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنسَى ، (لا يضل) أي: لا يجهل، (ولا ينسى) النسيان المعروف، وأي أحد يأتيه النقص في علمه من عدة أوجه، فيأتيه في أنه يعلم ثم ينسى، ويأتيه النقص في أنه يجهل ثم يتعلم، ويأتيه النقص في أنه يتعلم ثم لا يحيط علماً بما علم أو بما يعلم، فتفوته أشياء، وهذه الثلاث كلها منتفية في حق الرب تبارك وتعالى.

ثم أخذ موسى يعدد التعريف بربه، قيل: إن هذا من كلام موسى، وقيل: إنه من كلام الله، والعلم عند الله، قال تعالى: قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنسَى [طه:52]، ثم ذكر الخلق: الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ مَهْدًا وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْ نَبَاتٍ شَتَّى * كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِأُوْلِي النُّهَى [طه:53-54]، هنا أراد موسى عليه السلام -إذا قلنا: إن الكلام لموسى في نفس السياق الخطابي إلى فرعون- أن يعرف بربه، وعندما تضرب أمثالاً أو تعرف بأحد فاذكر أقرب ما يكون إليه، وألصق ما يكون بحياته؛ لأن هذه لا سبيل إلى إنكارها؛ ولهذا قال الله لمشركي العرب: أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ [الغاشية:17]؛ لأنهم يغدون ويروحون معها، فقالها قبل السماء وقبل الأرض، رغم أن السماء والأرض آيات عظيمة باهرة، وهذا لا تعارض فيه، لكنه قدم ما هو الألصق حتى يكون أقرب إليهم، فالمقصود من المثل تقريب الأمر وليس إبعاده، فإذا كان المثل إذا ضرب يجعل القضية عائمة غير واضحة فإن المثل غير موفق؛ ولهذا لما أراد موسى أن يعرف بربه قال: الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ مَهْدًا وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً وهو الغيث والمطر، فَأَخْرَجْنَا بِهِ أي: بهذا المطر، أَزْوَاجًا مِنْ نَبَاتٍ شَتَّى ، شتى في كل شيء، منه ما تأكله الدواب، ومنه ما يأكله بنو آدم، ومنه ما لا يأكله لا الدواب ولا بنو آدم إنما هو للزينة، ومنه الحامض، ومنه الحلو، ومنه غير ذلك، أنواع شتى خلقها الله جل وعلا ثم قال جل وعلا: كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ ، أي: شيء لكم وشيء لدوابكم، إِنَّ فِي ذَلِكَ ، أي: في هذه الأمور كلها الدالة على عظيم خلقه لَآيَاتٍ لِأُوْلِي النُّهَى، أي: ذوي العقول، ولم ترد كلمة (النهى) في القرآن العظيم إلا في موضعين كليهما في سورة طه، قال الله جل وعلا: إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِأُوْلِي النُّهَى، وقال جل وعلا في خاتمة السورة، بعد أن ذكر أخبار الأمم السابقة والكتاب والميزان والأجل المسمى، ثم قال: إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِأُوْلِي النُّهَى [طه:128].

والمقصود: أن أهل العقول هم أقدر الناس وأولى الناس وأشد الناس تهيئة لأن يعتبروا بما يرونه أمامهم.

ثم ختم الله جل وعلا هذا المقطع بقوله: مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى [طه:55]، والكلام كله عن الأرض، وقد مر معنا أن خلق أبينا آدم مر بمراحل:

أولهن: المرحلة الترابية من قبضة قبضت من الأرض، وهذا معنى: مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ ، أي: باعتبار خلق أبيكم، وإلا فإن الناس خلقوا من نطفة، (وَفِيهَا) أي في الأرض (نُعِيدُكُمْ)، والمقصود: أن الإنسان مرده إلى القبر، وحتى لو قلنا: أن إنساناً التقمه حوت، أو افترسه سبع؛ فإن الحوت والسبع مآله إلى أن يموت، ثم مآله إلى أن يتحلل في الأرض، فسواء دفن الشخص بطريق مباشر أو لم يدفن بطريق مباشر فإن مصيره إلى أن يكون تراباً، يقول أبو العلا المعري في أبياته الفلسفية الشهيرة:

خفف الوطء ما أظن اديم الأرض إلا من هذه الأجساد

غير مجد في ملتي واعتقادي نوح باك ولا ترنم شادي

رب قبر صار قبراً مراراً ضاحك من تزاحم الأضداد

سر إن استطعت في الهوى رويداً لا اختيالاً على رفات العباد

إلى آخر ما قال في قصيدة معروفة المقصود منها أن الأرض أكثرها موتى قبروا فيها، والله يقول: (وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ) ثم قال: (وَمِنْهَا) أي: من الأرض، نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى وهذا الإخراج يكون يوم البعث والنشور، ويكون نبينا صلى الله عليه وسلم أول من ينشق عنه القبر، فيجد أخاه الذي نتحدث عنه الآن آخذاً بقوائم العرش،

قال صلى الله عليه وسلم: (فلا أدري أفاق قبلي -أي موسي- أم جوزي بصعقة الطور)، وقوله: (أم جوزي بصعقة الطور) أي: أن نفخة الفزع أو الصعق لم يدخل فيها موسى عليه الصلاة والسلام.

وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا أدري) يقفل الباب في البحث في المسألة؛ لأن ما جهله النبي صلى الله عليه وسلم لا يمكن أن يعلمه أحد غيره، اللهم إن لم يكن بحثاً غير مجزوم فيه من باب الترف العلمي والسبق في مضمار أقدام العلماء.

نخلص من هذا كله: أن الله جل وعلا اصطفى هذا الكليم، وقربه أدناه، وكان في أول أمره همه جذوة من النار، فعاد وهو كليم الواحد القهار، ثم لما من الله عليه بالرسالة أحب أن يشرك الله جل وعلا أخاه في الرسالة، فقبل الله جل وعلا له هذا السؤل، وذكره بالمنن الماضية، وكيف نشأ محفوظاً برعاية الله جل وعلا حتى جاء على قدر بين يدي الله، يكلمه ربه ويعطيه مقام التكليم.

ثم بعثه الله جل وعلا إلى فرعون، وليس موسى أول الرسل إلى أرض مصر؛ بل قد دل القرآن على أن هناك رسلاً قبله، ومنهم يوسف عليه السلام، قال الله جل وعلا على لسان مؤمن آل فرعون: وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ [غافر:34] أي: من قبل موسى، فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا [غافر:34]، وهذا ظاهره -والعلم عند الله- أنه لم يبعث رسولاً بعد يوسف إلى أهل مصر.

ولما وقف موسى بين يدي فرعون خاطبه فرعون بقوله: قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى [طه:49]؟ فعرفه موسى عليه الصلاة والسلام بربه، فلما احتار فرعون في الجواب أراد أن يخرج عن ماهية الخطاب، ويشغل موسى بقضايا الحكايات، فرده موسى إلى أمور الرسالات: قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنسَى [طه:52]، وهذه تعلم المرء كيف يجادل الآخرين، وأنه أحياناً من يجادلك يحاول أن يخرجك من الشيء الذي تجيده إلى الشيء الذي لست متمكناً فيه، فلا تمكنه من مراده، وإنما عد به إلى الجادة التي تحسنها؛ لأن الإنسان إذا تكلم بالشيء الذي لا يعرفه قد تنكشف سوءته، وتظهر عورته، وخير له ألا يقتحم حججاً لم يؤصل عليها ولم يعرفها، ولا يستسلم لخطاب الغير في قضية مجاراته في طرائق عدة، ولذلك قال موسى: عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنسَى ، ثم توالت آيات تبين ما من الله جل وعلا به على الخلق تظهر ربوبيته، وهذه الأمور لا يستطيع فرعون ولا غيره أن ينكرها، وهي أن الله خلق الأرض وجعلها سبلاً، وأنزل من السماء ماء، وأنبت الأرض، ويسر للأنعام وبني الإنسان في المقام الأول أن يأكلوا منها، هذا كله إخبار من الله جل وعلا لا يستطيع أحد أن يرده لا فرعون ولا غيره، حجج باهرة، وآيات ظاهرة، وقدرة تعجز من يراها..

تأمل في نبات الأرض وانظر إلى آثار ما صنع المليك

عيون من لجين شاخصات على ورق هو الذهب السبيك

على قضب الزبرجد شاهدات بأن الله ليس له شريك

هذا ما تيسر، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.




التوقيع :
إذا أدمت قوارصكم فؤادي ***** صبرتُ على أذاكم وانطويتُ
وجئـت إليكـــم طلق المحيا ***** كأني ما سمعـتُ ولا رأيـــتُ

http://www.youtube.com/watch?v=3JqNh-btjvw


    رد مع اقتباس
قديم 19-12-16, 01:44 PM   #45
عضو فضي
 
الصورة الرمزية طلق المحيا

 











 

طلق المحيا غير متواجد حالياً

طلق المحيا تم تعطيل التقييم

افتراضي

حينما بعث الله تعالى موسى عليه السلام إلى فرعون وقومه استكبر وكذب وأبى، فحاجّه موسى عليه السلام فلم ينفع ذلك، ثم زعم فرعون أن موسى عليه السلام إنما جاء ليخرجه وقومه من أرض مصر، وزعم أن موسى ساحر، فأراد أن يواجهه علانية أمام الناس ليظهر الصادق من الكاذب، فتواعدا إلى يوم الزينة وهو يوم عيدهم، فاجتمعوا فيه، وجاء موسى وجاء السحرة، فألقوا ما بأيديهم، وألقى موسى عصاه فإذا هي تلقف ما يأفكون، وحينها آمن السحرة، وظهر الحق واندحر الباطل.




