قصة أحد الناجين من العبارة المصرية (رهيبة)

عاد أحد الناجين من العبارة المصرية الغارقة في ميناء البحر الأحمر فهد بن صالح المرشد الى اهله بعد معاناة في البحر.. واوضح خلال حديثه ل «الرياض» انه بقي في البحر وحيداً يومين حتى انقذه رجال خفر السواحل وهو في حالة شديدة من الاعياء.. وحمل طاقم السفينة المسؤولية كاملة حيث اكد ان الركاب لم يتلقوا اية تحذيرات او ارشادات تجعلهم يتصرفون بما يتلاءم والخطر المحيط بهم من اجل نجاتهم.. المرشد تحدث عن معاناته حيث قال:
ذهبت انا وابن عمي (المفقود) عبدالإله المرشد على الحافلة بعد ان انهينا كافة الترتيبات من اجل السفر الى مصر.. بعد وصولنا الى ميناء ضباء جلسنا ننتظر العبارة فتأخرت عن موعدها سبع ساعات.. بعد ركوبنا لم نجد غرفة فجلسنا على سطحها.. وكان هذا من حسن حظي.

٭ كيف علمتم بالحريق؟

- بعد نحو ساعتين من مسيرها الى ميناء سفاجة المصري شاهد الجميع دخاناً يتصاعد من جزء منها فتحرك الركاب ليسألوا ثم جاءهم تطمين بأنه حريق وتمت السيطرة عليه.. وبعد ان هدأ الركاب شاهدوا دخاناً اكثر من السابق وحينها بدأ القلق يسري على الجميع وتحرك الركاب في كل اتجاه للبحث عن اجابة لتساؤلاتهم وللتأكد من انهم لن يعيشوا مرحلة خطر.. وفي هذه الاثناء لم نشعر ان الامر سيتطور ليمسي كارثة.

٭ هل قام طاقم السفينة بإجراءات احترازية؟!

- لا ابداً.. لم يفعل اي شيء حيث لم نشاهد احداً منهم ولم يوجهونا عبر مكبرات الصوت او غيرها.. ولم نسمع صافرات انذار او خلافها.. وحتى حينما بدأت دقائق الخطر تقترب لم نوجه من قبل الطاقم لعمل ترتيبات الانقاذ او توجيه الركاب ليتصرفوا بما يكفل نجاتهم.. وكل ما فعلناه اجتهادات شخصية من قبلنا كل وما يراه مناسباً.. وكثيرون لم يعرفوا كيف يتصرفون بينما علا الصراخ والبكاء!.

٭ وانت كيف تصرفت؟

- لبست انا وابن عمي طوق النجاة الموجود تحت الكرسي.. وشاهدنا الركاب الذين في الغرف يخرجون الى السطح بينما بقيت النساء والاطفال في الصالات الداخلية بسبب امتلاء الاسطح بالبشر.. وخلال هذه الفترة مازالت العبارة تسير في طريقها الى مصر والركاب القلقون يتحركون في كل اتجاه.. وفي هذه الأثناء تناقل الركاب خبراً نقل عن الطاقم للتوجه الى جانب السفينة المرتفع حيث بدأ يغوص جانب منها ولم نعرف سبب ذلك فعاد التوازن لها.. ومكثنا هناك حوالي ساعتين.

٭ في هذه الفترة.. مازلتم غير مدركين خطورة الأمر؟!

- نعم.. فرغم القلق الا اننا مازلنا واثقين بأن الحريق سيسيطر عليه لانه حريق في الماء وليس اليابسة!.. كما اننا افترضنا ان عبارة تحمل على ظهرها (1400) شخص ستكون مزودة بكافة وسائل السلامة ويفترض ان تتوافر في طاقمها الملاحي القدرة على علاج مثل هذا الخلل.. ومازاد من اطمئناننا انه لم يطلب منا عمل شيء كالنزول الى قوارب النجاة وكذلك لم تحضر قوارب سريعة لحملنا وخلاف ذلك!.

٭ هل الجميع كان يلبس أطواق النجاة؟!

- لا.. فالكثير لم يلبس اما لانهم لم يدركوا فداحة الخطر او لانهم لا يعرفون.. ولم يطلب منهم ذلك خلال ساعات الهدوء!!.

٭ متى بدأت العبارة تغرق؟

- بعد نحو ساعتين من الحريق.. وفي فترة بدأت المخاوف تسري بدأ جزء منها يغوص حيث مادت في أحد أجزائها.. كان صراخ الرجال والنساء وبكاء الأطفال مسموعاً في كل اتجاه.. وحينما أيقن الركاب أن العبارة ستغرق علا البكاء والصراخ وبالذات من النساء والأطفال.. فقد شعروا أنهم سيهلكون.. ملأ البكاء المكان وهرع الجميع يتحرك في أي اتجاه وبالذات إلى المكان المرتفع.. لا ندري في هذه الأثناء ماذا سيحدث.. قلت لصديقي لعل الطاقم الآن يطلب منا ركوب مراكب مجهزة.. والجميع كذلك يؤملون في هذه الدقائق أن يأتي من يأمرهم بهذا.. وحينما لم يحدث ونحن نشاهد جزءاً من المركب يغرق بدأنا نتصرف تصرفات ذاتية.. البعض توجه إلى ما لم يغرق من السفينة والبعض نزل إلى البحر.. والبعض بقي في العبارة ليغرق معها في قاع البحر.. وأكثر من بقي النساء والأطفال وممن لا يعرف السباحة من الرجال ممن لم يلبس طوق النجاة.. وما زاد من قلة الحيلة الظلام الذي كان يغطي المكان!

