روائع شعريه |
روائع الكسرات |
|
||||||||||
الـــمـــلـــتـــقـــى الــــــــــعــــــــام [للنقاش الهادف والبناء والمواضيع الاسلامية والعامه] |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
19-08-17, 11:30 AM | #1 |
تراسل الحواس في الشعر العربي
تراسل الحواس في الشعر العربي
*الشعر عملية ابداعية راقية، تحتاج إلى نفس موهوبة قادرة على ترجمة مشاعرها واحاسيسها قولاً مسموعاً او كتاباً مقروءاً فالشعراء* لم يكونوا قديماً وحديثاً على درجة واحدة من الإبداع، فكل له منزلته ودرجته، ولعلَّ أهم ما يميز* شعر شاعر عن شعر غيره من الشعراء هو قدرته على صياغة رؤيته الشعرية في قالب تصويري، تمتزج فيه الحقيقة بالخيال، وكلما أوغل الشاعر في الخيال كان أكثر إبداعاً وربما هذا ما جعل القدماء يقولون: أنَّ أجود الشعر أكذبه، لأنَّ الشاعر في هذه الحالة يحلق بخياله الرحب، يتوغل فيه وكلمات ازداد توغلاً أصبح هذا الخيال الجديد شيئاً خاصاً به وحده، يتفرد به على غيره من الشعراء هذا ما جاء في مقدمة كتاب بعنوان ( تراسل الحواس في الشعر العربي) لمؤلفه الدكتور عبد الرحمن الوصيفي كتاب متفرد بموضوعه ومضمونه ومتميز بمواد بحثه. *نعم.. الخيال هو الرابط بين الشعراء مهما اختلفت بيئاتهم وعصورهم والظروف المحيطة بهم أضف إلى ذلك أن الثابت بين الشعراء على مر العصور تلك النفس البشرية المبدعة القلقة التي تحترق من أجل ما تبدع، والتي تملك قوة عليا تمكنها من تصوير شعورها إزاء الطبيعة، والترجمة ابداعاً عما يخالجها، وقد تمتزج مشاعر الشعراء واحاسيسهم تجاه هذه الطبيعة، فيبدعون ألواناً راقية من الشعر تعبر عما يرونه بأعينهم بحاسة أخرى وعما يسمعون بآذانهم بحاسة اخرى كذلك، وهذا ما يعبر عنه بمزج الأحاسيس. *تضمن الكتاب في مجمل صفحاته: اهداءاً ومقدمة فبحثين اثنين تم تعقيب ودليل المصادر والمراجع العربية والأجنبية وأخيراً* فهرس موضوعات الكتاب. *المبحث الأول- تحدث فيه المؤلف عن موضوع تراسل الحواس بين القدماء والمحدثين، كما أورد شواهد شعرية من الكتب الأربعة» المحبوب والمحب والمشموم والمشروب» لصاحبه السري الرفاء وكذلك شواهد شعرية أخرى مع الشرح* من كتاب ( ريحانة الألبان وزهرة الحياة الدنيا) لمؤلفه شهاب الدين محمود الخفاجي. *المبحث الثاني- كان الحديث فيه عن تبادل الحواس |( البصر وتبادل الحواس، حديث العيون، حديث العيون في الشعر الأندلسي، التبادل بين العين والأذن، الصوت ودلالات التراسل، إدراك الحديث بحاسة البصر، ادراك الشم بالعين، التذوق بالعين، التبادل بين العين واليد، حديث الألوان، التراسل الدلالي) *تناول الكتاب برمته ظاهرة تراسل الحواس في الشعر العربي عبر ثلاثة عصور أدبية، عند شعراء الجاهلية والمخضرمين، وشعراء العصر الأموي ثم شعراء العصر العباسي إضافة إلى نموذجي الشعر الأندلسي وقد لوحظ انَّ هذه الظاهرة وجدت عند شعراء الجاهلية والمخضرمين وقد صبغت بالملامح الفنية لهذا العصر، فهي لم تأت خارجة عن الإطار الفني المعروف للشعر الجاهلي. *لقد وضحَّ الكاتب أنَّ ما دفعه إلى تتبع ظاهرة تراسل الحواس في شعرنا العربي القديم لم يكن* الهدف هو إثبات وجود هذه الظاهرة فقط، بل الوقوف امامها تحليلاً ورصداً لملامح تطورها ورأى من الفائدة أن يذكر نموذجاً لوجود هذه الظاهرة في الشعر الاندلسي ولذا اختار شاعرين كان تراسل الحواس في شعرهما واضحاً وجلياً وهما: ابن زيدون وابن حمديس. *حاول الكاتب جاهداً تتبع هذه الظاهرة في شعرنا القديم وما ترك ديواناً ومجموعة شعرية إلاّ* وقرأها كما يشير باحثاً عن الأبيات التي بها تراسل الحواس، لكنه في الوقت نفسه لا يزعم أنه حصر كل الأبيات التي بها هذه الظاهرة فهذا أمر لا يتسنى له ولغيره إنَّ اجتهاد المؤلف وجهده المبذول في سبيل رصد هذه الظاهرة وتأليف هذا الكتاب في المجال واضح وجلي. لمن أراد التأكد والاستفادة والاستعانة بهذا* الكتاب،* ما عليه سوى الرجوع إليه وقراءته باهتمام واعتناء.. والكتاب بمحتواه وما يتضمنه من أفكار يشكل نقطة* انطلاق إلى آفاق تراثنا الشعري الأصيل. * منقول |
|
|
|