التوقيع :
إذا أدمت قوارصكم فؤادي ***** صبرتُ على أذاكم وانطويتُ
وجئـت إليكـــم طلق المحيا ***** كأني ما سمعـتُ ولا رأيـــتُ

http://www.youtube.com/watch?v=3JqNh-btjvw


    رد مع اقتباس
قديم 19-12-16, 01:45 PM   #46
عضو فضي
 
الصورة الرمزية طلق المحيا

 











 

طلق المحيا غير متواجد حالياً

طلق المحيا تم تعطيل التقييم

افتراضي

تفسير قوله تعالى: (ولقد أريناه آياتنا كلها...)

الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، خلق فسوى، وقدر فهدى، وأخرج المرعى، فجعله غثاء أحوى.

وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وعلى سائر من اقتفى أثره واتبع منهجه بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد:

قال الله جل وعلا: وَلَقَدْ أَرَيْنَاهُ آيَاتِنَا كُلَّهَا فَكَذَّبَ وَأَبَى [طه:56]، المخاطب هنا هو فرعون بالاتفاق، وقد مضى معنا ما أظهره موسى لفرعون من الآيات، وينبغي أن تعلم قبل أن نقص عليك ما في هذه الآيات من عبر وعظات، ودلائل وآيات، أن هذه الأمور لم تتم في برهان، وأنه ليس بمجرد أن دخل موسى على فرعون تمت القضية كلها، ولكنها مرت عبر سنين، فموسى عليه الصلاة والسلام استوطن أرض مصر فترة طويلة قبل أن يخرج منها، وما ذكره الله جل وعلا من خبر قارون وهلاكه: فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ [القصص:81]، إنما كان قبل خروج موسى من أرض فرعون, ووجدت له صراعات، منها: أن الله جل وعلا أمره أن يتخذ بيوتهم قبلة، وأن الله جل وعلا أمره بأمور كثر، ومرت الآيات كالطوفان والجراد والقمل والضفادع.. وهذا كله حصل على مراحل زمنية طويلة، وأن الله جل وعلا أرحم من أن يعذب من غير أن يعطي فترة زمنية لمن أراد أن يعذبهم، وإنما لا يهلك على الله إلا هالك، والشقي من لم تتداركه رحمة الله تبارك وتعالى، وفرعون إنما أهلكه شقاؤه وعناده ومكابرته سنين طويلة.

فهنا يقول الله جل وعلا: وَلَقَدْ أَرَيْنَاهُ آيَاتِنَا كُلَّهَا فَكَذَّبَ وَأَبَى [طه:56]، (آياتنا) جاءت بالكسر؛ لأنها جمع مؤنث سالم، وجمع المؤنث السالم ينصب بالكسرة نيابة عن الفتحة، وقد أكد بتوكيد معنوي هو كلمة (كل)، ولهذا كلمة (كل) جاءت منصوبة؛ لأنها أكدت اللفظ، واللفظ منصوب.

والمقصود بكلمة (كل) هنا كل الآيات التي كتب الله أن يعطيها موسى حجة على فرعون، وكلمة (كل) لا تفيد عدداً، لكن العدد جاء مبيناً في سورة أخرى، قال الله تعالى: فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ [النمل:12]، وهذه التسع الآيات قد مرت معنا كثيراً، وهي: اليد والعصا، هذه اثنتان، وقال الله: وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ [الأعراف:130]، وهذه اثنتان، مع الأوليين أصبحت أربعاً، وقال جل وعلا: فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلاتٍ [الأعراف:133]، وهذه خمس مع الأربع الأول تصبح تسعاً، وهي المقصودة بقول الله جل وعلا: وَلَقَدْ أَرَيْنَاهُ آيَاتِنَا كُلَّهَا [طه:56].

ومع تلك الآيات المتتابعة المفصلة قال الله: فَكَذَّبَ وَأَبَى ، وقد ذكرنا عند تفسير قول الله جل وعلا: إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى [طه:48]، أن أعظم فائدة أنه لا يخلد في النار إلا من كذب وتولى.

