روى مبتعثان سعوديان لـ "سبق" تفاصيل ساعات الرعب التي عاشاها بعد أن ضرب الزلزال مدينة كرايستشيرش النيوزيلندية يوم الرابع من سبتمبر؛ حيث اضطرا إلى قضاء أيام في السيارة خشية حدوث توابع، في ظل جو قارس البرودة.
وشرح المبتعثان كيف أنقذهما صديق أمريكي من الجوع ببعض السندوتشات والقهوة لمواجهة البرد, ثم قيامهما فيما بعد بالمساعدة في نقل بعض أهالى المدينة بسيارتهما، موجهين الشكر إلى سفير خادم الحرمين بأستراليا حسن طلعت ناظر وإلى الملحقية الثقافية التي ظلت متواصلة معهما ومع بقية زملائهما عن طريق الإيميل؛ للاطمئنان وتقديم التحذيرات، حتى بدأت في نقل الطلبة خارج المدينة المنكوبة.
وفي حوار عبر البريد إلكتروني مع "سبق" طمأن المبتعث السعودي سامي سليم الشراري، الذي يدرس التربية الخاصة بجامعة كانتربري، ويقيم بمدينة كرايستشيرش النيوزيلندية التي شهدت الزلزال، الجميع بأن المبتعثين وأسرهم بخير. وعن ضحايا الزلزال قال: "إصابتان طفيفتان بين أهالي المدينة، ولا شيء آخر". وأضاف الشراري "غادر بعض المبتعثين مدينة كرايستشيرش إلى أنحاء نيوزلندا؛ خشية حدوث زلزال آخر، وتُجرى الآن محاولات لإجلاء جميع الطلبة السعوديين، خاصة مع تحذيرات السلطات النيوزيلندية من حدوث هزات أخرى، و مطالبتها المواطنين والمقيمين بالحيطة والحذر".
وعن الزلزال قال الشراري: "كان الزلزال شديداً بقوة 7.4 على مقياس ريختر. وقع الزلزال الساعة 4:35 صباح يوم الرابع من سبتمبر؛ فأسرعت أنا وصديقي كريم حمزاوي إلى الخروج من المنزل واللجوء إلى السيارة، ثم اضطررنا إلى البقاء والنوم في سيارتي خشية حدوث توابع بعد الزلزال، وكان الجو بارداً جداً". ويضيف الشراري "في هذا الوقت اتصل بي صديق أمريكي، يقيم في المدينة نفسها، لكن في منطقة بعيدة جداً عنا، وكان يطمئن على حالي، فشرحت له أين أنا؛ فقال اعمل كوباً من القهوة؛ كي تساعدك على الدفء. قلت له: ليس هناك كهرباء في منطقتنا، ولا أستطيع صنع القهوة. فما كان من هذا الصديق إلا أن قاد سيارته، وجلب لي القهوة والساندويتشات".
وعن الأضرار قال الشراري: "رغم قوة الزلزال إلا أن المنازل السكنية لم تتضرر بشكل كبير، وإنما تركز معظم الدمار في منطقة مركز المدينة والمنطقة التجارية. وأعلنت الحكومة النيوزيلندية تهيئة ملاجئ آمنه لمن تضررت بيوتهم، وقد ذهب زملائي المبتعثون إلى هذه الملاجئ".
من جانبه قال المبتعث كريم بور حمزاوي، الذي يدرس القانون الدولي بجامعة كانتربري، ويقيم بمدينة كرايستشيرش النيوزلندية: "منذ أن وقع الزلزال لم تتوقف الاتصالات والرسائل على الجوال من الأهل والأصدقاء والزملاء، سواء في السعودية أو أستراليا؛ نتبادل الاطمئنان على بعضنا بعضا، كما نتبادل الأخبار، وكنا نتابع الأخبار عن طريق المذياع في السيارة؛ لأن الكهرباء في منطقتنا (ريكرتون) انقطعت ساعات عدة". ويضيف حمزاوي "تمت مراسلتنا من قبل القنصل العام في نيوزيلندا؛ للاطمئنان علينا، وكانت الملحقية الثقافية ترسل التحذيرات اللازمة عن طريق الإيميل، وكان سفير خادم الحرمين الشريفين في أستراليا حسن طلعت ناظر دائم الاطمئنان علينا، وكل هذا خفف عنا. أيضاً راسلتنا جامعه كانتربری التي ندرس بها عبر البريد الإلكتروني، وعبّرت عن تضامنها معنا، ووضع الجميع أنفسهم تحت طلبنا لأية مساعدة؛ فقد زار رئيس الوزراء النيوزيلندي جون كي المدينة، وكذلك الشرطة والجيش النيوزيلندي في الشوارع علي أهبة الاستعداد لتقديم ية مساعدة آنية، كما قال رئيس الوزراء: إنها لمعجزة أن يحدث مثل هذا الزلزال ولم يتضرر سوى شخصين بجروح خفيفة". .
ورأى المبتعثان "الشراري وحمزاوي" أن عيد الفطر المبارك سيكون فرصة لتجاوز هذه المحنة وجمع الشمل كما كان قبل هذه الحادث الرهيب".