عدد الضغطات : 2,001
الشاعر عبدالله بن زويبن المعمري الحربي.رحمه الله...سمعت لي كلمة مدري وش اقصاها=حزت بنفسي وأنا مانيب هارجها.....لوكل كلمة إلى جتنا طردناها=بعنا الثمينة بسعر مايخارجها......لو مرت السمع ماكنا سمعناها=ونقفل الراس عنها لا يبرمجها......ومن يم هذا لهذا مانقلناها=والناس واجد وتلقى من يروجها.....من جابها بين خلق الله وداها=لو به مراجل ترى نفسه يسمجها..........الشاعر// محمد بن شبيب الحداري رحمه الله ...........لا والله الا راح دور البداوه=ودور الركاب اللي عليها الشنوفي........ ومجالسٍ فيها لهلها طراوه=عنها الشوايب والهزيل محذوفــــي...... وراح الزمان اللي لعيشه حلاوه=واللي على الغارب رجع للردوفي.......... قالوا تسير قلت مامن فضاوه=قالوا علامك قلت عيت ظروفي........ اللي مضى بالنفس عنف وقساوه=واليوم أخلي كل عوجا تطوفي...... وأضحك مع اللي لي يكن العداوه=وأن صفقوا صفقت له بالكفوفي....... نخاف من دقة خطات اللعاوه=رادي نصيب وناقرٍ له علوفي........ يزعل على اللي يسوق الأخاوه=وذلوا معطرة النمش والسيوفي........ والمرتفع قالوا مثل ذاك ساوه=وشربت غثاريب الغريف العيوفي........ عين الغضب تفتح عليك السماوه=وعين الرضا لوبك خطا ما تشوفي....... هداج مات وجات غيره أجباوه=والروس قامت تدرق بالكتوفي............الشاعر/سالم بن مهاوش الحربي .....اللي ماتنفع به صنيعه و لا لين=ان راح قله روحت مقيط ورشاه......والله لو انه مين و لا ولد مين=من لايعدّك ذيب عدِّه ولد شاه.........الشاعر/ شموخ السلاطين........الوقت يكشف لك الناس وشهي من تكون....اما من رجالها ولا من رخومها.....اللي معادنهم ذهب فالوازم يصملون ......مايلوي ذراع الشدايد غير زحولها ................الشاعر / عبدالرحمن سليم الصاعدي(البيرق)..... في ملتقـى حرب الحرايب بدينـا /حرب الدول ربعي وهم تاج راسي .......قوم جمعـت مابيـن دنيـا ودينـا /الله عطاهم لين جانب وباسـي .......جند السـلام وضربهم باليدينا /عند الملاقى للمعادين قاسـي .......مكرمين الضيـف سمن وسمينـا /وسبع الخلا عشوه يوم العماسي..............الشاعر / خالد بن ماطر الحربي ....كل ماصادم الراس القوي زدت قوّه=والردي لو يزيد الهرج مازاد غلّي .....والجبل كل مالديت وانا علوّه=مايباريني براس الجبل غير ظلّي .....ليه اعادي قليل الخاتمه والمروّه=لاتجملت فيه وصد خله يولّي .....ودك ان الرجل يختار حتى عدوه=قبل يختار خلان النشب والتسلي ' ...........الشاعر/سند مسند العريمه الحربي........ لا صار ماتبدع إبيوتٍ ثمينه= = ريح ضميرك واترك الناس ترتاح ياما سمعنا من قصايد عجينه= = والمشكله حازت جماهير وأمداح في عالمٍ تصفق يساره يمينه= =وكل القصايد عنده إسمان وصحاح ميزانهم صوتٍ تعالى رنينه = = تلقى جماهيره لها صفق وصياح خلوا تقاليد العرب والسكينه= =في ليلهم مسراح والصبح ممراح ويااللي على الشاطي تدف السفينه= =عود على الساحل ترى مانت سباح البحـــر يبـغـاله رجــالٍ رزيـنـه= = له غـبـةٍ تـجـذب جـمـادات وارواح وخلك على كشته قريب المدينه = = دلــه وبــرادٍ له البـــال يــرتــاح...........الشاعر / بخيتان البشري .......ماضاق خاطر من نودّه ونغليه = لو البحر من ضيقته ضاق به ماه ..... مودّنا غالي و ودّه نخليه = غالي ولو كل العمر مالقيناه .......والي تولى للمشاعر موليه = قلب المودّ اللي وداده تولاه .........طيبّ خواطرنا بكامل تحليه = بصدق الشعور اللي عليها صدقناه ........اللي بصوته همنا دوم يجّليه = وبصوتنا قلبه من الهم نجلاه.........الشاعر /سعد المحمدي .........دريت باللي دار خلف الكواليس=وحطيت نفسي كن ماني بداري=بعض الامور اقيسها بالزمن قيس =وبعض الامور اصير فيها انتحاري=ان جيت يطفي نور كل الفوانيس=وان غبت غني ياطيور الكناري............الشاعر/عيسى العوفي..........وجهة نظر ماقول انا قولي مصيّب=ابديت رائيي مثل للرائي من قال.....ان جيتني بالطيب آعاملك بالطيب=ردالجميل وشيمة ارجال للرجال.....وان جيت في علم الردى ماقربه عيب=تكرم بها مالي مع العيب مدخال.......طبعي وربعي محتمين المواجيب=حربي بدربي متبع النذل لاعال.......العز لو تشويك حر اللواهيب=موتي ولاقوتي ورى ايدين الانذال......العمربامرالله وماقدّره غيب=والراس تصعب رفعة الراس لامال......وسيرة ارجال الطيب منها المكاسيب=نوريدل اللي جهل يقدي الضال......اخذت من غيري ادروس وتجاريب=اسئل وآخذت العلم من رؤس عقّال................الشاعر ( سعد المحمدي )............يابو فهد برق المزون النوازي=حجاز وانت بعالية نجد وبال=بينك وبينه بعد دار وغرازي=سيله بحر ياراعي المعدن العال=ماله مصب بداركم ورتكازي =العلم مايجهلك في كل الاحوال=يكفيك عن مية قليب ارتوازي=نهر الفرات اللي من الجال للجال=ابن المباني فوق ساسن عزازي=وقت الشتاء تذري وبالقيض مقيال=يامحزمي لاصبح الدار غازي=دنياك تبغى للعقد رجل حلال=واللي بها بالحالتين انتهازي=لابد مايلقى بها شمس وظلال=عن الحجاز اسمع كلام الحجازي=كلام حطه يارفيقي على البال=من التجارب دوبلماسي جوازي=عليه ختم المعرفه تقل تمثال=ياعل ماقلته على ارضاك حازي=في وقت ماينصح معك كل من قال.........الشاعر(زيد بن مبشر الحصني الحربي) رحمه الله ............أقول وأقابل ولاني بسايل=دام الكلام عن الحقايق مباحي=عندي على صحت كلامي دلايل=اموحهن من جم عدٍ قراحي=شفت وسمعت وقلت والرأس طايل=باللي على الساحه ولا هو سياحي=الله يجمل حال راع ألأصايل=حازن على الجوده بكل النواحي=والله ماجامل براعي الاوايل=لو ضاق من قولي زميلي مناحي=وشاعر قبيلة حرب عند القبايل=لافي حمود وبس حسب إقتراحي=ومن قال أنا بقول ويش انت قايل=أنا افتخر بجود ذخيرة سلاحي=ماشلت هم ملقحت كل حايل=اللي على ماقيل خف وجناحي ................الشاعر (مقبول حامد المحمدي).........بحثـــــت في قول البخاري ومسعود=والترمذي وكتـــــاب مسلم وماجه=وحتى النسائــي ما ذكر طب موكود=للصرقعه والعلعله واللجاجه=يا صاحبي ياراعي البيض والسود=ترى الكلام الشين عيــــــــب وسماجه=انا أعرف المقصــود والغير مقصود=ولا أحـــب هرج الثرثره والهماجه=الرجل ماهــــــــو للتفاهـــات محدود=ولا كل كـــلمه تستحــــــق المواجه=من سبب الفتنه ماهــــــــو كاسباً فود=ماحصّل الا لكمــــــــــتن في حجاجـــــه=جاه الخبـــــر مكتـــوب في رأس عبرود=عن حاجته كانـــــه بعمــــــــق الزجاجه=صحيح قالو يقـــــــرد النـــــاس مقرود=ويخسر غـــشــيـماً مايميـــــز خراجه=بعض العرب مـن راســــه العقل مفقود=ينفخ ذروبــــه ويتلقــــا العجـــاجــــــه=لو تنصحــــه عن سكـــــة الغي مايعود=ويترك قراح الماء ويشرب هماجه=يالله ياللـــــــي عنــــــدك الخير موعود=تجعل لنا مـــــــــن كل هــــــم انفراجه=نغضي ونصفـــــــح لكن القلب ملهود=جرح الخطـــــــــا عجزت اواري خلاجه=ماني على كل الخطا سيـــــــف مجرود=ولا كل عـــــود اعـــــوج يعــدل عواجه=والشعر له مــنـــهـــــج وله سلم وبنود=ماهو كما ســــــــوق يلجلـــــج حراجه=شعري مع أهل العرف مسموع مشهود=ولاني على كيــــــــف الغشيم ومزاجه=امشي عزاز الدرب وأســـــــنـّـــد اسنود=وأدرى قدم رجلــــــــي عــن الانزلاجه=ارفا كلامــــي لايجـــــي فيــــه منقود=ولاهمني قول الحســـــــــــود ورواجه=اللي مقيمني وشاهــــــــد لي العــــود=شيخاً بصرح المجــــــد يضوي سراجه روائع شعريه