فقول الله هنا: فَكَذَّبَ وَأَبَى ، هي عين قول الله: عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى [طه:48]، وهي عين قول الله: لا يَصْلاهَا إِلَّا الأَشْقَى * الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى [الليل:15-16]، فالتولي والإباء والإعراض بمعنى واحد، وكل من يريد أن يتخذ منهجاً في معرفة عقائد الناس يجب عليه أن يستصحب هذا الأصل قبل أن يجازف في تكفير الناس.




التوقيع :
إذا أدمت قوارصكم فؤادي ***** صبرتُ على أذاكم وانطويتُ
وجئـت إليكـــم طلق المحيا ***** كأني ما سمعـتُ ولا رأيـــتُ

http://www.youtube.com/watch?v=3JqNh-btjvw


    رد مع اقتباس
قديم 19-12-16, 01:46 PM   #47
عضو فضي
 
الصورة الرمزية طلق المحيا

 











 

طلق المحيا غير متواجد حالياً

طلق المحيا تم تعطيل التقييم

افتراضي

تفسير قوله تعالى: (قال أجئتنا لتخرجنا من أرضنا... وأن يحشر الناس ضحى)

قال الله تعالى عن فرعون وهو يخاطب موسى: قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَا مُوسَى [طه:57]، فسمى تلك الآيات سحراً، وخص منها بالذات اليد والعصا، والعصا على وجه الخصوص؛ لأنها انقلبت على هيئة حية وثعبان.

وهذا القول أراد به فرعون إثارة عامة والغوغاء، أن المقصود الأسمى من رسالة موسى وهارون -في زعمه- ليس هو توحيد الله، وإنما إخراج أهل مصر من مصر، وقد كانت القوى السياسية العامة في أرض مصر جعلها فرعون مقسمة ثلاثة أقسام:

القوة الإدارية السياسية جعلها فرعون بيد هامان: يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا [غافر:36]، وكان وزيراً لفرعون، والقوة المالية الاقتصادية كانت بيد قارون، والقوة الإعلامية كانت بيد السحرة.

فقال فرعون هنا: أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَا مُوسَى * فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ [طه:57-58]، حتى يؤكد أن ما جاء به موسى سحر، والسحر له حقيقة بلا شك، وإن كان يخفى على أكثر الخلق، لكن له حقيقة كما هو مذهب أهل السنة، والله جل وعلا ذكره في مواطن متعددة في كتابه، ونص على أن تعلمه كفر، قال الله جل وعلا: وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ [البقرة:102]، وليس هذا مقام البسط فيه؛ لأننا نبقى أوفياء للآيات، لا نخرج عنها بأكثر مما هو لازم، فنقول: قال فرعون لموسى: فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا لا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلا أَنْتَ مَكَانًا سُوًى [طه:58].

هل هو موعد زماني أو موعد مكاني؟ ظاهر كلام فرعون أنه موعد كلامي، لكن جواب موسى جعله زمانياً، وكأنه يضمن أن ينتصر، قال بعض العلماء في تفسير: مَكَانًا سُوًى ، أي: مكاناً وسطاً، ليس ببعيد عني ولا ببعيد عنك، وأظنه بعيداً، وإنما المعنى: أي: مكان ظاهر لا خفية فيه، فحوله موسى موعداً زمانياً: قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى [طه:59].

فأثبت موسى من قبل أن يبدأ العراك معهم ثقته بنصر الله، فقال: وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى ، وأعظم ما يمكن أن يستنبط في هذا المقام: أن دعوة الأنبياء دعوة واضحة لا تحاك في الخفايا، فليست الدعوة أحزاباً سياسية، ولا جماعات غير مرضية، ولا غير ذلك، وليس في دين الله رءوس وغير ذلك، وبروتوكولات خفية، وبروتوكولات يعلمها العامة وغير ذلك، إنما دين الله جلي واضح تعبد الله به الجميع، ولهذا لم يكن عند موسى عليه السلام شيء يخفيه في الدعوة إلى ربه، ولذلك قال: قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى .

ويوم الزينة في ذلك الوقت وفي ذلك الزمان كان يوم عيد لهم لا عمل شاق لهم فيه، فهم في فسحة من أعمالهم، وعندما يكون الناس في فسحة من أعمالهم يكونون أقدر على أن يصلوا إلى المطلوب، وأن يأتوا إلى هذا الأمر الذي سيشهدون فيه الصراع، وبعض أهل العلم يقولون: إن الأعياد المنصوص عليها شرعاً: يوم الزينة كان لفرعون وآله، والعيد الذي ذكره الله جل وعلا عن قوم إبراهيم لما رفض إبراهيم أن يذهب معهم، وعيد الفطر والأضحى التي جاءت في السنة، التي جاءت بدلاً من يوم بعاث الذي كان عيداً للأنصار أوساً وخزرجاً في الجاهلية.

