أم كلثوم» بنت عقبة بن أبي معيط وهى أول مهاجرة من النساء إلى المدينة بعد هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان صلح الحديبية قد تضمن أن (من أتى أهل مكة من المسلمين لم يرد إليهم ومن أتى من المشركين إلى المسلمين رد إليهم ) فجاءت أم كلثوم بنت عقبة إلى المدينة فلحقها أخواها وطلبا من رسول الله أن يردها إليهم وقالا له: أوف لنا بشرطنا، فقال صلى الله عليه وسلم: كان الشرط في الرجال لا في النساء
فأنزل الله الآية التي ذكرناها آنفا ومن يومها كانت المرأة المهاجرة تستحلف، انها ما هاجرت بغضاً لزوجها ولا طمعاً في الدنيا، أنما خرجت حباً في الله ورسوله ورغبة في دين الإسلام.
ويقول تعالى:(يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات) من دار الشرك فاختبروا إيمانهن وجملة الله أعلم بإيمانهن جملة اعتراضية لبيان أن حقيقة الإيمان لا يعلمها إلا الله، وإنما لنا الحكم الظاهر. ثم يقول تعالى:(فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن) أي فإن تحققتم من إيمانهن بعد امتحانهن، فلا ترد أن تبقى في عصمته وتحت سيطرته، ولا يحل للمسلم أن يبقى في وجه مشركة في عصمته فقد فرق الإسلام بينهما.