الشاعر/ بخيتان البشري ......ودعتنا والموادع صعب = رمى بنا فالفراق المُر..... لعب الحزن فالمشاعر لعب = ما مر مثله ولا بيمُر.......الشاعر/احمد المحمدي...... ‏‏‏‏للي سألني يجي ويروح /من انت يبغى خبر والم /حربي انا من بني مسروح/ وعيال عمي بني سالم........الشاعر / بخيتان البشري .....قلبي طلع من قلوب أصُم = اللي لهم قلب من قلبك..........كل ما النصائح عليه تعم = حول الهوى زاد في قربك ...............﮼الشاعر/قابل﮼البشري﮼(الجمل)......مايزعّل الحق لا قلته /إلا من قلوبهم مرضى.....ومن كلمة الحق زعلته / عساه يزعل ولا يرضى...........الشاعر ( راشد الزهراني ) المحيط ........سقيت روضك من دموعي = وطول الدهر مستعد اسقيه...... ولايلومني حي في ربوعي = لو كان دمعي نهر مجريه ..............الشاعر / نفاع محمد السهلي ابوفرح ..........تدري متى يلفض الرجال ....في دنيته اخر انفاسه /لاحده الوقت للانذال ....دمعت قهر نكست راسه.......................الشاعر / حفيد_الحجيري.......الشوق مهما قِدَم ما يبيد=مثل السماء والهواء والطير......كل عام وأنتي هلال العيد=الله يعُـوُدِك عليّ بِخَيْر...............الشاعر ( أحمد بدين القايدي ).......كسب الفتى طيب أفعاله / اللي بها ينتهج له درب = وانا كسبته من رجاله / وافخر لأني فتى من حرب .............الشاعر العذب /عبدالعزيز الزويهري ابو بتال .......وا صدمتي صدمة منكد =أعيد مسترجع اللي فات.........و أزيد أسأل أبتاكد= صحيح ماهر صديقي مات؟...............الشاعر/ حمدان دراج القايدي .... حلفت اني اصون العهد=اللي من سنين اعطيتك....رغم العنا والجفا والصد=ماقد فيه يوم جاريتك.................الشاعر / نفاع السهلي ابوفـــرح ........عندي أمل فيك يا.. بكـره = تمحي بقايا جروح .. الأمس ....وقلوب حبت ولا تكــره = تشرق لها من جديد الشمس.............الشاعر/أبن رهدون.......أيامنا اليوم لو تحسب =دنياك يالادمي ساعه.....والمؤمن اللي لها يكسب =يعيش باقي العمر طاعه........الشاعر/عبدالعزيز الزويهري ابو بتال...........غلاك عندي غلاة العين=ياللي من الشوق ناديتك =معاك وحده من الثنتين= ان كان ما جيتني جيتك...............الشاعر/ سلمان القريقري ابوعمر ( حرب )........حتى النجاحات تتحقق=من دونها شروط للتحقيق...قال المثل يد ماتصفّق =تبغى لها يد للتصفيق.......الشاعر / سالم البشري ......مابين قسمه وجمع وطرح=لاهناك قلبي ولاهنيّه........كيف اهتني من هذاك الفرح=وارتاح من كل مابيّه.........الشاعر/خليفة المزروعي...........إهيا كذا كنها سرقه/=/لدة نظر يوم طالع في.....لوكان من بندقه طلقه/=/اهون عليه تراهاشوي...........الشاعر/ عبدالعزيز الزويهري...........البُعد خلّف جفا و صدود= وعشنا في زمانه بدوّامه ..........مدري زمان الصفا بيعود = و الا ّ قضى و أقفت أيامه ؟...........الشاعر / شاكر القايدي ......يامن ينقذ جريح القلب ....اللي هموم الزمن جاته ..... كل مابغا يتجه مع درب... يلقى قطار السعد فاته.................الشاعر /صقر المقرح ..........يامن تخوض الهوى بعزوف= خليتني فاصعب الأوقات ....لا تكبّني والجروح نزوف= وتندم على الوقت لنّه فات.............الشاعر / عبدالعزيز رويشد ...... اعلم ترى خيرة الاصحاب=مثل الذهب نادر ومافي...من كل خمسين ضن تراب=اجرام واحد ذهب صافي.....الشاعر/عبدالعزيز الزويهري (ابو بتال).....من لا هوى زي محبويي==عايش غرامه على الفاضي ==انا على احساس مكتوبي==حسيت ربي علي راضي.....الشاعر / حمدان دراج القايدي.....عواطف القلب لك وحدك.... ياللي ملكت الحلى والزين.....مافي احد في البشر مثلك.....طيفك سكن داخلي بالعين........الشاعر /غافل الهم قلبي ....... مريت بيتك نهار العيد...لكن قفلت بيبانك....عارفك زعلان بالتأكيد...حرام ماتشوف جيرانك..........الشاعر / عاشق الاصاله .........لاغابت الشمس بانمسي=من دون مدعوج الأعياني......مع القمر يكتمل انسي=في تالي الليل لاجاني..........الشاعر / حرب - سلمان القريقري ....... واعيني اللي من اسبابه=زايد سهرها عن المألوف ..واخاف لن طول غيابه=تفقد نظرها معاد تشوف.......الشاعر / خليفة المزروعي ...........عزي وتاجي قبيلة حرب=يوم الهول مزبن الخايف ... يشهد لها شرقها والغرب=ويشهد لها المطلع النايف.........الشاعر / ابوفرح السهلي .....لك حق والناس بالمقياس = مثلك لها حقوق موثوقة ...ومن لايوفي حقوق الناس = لايطالب الناس بحقوقة...........الشاعر / عبدالعزيز الزويهري ابو بتال ....هواك أعمى عيون الشك=لولاه يمديني احرقتك /لكن بإيمان ودي لك=كذبت نفسي و صدقتك......... ..............تلميذ الكسرة / ..............ما تعلم ان الجمال يلمّ **** وحظي الردي قادني يمّه........ آنا اتجــرع مرار وسمّ **** وكنّـــه يكـــايد ولا همّـه..........الشاعر / ابومبارك اليوبي.......خـذ المـثـل ياعـريـب الـجـد=اصل الشجاعه صبر ساعه=لايـغـرك الـزيـن يــوم يـلــد=اصبر وخلـك علـى الطاعـه................الشاعر / بيان الصمت ....سلام من قلب تلعب به=زود الهواجيس وأحواله=والوقت ما فادني طبه=من ظلمة الدرب وأهواله........الشاعر /وليف الشوق.....كل مانصحناك تتركني = وتشوفني من الد اعداك...واليوم لاعاد تنشدني = فيماحصل من مآسي جاك..........الشاعر / سرورالبشري ......طا وعت قلبي وما شيته= حتى رماني فدرب التيّه...ولا تنفع المبتلي ليته= لو جاء يعود معاد مديه............الشاعر (خليفة المزروعي)......عمر العجل مايضوي خير=يامحـسـن الـرجـل متـأنـي=الثقـل صنعـه ولــه تدبـيـر=وراع العجـل دوم متجنـي............الشاعر/خالد بن عبيد بن معتوق الأحمدي....... زايد بحسنُه على جيلُه= وكاسِب رضايه رغم عِندُه=ومن يوم يطلبني آجيلُه=خمسة دقايق وأنا عِندُه......الشاعر(ابوفـــرح)....عنـدي أمـل فيـك يـا.. بـكـره=تمحي بقايا جروح .. الأمس=وقـلــوب حــبــت ولا تــكــره=تشرق لها من جديد الشمس........الشاعر (حامد بن غالي السليهبي)(حسيبك للزمن) رحمه الله .........ناديت قلت انتهى صبري = واغبر زماني طِواني طَيّ=والناس بالحال ماتدري = اظمأ وجنبي غدير المَيّ.............الشاعر / محمد بدين القايدي ( السينات ) ......أدلِّـــــلـُــه دائماً وارضيه=والبِّسُــه ثوبه المألوف...لكن بِطبعُه يفرِّط فيه=ويخلِّي مَنْ لا يشــوف يشـوف.............الشاعر بخيتان البشري / ليه المجرة كواكبها=احيان عكس المدار تدور .. بحور تغرِق مراكبها=وتخلف نمط سيرها فبحور.......الشاعر ( حمدان دراج القايدي)......هليت دمعي من أسبابك = وجرحي نزف داخلي مقواك ‏=محتار وشهو اللذي صابك =الجرح في داخلي ماشقاك...........الشاعر ( راشد الزهراني )......حتى جبال السراة تحن = ماهي كما قلبك القاسي = يامن بوصلك على تمن = ودايم تعكر صفا كاسي ..........الشاعر ( خليفة المزروعي ).......ابوك يبني عليك امال / حذراك لاتخيب اماله /حاسيك لامالت الأحوال / إنت الجبل يجلس إظلاله........الشاعر( عبدالعزيز الزويهري ابوبتال )...... راح الذي فارق أوطانه = و أفعاله فالطيب ما راحت = و الله من بعد فقدانه = عمدان صرح الأدب طاحت ........الشاعره (الكحيلة) ......أتعبني القلب بحساسه=ادراه ويدور التعذيب= بهم ن ضلوعي حطب فاسه = من يطلع النجم لين يغيب .......الشاعر (حرب ابوعمر) ......قلبي سألني .حصل ماذا = تشكي ولاادري سبب شكواك = قلت انتظر فالوفا هذا = لكن تفاجئت جاني ذاك.......الشاعر (غافل الهم قلبي) ... احترت والقلب شايل هم /سنين مخفي الم جرحــــي =البوح ممنوع يالفاهم / راح العمر وانتظر فرحي .......الشاعر (ولد الساحل).....سبحان من بالجمال اعطاه / تحفه وتصوير رباني = سلهم برمش كحل غطاه = يرمي سهام الهوى فيني...........الشاعر ( نعيم عابد السيد ).....يا نار الاشواق ما تطفين / ما يكفي القلب واتلفتيه = هذاك لو كان ما تدريـن / سيب غرامك وولع فيـه ...........الشاعر ( احمد عاقل الغانمي ).......ابشتكـى راعـي الـدكـان / من بعد ماجـاب لـه هنـدى = ماعاد يرفق علـى الجيـران / حتى سلـف قـال ماعنـدى ...........الشاعر ( أحمد بدين القايدي ).......كسب الفتى طيب أفعاله / اللي بها ينتهج له درب = وانا كسبته من رجاله / وافخر لأني فتى من حرب .....الشاعر (عايش الدميخى ).......ابني فصرح الوفاء مدماك = يبقى مسجل عليه اسمك = ان عشت بالطيبة طريـــاك = ولا مت يبقى الثناء قسمك روائع الكسرات

 


العودة   ملتقى قبيلة حرب الرسمي > ๑۩۩ الملتقيات العــــامة ۩۩๑ > الـــمـــلـــتـــقـــى الــــــــــعــــــــام

الـــمـــلـــتـــقـــى الــــــــــعــــــــام [للنقاش الهادف والبناء والمواضيع الاسلامية والعامه]

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-11-09, 09:36 PM   #1
كـــاتــب

 










 

متعب صنيتان البيضاني غير متواجد حالياً

متعب صنيتان البيضاني has a reputation beyond reputeمتعب صنيتان البيضاني has a reputation beyond reputeمتعب صنيتان البيضاني has a reputation beyond reputeمتعب صنيتان البيضاني has a reputation beyond reputeمتعب صنيتان البيضاني has a reputation beyond reputeمتعب صنيتان البيضاني has a reputation beyond reputeمتعب صنيتان البيضاني has a reputation beyond reputeمتعب صنيتان البيضاني has a reputation beyond reputeمتعب صنيتان البيضاني has a reputation beyond reputeمتعب صنيتان البيضاني has a reputation beyond reputeمتعب صنيتان البيضاني has a reputation beyond repute