ومعلوم أنه كلما كثر حشر الناس، وكان الحضور في رابعة النهار ضحى، والكل سيشاهد ويرى، كان ذلك أدمغ لحجة فرعون، وأظهر وأبين لحجة موسى، وأنكأ لأعداء الله وخصومه.




التوقيع :
إذا أدمت قوارصكم فؤادي ***** صبرتُ على أذاكم وانطويتُ
وجئـت إليكـــم طلق المحيا ***** كأني ما سمعـتُ ولا رأيـــتُ

http://www.youtube.com/watch?v=3JqNh-btjvw


    رد مع اقتباس
قديم 19-12-16, 01:48 PM   #48
عضو فضي
 
الصورة الرمزية طلق المحيا

 











 

طلق المحيا غير متواجد حالياً

طلق المحيا تم تعطيل التقييم

افتراضي

تفسير قوله تعالى: (فتولى فرعون فجمع كيده ... وقد خاب من افترى)

قال الله تعالى: فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَى [طه:60].

ولا ريب أن ما بين هذا اليوم الذي تواعدا فيه وما بين اليوم الموعد نفسه فترة زمنية، وهذه الفترة الزمنية تسمح للناس بأن يخوضوا، وللخبر أن ينتشر، ويصبح لا هم للناس وليس هناك خبر يسري مثل هذا الخبر، فيصبح الجميع مهيأ لأن يصل، ويريد أن يعرف أين الحق، لكن الناس حتى في معرفتهم للحق يتفاوتون، قال الله جل وعلا: فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ، كيف جمع كيده؟ بينه الله في آيات أخرى بقوله: فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ [الشعراء:53]، وبعث بعد ذلك أن يأتي السحرة من كل مكان، وهذه الفترة الزمنية علا فيها قدر السحرة؛ لأنه غلب على ظنهم أن أمر فرعون أصبح بيدهم، فالآن القوة السياسية التي كانت بيد هامان تنحت قليلاً، والقوة المالية التي كانت بيد قارون تنحت قليلاً، وجاء دور قوة الإعلام الذي كان متمثلاً في السحرة.

فأراد السحرة لأنفسهم منازل، أرادوا أن يشترطوا على فرعون شروطاً تجعلهم أرفع منزلة بعد الغلبة، قال الله في آية أخرى: أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ * قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ [الشعراء:41-42]، فأعطاهم فرعون وعوده، وأغراهم بالمال وعلو المنازل، فجاء السحرة وهم مدفوعون دفعاً دنيوياً عظيماً، وجاء الناس، لكن الناس كان الدافع لهم أن يروا انتصار السحرة، قال الله جل وعلا عن الناس: لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ [الشعراء:40].

ولم يأتوا ليعرفوا أين موطن الحق، وأين مكمنه، وإنما جاءوا لينظروا كيف سوف تغلب السحرة موسى عليه السلام وأخاه.

ولكن مع ذلك أنبياء الله يبقون رفيقين بالخلق، قال الله جل وعلا: قَالَ لَهُمْ مُوسَى وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى [طه:61]، (لا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا) أي: بصنيعكم، وبردكم للرسالة: فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ [طه:61]، فخوفاً من نزول العذاب عليهم حذرهم؛ لأنه لا مصلحة للنبي في هلاك قومه، والأنبياء أرحم الخلق بالخلق، وأنصح العباد للعباد، لكن إذا أبى واستكبر ذلك المدعو، وأعرض عن الله، وجعل كلام الله وراءه ظهرياً، وحقت عليه كلمة العذاب؛ فإن كلمة العذاب لا تحق إلا على هالك، فإذا هلك من هلك بعذاب الله فلا ينبغي لمؤمن أن يأسف عليه ولا أن يحزن؛ لأنك لست أرحم بالخلق من ربهم، قال الله عن أنبيائه أنهم يقولون عن أممهم بعد الهلاك: فَكَيْفَ آسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ [الأعراف:93]، فلا يصيبهم أسى على قومهم بعد هلاكهم، ولكن الرحمة تبقى ما زال هناك أمل في أن يهتدوا.

وقوله: فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى ، ولا افتراء أعظم من الافتراء على الله جل وعلا، وأعظمه قول فرعون: مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي [القصص:38]، وتصديق هؤلاء الناس لفرعون، واتخاذهم إياه إلهاً من دون الله.




