( احذروا من الروؤسِ الجُهال )

خطبة الجمعه 8/7/1440هـ من الجامع القديم بدخنة
بعنوان : ( احذروا من الروؤسِ الجُهال )
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد :
فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إنَّ اللهَ لايَقبِضُ العِلمَ انتزِاعاً يَنتزِعُهُ من العِبادِ ، ولكنْ يَقبِضُ العِلمَ بقَبض العُلماءِ حتى إِذا لم يُبقِ عالماً اتخذَ الناسُ رُؤُوساً جُهَّالاً فسُئلوا فأفْتَوا بغير علمِ فضلُّوا وأضَلُّوا )
إن من أعظم ما تبتلى به الأمة أن يتصدى لإرشاد الناس من لم يكن من الراسخين في العلم من الروؤس الجهلة
جاء رجل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اتق الله يامحمد فقال صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّ مِنْ ضِئْضِئِ هَذَا أَوْ في عَقِبِ هَذَا قَوْمٌ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ ) فصدق صلى الله عليه وسلم فقد خرج اقوام من غير علم حتى افسدوا على الامة دينها شكلاً وصورة
فبسبب التأويلات الفاسدة والاجتهادات الفردية الشخصية المبنية على الجهل والهوى خرِج أقوام من دين الله حتى سُفكت الدماء واستحلت الأموال وانتهكت الأعراض وخُربت الأوطان ولاحول ولاقوة الا بالله
فلابد للأمة من الرجوع الى علماءها الراسخين في العلم والتقى كما أمر الله تعالى ورسول الله صلى الله عليه وسلم
فعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال : ( لقد جلست أنا وأخي مجلساً ما أحب أن لي به حمر النعم ، أقبلت أنا وأخي ، وإذا مشيخة من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم جلوس عند باب من أبوابه ، فكرهنا أن نفرق بينهم فجلسنا إذ ذكروا آية من القرآن فتماروا فيها حتى ارتفعت أصواتهم فخرج صلى الله عليه وسلم مغضباً قد احمرّ وجهه يرميهم بالتراب ويقول مهلاً ياقوم بهذا أهلكت الأمم من قبلكم باختلافهم على أنبيائهم وضربهم الكتب بعضها ببعض إن القرآن لم ينزل يكذب بعضه بعضاً بل يصدق بعضه بعضاً فما عرفتم منه فاعملوا به وما جهلتم منه فردوه إلى عالمه )
وقبل ذلك يقول الله تعالى : ( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا(
فلابد للأمة من الرجوع الى علماءها بأمر من الله تعالى ورسول الله صلى الله عليه وسلم والحذر من هؤلاء الروؤس الجهال الذين تعرفونهم بلحن القول وتمييع الدين بما يتناسب الهوى والنفس والتلون بما يوافق الواقع ولو خالف شرع الله فأحذروهم هم العدو قاتلهم الله
فاللهم لاتجعل مصيبتنا في ديننا وجعلنا اللهم هداة مهتدين
اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فتوبوا اليه واستغفروه انه هو الغفور التواب الرحيم
الخطبة الثانية
الحمدلله وعلى رسول الله افضل صلاة امابعد : عباد الله إن هذا الدين العظيم والاحكام الفقهية المستنبطه منه ان لمرجعها كتاب الله تعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قام بجمعها وتنقيتها أئمة العلم والعلماء الاتقياء الانقياء الذين اجتهدوا وبذلوا الغالي والنفيس من الوقت والجهد والتحري الدقيق حتى تم وصول هذا الدين نقياً صحيحا سليما من البدع والتحريف بحفظ الله القائل سبحانه وتعالى : ( إِنَّا نَحۡنُ نَزَّلۡنَا ٱلذِّكۡرَ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَٰفِظُونَ )
فهذا الضبط المتقن هو الذي اغاض اعداء الدين فعملوا على استخدام بعض المسلمين للتشكيك في مصادر الدين الاسلامي والطعن في العلماء والائمة رواة السنه الصحيحه فحسبنا الله ونعم الوكيل وعليهم من الله مايستحقون
فتمسكوا بالمحجة البيضاء واثبتوا عبادالله ثبتنا الله واياكم على صراط الدنيا والاخرة اللهم آمين يارب العالمين
اللهم اعز الاسلام والمسلمين
اللهم انصر كتابك وسنة نبيك صلى الله عليه وسلم
اللهم امنا في اوطاننا واصلح ائمتنا وولاة امورنا
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات
وصلى الله وسلم على نبينا محمد

جزاك الله خير الجزاء
الله يـعـطـيـك الـعـافيـــــــــــة
بيض الله وجهك

الله يعطيك العافيه
سلمت يمينك ولا عدمنا وجودك بطيب اختيارك
وجزاك الله خير
شكرا لك

جزاك الله خيرا