روائع شعريه |
روائع الكسرات |
|
||||||||||
الـــمـــلـــتـــقـــى الــــــــــعــــــــام [للنقاش الهادف والبناء والمواضيع الاسلامية والعامه] |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
17-12-09, 06:59 AM | #1 |
كـــاتــب
|
التوضيح والبيان في سيرة سيد الأنام وكيف كانت حياة الرسول_ والحث على تعظيم شعائر الله
التوضيح والبيان في سيرة سيد الأنام وكيف كانت حياة الرسول_ والحث على تعظيم شعائر الله
-------------------------------------------------------------------------------- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي بعث النبيين مبشرين ومنذرين، وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكموا بين الناس بالحق المبين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله الأولين والآخرين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أفضل المرسلين وخاتم النبيين، بعثه الله تعالى بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله رحمة للعالمين وغدوة للعاملين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليماً كثيرا أما بعد فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى واشكروه على ما أنعم به على عباده حيث أرسل إليهم الرسل، وأنزل إليهم الكتب لنشر الحق بين الخلق، فإن العقل البشري لا يمكن أن يهتدي إلى معرفة الخالق تفصيلا، ولا يمكن أن يتعبد لله بما لا يدركه علما و تحصيلا، ولا يمكنه أن يعامل عباد الله تعالى بالعدل التام إلا بطريق الوحي الذي بين الله به عن نفسه أسماءه وصفاته، وأحكاما يهتدي بها العباد إلى عبادته، ويهتدون بها إلى طريق المعاملة بينهم، فكانت الرسل - عليهم الصلاة والسلام - مبينين لعبادة الخالق، داعين إلى مكارم الأخلاق، وكانت حاجة الخلق إلى ما جاؤوا به أشد من حاجتهم إلى الهواء واللباس والأمن و الطعام والشراب، وكانت منة الله على عباده بإرسال الرسل أعظم منة، ألم تقرؤوا قول الله عز وجل : (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (آل عمران:164). أيها الناس إذا أردتم أن تعرفوا ضرورة الناس إلى الرسالة الإلهية فانظروا الآن إلى أهوائهم تجدونها متفرقة شتى، كل واحد له هدف، كل واحد له غاية، لو ترك الناس وغاياتهم لتفرقوا شيعًا ولم يجتمعوا على شيءٍ ولحصل القتال بينهم والتباغض، ولكن الرسل - عليهم الصلاة والسلام - نزلوا بشريعة الله من عند الله، وهو سبحانه الذى يعلم ما يصلح به العباد، فأنزل على كل أمة شريعة تليق بها، ولم تزل الرسالة في الناس منذ بعث الله أول رسول إليهم وهو نوح إلى أن خُتمت بآخرهم محمد صلى الله عليه وسلم، كان الناس في الأول قبل بعثة الرسل على دين واحد، على ملةٍ واحدة، على دين أبيهم آدم، فلما كثر الناس تفرقت كلمتهم واختلفت آراؤهم، فبعث الله إليهم رسله ليحكموا بينهم فيما اختلفوا فيه وليقوم الناس بالقسط، قال الله عز وجل : (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ) (البقرة:213) ( فكان أولهم نوح عليه الصلاة و السلام )(1) ( ثم ختم الله الرسالة والنبوة بمحمد - صلى الله عليه وسلم - بعثه الله على حين فترة من الرسل حين انقطعت الرسالة منذ عهد عيسى - عليه الصلاة والسلام - فمقت الله أهل الأرض عجمهم وعربهم إلا بقايا من أهل الكتاب، فكان الناس في أمسِّ الضرورة إلى الرسالة التي تستقيم بها الملة، وتتم بها الأخلاق، وتصلح بها الأمة فكان صاحبها الجدير بها كما قال الله تعالى: (جاءتهم آية قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل مآ أوتى رسل الله الله أعلم حيث يجعل رسالته) (الأنعام: 124) محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمي؛ القرشي صلوات الله وسلامه عليه )(2) ( أنشأه الله تعالى من سلالة إسماعيل بن إبراهيم عليهما الصلاة والسلام، فكان أكرم الناس نسباً )(3) ( وأطيبهم مولداً، ولد صلى الله عليه وسلم، يوم الاثنين في أفضل بقاع الأرض في أم القرى مكة في شهر ربيع الأول، قيل: في الثامن منه، وقيل: في التاسع، وقيل: في العاشر، وقيل: في الثاني عشر، وقيل: في السابع عشر، وقيل: في الثاني والعشرين، فهذه ستة أقوال للمؤرخين في تعيين اليوم الذي ولد فيه، وإنما كان هذا الاختلاف في مولده؛ لأنه ليس للعرب حينذاك ديوان تسجل فيه الأحداث، وقد حقق بعض الفلكيين المتأخرين أن ولادته صلى الله عليه وسلم كانت في اليوم التاسع من شهر ربيع الأول على خلاف ما هو مشهور بين الناس من أنها في اليوم الثاني عشر، ونحن لا يهمنا أن نعرف متى ولد؟ ولا أن نعرف عين ذلك اليوم الذي ولد فيه من الشهر؛ لأن يوم ولادته ليس له خصائص شرعية يتعبد الناس بها حتى يحتاجوا لمعرفة ذلك اليوم على التعيين؛ ولهذا لم يكن الصحابة - رضي الله عنهم - ولا التابعون لهم بإحسان ولا أئمة المسلمين من بعدهم يقيمون احتفالاً لمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنهم يعلمون أن ذلك ليس من شريعة النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه لا يجوز لأحد أن يحدث في دين الله ما ليس منه، وأن أشد الناس محبة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أشدهم اتباعا له فكلما كان الإنسان أتبع لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهو أشد حباً له، ألم تروا إلى قول الله عز وجل: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (آل عمران:31)، فكلما كان الإنسان أبعد عن البدع في دين الله كان ذلك أدل على محبته لله ورسوله وعلى تعظيمه لله ورسوله، وقد قال الله عز وجل : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ) (الحجرات:1-2)، فإذا كان لا يجوز للمؤمن أن يتقدم بين يدي الله ورسوله، ولا أن يجهر لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - كجهر بعضنا لبعض، و لا أن يرفع صوته فوق صوت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكيف يجوز للإنسان أن يدخل في دين الله ما لم يأذن به الله ؟! هذا من أبعد الأشياء ولد صلى الله عليه وسلم في العام الذي أهلك الله فيه أصحاب الفيل الذين جاؤوا لهدم الكعبة المعظمة، فأرسل الله عليهم طيرا أبابيل كما قال الله عز وجل ( ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل ألم يجعل كيدهم في تضليل) ( وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبَابِيلَ*تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ*فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ) (الفيل:3-5)، فكان في هذا إرهاصا لبعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولدته أمه آمنة من أبيه عبد الله بن عبد المطلب، فتوفي أبوه قبل ولادته، وتوفيت أمه في الأبواء في طريق المدينة وهو في السابعة من عمره، فكفله جده عبد المطلب، ثم مات عبد المطلب ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الثامنة من عمره، فنشأ رسول الله صلى الله عليه وسلم يتيما فريدا ليس له أم ولا أب ولا جد، قال الله عز وجل : (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى) (الضحى:6)، فقيض الله له عمه أبا طالب شقيق أبيه فضمه إلى عياله، وأحسن كفالته، وأحبه حبا شديدا، وبارك الله له - بسبب كفالته النبي صلى الله عليه وسلم - في ماله وحاله، قال ابن كثير رحمه الله: وشب رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أبي طالب يكلؤه الله ويحفظه ويحوطه من أمور الجاهلية ومعايبها لما يريد من كرامته حتى بلغ أن كان رجلا أفضل قومه مروءة، وأحسنهم خلقا، وأكرمهم مخالطة، وأحسنهم جوارا، وأعظمهم حلما، وأمانة، وأصدقهم حديثا، وأبعدهم من الفحش والأذى، ما رؤى صلى الله عليه وسلم ملاحيا ولا مرائيا أحدا حتى أن قومه سموه الأمين لما جمع الله فيه من الأمور الصالحة )(4) ( ولما بلغ صلى الله عليه وسلم الخامسة والعشرين من عمره تزوج أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها، وكانت ذات شرف ومال وعقل وكمال حازمة لبيبة لما علمت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما علمت من مكارم الأخلاق عرضت نفسها عليه، فذكر النبي صلى الله عليه وسلم ذلك لأعمامه، فخرج معه عمه حمزة إلى خويلد بن أسد والد خديجة فخطبها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتزوجها النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو في الخامسة والعشرين من عمره ولها أربعون سنة، وقد تزوجت قبله برجلين، فولدت له ابنين وأربع بنات، فكان أولاده كلهم منها إلا إبراهيم، فإنه كان من سريته مارية، ولم يتزوج صلى الله عليه وسلم على خديجة حتى ماتت في السنة العاشرة من البعثة قبل الهجرة بثلاث سنين رضي الله تعالى عنهما وأرضاها)(5) ( وكان صلى الله عليه وسلم معظما في قومه محترما