التوقيع :
إذا أدمت قوارصكم فؤادي ***** صبرتُ على أذاكم وانطويتُ
وجئـت إليكـــم طلق المحيا ***** كأني ما سمعـتُ ولا رأيـــتُ

http://www.youtube.com/watch?v=3JqNh-btjvw


    رد مع اقتباس
قديم 19-12-16, 01:49 PM   #49
عضو فضي
 
الصورة الرمزية طلق المحيا

 











 

طلق المحيا غير متواجد حالياً

طلق المحيا تم تعطيل التقييم

افتراضي

تفسير قوله تعالى: (فتنازعوا أمرهم بينهم... وقد أفلح اليوم من استعلى)

قال الله تعالى: فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى [طه:62]، أي: عقدوا مجلساً خاصاً بهم، يتشاورون في أمر موسى وأخيه، في هذه الداهمة التي طغت عليهم: قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى [طه:63].

لا يؤثر في الناس شيء أكثر من خوفهم على مراكزهم أن تتبدل، وهذا معنى: وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى ، وقد انتهز فرعون هذه المسألة، فأخبرهم أنه ما جاء موسى وهارون إلا ليغيروا الوضع الاجتماعي القائم، وهذا حصل حتى في عهد النبوة، فإن أبا جهل وأبا سفيان كانوا يقولون للناس: إن محمداً يريد من الفئة المستعبدة كـبلال وعمار أن تسود، وأن ترقى، وأن يتغير الوضع الاجتماعي، حتى يصد الناس عن دين الله، ولا أحد منتفع من وضع يريد بذلك الوضع أن يتغير إلا أن يكون رجلاً ربانياً لله، وإلا فإن الأصل أن كل صاحب وضع اجتماعي لا يريد ذلك الوضع الاجتماعي أن يتغير، وكل مضطهد في وضع اجتماعي يتمنى من ذلك الوضع أن يتغير حتى يعلو مكانه، ولذلك فإن الخارجين على أي دولة -من حيث الأنظمة السياسية المحضة- في أي عصر ومكان إنما يأتون للمغلوبين على أمرهم حتى يغيروا مكانتهم.

وكمثال: فإن الدولة الأموية في عصرها اضطهد آل البيت واضطهد الموالي الذين دخلوا في دين الله من غير العرب، فلما قامت دولة بني العباس قامت على هذا الخطأ الذي وقع فيه بنو أمية، فأكثر نصراء العباسيين كانوا من الموالي، فقامت دولة بني العباس على أكتاف الموالي، وصاحب الفضل الكبير في قيام دولة بني العباس هو أبو مسلم الخراساني ، ولم يكن عربياً، وإنما كان ممن استضعفهم بنو أمية واستعبدوهم، ولم يكن لغير العرب سلطان ولا شوكة في عهد دولتهم، حتى مسلمة بن عبد الملك ، وهو أحد أبناء عبد الملك ، وقد كان قرة عين أبناء عبد الملك ، لكنه لم يعط الخلافة؛ لأن أمه لم تكن عربية، فكان الموالي مضطهدين في عهد بني أمية، فأرادوا للمجتمع أن يتغير فتغير، وجاء بنو العباس، فلما جاء بنو العباس وأصبح بيدهم آل البيت والموالي، ولا بد أن يختاروا أحدهما، ففرطوا في العلويين وأبقوا بني العباس، وبقي العلويون مضطهدين حتى في دولة بني العباس، وبقي الطرف الآخر وهم الموالي، والموالي كثر، فالأعراق التي جاء منها الموالي لا تتعدد، ولا بد من اختيار فئة واحدة، فاختار العباسيون في أول دولتهم الفرس، فقدم الفرس، ورفع شأنهم، حتى وصل البرامكة إلى ما وصلوا إليه، ثم لما جاء المعتصم -وكانت أمه تركية- قلب الموازين، وأبقى على الموالي الأتراك؛ لأنهم أخواله، وأضاع الفرس، فساد الأتراك، ثم كلما جاء خليفة قرب مواليه، ولئن أخطأ الأمويون في إبعادهم للموالي باضطهادهم؛ فإن خطأ بني العباس أكبر في أنهم اصطفوا الموالي حتى أصبح هؤلاء يغيرون من شاءوا، ويضعون من شاءوا من الخلفاء.

والمقصود من هذا الاستطراد: أن القرآن يقرأ ليفهم أوضاع الناس من خلاله، فكان فرعون يتخذ هذه المسألة أمام الناس: قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى ، وهذه الآية قد أشكلت على العلماء نحوياً، وضربوا فيها مضارب شتى، ولن أقول فيها شيئاً جديداً، لكن الاتفاق على أن (إن) تنصب، وأن اسم الإشارة الأصل أنه مبني، وأنه إذا ثني يأتي منصوباً بالياء، فيخرج من كونه مبنياً إلى كونه معرباً، فأشكل على العلماء أن (هذان) جاءت بالألف، فبعض العلماء قال: (إنْ) هنا مخففة لا تعمل، وما دامت لا تعمل فأصبحت (هذان) مبتدأ، و(لساحران) خبر، وقال آخرون -وهذا قول لبعض الكوفيين-: (إن) نافية، واللام في (لساحران) ليست اللام المزحلقة، وإنما أداة استثناء، والمعنى عندهم: ما هذان إلا ساحران.

