مع التقدم العلمي الهائل الذي شهده العالم مؤخراً، لم تعد الظواهر المختلفة والأشياء والاحداث متروكة للصدف والاحتمالات، بل على العكس تماماً، أصبحت الظواهر والأحداث تدرس دراسة عميقة ومن الزوايا المتعددة بحيث يتم دراسة الأسباب الكامنة وراء نشوء وحدوث هذه الظواهر كما أنه يتم دراسة الآثار الناشئة عن حدوث مثل هذه الظاهر وكيف تؤثر على الكائنات الحية وعلى الأرض ومدى استمرارها، وهل هي متسببة في حدوث ظواهر أخرى أم لا. تساهم مثل هذه التنبؤات وهذه العلوم في مساعدة الإنسان على أخذ الاحتياطات اللازمة لمجابهة مثل هذه الظواهر خصوصاً وإن كانت من النوع الذي يهدد الحياة ويشكل خطراً جسيماً وكبيراً عليها. من ضمن هذه التنبؤات ومن أشهرها على الإطلاق، ما تعرف بالتنبؤات الجوية، وهي التنبؤات بأوضاع الطقس ومتغيراته من يوم إلى يوم وساعة إلى ساعة وأسبوع إلى أسبوع وشهر إلى شهر وسنة إلى سنة، حيث تشمل هذه التنبؤات التنبؤ بدرجات الحرارة ودرجات الرطوبة وما إذا كان هناك منخفضات جوية تحتوي على الثلوج والأمطار والرياح والبرد وغيرها، أم أن هناك مرتفعات جوية سوف تتسبب بارتفاع درجات الحرارة. كل هذه التنبؤات هي من اختصاص الأرصاد الجوية التي تتواجد كمراكز متخصصة في جميع الدول، حيث أنها تتواصل مع الناس عن طريق ما يعرف بالنشرة الجوية وهي النشرة التي تبثها المحطات التلفزيونية والمحطات الإذاعية بهدف توعبة الناس بالأحوال الجوية التي ستنتظرها المنطقة خلال الفترات القادمة لجعلهم يأخذون الحيطة والحذر من مخاطر الأجواء المتوقعة. من أهم فوائد النشرات الجوية أن الأشخاص يستطيعوا التعرف على حالة الطقس، وبالتالي تحديد أنشطتهم التي يرغبون بتأديتها في يومهم، إضافة إلى ذلك يهتم الأشخاص بالنشرة الجوية لمعرفة الاحتياطات التي يجب أن يحتاطوا بها قبل خروجهم من المنازل. إضافة إلى ذلك وهو الأهم أنه في حالات الشتاء يستفيد الناس من النشرة الجوية بمعرفة أحوال مناطقهم وخصوصاً في المناطق الزراعية التي تتعرض لأخطار جسيمة شتاءً كالصقيع الذي يهلك الزرع، لهذا فمعرفتهم المسبقة بإمكانية خدوث الصقيع يجنبهم حدوث الأخطار الناتجة عنه عن طريق اتخاذهم للحيطة والحذر، كما أنها تجنب الناس الخروج من المنازل في أوقات حدوث الانزلاقات شتاءً، والتي قد تتسبب في إلحاق الضرر بهم وبحياتهم، خصوصاُ عند قيادة المركبات. من هنا تنتج أهمية النشرات الجوية على أنها نشرة توعوية للناس لا يمكن الاستغناء عنها، حيث ـنهم يعتمدون عليها في اتخاذ قراراتهم في الأيام المختلفة من أيام السنة.