افتراضي دور المسجد فى تحقيق مفهوم الامن الاجتماعي


دور المسجد في تحقيق
مفهوم الأمن الاجتماعي
ورقة عمل مقدمة لندوة المجتمع والأمن المنعقدة بكلية الملك فهد الأمنية بالرياض من 21/2 حتى 24/2 من عام 1425هـ :
أ.د/ عبد الكريم بن صنيتان البيضاني
أستاذ بكلية الشريعة
بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
الجلسة الثانية/ الاثنين 22/2/1425هـ الساعة 10.45 صباحا
الدور الأمني للمسجد
رئيـــس الجلســــــة
معالي الدكتور/ أحمد بن علي المباركي
عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الورقة الثانية
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيد الأولين والآخرين، وقائد الغر المحجلين، سيدنا ونبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد:
فإن الأمنَ ركيزة أساسية، وقاعدة عظمى تستند عليها حياةُ البشرية، ودعامة كبرى يرتكز عليها إبداع وعطاء الإنسانية، ومقصِدٌ سام، يتطلع لتحقيقه الأفراد والجماعات، وتسعى لتوفيره الدول والحكومات، ويرتبط ما يطمحُ إليه المجتمع من رقي وازدهار، بقدر ما يتحقق في أرجائه من أمنٍ واستقرار، ويتعطشُ المجتمع للأمن كلما حَلَّت المآسي والنكبات، ولامست أرجاءه القلاقل والاضطرابات.
والمجتمع المسلم ينفرد عن غيره من المجتمعات بتشريعاته الفريدة، ونُظُمِه الخاصة، التي يستقيها من عقيدته الصافية، ويستمدها من جوهر شريعته الغراء السامية، فوحدته قوية، ورابطته وثيقة، عَمَّت أفراده على اختلاف ألوانهم، وتعدد أجناسهم، وتفاوت مستوياتهم، وضَمَّتهم جميعاً وشيجة الإيمان، ورابطة العقيدة الإسلامية التي هي أشرف الروابط وأوثقها، وأفضل الوشائج وأكرمها، فطرهم الخالق عليها، فتغذت نفوسُهم بمحاسنها، وأتْرِعَت أفئدتهم بفضائلها، رسّخَ الإسلام أسس حياتهم الاجتماعية، وأرسى دعائمها ثابتةً قوية، فألَّفت بين قلوبهم، ووحدت صفوفهم، ويزداد تماسكهم يوماً بعد آخر، حين يلتقون في المكان الذي شرع الإسلام أن يلتقوا فيه، وتجتمع أعدادهم في رحابه في جنباته تتوثق صِلاتهم، وتترسّخ علاقاتهم، ويتلقون جرعاتٍ إيمانية تهذب نفوسهم، وتقوم سلوكهم، وتحفظ وحدتَهم، تدوى كلمات الأذان لتنشر الأمن في ربوع المجتمع، ومن على منبره تنطلق التوجيهات المباركة داعية إلى التآلف والانسجام، والتماسك والالتئام، وفي صحنه تتغذى النفوس بثمرات الإيمان، خاضعة للواحد الديان.
إن المساجدَ منابع ثَرَّةٌ تفيض بالأمان، ومراكز إشعاعٍ تضيء الطرق لهداية الإنسان، وترسِّخ في نفسه الشعورَ بالارتياح والاطمئنان، ليصبح المجتمع آمناً مستقراً، وتقوى الصلة بين أفراده، وتتوطد العلاقة بين أبنائه، ويعيش الجميع حياةً سعيدة في ظلاله الوارفة.
ولإبراز الأدوار الريادية السامية، التي يضطلع بها المسجد في توطيد دعائم أمن المجتمع، وتوضيح المجالات الفاعلة التي يقوم بها في تثبيت قواعد أمنه وسلامته، كان هذا البحث الذي أحببت أن أسهم فيه لإثراء هذا الموضوع المهم، الذي انبثقت فكرة الكتابة فيه من مركز البحوث والدراسات بكلية الملك فهد الأمنية، فتلقيت دعوة كريمة للمشاركة من القائمين عليها، الذين أشكرهم لإتاحة الفرصة للإسهام بالكتابة في هذا الموضوع، والالتقاء بالأخوة الباحثين والمحاضرين، على مائدة (المجتمع والأمن)، فلهم جزيل الشكر ووافر الامتنان.
وقد جعلت البحث في تمهيد وفصلين وخاتمة، جاءت على النحو الآتي:
التمهيد :
. في بيان مكانة المسجد في الإسلام.
الفصل الأول :
. الوظائف الأمنية للمسجد.
الفصل الثاني :
. دور الإمام والخطيب في تفعيل الوظائف الأمنية للمسجد.
الخاتمة:
. نتائج البحث والتوصيات.
والله أسأل أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل، ويهدينا سواء السبيل ويحفظ علينا ديننا، ويحرس بلادنا من كيد الكائدين، ومكر الحاقدين، وأن يعم الأمن سائر أرجائها، وينعم الجميع بالاستقرار في ظلالها، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وكتبه
عبد الكريم بن صنيتان العمري
غرة محرم 1425هـ
تمهيد
مكانة المسجد في الإسلام
ينظرُ الإسلام إلى الحياة نظرةً عامة وشاملة، من حيث اعتبارها ميداناً واسعاً، ومكاناً رحباً، يُعْبَدُ اللَّهُ تعالى في أرجائه، ويطاع في سائر نواحيه وأجزائه، إلا أنه بَوَّأ المسجدَ مكانة خاصة، ومنحه فضائل فريدة، وميَّزَه بخصائص عديدة، باعتباره منطلق الدعوة إلى الخالق جل وعز، ومركز الإشعاع الأول، الذي انطلقت من جنباته أحكام التشريع، وانبعثت من ردهاته أشعة الإيمان.
لقد عَظَّم الإسلامُ المسجد وأعلى مكانتَه، ورسَّخَ في النفوس قدسيتَه، فأضافه اللَّهُ تعالى إليه، إضافةَ تشريفٍ وتكريم.
فكان أن احتل المسجد مرتبةً مميزة في أفئدة المسلمين، تزكو به نفوسُهم، وتطمئن قلوبُهم، وتتآلف أرواحهم، وتصفو أذهانُهم، يجتمعون فيه بقلوبٍ عامرةٍ بالإيمان، خاشعة متذللةٍ للخالق الديان.
إن في بدئه –عليه الصَّلاة والسَّلام- ببناء المسجد لحظة وصوله المدينة، وشروعه في إقامة مسجده في قلبها، ليعطي دلالة كبرى على الدور البارز الذي يقوم به المسجد، ويضطلع به في المجتمع المسلم، وفي حياة المسلمين العامة والخاصة، إذ هو بداية الانطلاق في تكوين لمجتمع الإسلامي، ومركز الإشعاع الفكري والحضاري الأول، الذي انبثقت منه أنوار الهداية والإرشاد، وشَعَّ من قلبه ضياءُ التوفيق والرشاد.
فالمسجد منبع الحضارة الإسلامية الشاملة والضافية، ومصدرُ الضياءِ الفكري والأخلاقي، ومَبْعَثُ الخلق الأدبي والتربوي والاجتماعي، الذي رسم للبشرية طريق السعادة والفلاح، وسبيل التفوق والنجاح،وصاغ حياة الناس على أساسٍ من التوجيه الديني القويم.
إن المسجد لم يكن مكاناً للطاعة والتعبد، ومقراً للصلاة والتهجد، بل هو – بالإضافة إلى ذلك - تاريخ حافل بالإنجاز والمكرمات، وموئل يلتقي فيه المسلمون لتلقي المواعظ والإرشادات، والاستماع إلى النصائح والتوجيهات، وينصتون إلى ما يُلقى فيه من الوصايا والعظات، ويعرضون فيه ما يحدث بينهم من عوائق ومتغيرات، ويتناولون فيه ما يطرأ في مجتمعهم من تغيّر واختلافات، ويتشاورون في جنباته لحل مختلف القضايا والمشكلات.
فرسالة المسجد شاملة ومتنوعة، وضافية ومتعددة، تنتظم مجالاتٍ مختلفة لنشر القيم الإسلامية، وغرس الآداب والأخلاق الحميدة، وإبراز سمو الإنسان وكرامته، والحفاظ على وجوده وحياته، وتقويم سلوكه، وإشعاره بالأمن والطمأنينة، من خلال الأدوار المتعددة، والمجالات المختلفة التي يضطلع بها المسجدُ لتحقيق الأمن الاجتماعي، وتوفير الطمأنينة النفسية والروحية، التي تخفف عن الناس أعباءَ الحياةِ وآلامها، وتكبحُ فيهم جموح الغرائز وشهواتها، وترسّخ أواصر المحبة، وروابط الألفة بين الأفراد، وبسط الأمن الوارف في ربوع المجتمع، ونشر الاستقرار والاطمئنان في أرجائه، وتوطيد قواعده، وتثبيت دعائمه.
أثر المسجد في تحقيق الأمن الاجتماعي
الفصل الأول : ؟ لوظائف ؟ لأمنية للمسجد
وتحته ستة مباحث:
* المبحث الأول : المسجد مصدر الأمان.
* المبحث الثاني : صلاة الجماعة.
* المبحث الثالث : القرآن وحلقات التحفيظ.
* المبحث الرابع : الخطب والمحاضرات.
* المبحث الخامس : التعارف والتآلف.
* المبحث السادس : المساواة وترسيخ الأمن.
إن الصورة المشرقة للمسجد في الفكر الإسلامي، والمكانة الخاصة له في نفوس المسلمين، تجعل منه ذا أثرٍ فاعل ومهم في حياة الناس، حيث يهرع المصلون إلى المسجد لأداء العبادة، ويترددون عليه للقيام بما افترض عليهم، ومن خلال ذلك استقرت في أذهانهم الثقةُ بالمسجد، وتأصلت في نفوسهم قناعة تامة بما يسمعون فيه، وأصبح ذلك مترسخاً في قلوبهم، فما يصدر منه، وما يُلقى فيه محلَّ ثقةِ الجميع واطمئنانهم.
وعند التأمل في الأدوار التي يقوم بها المسجد، والعوامل المرسخّة للأمن، المنبثقة من بين أرجائه وجنباته، يمكن أن نخلُص إلى العديد من المجالات المحققةِ للأمن الاجتماعي من خلال المسجد، ومن أهمّها:
المبحث الأول
المسجد مصدر الأمن والأمان
للمسجد قدسية خاصة، ومكانة فريدة في قلب كل مسلم، فهو المكان الذي تطمئن فيه النفوس، وتهنأ في رحابه القلوب، وتجد فيه الخلاص مما يساورها من قلق، والنجاة مما تشعر به من خوف، والراحة مما تحس به من اضطراب، إذ تتردد في جنباته أسبابُ الاطمئنان، وبواعث الاستقرار والأمان، ومنها ذكر الله تعالى، وتتلى فيه آياتُ القرآن الكريم، ويسمع في أنحائه كلُّ ما يطهر القلوب، ويصفي النفوس، وينقي الأفكار والأذهان، ويزكي الأرواح ويهذبها، ويغذيها ويشحنها بروح اليقظة الإيمانية، والاستقامة السلوكية.
فكلما ازداد تردد المسلم على المسجد، كلما ازداد تعلقاً به، والتصاقاً بخالقه، وقرباً من مولاه وسيده، فارتقى بروحه نحو مرضاة الرب، ومحاسبة النفس، ومراتب الفضيلة، وابتعد عن النوازع العدوانية، والدوافع الإجرامية.
إن الفرد حين يلتصق بالمسجد التصاقاً وثيقاً، ينعكس أثر ذلك إيجاباً على المجتمع بأسره، حين يتلقى في المسجد معاني الفضيلة، وقيم الإسلام السامية، التي تشيع في النفوس الاطمئنان، فتستقيم على المنهج الحق، وتنحسر فيها دواعي الشرور والإفساد.
والمسجدُ موئل يتسابق إليه المسلمون إذا نزلت بهم كارثة، أو حَلَّت بأوطانهم مصيبة، أو داهم ديارهم خطب، أو هددهم خطر، فيلجؤون فيه إلى ربهم، وتخضع نفوسهم لعظمته، ويلحون عليه بالدعاء، ويظهرون له الذل والخضوع والاستكانة، ليفرج كرباتهم، ويزيح أحزانهم، ويكشف بلواءهم، ويدفع عنهم الشرور والأدواء، ويرفع عنهم المصيبة والبلاء، ويفيض عليهم من خيراته، ويعمهم بفضله ورحماته.
فحين تصاب البلاد بالقحط، ويعمها الجدب، وينقطع عنها الغيث، أو يتأخر نزوله، فتغور المياه من الآبار، وتموت الزروع والأشجار، يفزع الجميع إلى المساجد ليصلوا صلاة الاستسقاء، وترتفع أيديهم إلى مجيب الدعوات، ويتضرعون إلى فارج الكربات، ويريقون ماء الأسف على أوراق الذنوب والخطيئات، حتى يفتح عليهم من الفضائل والبركات، ويفيض عليهم من النعم والخيرات، ويغير حالهم من شدة إلى رخاء، ومن عسر إلى يسرٍ وطمأنينةٍ وصفاء.
ويهرع المصلون إلى المساجد، حين يخوفهم ربُّهم بالآيات، وتحل بهم المصائب والنكبات، والتي تهتز من هولها المشاعر، وتقشعر من عِظَمِها الأبدان، كالزلازل والصواعق والفيضان، وكسوف الشمس وخسوف القمر وانفجار البركان، بسبب التمادي في الغي والعصيان، فينطرح الجميع بين يديه، بدعوات خاشعة، وقلوب خاضعة، وعيون دامعة، حتى يكشف ما حل بهم من البلاء، ويرفع ما نزل ببلدانهم من الأضرار وعضال الداء.
ولتكون هذه الآيات موعظة وذكرى، ليأخذوا حذرهم، ويستدركوا ما فات في بقية عمرهم، ويستعدوا لما هو آت، ويَجِدُّوا في إصلاح أنفسهم وتزكيتها، ويجتهدوا في تقويم اعوجاجها وتربيتها، حتى يتحقق لهم موعود ربّهم، فيزول عنهم الحزن، ويذهب عنهم الخوف، وينحسر عنهم القلق، وينعموا بالأمان، ويعمهم الاستقرار والاطمئنان.
** ** **
المبحث الثاني
صلاة الجماعة
المسجد أعظمُ مكان يُقَوّى صلةَ العبد بخالقه، إذ فيه تحقيقٌ للراحة النفسية، والاطمئنان القلبي، والسلامة من الهموم والمنغصات، والخلاص من الغموم والمكدرات، بأداء العبادة، والمواظبة على الطاعة.
إن دوام ارتباط المسلم بهذه البقعة الطاهرة، وتعلقه بها، لا ينفك عنها طوال حياته من شأنه أن يعمق إيمانه، ويُرسّخَ صلته بربه، فهو يؤدي الصلاة المفروضة خمس مرات في اليوم، ويتردد على المسجد ليصلي مع إخوانه، فتتلقى النفس جرعات إيمانية متوالية، تجعلها بعيدة عن الغفلة، منقادة للحق، ساعية في مرضاة الرب، حتى أصبح صلاحها واستقامتها مرتبطاً بالصلاة، وبها انشراحها وسعادتها، وأمنها وأنسها، وفرحها وسرورها، وسكونها وطمأنينتها، كما أن فقدانها سبب في شقائها وتعاستها، وخوفها واضطرابها، وحزنها وقلقها.
فالصلاة مصدر الأمن والاستقرار، وينبوع السعادة والاطمئنان، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية ~( ):
((القلب فقير بالذات إلى الله تعالى من جهتين: من جهة العبادة، ومن جهة الاستعانة والتوكل.
فالقلب لا يصلح ولا يفلح، ولا ينعم ولا يسر، ولا يلتذ ولا يطيب، ولا يسكن ولا يطمئن إلا بعبادة ربه وحده، وحبه والإنابة إليه، ولو حصل له كل ما يلتذ به من المخلوقات، لم يطمئن ولم يسكن، إذ فيه فقر ذاتي إلى ربه بالفطرة، من حيث هو معبوده ومحبوبه، ومرغوبه ومطلوبه، وبذلك يحصل له الفرح والسرور، واللذة والنعمة، والسكون والطمأنينة، وهذا لا يحصل إلا بإعانة الله له، فإنه لا يقدر على تحصيـل ذلك له إلا الله، فهو دائماً مفتقرٌ إليه حقيقـة انتهى كلامه ~.
فالصلاة تنظم سلوك الفرد، وتجعله يسير وفق منهج الخالق وتشريعاته، وتصقله على الالتزام بهدي المصطفى عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، وتربيه على مقاومة كل ما في نفسه من ضعف، والتغلب على ما يتجاذبها من شهوات، وما ينازعها من الشرور والمفسدات، وما تفكر به من عدوان، فالعبادة تأطرها على أن تكون منبع خير وأمان، ومصدر ضبط واعتدال واتزان.
فإذا اصطبغت بذلك نفوس المصلين، وأصبح سلوكها تبعاً للوحي الإلهي، والنهج القرآني، سار المجتمع بأفراده على الصراط السوي، وسلم –بإذن الله تعالى- من كل ما يعكر صفوه، أو يثير في أوساطه ما يزعزع أمنه.
وبذلك يظهر الأثر القوي، والدور الحيوي للمسجد في ترسيخ دعائم الأمن، وتوطيد قواعد الاستقرار في ربوع المجتمع، فالصلاة ذات أثر مباشر في تقويم سلوك الأفراد، وهي وسيلة فاعلة للوقاية من الانحراف، وعامل قوي للحماية من الجريمة،
المبحث الثالث
القرآن الكريم وحلقات التحفيظ