وقال آخرون غير ذلك، وتكلم فيها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله تعالى عليه، مع أنه غير نحوي، لكن له فيها كلام نحوي جيد، ومال رحمه الله تعالى إلى أن (إنْ) هنا بمعنى: نعم، الحق أن اللغة تؤيده، وبتعبير أصح: الاستعمال العربي يؤيده، فقد قال عبد الله بن قيس الرقيات -والرقيات ليس نسبه، لكنه تغزل بأكثر من امرأة اسمها رقية، فعرف بـعبد الله بن قيس الرقيات ، وهو ممن يستشهد بشعره من حيث اللغة- قال في بيت شعر له:

بكرت علي عواذلي يلحينني وألومهنه

ويقلن شيب قد علا ك وقد كبرت فقلت إنَّه

وقوله: (إنه) هنا بمعنى: نعم، ولذلك قالوا: (إن) في الآية بمعنى: نعم، فيصبح لا خلاف في الآية نحوياً، ومعناها: نعم هذان لساحران.

لكن رد علي هذا بأن نعم حرف جواب، وليس هناك سؤال هنا، ورد الآخرون بأكثر من ذلك، والمقصود أن نعرف التصور النحوي العام في قضية إعراب هذه اللفظة.

قال تعالى عنهم: فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ [طه:64]، أي: حتى يكون ذلك أقوى على قهر عدوكم: ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى [طه:64]، وبالطبع ثمة مطامع بين أعينهم، مطامع تنقسم إلى قسمين: الإبقاء على الوضع الاجتماعي القائم، وأمل الزيادة فيه، لأن فرعون قال: وَإِنَّكُمْ إِذًا لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ [الشعراء:42]، فأعطاهم وعوداً، وإن كنا نجزم أنه لو تحقق لهم ما أرادوا فإن فرعون لن يقبل، لكن على العموم هذا وعد لهم.




التوقيع :
إذا أدمت قوارصكم فؤادي ***** صبرتُ على أذاكم وانطويتُ
وجئـت إليكـــم طلق المحيا ***** كأني ما سمعـتُ ولا رأيـــتُ

http://www.youtube.com/watch?v=3JqNh-btjvw


    رد مع اقتباس
قديم 19-12-16, 01:51 PM   #50
عضو فضي
 
الصورة الرمزية طلق المحيا

 











 

طلق المحيا غير متواجد حالياً

طلق المحيا تم تعطيل التقييم

افتراضي

تفسير قوله تعالى: (قالوا يا موسى إما أن تلقي... أنها تسعى)

قال الله جل وعلا: قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى [طه:65]، من القائل؟ إنهم السحرة، فقد جاء يوم الزينة، وحضر الناس من كل مكان، لا بغية للناس إلا أن يروا الانتصار، وفرعون على الأظهر في مكانه مبجلاً، وموسى وأخوه معهما رب العالمين، وقد قال لهما جل وعلا من قبل: إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى [طه:46]، وموسى هو موسى الذي ربي من قبل في جبل الطور، بماذا ربي؟ وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى * قَالَ هِيَ عَصَايَ [طه:17-18]، والآن هو نفسه واقف وفي يمينه العصا التي أخبره الله جل وعلا أنها آية، والله جل وعلا أخبره ولا راد لحكمه، ولا معقب على مشيئته، فوقف موسى كما وقف قبل بين يدي ربه، والعصا في يمينه، وأقبل هؤلاء قد أجمعوا أمرهم صفاً، وقد أفلح اليوم من استعلى.

هنا ننيخ المطايا، فلا أحد أكرم من الله، وتعلّم مما يأتي كيف تتعامل مع الله، فإن الله جل وعلا أرحم الراحمين، ومعنى (أرحم الراحمين) هنا: أنه لا يضيع عند الله من المعروف ولو مثقال ذرة، وإذا أراد الله جل وعلا شيئاً هيأ أسبابه، وهذا -والله- ليس من فرائد العلم باعتبار أنه غريب ستجده، لكنه من فرائد العلم إذا طبقته.

فهؤلاء السحرة -رغم المغريات التي بين أيديهم- استحيوا من موسى قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى [طه:65]، وهذه العبارة في التلطف مع موسى وعدم جبره على الإلقاء أولاً، أو عدم جبره على الإلقاء آخراً، وقد جعلها الله جل وعلا سبباً في هداية القوم بهذه النية الطيبة التي خرجت على شكل ألفاظ قد لا يشعر بها أحد، لكن هذا ما أراده الله تمهيداً لعطاء رباني لهم بعد ذلك كما سيأتي.