٭ وأنت ماذا فعلت؟

- نزلت أنا وابن عمي إلى البحر نسبح فيه.. كنا نلبس طوقي نجاة مما ساعدنا وجرأنا على النزول وأنا أعرف السباحة.. سبحنا مع من سبح وسعينا للابتعاد عن المركب الذي يحترق.. بعد قليل غطانا دخان كثيف كاد يخنقنا فافترقت أنا وابن عمي كل باتجاه حيث لا أدري أين ذهب.. بعد فترة من الصراع مع الأمواج الشديدة وبعد أن أوشكت على الغرق من شدة الإرهاق اصطدمت بجسم لا أعرف ما هو.. تلمسته في الظلام وأسبح في جنباته لأجد ما يحملني على ظهره.. عرفت انه مركب فصحت طالباً النجدة ولم يجبني أحد.. تلمسته من كل اتجاه حتى وجدت حبلاً متدلياً يساعد على الصعود منه.. استجمعت ما بقي لي من قوة وصعدت إليه فلم أجد فيه أحدا وتوقعت أنه من قوارب العبارة.. وجلست فيه.

٭ إلى متى؟

- ارتحت على ظهره حتى بان نور الصباح.. وحينها بدأت أنظر في كل اتجاه لعلي أجد من ينقذني.. وهكذا استمرت ساعات النهار دون أن أشاهد أي أحد.. وبعد أن دخل الليل بدأت أفقد الأمل بأن يعثر علي أحد وبدأت الأمواج تنقلني إلى مكان لا أعرف من أي اتجاه وإلى أين.. كنت جائعاً والجو بارد خاصة وأن القارب فيه ماء.. أديت الصلوات كل صلاة في وقتها واستلقيت على ظهري أنظر في السماء وأدعو الله عز وجل أن ينقذني ثم نمت بسبب الاجهاد.. وبعد قليل صحوت وبدأت أنظر في كل اتجاه لعلي أرى نوراً دون فائدة.. وهكذا مرت علي الليلة الثانية.. وفي الصباح بدأت من جديد أتحرى من ينقذني ثم تمددت على القارب مستسلماً لا أدري في أي مكان أنا في البحر أنتظر الموت!!

وفي منتصف النهار سمعت صوتاً فنهضت وإذا به قارب خفر السواحل السعودي يتجه إلي.. حملوني ووضعوني في القارب مع آخرين أنقذوهم قبلي ثم قدموا لي الماء والطعام واطمأنوا علي ثم استمروا يبحثون عن آخرين.. وبدأت أنا أنظر في كل اتجاه لعلي أجد ابن عمي..

٭ ثم ماذا؟

- توجهوا بي إلى ميناء ضباء حيث استقبلنا المحافظ.. ثم توجهنا إلى مستشفى الملك خالد في تبوك حيث مكثنا يوماً وخضعنا فيه للفحوصات الطبية وبعدها توجهنا إلى جدة ثم القصيم.. وسألت عن ابن عمي عبدالإله ثم علمت أنه لم يكن أحد الناجين.

٭ متى طمأنت أهلك على سلامتك؟

- بعد وصولي إلى ضباء مباشرة تحدثت مع أخي محمد من هاتف أحد الأشخاص وطلبت منه سرعة إخبار أهلي بسلامتي.

والد الناجي شاكراً المسؤولين:

عشت أيام حزن.. وابني ولد من جديد

٭ وقال صالح المرشد والد أحد الناجين من العبارة المصرية الغارقة انه عاش وعائلته أياماً عصيبة حينما علم بخبر غرق (سلام 98) بعد أن عرف ان ابنه فهد أحد ركابها.. وأوضح ان حزناً شديداً خيم على منزلهم وبالذات والدة فهد.. وقاموا باتصالات مكثفة على عدة اتجاهات من أجل معرفة مصيره.. وتابعوا وسائل الإعلام لحظة بلحظة لعلهم يعرفون عن أخباره شيئاً حتى كلمهم هو بنفسه وأخبرهم انه تم إنقاذه.. وقدم المرشد شكره الجزيل لرجال خفر السواحل السعودي على إنقاذهم ابنه.. كما شكر المسؤولين على حسن رعايتهم واهتمامهم به.. وأبان أن فرحته وعائلته لا توصف بعد ولادة ابنهم من جديد.

لاحول ولا قوة الا بالله

يعطيك العافية و بارك الله فيك

الأخ طير شلوى

مشكور يعطيك العافيه على جهودك

ولاحول ولاقوة الابالله

نسأل الله ان يغفر لأموات المسلمين

قصه مؤثره سبحان الله القادر على كل شي

تقبل تحياتي

ودمت بخير

الله يـعـطـيـك الـعـافيـــــــــــة


اخـوك الـحـب الـبـاقـي


دمت بخير

مشكورين على المرور