القرآن الكريم كلام الخالق جل وعز، فيه من الهدى والرشاد، والحكمة والسَّداد، والعبر والمواعظ، ما تلين له الصخور الصماء، وتتيقظ من سباتها القلوب العمياء، وفيه ترغيب في الفضائل، وترهيب من الرذائل، بما يرتقي بالإنسان إلى أعلى الدرجات والمنازل.
وفي بيوت الله، تتلى آيات القرآن الكريم، ويتردد صداها في جنباته، ينطلق من أفواه القراء هذا الذكر الحكيم، أو من المدارسة لآياته، إما في حلقة لتعليم التلاوة والتجويد، أو درس لتفسير آيات الكتاب العزيز، أو تلاوة مع التدبر والتفكر في مواعظ القرآن الكريم وهداياته، أو قراءته من إمام المسجد في صلاة الجماعة.
ولا يخفى على أحدٍ مكانة القرآن في نفوس المسلمين، وأهميته في تحقيق الراحة النفسية، والاطمئنان القلبي، والسلامة من القلق والهموم، والخلاص من الأفكار الذميمة والغموم، وحين تجتمع القلوب على تلاوة آيات القرآن الكريم وتتحلق على مأدبته الفاضلة، في أشرف البقاع، بيوت الله، فإن ذلك يضفي عليها أجواء من السكينة والارتياح، ويكسوها برحمة الخالق فتطمئن بها الأرواح، روى أبو هريرة  أن رسول الله ‘ قال: >ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده<( ).
ومن هذا يتضح فضل قراءة القرآن في المساجد، وأهمية إقامة الحلقات القرآنية فيها، لما لها من أثر فعال في غرس الأمن النفسي في نفوس القراء والمستمعين، وحلول السكينة والطمأنينة، وانعدام القلق والاضطراب، والجنوح إلى الرفق والإحسان، وبعث الارتياح والأمن والاطمئنان
وبالتالي فإنَّ المواظبة على قراءة القرآن وسماعه – وبالأخص في المساجد - مدعاة لاطمئنان القلوب، وأمن النفوس، ووسيلة فاعلة لتحقيق الحياة الطيبة لأفراد المجتمع، وبث الأمن النفسي في أوساطه، وإزالة الخوف والعنف من نفوس أبنائه، وغرس معاني التوكل على الله تعالى، والرضا بقضائه وقدره،والتحلي بالصبر في معالجة المصائب، وصيانة النفوس من الانحراف السلوكي والخروج بها من المصاعب.
إنَّ آيات القرآن الكريم، والتي تتردد على مسامع المصلين في المساجد تمثل دستوراً تربوياً يقي المسلمين وأبناءَهم والأجيال الصاعدة، والنشء اللاحق شرور المخاطر، والانزلاقات الفكرية، والانحرافات العقدية، ومخاطر العادات المقيتة، ويحفظ الجميع من الانسياق وراء الإغراءات الوافدة، والنزعات الفكرية المضللة، ويحميها من الشكوك الزائفة، والشبهات البغيضة، المحركة للفتن المضللة، والصادة عن سبيل اله القويم، والصارفة عن صراطه المستقيم، ولقد عجزت المجتمعات غير المسلمة أن تحقق الأمن في نفوس أفرادها، وفشلت جهودها لترسيخه في مجتمعاتها رغم أجهزتها المتقدمة ونظمها المتطورة، وإمكانياتها الهائلة، لأن الأمن الحقيقي ينبع من داخل النفوس، وينبعث من سويداء القلوب، فيفيض على المجتمع راحة وسلاماً، وسعادة وأمناً واطمئناناً
** ** **
المبحث الرابع
الخطب والمحاضرات
يقوم المسجد بدورٍ مهمٍ في التربية والدعوة، وإرشاد الناس وتوجيههم، وتقوية الوازع الديني، والحفاظ على الوحدة الإسلامية حقيقة ومظهراً.
ولقد كان المصطفى عليه الصلاة والسلام، يجلس بالمسجد النبوي، يعلم الصحابة أحكام دينهم، ويبصرهم بعاقبة أمرهم، حتى كان التنافس بينهم في التسابق إلى حضور مجلسه، والتقدم للظفر بالإنصات إليه، لينهلوا من مناهله الثرة العذبة، فلم يكن المسجد مخصصاً للعبادة فقط، بل كان جامعة علمية للتربية الإسلامية، والعلوم المفيدة، ومنبعاً للثقافة، وتعلم القرآن وفهم آياته وأحكامه التشريعية، ودراسة الأحاديث النبوية الشريفة، والتفقه بنصوصها ومضامينها.
ولا زال المسجد يواصل دوره، ويؤدي رسالته في تعليم أفراد المجتمع وتوجيههم، من خلال النشاط العلمي المقام في جنباته، والذي يتنوع بين الحلقات العلمية والمحاضرات، وخطب الجمعة والندوات، والكلمات المرتجلة التي يلقيها إمام المسجد وخطيبه، أو يستضاف فيها علماء بارزون لهم أسلوبهم المميز في التعليم والإرشاد، فتنظم لقاءات متعددة على مدار الأسبوع، يتناول فيها المتحدثون ما تمس الحاجة إلى معرفته، وما يتصل اتصالاً وثيقاً بأحوال الناس، ومعالجة مشكلاتهم الاجتماعية، وإيضاح العلاج الناجع لها.
فللمسجد روحانية خاصة، وتميز فريد، حيث تتقبل النفوس ما تسمع فيه من كلمات، وتصغي القلوب إلى ما يلقى في رحابه من توجيهات، وتنصت إلى ما ينفعها ويرشدها إلى طريق الهداية والفلاح، ويقوم سلوكها نحو أداء الطاعات، وفعل الخيرات.
فالعلوم المتنوعة، والمعارف المتعددة، الموجهة من صحن المسجد ومنبره، تؤدي أهدافها الشرعية، وأغراضها التربوية في بناء المجتمع الآمن، واستقامة أفراده، وتقويم سلوكهم، وإقامة العدل، وأداء الحقوق، وترابط المجتمع، وتآلف أفراده، وإذابة الفوارق المصطنعة المؤدية إلى إيغار الصدور، وإيجاد النـزاع والشقاق في أوساطه.
فالتعليم في المسجد له سمة فريدة، وخاصية مميزة، عن التعليم المتلقى في أي مكان آخر، فالفرق بين التعلم في المسجد، والتعلم في غيره من وجوه، منها( ):
1- أن التعليم في المسجد يكتنفه جو عبادي، يشعر المعلم فيه والمتعلم والسامع أنهم في بيت من بيوت الله، فيكونون أقرب إلى الإخلاص والتجرد والنية الحسنة، لا يقصدون - في الغالب - من التعلم والتعليم إلا وجه الله تعالى.
2- أن التعليم في المساجد أشمل، حيث يدخل المسجد من شاء من العلماء المؤهلين، ليعلم الناس، كما أنه يدخل من شاء من المتعلمين أو المستمعين، فيستفيد في المسجد جمع غفير، العالم والمتعلم والمستمع.
3- أن علماء المسجد وطلابه أقرب إلى عامة الشعوب من طلاب المدارس والجامعات، حيث تجد عامة الناس يقبلون إلى عالم المسجد وطلابه، ويستفيدون منهم، كما تجد عالم المسجد وطلابه يهتمون بعامة الناس في التعليم والدعوة أكثر من غيرهم.
المبحث الخامس
التعارف والتآلف
يتميز المجتمع الإسلامي بسيادة شعور المحبة والتآخي بين أفراده، وشيوع روح الترابط والتماسك في أوساطه، وقد استمد تلك القيم من مشكاة الوحي وهدي النبوة، فأصبح نسيجاً فريداً في صفاء العلاقات البشرية، وشفافية الروابط الاجتماعية.
وحين نتأملُ انبثاق رابطة التآلف والتآخي السائدة بين المسلمين، والمصدر الذي شعت منه، لوجدنا أن للمسجد أثراً قوياً، ودوراً رئيساً في تكوين تلك الرابطة، فأهل الحي يجتمعون في المسجد كل يوم خمس مرات، يؤدون الصلاة جماعة،ويركعون لربهم ويسجدون، ويخضعون لجلاله ويذلون، وتسود بينهم روح الود والمحبة، والتقارب والألفة، إذ تتكرر رؤية بعضهم لبعض، والتقاؤهم في مكان واحد، وتراهم جميعاً غنيهم وفقيرهم، كبيرهم وصغيرهم، مأمورهم وأميرهم، يقومون جنباً إلى جنب في صف واحد.
إن التقاء المصلين في المسجد يعمق الاتحاد والإخاء بينهم، ويجعل منهم قوة متماسكة، ووحدة متآلفة،
فالمسلم يقابل أخاه في المسجد، فيسلم عليه، ويبادله تحية الإسلام، إحدى شعائر الإسلام الفاضلة، وقيمه السامية، وآدابه السلوكية الرفيعة، التي تتضمن معاني التكريم الصادقة والمودة والألفة، وتعمق روح التضامن بين المسلمين، روى أبو هريرة  أن رسول الله ‘ قال: >أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم، أفشوا السلام بينكم<( ).
إن الإسلام ينشد السلام، لأنه الأمن والأمان، ويسعى إلى تعميقه في النفوس، وترسيخه في القلوب، وإشاعته بين الناس، حتى يشعر الجميع بالارتياح والأمان، والاستقرار والاطمئنان، ويسود بينهم الشعور الصادق، والعواطف النبيلة، حيث حَضَّ الإسلام على توطيد تلك الأخوة، وبيَّن مقتضياتها ومستلزماتها في كثير من النصوص،
وقال ‘: صلى الله عليه وسلم: المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه ولا يخذله ولا يحقره، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه<( ).
لقد أوضح المصطفى عليه الصلاة والسلام بثاقب نظرته التربوية، التي استقاها من تأديب ربّه له، أنه لا يستل سخائم الحقد من الصدور، ولا ينتزع أدران التنافس والحسد من النفوس، إلا أخوة صادقة تسود حياة المسلمين، وتعم المجتمع المسلم على أساس من المحبة والتواد، والتناصح والألفة والبِشر( )، وينتفي عنها الكيد والغل، ويزول الحسد والتباغض.
إن المسجد أهم وسيلة تعمق الصلات بين المسلمين، وتفتح قلوبهم للمحبة والتلاقي على الخير، وتغرس بذور المحبة في النفوس، وتتعاهدها بالرعاية على مدار اليوم والليلة، فإذا صفت النفوس، وتآلفت القلوب، عاش الجميع في أمن وسلام، ومحبة ووئام.
** ** **
المبحث السادس
المساواة وترسيخ الأمن في النفوس
يؤدي المسجد درواً مهماً في تهذيب النفوس، وتنقيتها من شوائب الحقد والضغينة، المؤدية إلى التشتت والافتراق، والمثيرة للنـزاع والانقسام والشقاق، إذ يغرس في نفوس الأفراد السلوك الصحيح لتنمية الشعور بأن الجميع أسرة واحدة، تجمعهم رابطة الإسلام، وتضمهم وشيجة الإيمان، وذلك من خلال المساواة التي هي من أبرز القيم التي أصّلها الإسلام في النفوس، والمنبثقة من وحدة الأصل الإنساني.
فقد أعطى الإسلام اهتماماً خاصاً لقيمة المساواة، وجلاَّها في أروع صورِها بين أفراده وهم يمارسون عباداتهم، وظهرت واضحة جلية مطبقة بين المصلين في المساجد.
فالإسلام منذ بزوغ فجره قضى على جميع الفوارق المصطنعة، وأزاح نظرة الاستعلاء التي كانت سائدةً في الحياة الاجتماعية الجاهلية.
فحين تنطلق من مآذن المسجد كلمة التوحيد مدوية في كل اتجاه، يستجيب المؤمنون لنـداء الحـق، ويلبون دعـوة خالق الخلق فإذا تكاملت أعدادهم، والتأمت جموعهم، أعلن المؤذن إقامة الصلاة، فانتظمت جموع المصلين صفوفاً متراصة خلف إمامهم، لا يمتاز شخص على آخر، بل تذوب كل الفوارق، وتزول جميع الحواجز، يضمهم الصف متجاورين، مهما تباينت أحوالهم المادية، ومستوياتهم الثقافية، وحالاتهم الاجتماعية، لا يجد أحدهم غضاضةً أن يقف بجانب أخيه، المأمور بجانب الأمير، والغني إلى جوار الفقير، والأبيض ملاصق للأسود، والتاجر مجاور للعامل، والمثقف مساوٍ للأمي، جميعهم في صفٍ واحد، لا تفاضل في مواقفهم، ولا تمايز في أفعالهم، لا يتقدم واحد بالركوع قبل إمامه حتى يركع، ولا يسجد حتى يسجد، ولا يزيد فعلاً، ولا ينصرف من صلاته قبل انصراف إمامه.
عبادة تتجلى فيها المساواة، وتبرز الوحدة بأسمى صورها، وأجل معانيها، فتعمق في نفوس المصلين انتماءهم إلى أصل واحد، وأنهم أمة نبعت من منبع واحد.
إن هذا المنظر البديع للمصلين، وتلك الصورة الفريدة، لا تتكرر عند غير المسلمين، ولذلك أبهرت المساواة الباحثين من المنصفين الغربيين، الذين عَبَّروا عن إعجابهم بالمعاني الفاضلة، والقيم السامية التي تظهر من خلال أداء الصلاة، والدور الفاعل لها في جمع كلمة المسلمين، وتوحيد صفوفهم.
تقول الكاتبة الإنجليزية ساروجيني ناديو في كتاب (محاضرات ومقالات):
إن الدين الإسلامي كان الدين الأول الذي دعا إلى الديمقراطية، وعمل بمبادئها، فلا يرتفع صوت الأذان من منارة مسجد، إلا ويأتي من يريد أن يعبد الله، فيجتمعون في صف واحد خمس مرات في اليوم، ويركعون لله على صوت التكبير، وتتجلى المساواة الإسلامية في أروع أشكالها، إنني شعرت مرة بعد مرة، بأن الإسلام بقوة الوحدة العملية يجمع أفراداً مختلفين من بني آدم، في سلك واحد من الأخوة( ).
ويعترف أحدهم بعظمة الإسلام في إقرار مبدأ المساواة، وتطبيقها عملياً في المجتمع، وأنها ذات أثر كبير في انحسار العدوان، وإزالة الشقاق، وإزاحة الخصام.
يقول المستشرق الإنجليزي روسكين جب، في كتابه (تجاه الإسلام):
لم يحرز مجتمع من المجتمعات البشرية نجاحاً مثل ما أحرزه الإسلام في إقرار المساواة بين الأجيال المختلفة، بصرف النظر عن الطبقات البشرية، وتنوع الفرص وإمكانية العمل، لقد تجلَّت من أوضاع الجالية الإسلامية في عدد من البلدان قدرة الإسلام على إذابة الاختلافات في الأجيال والتقاليد، التي لا تزول على مر القرون، وعلى مدار التاريخ، فإذا كانلا بد من إحلال عاطفة التعاون مكان الصراع والخصومة بين مجتمعي الشرق والغرب الكبيرين، فلا بد في ذلك من الاستعانة بالإسلام والاعتماد عليه في تحقيق هذا المطلوب( ).
إذاً فالمسجد يؤكد المبدأ القويم الذي قرره الإسلام من المساواة بين جميع أفراده، ويؤكد الحقيقة الناصعة من تساوي الناس كلهم أمام خالقٍ واحد، فالكل له عبيد، لا تفاضل بينهم إلا بتقواه، وشدة الخوف منه ورجواه، وهي دعوة إلى نبذ الاستعلاء، وتنقية الصدور من الكبرياء، وتصفيتها من الحنق والشحناء، فجميع الفوارق تتهاوى، وسائر الفواصل تتساقط، وتبقى التقوى الميزة الفريدة التي تسمو بها النفوس وتتسامى.
ووقف رسول الله ‘ أمام الجموع الغفيرة في حجة الوداع ليعلن المساواة ويؤكد عليها، فقال عليه الصلاة والسلام: >إنَّ ربكم واحد، وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى<( ).
إن المساواة تتكرر في المسجد كل يوم خمس مرات، حتى تترسَّخَ في نفوس المصلين ولا تُنسى، ولتتضاءل في أحاسيسهم كل الفوارق الزائفة، المؤدية إلى تفتيت المجتمع، والنخر في جسد الأمة، وإيغار النفوس، وتمزيق الصفوف، وليزول من المجتمع كل ما يؤدي إلى الضعف والوهن، وتبطل كل نعرة مقيتة تتسلل وتندس بين صفوفه، ويحل محلها المحبة والوئام، والتآلف والانسجام، حتى يبقى المجتمع قوياً آمناً، رصيناً متماسكاً، بعيداً عن كل ما يثير العداوة والشحناء، أو يسبب القطيعة والبغضاء.
الفصل الثاني
دور الإمام و؟لخطيب في تفعيل ؟لوظائف ؟لأمنية للمسجد
وتحته تمهيد وسبعة مباحث:
* المبحث الأول : تقوية الوازع الديني.
* المبحث الثاني : الالتفاف حول ولاة الأمر.
* المبحث الثالث : وحدة المجتمع وتماسكه.
* المبحث الرابع : الاعتدال والوسطية.
* المبحث الخامس : الحماية من الانحراف والجريمة.
* المبحث السادس : التكافل الاجتماعي.
* المبحث السابع : العلاقة مع غير المسلمين.