بينهم، يحضر معهم مهمات الأمور، حضر معهم حلف الفضول الذي تعاقدت فيه قريش ألا يجدوا في مكة مظلوما من أهلها أو غيره إلا كانوا معه على من ظلمه حتى يرد إليه مظلمته )(6) ( ولما تنازعت قريش أيهم يضع الحجر الأسود في مكانه حين بنوا الكعبة بعد تهدمها قيض الله تعالى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكان الحكم بينهم، فبسط رداءه ووضع الحجر فيه، ثم قال لأربعة من رؤساء قريش: ليأخذ كل واحد منكم بجانب من هذا الرداء، فحملوه حتى إذا دنوا من موضعه أخذه النبي صلى الله عليه وسلم بيده الكريمة فوضعه في مكانه، فكان بهذا الحكم العادل شرف كبير ونبأ عظيم )(7) ( ولما بلغ الأربعين من عمره جاءه الوحي من الله عز وجل، فكان أول ما بدأ به من الوحي الرؤيا الصادقة، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الانفراد عن ذلك المجتمع الجاهلي في عقيدته وعبادته، فكان صلى الله عليه وسلم يخلو بغار حراء وهو الجبل الذي عن يمين الداخل إلى مكة من طريق الطائف الشرائع فيتعبد فيه، حتى نزل عليه الوحي هنالك، فجاءه جبريل فقال: اقرأ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - ما أنا بقارئ، يعني: لا أحسن القراءة، وفي الثالثة قال له جبريل : (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْأِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ*اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ*الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ*عَلَّمَ الْأِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) (العلق:1-5)، فرجع النبي صلى الله عليه وسلم إلى أهله يرجف فؤاده لما رأى من الأمر الذي لم يكن معهوداً له من قبل فقال لخديجة: لقد خشيت على نفسي فقالت له رضي الله عنها: كلا والله ما يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتعين على نوائب الحق وبنزول هذه الآيات الكريمة صار محمد بن عبد الله نبيا، ثم فتر الوحي مدة، ثم أنزل الله عليه (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ*قُمْ فَأَنْذِرْ*وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ* وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ* وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ) (المدثر:1-5)، وبذلك صار محمد نبياً رسولاً فدعى إلى الله تعالى، وبشر وأنذر خصوصا ثم عموما، أنذر عشيرته الأقربين، ثم بقية الناس أجمعين، فاستجاب له من هداه الله واستكبر عن دعوته من اتبع هواه )(8) قال الله عز وجل : (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) (الأعراف:158). اللهم إنا نسألك في مقامنا هذا ونحن في انتظار فريضة من فرائضك نسألك اللهم بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا يا ذا الجلال والإكرام أن تجعلنا من المؤمنين بك وبرسولك، وأن ترزقنا اتباعه على الوجه الذي يرضيك عنا، وأن تثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها، اللهم أحسن خاتمتنا في هذه الدنيا، اللهم اجعل أحسن حال أن نلقاك وأنت راض عنا يا رب العالمين، إنك جواد كريم والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . الخطبة الثانية الحمد لله حمداً كثيراً كما أمر، وأشكره وقد تأذن بالزيادة لمن شكر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولو كره ذلك من أشرك به وكفر، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله سيد البشر الشافع المشفع في المحشر صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن على هداهم استقر وسلم تسليما كثيرا أما بعد فيا أيها الناس إن هذه المساجد بيوت الله، إن الله تعالى أضافها إلى نفسه تشريفا وتعظيما فقال عز وجل : (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ ٌ) (البقرة:114)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم)(9) وذكر الحديث، وفي إضافة الله المساجد إلى نفسه تبارك وتعالى وفي إضافة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المساجد إلى الله - عز وجل - أكبر دليل على أن هذه المساجد يجب أن تعظم وأن يذكر فيها اسم الله عز وجل؛ ولهذا نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - من دخل المسجد أن يجلس حتى يصلي ركعتين، فقال صلى الله عليه وسلم: ( إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين )(10)، بل رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجل دخل وهو يخطب صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة فجلس الرجل فقال له : ( أصليت، قال: لا، قال: قم فصل ركعتين، وتجوز فيهما ) (11) ، فلم يعذره النبي - صلى الله عليه وسلم - بالجلوس ولا لاستماع الخطبة حتى يقوم فيصلي ركعتين، ولكنه أمره أن يتجوز فيهما من أجل أن يستمع إلى الخطبة؛ لأن استماع الخطبة واجب؛ ولهذا لو تكلم الإنسان مع غيره أو كلم إنسانا ولو بأمر بمعروف فإنه يحرم أجر الجمعة لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذا قلت لصاحبك أنصت يوم الجمعة والإمام يخطب فقد لغوت) (12) ( فإذا دخل أحدكم المسجد في أي وقت كان من ليل أو نهار فلا يجلس حتى يصلي ركعتين امتثالا لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم واجتنابا لنهيه صلوات الله وسلامه عليه، فإن من جلس قبل أن يصلي ركعتين فإنه عاص للنبي صلى الله عليه وسلم لأنه واقع في نهيه، وسواء قلنا إن هذا النهي على سبيل الكراهة أو على سبيل التحريم فإنه لا يليق بمؤمن أن يسمع ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم ( لا يجلس حتى يصلي ركعتين ) (13) لا يليق به أن يسمع ذلك ثم لا يصلي ركعتين ولكن إذا دخلت المسجد والمؤذن يؤذن للصلوات الخمس فإنك تقف لأن الوقوف هنا قليل ( لتجيب المؤذن ثم تدعو بما جاءت به السنة، فإن الإنسان إذا تابع المؤذن فقال مثل ما يقول ) (14) ( إلا في حي على الصلاة حي على الفلاح فيقول لا حول ولا قوة إلا بالله ) (15) ثم إذا فرغ صلى على النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: ( اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة الفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته ) (16) ( إنك لا تخلف الميعاد ) (17) إذا قال ذلك فإنها تحل له شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، أسأل الله أن يجعلني وإياكم ممن تحل له شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، أما إذا كان الأذان ليوم الجمعة عند حضور الإمام فإن الأفضل أن يبدأ الإنسان فورا بسنة المسجد؛ لأن استماع الخطبة أهم من إجابة المؤذن، فإن استماع الخطبة واجب وإجابة المؤذن ليست بواجبة، وإنما هي السنة، وإذا تعارضت السنة مع الواجب فإن الواجب مقدم على السنة، وعلى هذا فإذا دخل أحدكم يوم الجمعة والمؤذن يؤذن عند حضور الإمام فإنه يصلي ركعتين خفيفتين لأجل أن يستمع إلى الخطبة كاملة، وهو إذا فوت إجابة المؤذن فإنما فوتها لأمر أهم منها وهو استماع الخطبة، هكذا ذكره بعض العلماء وممن ذكره تلميذ شيخ الإسلام ابن تيميه محمد بن مفلح رحمه الله قال ذلك في كتابه الفروع الكتاب المعروف المشهور، ولا شك أن هذا القول قول جيد جدا وراجح على القول على ما سواه. أيها المسلمون احفظوا كرامة هذه المساجد، عظموها لأن الله أضافها إلى نفسه عز وجل في قوله تعالى: (وأن المسجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا) ( الجن: 18 ) ( لا ترفعوا فيها أصواتكم) (18) كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم)، ( لا تبيعوا فيها ) (19) ولا تشتروا، لا تؤجروا، ولا تستأجروا، ( لا تنشدوا ضالة )(20)، وكل هذا ورده به الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يقل أحدكم في المسجد مَنْ عين لي الذاهبة، ولا يقل أحدكم في المسجد من ضاعت له الذاهبة، أما إذا كان في المسجد شخص معين تحفظ عنده الضائعات، فلا بأس أن تسأله بعينه هل عندك هذه الضائعة؛ لأن هذا لا يسمى إنشاداً. أيها المسلمون ( أعلموا أن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة في دين الله بدعة، وكل بدعة ضلالة) (21) ( وكل ضلالة في النار )(22) ( فعليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة ومن شذ؛ شذ في النار ) (23) واعلموا أن الله أمركم بأمر بدأه بنفسه فقال جل من قائل عليما : (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (الأحزاب:56). أيها المؤمنون أكثروا من الصلاة والسلام على نبيكم ( فإن من صلى عليه مرة واحدة صلى الله عليه بها عشرا ) (24) أتدرون ما معنى الصلاة على النبي؟ إنك إذا قلت: ( اللهم صل على محمد ) فإنك تسأل الله أن يثني على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم في الملأ الأعلى عند الله، فإذا كان هذا معنى الصلاة فإنك إذا صليت على محمد صلى الله عليه وسلم مرة صلى الله عليك بها عشرا، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد، اللهم ارزقنا محبته واتباعه ظاهرا وباطنا يا رب العالمين، اللهم توفنا على ملته، اللهم احشرنا في زمرته، اللهم اسقنا من حوضه، اللهم أدخلنا في شفاعته، اللهم اجمعنا به في جنات النعيم مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، اللهم ارض عن خلفائه الراشدين، وعن زوجاته أمهات المؤمنين، وعن الصحابة أجمعين، وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، اللهم ارض عنا معهم، وأصلح أحوالنا كما أصلحت أحوالهم يا رب العالمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم اهدهم سبل الخيرات، اللهم أصلح لهم ولاتهم، اللهم أصلح لولاة أمور المسلمين بطانتهم اللهم، من كان من بطانتهم غير مستقيم على شرعك ولا ناصح لعبادك فأبعده عنهم يا رب العالمين، وأبدلهم بخير منه إنك على كل شيء قدير، اللهم أصلح بطانة ولاة أمورنا، اللهم أصلح بطانة ولاة أمورنا، اللهم أصلح بطانة ولاة أمورنا، اللهم أبعد عنهم كل بطانة سوء يا رب العالمين، اللهم هيئ لهم من أمرهم رشدا، اللهم انصر بهم الإسلام، وانصرهم بالإسلام يا رب العالمين. عباد الله ( إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون ) (النمل: 90- 91) واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ( ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون ) (العنكبوت: 45) . --------------------- (1) هذا المقطع الأول من سيرة الرسل عليهم الصلاة والسلام من أول رسول وهو نوح صلى الله عليه وسلم إلى ختام النبيين محمد صلى الله عليه وسلم بدأ شيخنا رحمه الله وأسكنه فسيح جناته خطبة هذه بذكر ثم ختمها بخاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم سيد الموحدين وأمام المنفقين أنظر إليها في البداية والنهاية ذكرها أمام المفسرين الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى حـ1 من صـ 100. (2) أول الرسل نوح ومن بعده عليهم الصلاة والسلام في ختام الرسالة ذكره الإمام المفسر العلامة ابن كثير رحمه الله تعالى في البداية والنهاية وكذلك ذكره رحمه الله تعالى في البداية و النهاية في نسبه الشريف صلى الله عليه وسلم في حـ3، صـ2 وذكره أيضا في حـ6، صـ286 من البداية والنهاية وكذلك ذكره رحمه الله تعالى في كتابه الفصول في حـ1، صـ91. (3) ذكره الحافظ الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى في كتابه البداية والنهاية عقد له فصلاً رحمه الله تعالى قال من حجلة ما قال (وتدبر نسبه) في صـ 6 ،صـ 70 وكذلك أنظر إليه في ك الفصول في السيرة حـ1 صـ79- 87 لابن كثير رحمه الله تعالى. (4) في سيرته صلى الله عليه وسلم وفي ولادته التي أضاء الله عز وجل بها الأرض بهجة وسرورًا صلى الله عليه وسلم ذكره ابن كثير رحمه الله تعالى في كتابه البداية والنهاية وهي حـ2، صـ259 في ولادته وكذ ذكره في حـ2، صـ286 في حـ2، صـ 252 هذا في بداية سيرته وذكره أيضًا في ك الفصول في السيرة قال رحمه الله تعالى ( فصل )ولادته ورضاعه ونشأته صلى الله عليه وسلم في حـ1 صـ91. (5) في ترويجه بأم المؤمنين خديجة رضي الله عنها وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ذكره الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى في كتابه المبارك البداية والنهاية في حـ5 صـ291 إلى صـ293. (6) في حلف الفصول ذكره أمام المفسرين الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى في كتابه التاريخي المبارك البداية والنهاية في حـ2 صـ291. (7) في وضع الحجر الأسود ذكره الأمام ابن كثير رحمه الله تعالى في البداية والنهاية في حـ 2 صـ299 وكذلك ذكره ابن إسحاق رحمه الله تعالى في السيرة في حـ1 صـ85. (8) لما بلغ صلى الله عليه وسلم الأربعين من عمره الشريف صلى الله عليه وسلم ذكره الإمام الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى في البداية والنهاية في حـ3 صـ2 وذكره أيضًا في كتابه الفصول في السيرة حـ1 صـ95. (9) أخرجه الإمام مسلم رحمه الله تعالى في صحيحة من حديث أبي هريرة رضي الله عنه في ك الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار باب فضل الاجتماع على تلدوة القرآن وعلى الذكر (4867) ت ط