روائع شعريه |
روائع الكسرات |
|
||||||||||
الـــمـــلـــتـــقـــى الــــــــــعــــــــام [للنقاش الهادف والبناء والمواضيع الاسلامية والعامه] |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
03-03-09, 11:16 PM | #11 | |
عــضــو
|
سعد الفريدي مرور كريم .. وتواجد منير دمت بخير دائما |
|
24-03-09, 11:33 PM | #12 | |
عــضــو
|
هاقد عدت مجددا مع مقالة جديدة ،، وأعذروني لتأخري فظروفي الصحية حالت دون تواجدي أرقى أساليب التربية من أعظم ما يؤثر في توجيه الأبناء وتعديل سلوكهم أن يروا الأفعال وهي تترجم الأقوال ،والتطبيقات تبرهن النظريات التي كثيراً ما سمعوها من والديهم ومعلميهم،فتتحول الكلمات الباردة إلى سلوك حي،والمثاليات إلى حقائق تتحرك،والخيال إلى واقع محسوس يراه الابن رأي العين ،وهذا ما يعرف بأسلوب القدوة الذي يجمع عليه علماء التربية بأنه أرقى أساليب التربية وأفضلها،ومتى فقده المربي فقد الورقة الرابحة في منهج تربيته لأولاده . ولأهمية القدوة أصطفى المولى نبيه صلى الله عليه وسلم ليترجم للناس تشريعات القرآن وأوامره ونواهيه ،ويتمثل بما جاء فيه من توجيهات وأخلاق : { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}،فإذا رأى الناس بشراً مثلهم يتمثل بتوجيهات القرآن سهل عليهم الاقتباس والمتابعة له إلى أن يعتقد كل واحد منهم أنه هو مخاطب بما يتنزل من القرآن على قلب نبيه صلى الله عليه وسلم. ولعل من أهم مزايا القدوة_إذا توافرت_ أنها تحرك القلوب،وتستثير الهمم فتقود إلى العمل بعزيمة صادقة وصبر وتجلد لا يمكن أن يكون إذا غابت القدوة.تأمل حال الصحابة في غزوة الأحزاب التي كانوا مطالبين فيها بحفر خندق عظيم لا يتجاوزه المشركون،وكانت ظروف تلك المعركة قاسية،فقد اجتمع فيها على المسلمين شدة الجوع والبرد والتعب من حفر الخندق،فشكوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم،ورفع الصحابة رضوان الله عليهم عن بطونهم وقد ربط كل واحد منهم عليه حجرا من شدة الجوع،فرفع صلى الله عليه وسلم عن بطنه وقد ربط عليه حجران بل كان النبي صلى الله عليه وسلم معهم يحفر ويحمل التراب وينقله كما روى البخاري في صحيحه من حديث البراء قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينقل التراب حتى وارى عني الغبار جلدة بطنه وكان صلى الله عليه وسلم كثير الشعر .ينقل معهم التراب فيتعب ويجوع وكان يستطيع صلى الله عليه وسلم أن يبقى موجهاً لصحابته وهو شبعان ريان متكئ على أريكته والمسلمون قد قطع الجوع أمعاءهم وهد العناء قواهم،لكن هذا في نظره ربما أضعف عزائمهم وفتر هممهم فلم يتم انجاز الخندق قبل مجيء المشركين. ومن حسنات القدوة التي لا يمكن إغفالها أنها تؤثر على النفس أكثر من تأثير المواعظ والنصائح والأوامر والنواهي ،وربما أكثر من التهديد والعقوبة،ففي صلح الحديبية لما صد المشركون رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه _كما في البخاري_ أمر صحابته قائلاً :( قوموا فانحروا ثم احلقوا،فما قام منهم أحد،فكرر النبي صلى الله عليه وسلم أمره ثلاث مرات ولم يتحرك منهم أحداً ،فدخل صلى الله عليه وسلم على أم سلمة يخبرها فقالت: يا نبي الله ،أخرج ثم لا تكلم أحداً منهم كلمة حتى تنحر بدنك وتدعو حالقك فحلق، فخرج صلى الله عليه وسلم فلم يكلم أحداً منهم حتى نحر بدنه ودعا حالقه فحلقه،فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضاً حتى كاد بعضهم أن يقتل بعضاً غما) . وهكذا نجد الصحابة وهم مصابيح الإسلام قد تأخروا عن تنفيذ أمر رسولهم صلى الله عليه وسلم ليس هوى وعصيان بل شوق منهم إلى رؤية البيت والطواف به،ورجاء أن ينزل المولى وحياً على نبيه صلى الله عليه وسلم يوجهه بإكمال المسيرة،لكن لما قام قدوتهم وفعل دون أن يتكلم بكلمة واحدة حتى كاد الصحابة أن يقتتلوا وهم يتسابقون في الاقتداء به صلى الله عليه وسلم. خاتمة: ما أشد حاجتنا اليوم إلى القدوة في كل مجالات الحياة المختلفة،في الطبيب والتاجر والإعلامي المسلم ،وتزيد الحاجة إلى مرب قدوة معلماً كان أو والداً ،فهو الأساس الذي يقوم عليه البناء،وكلما كان الأساس متيناً راسخاً كان البناء راسياً،فإن لم يكن كذلك خر عليه السقف من فوقهم. د. صالح بن يحيى الزهراني |
|
|
|