التوقيع :
    رد مع اقتباس
قديم 14-11-09, 09:40 PM   #2
كـــاتــب

 










 

متعب صنيتان البيضاني غير متواجد حالياً

متعب صنيتان البيضاني has a reputation beyond reputeمتعب صنيتان البيضاني has a reputation beyond reputeمتعب صنيتان البيضاني has a reputation beyond reputeمتعب صنيتان البيضاني has a reputation beyond reputeمتعب صنيتان البيضاني has a reputation beyond reputeمتعب صنيتان البيضاني has a reputation beyond reputeمتعب صنيتان البيضاني has a reputation beyond reputeمتعب صنيتان البيضاني has a reputation beyond reputeمتعب صنيتان البيضاني has a reputation beyond reputeمتعب صنيتان البيضاني has a reputation beyond reputeمتعب صنيتان البيضاني has a reputation beyond repute

افتراضي

تمهيد
المسجد مأرز الإيمان، ومنبع النور والتقى، ومنارة الأمن والسلام والهدى، ومركز التنظيم الإسلامي، ودورُه في حياة المجتمع المسلم واضح لا يخفى، وراسخ لا يُنسى، فهو الدعامة الأولى، والركيزة الكبرى لتحقيق الأمن الاجتماعي، وتعميق الوحدة ونبذ الفرقة، وتغذية الأمة بالتوجيه الروحي والفكري.
ولئن كانت تلكم المعاني ثابتة لمن تأمَّل رسالة المسجد، إلا أنها لن تكون ذات أثر فاعل إن لم يعن إمامه وخطيبه بإبراز تلك المعاني، وإظهار القيم السامية لدور المسجد المؤثر في حياة الفرد والمجتمع.
فالمسجد يتردد عليه كل يوم أعداد كبيرة لأداء الصلوات الخمس، وتزداد جموعهم في نهاية الأسبوع لأداء صلاة الجمعة، وتتباين أفهام المصلين، وتتفاوت ثقافتهم، لذلك فهم يحتاجون إلى التذكير والتنبيه، واستغلال حضورهم للإرشاد والتوجيه، ومعالجة مشكلات المجتمع، والإسهام في إصلاح الحياة العامة، وإعادة الفرد إلى قواعد الدين ومبادئه، وإشاعة روح المودة والإصلاح بين الناس.
وإن خطيب المسجد وإمامه أشد فاعلية، وأكثر وقعاً في نفوس الجماهير، من أي وسيلة أخرى يمكن أن تؤثر في المجتمع( )، فهو يقتلع جذور الشر في نفس المجرم، ويبعث في نفسه خشية الله تعالى، وحب الحق، وقبول العدل ومعاونة الناس، وإصلاح الضمائر، وإيقاظ العواطف النبيلة في نفوس الأمة، وبناء الضمائر الحية، وتربية الروح على الآداب الفاضلة والأخلاق الحميدة، وتسكين الفتن، وتهدئة النفوس.
ولا يمكن أن ينجح الخطيب في أداء مهمته على الوجه المطلوب، إلا إذا استطاع الأخذ بألباب سامعيه، واستدراجه اللبق لأفهامهم، بالأسلوب البليغ، والكلمة الساحرة، والحجة الظاهرة، والصوت العذب، والخطبة الباهرة، والإثارة والتشويق، والشعور والوجدان.
وأنى للخطيب أن يفيد إن لم يراعِ مقتضى الحال، فلكل مقام مقال، فيجدر به مواكبة الأحدث، ومسايرة الوقائع، وملاءمة موضوع الخطبة للأحداث الجارية، والملابسات الواقعة، فالكلام في حال الأمن، يختلف عنه في حال القلق، واختلاف الظروف وتقلبات الأحوال تتطلب من الخطيب أن يكون فطناً مسايراً لما يحدث حوله، وأن لا يكون في وادٍ، وحال المجتمع في وادٍ آخر، إن خطبة الجمعة من شعائر الإسلام الكبرى، ومعانيها ينبغي أن تنساب إلى النفوس في تلك اللحظات الإيمانية، وموضوعاتها يجدر أن تهدف إلى تحقيق الأغراض الآتية( ):
1- الوعظ والتذكير بالله تعالى، وبحسابه وجزائه في الآخرة، وبالمعاني الربانية، التي تحيا بها القلوب، وتعود إلى خالقها.
2- تفقيه المسلمين وتعليمهم حقائق دينهم من الكتاب والسنة، مع العناية بسلامة العقيدة والعبادة والأخلاق والآداب.
3- تصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام، ورد الشبهات والأباطيل التي يثيرها خصومه لبلبلة الأذهان، بأسلوب مقنع حكيم، بعيد عن المهاترة والسباب، ومواجهة الأفكار الهدامة والمضللة، بتقديم الإسلام الصحيح، وإبراز خصائصه من السماحة والشمول والتوازن والعمق والإيجابية.
4- ربط الخطبة بأحداث المجتمع، وبالواقع الذي يعيشه الناس، والتركيز على علاج أمراض المجتمع، وتقديم الحلول لمشكلاته.
5- تثبيت معنى الأخوة الإسلامية، ومقاومة النـزعات والعصبيات العنصرية والإقليمية والمذهبية، المفرقة للأمة، المشتتة لشملها، والمثيرة للأحقاد والبغضاء.
وبالإضافة إلى ما تقدم فإن هناك أسساً ينبغي لأئمة المساجد وخطبائها التركيز عليها في خطبهم، وكلماتهم للمصلين، مما تمس الحياة العامة للناس، وتؤدي إلى أمن المجتمع واستقراره، وإشاعة السلام والطمأنينة في سائر أرجائه، وتخليصه من أسباب الفرقة، وبواعث الشر والخلاف، ومن أهم ما ينبغي طرقه وتذكير الناس به، والتعرض له بين الفينة والأخرى وبالأخص في أوقات المحن والشدائد، ما يأتي:
المبحث الأول
تقوية الوازع الديني
الإيمانُ العميق ركيزةٌ مهمية، ودعامةٌ أساسية، ترسخ في النفس الإنسانية معاني العبودية الحقة، وتنمي فيها الشعور بالخشية من الرب، والخوف من عقابه، ودوام الصلة به ومراقبته، والالتزام بتقواه وطاعته، ويدفع الإيمانُ بالله تعالى المسلمَ إلى العناية بالضرورات التي أَكَّد الإسلام على حفظها، ويحول بين الفرد وبين الوقوع في المحظورات، ويحجزه عن التعدي على حقوق الآخرين وانتهاكها، وينشأ في ضميره وازعٌ داخلي قوي، يهديه إلى الفضائل، ويحميه من مقارفة الجرائم والرذائل، ويسمو بإنسانيته عن التردي إلى الحضيض، أو الوقوع في الهاوية، فينتج عن تشبع النفس بالإيمان، وتغذيها بمعانيه العميقة آثارٌ إيجابية تبرز في حياة الفرد حيث يصبح مرهف الحس، رقيق الشعور، مرتاح النفس، مطمئن القلب، مستشعراً للمراقبة الإلهية، فيسلك المنهج القويم، ويلزم جادة الصواب والصراط المستقيم، ولا يحيد عنها،أو ينجرف عن مسارها، ولايتقبل الأفكار النشاز، ولا المؤثرات الوافدة، ولا يلتفت إلى غير ما حكم به التشريع أو قضى به، وتبرز علامات الإيمان الصادق، ودلالاته الواضحة على الفرد بشعور الآخرين بالاطمئنان للتعامل معه، والثقة به، وأمن جانبه، فلا يخشون من تعدّيه أو ضرره، أو ظلمه أو حيفه، فينعكس أثر إيمانه على أفراد المجتمع، وينعم الجميع بالاستقرار، ويعيشون أخوة متحابين، متراحمين متعاطفين، ويتمكن كلُّ واحد منهم من التمتع بحقوقه الكاملة التي قررها له الإسلام، ويحتفظ بكرامته الإنسانية، ويحس برفعته وعزته، ويأمن على حياته الشخصية التي حفظها وكفلها له.
ومما يوضح أن قوة الإيمان أصلٌ لكل خير وفضيلة، ودرعٌ واقٍ من كل شر وجريمة، وأنه سياج حاجز دون الوقوع في المحظور والرذيلة، ومصدر ثقة للآخرين بصاحبه، ، حيث أخبرت الآية بأسلوب يستبعد احتمال وقوع جريمة القتل من المؤمن على أخيه المؤمن، إلا أن يحدث ذلك عن طريق الخطأ وعدم القصد، لأن جريمة القتل من أبشع الممارسات المنافية للإيمان الصادق، والمخالفة لمنهج الإسلام الداعي إلى ترسيخ الإيمان في القلوب، وتربية ضمير المسلم على التشبع به، والارتواء بفيض نبعه، فجريمة القتل هي التي لا ترتكب وقلب القاتل محشو بكمال الإيمان، وصدق اليقين إذ لا يوجد سبب يبلغ من ضخامته أن يعلو على رابطة العقيدة الإيمانية، التي تجمع المسلم مع أخيه، وهكذا كلُّ محظور في الإسلام، أو اعتداء على الضرورات لا يصدر إلا من قلبٍ فارغ من الإيمان، روى أبو هريرة  أن رسول الله ‘ قال: >لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن، ولا ينهب نهبة ذات شرف يرفع الناس إليه فيها أبصارهم حين ينهبها وهو مؤمن<( ).
إن إمام المسجد وخطيبه حين يحفز المصلين على تقوية إيمانهم، وترسيخه في قلوبهم، يثمر الشعور بمراقبة الله تعالى، وخوفَهم من عذابه، وأليم عقابه، ويدعوهم إلى الاستقامة السلوكية، وتصحيح المواقف، وتحصيل مصالح الدنيا والآخرة، ودفع الشرور والمفاسد، وصفاء الأرواح، وطهارة القلوب، والاستقرار النفسي، والاطمئنان القلبي.
** ** **
المبحث الثاني
الالتفاف حول ولاة الأمر
من أبرز الضمانات الأمنية الرشيدة للمجتمع المسلم، وأهم الوسائل الكفيلة بترسيخ أمنه، والمحافظة عليه، طاعةُ ولاة الأمر، فهي أصلٌ مهم، وقاعدة كبرى، ومنهج واضح، وأساسٌ قوي لتحقيق الأمن الاجتماعي، واستقرار البلاد، واطمئنان الرعية.
والمتأمل للنصوص الشرعية، يجد أنها متواترة وقطعية الدلالة في التأكيد على وجوب طاعة ولي الأمر، وتحريم عصيانه أو الخروج عليه، ففي الطاعة اجتماع لكلمة المسلمين، وفي العصيان فسادٌ للأحوال في الدارين، وما نزعت يد من طاعة إلا وصافحها الشيطان، وعرّضها لفتن عمياء، ونزاعات وأهواء، واضطرابات هوجاء، والعاقل يدرك خطورة عصيان ولاة الأمر، وما يجلبه من شرور عظمى، وأخطار ومفاسد كبرى، ويعلم ما في الطاعة من الخير والهدى، وتحقيق السعادة، واستتباب الأمن، وترابط المجتمع وتماسكه، ونصرة المظلوم، ودحر الباطل والجور، والعناية بمصالح العباد والبلاد، وحماية الحياة الاجتماعية من الفوضى والاضطراب، والأخذ على أيدي السفهاء والعابثين، وردع البغاة والمجرمين.
إن طاعة ولي الأمر، واحترام شخصيته وهيبته، مما هو واجب على الرعية لما في مخالفة ذلك من نشر المفاسد، وإثارة الفتن والقلاقل، مما لا يمكن رده ولا دفعه، فذوو العقول السليمة، والفطر المستقيمة، يدركون أهمية الطاعة، ويقدرون العواقب، طريقهم طريق الحق والهدى، ويلتقون على الخير والرشاد والتقوى، وينأون بأنفسهم عن مواطن الشر والأذى، ويحذرون من مزالق الرذيلة والهوى، وطريق المؤمنين حفظ ألسنتهم، والاحتكام إلى كتاب ربهم، وسنة نبيهم ‘، كما أمرهم الخالق جل وعز بذلك، أي ردوا الحكم في ذلك إلى الكتاب والسنة، لأن الحكماء يدعون إلى الخير، وينشرون الفضيلة، ويحضون على الاجتماع والوفاق، ويحذرون من التنازع والافتراق، فهذا فهمُ المؤمنين، لما أمرهم الله به ورسوله، يسمعون لولاة أمرهم، ويطيعون حكامهم، ويناصحونهم وفق آداب النصيحة، وضوابطها المبينة.
إنَّ طَرْقَ موضوع وجوب طاعة ولاة الأمر، من أهم ما يجب أن يذكر به الخطيبُ المصلين بين الحين والآخر، وأن يؤكد عليهم الالتزام بالطاعة، وأن التفاف الأمة حول قيادتها دليلُ وحدتها، وطريق فلاحها، وسبيل رقيها ونهضتها ونجاحها، ومصدر عزتها ومنعتها، ومعاونة ولاة الأمر في أداء مهمتهم، ومساعدتهم في حماية المجتمع من المفاسد والشرور، من أهم ما يلزم الرعية، والإبلاغ عن المشبوهين الذين يتربصون لإحداث الفوضى، واجب كل مسلم حماية للبلاد من السفهاء والمفسدين، وتجنيباً لها من القلق والفوضى، وقطعاً لطمع الطامعين، ودحراً للسفلة والمعتدين.
