بوش يتمسك بسياسته في العراق ويبحث تغيير التكتيك

22-10-06, 08:19 AM

الإدارة الأميركية تعرضت لضغوط لتغيير إستراتيجتها بالعراق بعد ارتفاع الخسائر (رويترز)

أجرى الرئيس الأميركي جورج بوش مشاورات مع القادة العسكريين الأميركيين وكبار مسشتاريه حول الوضع في العراق الذي تزايدت فيه الخسائر الأميركية. المناقشات جرت عن طريق الدائرة التلفزيونية المغلقة بمشاركة قائد القيادة الوسطى الجنرال جون أبي زيد وقائد القوات الأجنبية في العراق الجنرال جورج كايسي وديك تشيني نائب الرئيس الأميركي ووزير الدفاع دونالد رمسفيلد والسفير الأميركي في العراق زلماي خليل زاد.

بوش أكد في خطابه الإذاعي الأسبوعي قبل الاجتماع أن بلاده ستجري فقط تغييرا في التكتيك مع بقاء إستراتيجيتها كما هي. وقال "هدفنا واضح ولم يتغير وهو تحقيق النصر وما يتغير هو التكتيك اللازم لتحقيق هذا النصر".

واعترف بوش بأن شهر أكتوبر/تشرين الأول الجاري كان قاسيا على القوات الأميركية في العراق وأيضا بالنسبة للعراقيين. وعزا تفاقم أعمال العنف إلى تزايد عمليات إقرار الأمن في بغداد والتي تقوم بها القوات الأميركية، واعتبر أن المسلحين في العراق يلجؤون لإستراتيجية دعائية متطورة لدق إسفين بين الشعب الأميركي وإدارته وتحكيم لتحطيم معنويات الولايات المتحدة ودفعها إلى الانسحاب.

وأصر بوش على أنه منفتح دائما على إجراء تعديلات على التكتيكات في العراق، ولكنه دان دعوة الديمقراطيين إلى تصحيح المسار بوصف ذلك أسلوبا يؤيد موقف "الشك والهزيمة".

واشنطن بررت ارتفاع الخسائر بعملياتها الأمنية في بغداد(الفرنسية-أرشيف)

خسائر
جاء ذلك في وقت وصل فيه عدد القتلى من الجنود الأميركيين في العراق خلال الشهر الجاري إلى نحو 80، وإذا استمر معدل الخسائر بنفس الوتيرة خلال الأسبوع القادم فسيكون أكثر الشهور دموية بالنسبة للأميركيين منذ الغزو عام 2003. بذلك ارتفع عدد القتلى الأميركيين بحسب تقديرات البنتاغون إلى 2784 والجرحى 20486 وقتل أيضا 232 جنديا من القوات المتعددة الجنسيات.

وتتعرض إدارة بوش لضغوط بقيادة الحزب الديمقراطي لتغيير سياسته في العراق، ووعد الدميقراطيون بتصعيد ضغوطهم لتحديد جدول زمني للانسحاب. وبات الجمهوريون, الذين يسيطرون على مجلسي الكونغرس, يخشون الهزيمة في انتخابات التجديد النصفي في السابع من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل على خلفية الملف العراقي الذي بات يحتل الأولوية في اهتمامات الأميركيين.

ويرأس جيمس بيكر وزير الخارجية الأميركي الأسبق لجنة تعد توصيات لإستراتيجيات بديلة في العراق. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن إدارة بوش تعد مسودة جدول زمني يتضمن معالم محددة للحكومة العراقية كي تواجه العنف الطائفي وتقوم بدور أكبر في تأمين البلاد.

"
الجمهوريون يخشون فقدان الأغلبية في الكونغرس على خلفية الملف العراقي، والديمقراطيون يعدون بتصعيد الضغوط لوضع جدول زمني للانسحاب
"
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين كبار قولهم إنه ما زال يجرى العمل في تفصيلات الخطة التي ستقدم إلى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قبل نهاية العام الجاري وتنفذ خلال العام المقبل وفيما بعد ذلك.

استطلاعات الرأي
أما آخر استطلاعات الرأي فقد أظهرت أن ثلثي الأميركيين تقريبا يرون أن بلادهم بصدد خسارة الحرب في العراق. ونشرت مجلة نيوزويك نتائج الاستطلاع حيث اعتبر 54% من أفراد العينة أن بوش أخطأ في اتخاذ قرار الغزو مقابل 39% قالوا إنه كان على حق.

وبحسب استطلاع نيوزويك فإن 31% من الأميركيين يرون أن الوضع في العراق سيكون الموضوع الذي يرجح التصويت أثناء توجههم إلى صناديق الاقتراع في السابع من الشهر المقبل.

وأكد 55% أنهم يريدون فوز الديمقراطيين في الكونغرس مقابل 32% يفضلون محافظة الجمهوريين على الأغلبية. وتبقى شعبية الرئيس بوش عند مستوى ضعيف مع نسبة تأييد 35% مقابل 57% يعارضونه.

(الجزيرة نت)