روائع شعريه |
روائع الكسرات |
|
||||||||||
الـــمـــلـــتـــقـــى الــــــــــعــــــــام [للنقاش الهادف والبناء والمواضيع الاسلامية والعامه] |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
27-02-11, 08:01 AM | #1 |
كـــاتــب
|
كش ملك ياملك ملوك افريقيا
لجينيات ـ مثل كل من سقط من فوق عرشه ، تحدث صاحب الكتاب الأحمر -الأخضر قبل المجزرة- العقيد معمر القذافي بلغة التهديد والوعيد وكأن الليبيين قطيع من الماعز في مواجهة زعيم الذئاب العجوز، وبإسهاب ممل تجاهل غضبة الشعب ضده ووصفهم بالجرذان واللصوص ومروجي المخدرات وطالب صراحة الجميع بخوض حرب أهلية لحماية الزعيم من التنحي والخلع، وتجاهل باستكبار و يديه ملطختين بالآلاف من الأرواح التي حصدتها فوهات مدافع الطائرات والدبابات والمرتزقة الأفارقة الذين جلبهم لقمع الشعب ! إن المجزرة الوحشية التي أطلق شرارتها القذافي بعد أن نوه عنها المعتوه الآخر نجله ووريث عرشه سقط فيها من الشهداء حتى الآن أكثر من الذين سقطوا في مصر وتونس مجتمعتين فيما لا يزيد عن أسبوع واحد فقط، ولم يتورع المجرم "الزعيم" في ارتكاب أكبر المجازر ضد شعبه في ظل تعتيم إعلامي وتواطؤ غربي فاضح، ثم خرج يهدد في خطاب ركيك بالمزيد وبأن لازال في جعبته ما هو أسوأ ، وظن أن هذا التهديد سيدخل الجماهير الجريحة الغاضبة إلى جحرها متخوفة من وعيده كما يتوهم. إن صفة الغباء التي يجتمع تحت مظلتها الديكتاتوريين عبر العصور تعمي أبصارهم حتى أنهم لا يرون رياح التغيير التي تأكل أرجل كراسيهم ، ولا يقدرون في الوقت الضائع غضبة الجماهير التي خرجت ضعف أضعاف ما خرجت قبل المجزرة، وهذا ما حدث في ليبيا بعد أن رفض شعبها الأبي ما جاء في خطاب وريث الديكتاتور الذي وصفهم بأوصاف لا تليق ، واتهمهم نيابة عن أبيه بأنهم أصحاب أجندات خارجية وأنهم تحت تأثير عقاقير الهلوسة ! إن الشعب الليبي في الحقيقة يواجه رجل دموي لا يشبع من السلطة التي في سبيلها ارتكب ولا زال يرتكب أبشع الجرائم التي تجرمها الشريعة الإسلامية وتأباها الفطرة الإنسانية، رجل مكث على صدر بلاده أكثر من أربعين عاما متواصلة هوى بهم إلى قاع الأمم، رجل جمع من الجماجم ما لا يعلمه إلا الله سبحانه ، واتضح له في النهاية أن الشعب طفح به الكيل ، وبات لا يحتاج من كتاب ألف ليلة وليلة – المسمى بالأخضر- للمزيد من الخزعبلات التي تستعصي على الفهم بقدر ما هو محتاج للإصلاح وعودة الكرامة والعزة والأمل. فالله سبحانه إذا أراد أمراً هيأ له أسبابه ، فقد كانت مطالب الليبيين رحيل الحكومة والإصلاح فقط ، لكن بعد أن حشر القذافي رأسه في الجرة والتطورات الأخيرة وحرب المرتزقة التي شنها ضد الشعب الليبي الأعزل ، انفجرت براكين الغضب وتحول المشهد برمته ، وانقلب رأساً على عقب ، ليطالب الليبيون بمحاكمة "السفاح" – كما وصفوه- وهي ردة الفعل الطبيعية للشارع الذي ضرب بيد من حديد وقمع بطريقة وحشية لا تقل عن وحشية الصرب في البوسنة والهرسك. نستطيع أن نقول الآن أنه على نفسها جنت براقش بعد أن رفض القذافي إرادة شعبه بالإصلاح منذ اندلاع الثورات الشعبية في كل من تونس ومصر، ولم يكتفِ ملك ملوك إفريقيا – كما يصف نفسه - بل برزت لهجته الاستفزازية في خطابه الدموي الأخير ، الذي تحدى فيه شعبه صراحة وشدد على أنه سيظل رئيسا لليبيا مدى الحياة، وكشر عما تبقى من أنيابه، معتبرا نفسه خيار ليبيا الأوحد ومجدها الأبدي ! ويبدو أن القذافي على مر سنواته العجاف قد تناول جرعات متتالية من الغباء جعلته لا يعتبر من رأس الذئب الطائر في تونس ومصر، فقد قمع جميع الحريات وأطلق العنان للفساد ، وبالغ في اعتقالات النشطاء الإسلاميين السياسيين، وأطلق على الإسلاميين في خطابه الدموي مسمى "الكلاب الضالة"، وتخطى الإسلاميين إلى الحقوقيين وحاصر الصحفيين والإعلاميين ، ناهيك عن التضييق على حرية الانترنت وتفشي البطالة وسوء الأحوال الاجتماعية والاقتصادية التي انتشرت بشكل رهيب في عهده الديكتاتوري، فضلا عن أنه أطلق على الثائرين الليبيين وصف المجرمين واللصوص وقطاع الطرق محرضا على قتلهم متوعدا من يبقى منهم على قيد الحياة بالإعدام. إن الهدف من المجازر الوحشية التي يرتكبها القذافي وجنوده ومرتزقته الأفارقة هذه اللحظة هو أن تظل ديكتاتوريته مسيطرة على الحكم في ليبيا مدى الحياة، خاصة وأن خبرته في القمع والاستبداد مستمرة منذ ما يقرب من 41 عاما عجافاً، بيد أن هذه المجازر لن تنفع القذافي حيث أنها لم تنفع من قبله في تونس ومصر، بل تواصلت مطالبة الشارع الليبي بتنحيته هو وأفراد أسرته مؤكدين على تقرير مصيرهم واختيار مستقبلهم بعيدا عن هرطقات الكتاب الأخضر الذي لطخه الديكتاتور القذافي بدماء الشعب الأعزل فتحول بحق إلى الأحمر. وفي ختام هذه الكلمة لا اعتقد أنني بحاجة إلى تذكير الشعب الليبي بأن ما استخدمه موسوليني ومندوبه إلى ليبيا كرستيان في الحرب الطرابلسية من وسائل القمع هو أبشع بكثير مما يمكن للعقيد أن يستخدمه في حقهم ، ومع ذلك فقد أثبت التاريخ أن قوة الإباء والإصرار على الحرية أعظم من كل وسائل القمع التي تستخدمها الدكتاتوريات العالمية ، انتهت الحرب الطرابلسية بفوز الثوار وخذلان إيطاليا بكل ما تملكه من قوة وعتاد ورحيلها عن بلاد المسلمين إلى الأبد ، وسوف تنتهي هذه المعركة بإذن الله بفوز جحافل الليبين المكبرين المهللين على كتائب الارتزاق وتراكولات العصر . أبو لـُجين إبراهيم الأربعاء 20 ـ ربيع أول ـ 1432 |
|
|