إن الالتزام بطاعة ولاة الأمر سبيلٌ لنصرة الحق، وإقامة العدل، ورفع الظلم، وردع الظالم، وطريق لاستقرار المجتمع وأمنه، وحفظ لنفوس أفراده، وصيانة لأموالهم وأعراضهم، ورعاية لمقدسات المسلمين، وتوفير لوسائل الطمأنينة والأمان.
المبحث الثالث
وحدة المجتمع وتماسكه
تهدف تعاليم الإسلام إلى بناء مجتمع متماسك، تقوم علاقات أفراده على المودة والالتئام، والمحبة والانسجام، وتنحسر فيه دواعي الفرقة والشتات، والتمزق والاختلاف، والشحناء والعداوة، فوحدةُ المجتمع المسلم لا يقاس بها وحدةُ أي مجتمع آخر، فرابطة الإيمان تجمع بين أفراده، على اختلاف ألوانهم وأجناسهم، وهي أشرف الروابط وأوثقها، وأفضل الوشائج وأكرمها، وقد أكدت النصوص الشرعية أهمية الالتزام بمضامين الروابط الإيمانية، وحذرت من الانقسام والتنازع، فالإسلام يجمع ولا يفرق، ويؤلف ولا ينفر، ويقرب ولا يباعد، فالاجتماع قوة ومنعة، والافتراق ضعف وَخَوَرٌ وفتنة.
لقد أقام الإسلام المجتمع المدني على أساس المحبة والتواصل، والتعاون والتكافل، وألفَّ رسول الله ‘ بين فئات المجتمع المدني كلها، وقارب بينها، وأبعد عنها أسباب الفرقة والتمزق، وما يثير الخلاف والنعرات في أوساطه، وأوضح سمو علاقة المسلم بأخيه، والتي ترتكز على الود والتآلف، وتحمل الأخطاء والزلات، والصفح عن المثالب والهفوات، وذلك من أهم وسائل تعميق الأمن في النفوس، وترسيخه في المجتمع.
إن الإسلام يؤكد مبدأ القوة والترابط بين أفراد المجتمع، وتحقيق معاني الأخوة الإيمانية،
وعندها يشعر الجميع بوحدة الأمة، وترابط مصالحها، وتلك ركيزة عظمى في توفير الأمن للمجتمع، إذ يدرك كلُّ فرد مسؤوليته، ويقوم بواجبه، فتسهر الجماعة على راحة الفرد، ويقوم الفرد بخدمة الجماعة، فيتكاتف الجميع، ويعلمون على احترام أنظمة مجتمعهم، والتزام بتعاليمه، واحترام حقوق الآخرين، ويتعاون الجميع على مكافحة الفساد، وحماية المجتمع من الجريمة، ومكافحة دواعيها، ووقايته من كل ما يؤدي إلى زرع بذور الشر والفتنة، وسَدّ المنافذ التي قد يتسلل منها الأشرار والمفسدون، والبغاة والمرجفون.
والمجتمع المسلم يعتمد في بناء أفراده على قوة الرابطة التي أسسها الإسلام منذ بزوغ فجره، والمتأمل لحقيقة تلك الرابطة يتضح لـه أن العقيدة تحرم الأذى والعدوان، وتمنع الظلم والبغي والإجرام، وتحفظ الحقوق، بحيث يجد المسلم نفسه أمام حدودٍ يجب التوقف عندها، وعدم تجاوزها، ويردعه وازعه الديني عن الوقوع في شيء مما منع منه، ويحس بشعور قوي يربطه بأفراد مجتمعه، ويحجزه من التعدي عليهم، ويدفع به إلى الترابط والتماسك معه.
وخطيب الجامع، وإمام المسجد، عليه أن يعنى بترسيخ معنى الوحدة في نفوس المصلين، وتعميق أواصر المحبة بينهم، ويذكرهم بأن الإسلام اعتمد الأخوة دعامةً لوحدة المجتمع، وركيزة للترابط بين أفراده، فلا يسمح الإسلام بقيام أحزاب أو تجمعات من شأنها تمزيق وحدة المجتمع، وتبديد قوته، وتفريق كلمته، أو بروز خلافات ينتج عنها التناحر، أو تسفر عن القطيعة والتناحر، فذلك شرٌّ عظيم، وخطر جسيم، ينتج عنه الكثير من الأحداث المروعة، والمآسي المفجعة، ويزعزع أمن المجتمع، ويؤدي إلى قلقه واضطرابه، وإن مسارعة الخطيب أو الإمام إلى إزالة أي خلاف قد تظهر بوادره من أبرز ما يجب أن يضطلع به، فيبادر إلى الإصلاح بين الناس في خصوماتهم، وإزالة خلافاتهم، وتوطيد علاقاتهم الأخوية، وترسيخ دواعي الألفة والانسجام، لأن ذلك من أقوى دعائم ترسيخ أمن المجتمع، وضمان الاطمئنان والحياة السعيدة، وعليه أن يذكرهم بأنهم وحدة قائمة، متشابكة متآلفة، كل عضو منه يعمل في سبيل مصلحة الجميع، على نحو قول المصطفى ‘: >مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى<( ).
المبحث الرابع
الاعتدال والوسطية
التوازن والاعتدال من خصائص التشريع الإسلامي، والوسطية من أبرز مزاياه، فلا جفاء ولا غلو فيه،
فالإسلام يمقت كل اتجاه يهدف إلى الغلو في الدين، وينكر المبالغة في التقشف مبالغة تقود إلى التنطع وتجاوز الخطوط المحددة، حيث حَضَّ على الاعتدال، وحّثَّ على التوفيق بين حق العبادة وحق النفس في الحياة، فالغلو والتنطع يتعارضان مع تشريعات الإسلام الداعية على التيسير ورفع الحرج والبعد على المشقة، والمتتبع لما وجد من انحرافات عقدية أو عملية من بعض الأفراد والطوائف عبر العصور، وما أفرزته تلك المعتقدات المخالفة لمنهج الحق من أثرٍ سيءٍ على الأمة، ونكبات أصيبت بها، يدرك أن ذلك حصل بسبب الغلو في الدين، وتجاوز الحدود، والفهم السيئ لنصوص الشريعة الإسلامية، مما أدى إلى إحداث الفتن بين المسلمين عبر العصور، وزرع بذور الفرقة والشقاق، فالإسلام يدعو إلى الاستقامة، وسلوك المنهج الوسط، دون انحراف أو تقصير، ويحرم الغلو ويمقته، سواء كان في الاعتقاد أو العبادة أو المعاملة، وكل تصرف صادر من المغالين والمتنطعين يرده الإسلام، مما يخالف أصول دعوته الصحيحة، ومنهج شريعته القويمة، ويؤكد على وجوب إزالة كافة الأسباب المؤدية إلى الغلو، وسدِّ جميع المنافذ الموصلة إلى العنف.
إن دعوة الإسلام إلى الوسطية والاعتدال من أهم ما يجب أن يتحدث عنه الإمام والخطيب في المسجد، ومن أبرز ما يجب أن يوضحه للناس، وأن يكشف لهم وسطية الإسلام واضحة في سائر تشريعاته، وأن على جميع أفراد المجتمع أن يستشعروا منهج الإسلام الرصين في دعوته إلى التوازن والاعتدال، والواقع يشهد أن المغالين والمتنطعين أضيق الناس صدراً، وأشدهم قلقاً واضطراباً، وأكثرهم غضباً وغلياناً، وربما عمدوا إلى استخدام القوة لحمل الآخرين على موافقتهم في آرائهم، وسلوك منهجهم، وقد انزلق البعض في هذا المسلك، حيث سرى في أوساط فئة من الشباب الحكم بكفر فلان، أو وصفه بالفسق أو العلمنة أو نحو ذلك، وهذا له آثار سيئة تجرع المجتمع آلامها وغصصها، وعاشت الأمة محنها وشرورها، فقد زاغت قلوب تلك الفتن، وطاشت عقولهم، وانحرفت أفهامهم ورغبت أنفسهم عن سلوك المنهج الحق، وأطلقوا لألسنتهم العنان في الحكم على الآخرين بما يرونه، وإخراجهم عن دائرة الإسلام اعتماداً على الأقاويل والشائعات، والشكوك والظنون، والأخبار الكاذبة، والمصادر الواهية.
فلزوم منهج الوسط الذي بنيت عليه الشريعة الإسلامية، هو طريق السعادة الحقة، وأصحابه هم أهل العدل والرحمة، والرفق والتيسير، والتسامح والتعاون، وأحرصهم على تحقيق الأمن والاطمئنان، ونشر الاستقرار والسلام، وأبعدُهم عن إثارة الفتن والفرقة، وهم أهل القرآن وخاصته، الأمة الوسط، الشهداء على الناس، وهم أهل القرآن ومن شرح الله صدره لهذا الدين،
المبحث الخامس
الحماية من الانحراف والجريمة
يواجه الشباب العديد من المخاطر والمستجدات والتغيرات السريعة، والتي بدأت تؤثر في سلوك البعض منهم، وانجرفت بآخرين إلى الانسياق وراء الأفكار المخالفة للإسلام، وأدت إلى انحراف البعض عن جادة الصواب، بسبب بواعث الفساد ونوازع الشر التي أحاطت بالمجتمعات، واكتنفتها من كافة جوانبها. والإسلام وضع القواعد الشرعية التي تحمي الفكر من الانحراف، وتصونه من الزيغ والضلال، وترسّخ في نفس المسلم الثوابت الإيمانية، والاستقامة السلوكية، وتبعده عن الانجراف وراء الأهواء والتقاليد المنافية للدين.
وللخطيب أثر فاعل في توجيه الناس – وبالأخص الشباب - للزوم المنهج الحق، والاستقامة على شرع الله وأمره وصراطه المستقيم، وتقوية الوازع الديني، وإيقاظ الضمير، وتزكية النفس، وبيان محاسن الاستقامة، ومساوئ الانحراف، والتنفير من الإقدام على الجريمة، وإيراد النصوص الشرعية المحذّرة من ارتكابها، المبعدة حتى عن مجرد التفكير فيها، وأن إفلات المجرم من العقوبة الدنيوية لا يعنى أنه سلم ونجا من العقوبة الأخروية، كما أنه لا يستطع الهروب من تأنـيب الضمير، والشعور بالخوف من الله تعالى، ومساورة القلق النفسي، والاضطراب الملازم له طوال حياته، وأَنَّ تظاهره أمام أفراد مجتمعه بالاستخفاف واللامبالاة ، لا يقلل من إحساسه الداخلي بعظم الذنب، وفداحة الجريمة.
كما أن الخطيب يستطيع أن يؤثر في نفوس المصلين، حين يردد على مسامعهم ما أعده الله تعالى من الثواب الجزيل لمن كفَّ عن الأذى والعدوان، وحفظ نفسه من نزغات الشيطان،وعليه أن يوضح لهم حفظ الإسلام للضرورات الخمس >الدين، والنفس، والعقل، والعرض والمال<، وحمايته لها، وتحذيره من العبث بها والاعتداء عليها، وأنه قرر عقوبات جزائية رادعة للنفوس المريضة المعتدية، تمنع تصرفاتها الطائشة التي تتحكم بها الأهواء الفاسدة، والأفكار المنحرفة، والنفس الأمارة بالسوء، وأن تلك العقوبات شرّعت لسدّ منافذ الجريمة، وإغلاق أبواب العدوان، والقضاء على العصابات الإرهابية الباغية، التي تعمل على تخويف الآمنين، وتسعى إلى نشر الخوف في نفوس المسلمين، وبث الرعب والقلق في أوساط المطمئنين، وتعتدي على النفوس البريئة، وتسلبها حقها في الحياة، وتعبث في الأرض فساداً وإفساداً.
إنَّ على الخطيب مسؤولية كبرى في توعية الناس بالضوابط الأمنية المحكمة التي قررها التشريع الإسلامي لحفظ المجتمع من الجريمة، ووقايته من الانحراف، ومحاربة الأعمال الإرهابية، والتصرفات الشاذة التي تسعى إلى الخروج على النظام العام، والإخلال بالأمن، وسفك الدماء، وسلب الأموال، وتدمير الممتلكات، وإثارة الفتن، وتفريق جماعة المسلمين، والعبث بأمن المجتمع واستقراره، وإن كل مخالفة لما جاء في أحكام الشريعة الإسلامية، يعتبر تعدياً، وتصرفاً مقتبساً، وانتهاكاً صارخاً لقدسيتها، يستوجب العقوبة الحاسمة التي قررتها، حتى تستأصل مِن المجتمع دواعي الإجرام، ومسببات الفتنة، وبواعث القلق، ويعيش الجميع في ظلال الإسلام، في أمن وأمان، واستقراره وراحة واطمئنان.
المبحث السادس
التكافل الاجتماعي
تتبوأ العلاقات الاجتماعية في الإسلام مكانة عظيمة، ومركزاً متقدماً واهتماماً واسعاً، لتحقيق معاني التكافل الاجتماعي، ومبادئ الترابط الأخوي، ودعم أجواء الأمن والسلامة، وصيانة المجتمع المسلم من أخطار التعسف والنـزاع، ودواعي الأنانية وحب الذات.
لقد قرر الإسلام التكافل بمجالاته المتعددة، المعنوية والمادية، لإيجاد مجتمع فاضل متعاون، فالأفراد، فيه ليسوا على نسق واحد في الفهم والمستوى المعيشي، بل يتفاوتون في أحوالهم وأوضاعهم، فيحتاجون إلى تنظيم دقيق يضبط أحوالهم، ويرعى شؤونهم، ويحقق التوازن والانسجام بين مختلف الفئات، حتى يشعر كل فرد بعضويته الكاملة في المجتمع، ويشارك في واجباته وينهض بأعبائه، ليتحول المجتمع كله إلى أسرة واحدة، إخاء ومودة، وتعاون ورحمة، ومناصرة وقوة، كما قال ‘: >المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً<( ).