ع. (10)أخرجه الإمام البخاري رحمه الله تعالى في صحيحة في ك الجمعة باب ما جاء في التطوع مثنى (1097) من حديث أبي قتادة رضي الله عنه وفي رواية له من حديث أبي قتادة السلمين رضي الله عنه في كتاب الصلاة باب إذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين قبل أن يجلس (425) ، وأخرجه الإمام مسلم رحمه الله تعالى في صحيحة في كتاب صلاة المسافرين وقصرها باب استحباب تحية المسجد بركعتين وكراهة الجلوس قبل صلاتها وأنها مشروعة في جميع الأوقات من حديث أبي قتادة رضي الله عنه (1166- 67) ت ط ع. (11)أخرجه الإمام مسلم رحمه الله تعالى في صحيحة في كتاب الجمعة باب النخبة والإمام يخطب من حديث جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنه (1449) ت ط ع. (12)أخرجه الإمام البخاري رحمه الله تعالى في صحيحة من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه في كتاب الجمعة باب الإنصات يوم الجمعة. الباب (882)، وأخرجه الإمام مسلم رحمه الله تعالى في كتاب الجمعة باب في الإنصات يوم الجمعة من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه (1404) – (1405) ت ط ع. (13)سبق تخريجه في الحديث رقم (10) عند البخاري ومسلم بجميع الفاظة. (14)أخرجه الإمام البخاري رحمنه الله تعالى في صحيحة في كتاب الأذان باب ما يقول إذا سمع المنادي من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه ( 576)، أخرجه الإمام مسلم رحمه الله تعالى في كتاب الصلاة باب استحباب القول مثل قول المؤذن لمن سمعه ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يسأل الله له الوسيلة (576) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ت ط ع. (15)أخرجه الإمام أحمد رحمه الله تعالى في مسنده في باقي مسند الأنصار من حديث أبي رافع رضي الله تعالى عنه (22746) ت ط ع. (16)أخرجه الإمام البخاري رحمه الله تعالى في كتاب الأذان باب الدعاء عند النداء من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه (579). (17)أخرجه البيهقي رحمه الله تعالى في السنن الكبرى من حديث جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنه في حـ1 صـ410 (1790). (18)أخرجه الإمام أحمد رحمه الله تعالى في مسند المكثرين من الصحابة رضي الله تعالى عنه أجمعين من حديث بن عمر رضي الله تعالى عنهما (5853) وأخرجه الإمام مالك رحمه الله تعالى في الموطء من حديث البياضي الأنصاري رضي الله تعالى عنه في كتاب النداء للصلاة باب العمل في القراءات رقم الحديث (163) ت ط ع. (19)أخرجه الترمذي رحمه الله تعالى من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه في كتاب البيوع باب النهي عن البيع في المسجد ( 1242) ، وأخرجه الدرامي في سننه رحمه الله تعالى من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه في كتاب الصلاة باب النهي عن الاستنشاد الضالة في المسجد والشرَّاء والبيع (1365) ت ط ع. (20)سبق تخريجه في حديث رقم (18) (21)أخرجه الإمام مسلم رحمه الله تعالى في صحيحة من جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنه في كتاب الجمعة باب تخفيف الصلاة والخطبة (1435) ت ط ع. (22)أخرجه النسائي من حديث جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنه رحمه الله تعالى في سننه في كتاب صلاة العيدين باب كيف الخطبة (1560) ت ط ع. (23)أخرجه الترمذي رحمه الله تعالى في سننه من حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما في كتاب الفتى باب ما جاء في لزوم الجماعة (2093) ت ط ع. (24)أخرجه الإمام مسلم رحمه الله تعالى في صحيحة في كتاب الصلاة باب استحباب القول مثل تقول المؤذن لمن سمعه ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يسأل الله له الوسيلة من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه (577). الآسلآمَ ... .. محمد بن صالح العثيمين رحمه الله |
19-12-09, 08:18 PM | #2 | |
إنتقل إلى رحمة الله تعالى
|
مشكور وماقصرت بارك الله فيك
|
|
19-12-09, 10:43 PM | #3 | |
عضو فعال
|
[rainbow]جزاك الله خير ومشكوروماقصرت بارك الله فيك اخي متعب الحربي[/rainbow]
|
|
21-12-09, 06:13 AM | #4 |
23-12-09, 04:17 PM | #5 | |
عــضــو
|
جزاك الله خير الجزاء ورزقك الله الأجر وعظم الثواب
|
|
23-12-09, 07:51 PM | #6 |
24-12-09, 11:06 PM | #7 |
|
|