وفي آية أخرى قال تعالى: وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ [الأعراف:115]، قال تعالى: قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى [طه:66]، لماذا قال: بل ألقوا؟ أنت عندما تذهب إلى السوق لن تستطيع أن تحكم على أحسن وأجود ما تريد شراءه إلا إذا مررت على السوق كله، فإذا مررت على السوق كله واخترت العينة التي تريدها وجاء أخوك يلومك تقول: إن هذا هو أفضل ما هو موجود، وإذا أراد الله بعبد خيراً أخر ظهوره بين أقرانه حتى ييأس الناس من كل أحد، ويخرج أقرانه كل ما لديهم، فإذا أراد الله بعبد من دونهم فضلاً زائداً عليهم نثر كل منهم ما في كنانته، وأظهر ما عنده، ولم يبق شيء لم يقدمه، ثم أخرج الله جل وعلا وليه الذي يريد أن يقدمه على غيره، فهذا حصل عيناً في قضية موسى، فقد قال لهم موسى: بل ألقوا، فما من حبل ولا عصا إلا وألقوها، وليس الأمر بالهين، قال الله تعالى: فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ ، أي: إلى موسى: مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى .

وقول الله جل وعلا: يُخَيَّلُ يدل صراحة على أنها لم تكن تسعى، وهذا سحر تخييل، وهو أحد أنواع السحر المذكورة في القرآن، وقد ذكر الله في القرآن سحر التخييل، وصورته: أنك ترى الشيء على غير حقيقته بما يريده الساحر أن تراه، وإلا فالأصل أن حقيقة الأمر الذي ترى أنت غير موجودة، فهي حبال وعصي، لكن موسى يخيل إليه أنها تسعى، وبالقطع ما دامت تخيل إلى موسى وأخيه فكيف بالعامة والدهماء الذين يحيطون بحلبة الصراع، سوف سيرون أموراً عجيبة، وقد ذهب بعض المشايخ من الجامعة الإسلامية إلى أحد البلدان الأفريقية، فوجدوا رجلاً معه جمل، والناس يلتفون حوله، فكان هذا الرجل يدخل من دبر الجمل ويخرج من فمه، والناس ينظرون مفتونون، فأحد هؤلاء المشايخ مع زملائه رجع قليلاً عن نفس المكان، ثم قرأ آية الكرسي وهو يتممها وقف لينظر، فوجد الرجل يدخل بسرعة من تحت أرجل الجمل، مع أنه قبل قليل رآه يدخل من الدبر ويخرج من الفم، فأخبر من معه من زملائه الذين ذهبوا للدعوة الخبر، فذهبوا وقرءوا آية الكرسي ورجعوا فرأوا هذا المسكين يمشي بين يدي الجمل ورجليه، ولا يدخل فيه أصلاً؛ لأنه عقلاً مستحيل أن يكون دخل في الجمل، لكنه سحر أعين الناس، وهذا سحر التخييل حجب عن هؤلاء الفضلاء بالآية العظيمة آية الكرسي، وقد ورد في فضلها ما لا يخفى على الكثير، والمقصود أن هذا سحر التخييل.

والسحر الآخر قال الله عنه في سورة البقرة: فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا [البقرة:102]، أي: من الملكين مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ [البقرة:102]، فذكر الله جل وعلا سحر التفريق بين المرء وزوجه، وأن هذا يقع، لكن الله ذكر أنه مقيد بإذن الله تبارك وتعالى، ولا يمكن أن يقع شيء لا قدرياً ولا شرعياً إلا بإذن الرب تبارك وتعالى: وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ [البقرة:102]، وكل السحر ضرر، والله يقول: وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنفَعُهُمْ [البقرة:102].

خلاصة الأمر: أني أجمع شتات معاني الآيات في أن السحر في القرآن جاء على صورتين: سحر تخييل، وسحر تفريق، ولا أذكر هناك نوعاً ثالثاً موجوداً هنا، وقد ذكر بعض الفضلاء أنواعاً أخر، لكن لا أعلم لها دليلاً من كتاب الله.

الذي يعنينا أن الله جل وعلا يقول: فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ [طه:66]، أي: يخيل إلى موسى أَنَّهَا تَسْعَى ، أي: تتحرك.




التوقيع :
إذا أدمت قوارصكم فؤادي ***** صبرتُ على أذاكم وانطويتُ
وجئـت إليكـــم طلق المحيا ***** كأني ما سمعـتُ ولا رأيـــتُ

http://www.youtube.com/watch?v=3JqNh-btjvw


    رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

IP



الساعة الآن 04:05 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
ترنكات لخدمات الويب