ويمكن لإمام المسجد وخطيبه أن يقوم بدورٍ حيوي لتحقيق تلك المعاني، من خلال حثّه المصلين على القيام بتوطيد العلاقة بينهم، و تجسيد نظام التكافل الاجتماعي، وشعور كل مسلم بمسؤوليته نحو مجتمعه، فيعمل كل فرد على تعميق معاني الأخوة الإيمانية، بتبادل مشاعر المحبة والود، وتصفية النفوس من الشحناء، وتنقيتها من العداوة والبغضاء، وسعي كل عضو لدفع مظاهر السخرية والاحتقار، والعمل على فك الضائقات وتفريج الكربات، بالبذل والإنفاق، وتفقد المحتاجين من أبناء الحي والتبرع لهم، والعطف على المعوزين والمعدمين، والنظر في أحوال المرضى والمعاقين، والرحمة بهم، ومدّ يد العون لأولئك الذين عضتهم أنياب الفقر، وأصابتهم الفاقة، والعناية بمن يحتاجون إلى رعاية مادية ومعنوية.
كما أن إمام المسجد يستطيع –بما يحظى به من ثقة- أن يستقطب الأثرياء وذوي اليسار من أبناء الحي، ليكونوا مصدر تمويلٍ لإخوانهم المحتاجين، للتخفيف من معاناتهم، ومساعدتهم بما أنعم الله عليهم من المال، وسدّ حاجات الفقراء، وبسط أيديهم للإنفاق على العجزة والأيامى، والمكلومين واليتامى، والعاجزين عن التكسب والعمل، والتخفيف من آلامهم، كلُّ ذلك من أجل إقامة جسور من الرحمة والرأفة مع أفراد المجتمع، الذين أدت بهم الظروف المعيشية إلى الوصول إلى هذه الحالة، وإشباعهم وإكفائهم وانتشالهم من مذلة السؤال ومهانته.
إن التكافل الاجتماعي حين يطبق بين أفراد المجتمع، تبرز آثاره التربوية النافعة، في معالجة النفوس، وإصلاح القلوب، وتهذيب السلوك والطباع، والإحساس بالشعور الأخوي بين الجميع، وترسيخ التآلف والتعايش الودي الآمن، والمعالجة العملية لحالات من الفقر والحرمان، والعجز والإعسار.
إنَّ العناية بالتكافل الاجتماعي، وتطبيقه عملياً، يحفظ المجتمع وينقذه من لجوء البعض إلى طريق الإجرام، والوقوع في مزالق الانحراف، ومحاضن الرذيلة، وسلوك السبل الملتوية للوصول إلى تحقيق الهدف، مما يؤدي إلى خلخلة أمن المجتمع، وتفككه واضطرابه، وارتفاع نسبة الجريمة، فالتكافل الاجتماعي لـه دور مهم وفعال في انضباط الأفراد، وتحقيق الأمن الاجتماعي، وترسيخ الاستقرار والاطمئنان، وغرس القيم الإيمانية بين جميع فئات المجتمع، وهي القيم التي تحفظ على المجتمع أمنه وسلامه، وتبث فيه روح الإخاء، وتبعده عن الاستغلال والعدوان، وتنقي النفوس من الأحقاد والعداوات.
المبحث السابع
العلاقة مع غير المسلمين
يقوم المجتمع الإسلامي على عقيدة واضحة، وأحكام ثابتة، تنبثق منها قواعده ونظمه، وآدابه وقيمه، فقد اعتمد الإسلام منهجاً ودستور حياة، ومصدراً لأحكامه وتشريعاته، وحرص على تقوية الوحدة الاجتماعية داخل الوطن الواحد، وأكد على ضرورة تماسكها، دون إثارة حساسات، أو افتعال خلافات.
ومن سمات المجتمع الإسلامي إقراره للتعايش وفق منهجه السمح في تعامله مع المخالفين، والمسالمة مع المسالمين، وقد أولى رسول الله ‘ هذا الجانب عناية فائقة، وجعله من أولى اهتماماته عند تأسيسه الدولة الإسلامية الأولى في المدينة، ليقيم نظاماً أمنياً مشتركاً مع الفئات الأخرى، حيث اعتبر توفير الأمن من أهم المطالب، ولم يكن المجتمع -إذ ذاك- مقصوراً على المسلمين فحسب، بل ضمَّ فئات مختلفة من أصحاب الديانات الأخرى، لذلك وضع الإسلام قواعد وأحكاماً تنظم علاقة المسلمين معهم، وتبرز التعايش بينهم وبين المسلمين في المجتمعات الإسلامية على مر العصور، وفي مختلف الأزمان.
لقد قرر الإسلام التعايش الاجتماعي الآمن من المخالفين والمسالمين المقيمين في كنف الدولة الإسلامية، وأباح أكل طعامهم، وأحَلَّ ذبائحهم، وجَوَّزَ مصاهرتهم،
وأوصى رسول الله ‘، بحفظ حقوق أهل الكتاب، ورعايتها، وصيانة دمائهم وأموالهم، وعدم الاعتداء عليهم، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله ‘: >من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاماً<( ).
وهذا يظهر روح الإسلام السمحة، وعدالته القائمة، وأنها مبذولة للبشرية كلها، لنشر الرحمة، وإشاعة الأجواء الآمنة وتوثيق العلاقات الإنسانية.
إن الإسلام لا يحكم بالفناء على جميع العناصر التي تعيش داخل مجتمعه ممن لا تدين به، بل يوطّد العلاقة بينها وبين المسلمين، ويحترم المواثيق، ويعنى بالعهود، ولا يقبل الغدر والخيانة.
وقرأت كلمة رائعة سطّرها الحافظ ابن الصلاح (ت 643ه‍(، تتصل بالتعامل مع غير المسلمين في المجتمع المسلم، قال رحمه الله:
((إن الأصل إبقاء الكفار وتقريرهم، لأن الله تعالى ما أراد إفناء الخلق، ولا خلقهم ليقتلوا، وإنما أبيح قتلهم لعارض ضرر وجد منهم، لا أنَّ ذلك جزاء على كفرهم، فإن دار الدنيا ليست دار جزاء، بل الجزاء في الآخرة، فإذا دخلوا في الذمة والتزموا أحكامنا، انتفعنا بهم في المعاش في الدنيا وعمارتها، فلم يبق لنا أرب في قتلهم، وحسابهم على الله تعالى، ولأنهم إذا مكنوا من المقام في دار لإسلام، ربما شاهدوا بدائع صنع الله في فطرته، وروائع حكمته في خلقه، وإذا كان الأمر بهذه المثابة لم يجز أن يقال: إن القتل أصلهم))( ).
إنَّ الخطيب عليه أن يبرز مِن على منبر المسجد، ويوضح للناس تلك القيم الإسلامية السامية، والمواقف الحكيمة والعادلة، في نظرة الإسلام إلى غير المسلمين في المجتمع المسلم، وأن وجود جماعات وطوائف عديدة متعايشة مع المسلمين دليل على التزام ظاهرة التسامح، وتجنب الفرقة والاضطهاد، وأن المجتمع الإسلامي لا يعرف النعرات، بل يحرص على إضفاء روح المودة، ونشر الأمن والاطمئنان، والتعايش مع الآخرين لإشاعة أجواء السلام والأمان، وتجنب الخصومات والمنازعات، والبعد عن إثارة الفتن والمنغصات، وما يعصف بأمن المجتمع واستقراره، أو بجلب الضرر لجميع فئاته، أو يزرع الأحقاد والعداوة في صفوفه.
الخاتمة
بعد هذه الرحلة الإيمانية في رحاب المسجد، وإيضاح شيء من الوظائف الأمنية التي يضطلع بها، وبيان الدور المهم الذي يقوم به المسجد لترسيخ الأمن الاجتماعي، وتوطيد دعائمه وأركانه، وإيجاد مجتمع متماسك آمن مستقر، تتضح مكانة المسجد في المجتمع وأهميته.
وإنه لتحقيق الأهداف الأمنية، والأدوار الرئيسة لـه في تحقيق أمن المجتمع، وأداء المسجد لرسالته السامية، فإن الباحث يرى أنه متى تم تفعيل تلك الوظائف على الوجه المطلوب، وقام الإمام والخطيب بدوره على الوجه الأمثل، فإن المجتمع سيبقى –بإذن الله آمناً- وسيجد الفرد في ظلاله الاستقرار والاطمئنان، ولا بد من مراعاة الوسائل الناجعة لقيام المسجد برسالته العظمى،وذلك بمراعاة الآتي:
أولاً: إعداد الإمام والخطيب الصالح، حتى يكون قدوة حسنة ومثالاً يحتذي به الآخرون، بحيث يكون ملتزماً بالحكمة والموعظة الحسنة، ويسير على المنهج الوسط، بعيداً على الغلو والتقصير، والإفراط والتفريط، متحلياً بالإخلاص والصدق والأمانة.
ثانياً: أن يكون الخطيب واعياً لما يدور حوله من أحداث، عارفاً بالمذاهب الفكرية، وملماً بالقضايا العصرية، التي تشغل أفراد المجتمع، قادراً على فهمها والإعداد للحديث عنها، وإيضاحها للناس، ورد الباطل منها، وكشف زيف الأفكار المضللة المخالفة للمنهج الإسلامي القويم.
ثالثاً: أن يقوم الإمام والخطيب بأداء رسالة المسجد الضافية، بحيث يعمل على تبصير أهل الحي، وتثقيفهم وتربيتهم التربية الإسلامية الصحيحة، وتوجيههم للالتزام بآداب الإسلام الفاضلة، وأخلاقه الحميدة، وغرس المعاني الإيمانية في نفوسهم.
رابعاً: استثمار الخطيب لخطبة الجمعة، بعرض الموضوعات المهمة، وطرح المسائل التي تمس المجتمع بأسره، ويتعلق بها مصيره، كالالتفاف حول ولاة الأمر وطاعتهم، والثقة بعلماء الأمة، والتحذير من الخروج على الجماعة.
خامساً: على الخطيب أن يذكّر أفراد المجتمع بين الحين والآخر، بأهمية وحدة المجتمع، وتماسكه وترابطه، وبيان الآثار الإيجابية الناتجة عن التآلف والتقارب، وأنها طريق رقي المجتمع وازدهاره، وترسيخ أمنه واستقراره، وإيضاح العواقب الوخيمة للفرقة والتنافر، وأنها سبيل تمزق المجتمع وانقسامه، فالأخوة الصادقة مفتاح كل خير ومغلاق كل شر، وصمَّام الأمان.
سادساًً: ضرورة إبراز أهمية الأمن في حياة الأفراد والمجتمعات، وأنه مطلب مهم وضروري لاستقرار الحياة الاجتماعية، وأساس في سعادة الإنسان، إذ لا تستقيم حياته إذا فقد الأمن، ولا يهنأ بالعيش وراحة البال إذا عدم الطمأنينة والاستقرار.
سابعاًً: أن يعمل إمام المسجد على تلمس حاجات أفراد الحي، والنظر في مشكلاتهم، والتعرف عليها، وعرض الحلول المناسبة لها والتوفيق بين المتنازعين،والمصالحة بينهم، ودفع كل الأسباب المؤدية إلى إيجاد الخلاف والفرقة.
ثامناًً: حث أفراد المجتمع على الاستقامة على منهج الله تعالى، ولزوم جادة الصواب، والتحذير من الانحراف عن الصراط المستقيم، وأهمية الاستقامة السلوكية، وبيان مساوئ الانحراف والتنفير من الإقدام على الجريمة،وإيضاح العواقب الوخيمة المترتبة على البعد عن المنهج السوي.
وصلى الله وسلم على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
المصادر والمراجع والدوريات
• أبحاث مؤتمر رسالة المسجد: رابطة العالم الإسلامي (1395ه‍) الطبعة الأولى.
• أبحاث الندوة العالمية للشباب الإسلامي (الإسلام والحضارة) (1399ه‍) الطبعة الثانية.
• الإسلام وأثره في الحضارة: لأبي الحسن الندوي، الطبعة الأولى (1420ه‍).
• دور المسجد في التربية: د. عبد الله الأهدل، الطبعة الأولى (1407ه‍).
• العبادة: لشيخ الإسلام ابن تيمية، الطبعة الأولى.
• عوامل التطرف والغلو والإرهاب: خالد العك، الطبعة الأولى (1418ه‍).
• مجلة البحوث الإسلامية (العدد الثاني).
• المنهج الأمثل لخطبة الجمعة: د. صالح بن حميد.
• الهداية الربانية إلى الضوابط الأمنية: د. أحمد كرزون، الطبعة الأولى (1420ه‍).
ملحوظة مهمة جدا: تضمن البحث ايات جليلة من كتاب الله، ولكن ولظروف فنية بحتة صعب اظهار الايات حيث كانت تظهر كمربعات ولم نستطع الاستدلال علي تلك الايات لكتابتها يدويا، ولذلك لم نجد بدا من حذفها صيانة لها وتعظيما لشأنها، وان كان هذا سيحدث خللا بهذا البحث القيم ولكن ما لا يدرك كله لا يترك جله، ولعل في فطنة القارئ الكريم ما يغنى عن ذلك وبامكان من يريد الرجوع الى النسخة المكتوبة لمعرفة اي خلل او قصور قد صاحب البحث نتيجة نشره هنا.




التوقيع :
    رد مع اقتباس
قديم 14-11-09, 10:17 PM   #3
عــضــو

 










 

ابو ماجد المخلفي غير متواجد حالياً

ابو ماجد المخلفي is on a distinguished roadابو ماجد المخلفي is on a distinguished roadابو ماجد المخلفي is on a distinguished roadابو ماجد المخلفي is on a distinguished roadابو ماجد المخلفي is on a distinguished roadابو ماجد المخلفي is on a distinguished roadابو ماجد المخلفي is on a distinguished roadابو ماجد المخلفي is on a distinguished roadابو ماجد المخلفي is on a distinguished roadابو ماجد المخلفي is on a distinguished roadابو ماجد المخلفي is on a distinguished road

افتراضي

جزاك الله خير اخي متعب الحربي




التوقيع :
    رد مع اقتباس
قديم 14-11-09, 10:52 PM   #4
عضو فعال

 











 

عبدالرحمن اليوبي غير متواجد حالياً

عبدالرحمن اليوبي is on a distinguished roadعبدالرحمن اليوبي is on a distinguished roadعبدالرحمن اليوبي is on a distinguished roadعبدالرحمن اليوبي is on a distinguished roadعبدالرحمن اليوبي is on a distinguished roadعبدالرحمن اليوبي is on a distinguished roadعبدالرحمن اليوبي is on a distinguished roadعبدالرحمن اليوبي is on a distinguished roadعبدالرحمن اليوبي is on a distinguished roadعبدالرحمن اليوبي is on a distinguished roadعبدالرحمن اليوبي is on a distinguished road

افتراضي

جزاك الله خير اخي متعب الحربي وجزاء الله خير الاستاذ الدكتور/ عبد الكريم بن صنيتان البيضاني على ماكتب




التوقيع :
    رد مع اقتباس
قديم 14-11-09, 11:31 PM   #5
كـــاتــب

 










 

الحميدي المخلفي غير متواجد حالياً

الحميدي المخلفي has a reputation beyond reputeالحميدي المخلفي has a reputation beyond reputeالحميدي المخلفي has a reputation beyond reputeالحميدي المخلفي has a reputation beyond reputeالحميدي المخلفي has a reputation beyond reputeالحميدي المخلفي has a reputation beyond reputeالحميدي المخلفي has a reputation beyond reputeالحميدي المخلفي has a reputation beyond reputeالحميدي المخلفي has a reputation beyond reputeالحميدي المخلفي has a reputation beyond reputeالحميدي المخلفي has a reputation beyond repute

افتراضي

جزاك الله خير




التوقيع :
    رد مع اقتباس
قديم 15-11-09, 02:06 AM   #6
كـــاتــب
 
الصورة الرمزية ابن السفر

 











 

ابن السفر غير متواجد حالياً

ابن السفر has a brilliant futureابن السفر has a brilliant futureابن السفر has a brilliant futureابن السفر has a brilliant futureابن السفر has a brilliant futureابن السفر has a brilliant futureابن السفر has a brilliant futureابن السفر has a brilliant futureابن السفر has a brilliant futureابن السفر has a brilliant futureابن السفر has a brilliant future

افتراضي

جزاك الله خير




التوقيع :
    رد مع اقتباس
قديم 15-11-09, 01:44 PM   #7
كـــاتــب

 










 

متعب صنيتان البيضاني غير متواجد حالياً

متعب صنيتان البيضاني has a reputation beyond reputeمتعب صنيتان البيضاني has a reputation beyond reputeمتعب صنيتان البيضاني has a reputation beyond reputeمتعب صنيتان البيضاني has a reputation beyond reputeمتعب صنيتان البيضاني has a reputation beyond reputeمتعب صنيتان البيضاني has a reputation beyond reputeمتعب صنيتان البيضاني has a reputation beyond reputeمتعب صنيتان البيضاني has a reputation beyond reputeمتعب صنيتان البيضاني has a reputation beyond reputeمتعب صنيتان البيضاني has a reputation beyond reputeمتعب صنيتان البيضاني has a reputation beyond repute

افتراضي

جزاكم الله خيرا وكتب لنا جميعا الاجر والثواب
شكرالكم باسمي واسم اخي الدكتور عبدالكريم
دمتم بخير




التوقيع :
    رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

IP



الساعة الآن 12:48 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
ترنكات لخدمات الويب