المخ..
ذلك الجزء الغامض الذي لم نكتشف الكثير من اسراره...
ولنبدا مع هذه الدراسة الرائعة للكاتب الكبير .. الدكتور نبيل فاروق...
هل سألت نفسك يوماً كم تبلغ طاقة مخك بالضبط؟!.. وكم فولت يمكن أن يخرج منه؟!
قديماً كان العلماء يدرسون المخ، باعتباره جهازاً عصبياً مركزياً، يتلقى الإشارة من كل أجزاء الجسم، ويبرمجها، وينسقها، ثم يبث استجاباته لها مرة أخرى، إلى كل أجزاء الجسم أيضاً، عبر النخاع الشوكي وما يتصل به من أعصاب.. وهذا تعريف سليم...
فالمخ ليس مجرد سنترال مركزي مرتبط بخيوط حسية، توصله بأجزاء الجسم...
إنه أكبر من هذا بكثير...
فمع قيامه بعمله الذي لا يتوقف ثانية، ولا حتى "فمتو" ثانية، منذ تكون، وحتى بعد الوفاة الرسمية والعلمية بقليل، يستهلك المخ طاقة كبيرة...
طاقة يستمدها من شبكة الشرايين، والأوردة، والأوعية الدموية الدقيقة، التي تنتشر فيه، والتي تساعده على القيام بعمله بالغ الحساسية والدقة...
ولأنه يستمد طاقة ما، ولأن الطاقة لا تفنى ولا تستحدث من عدم، فمن الضروري أن يبث المخ تلك الطاقة مرة أخرى على هيئة موجات كهرومغناطيسية محدودة...
تلك الموجات التي يمكننا تسجيلها، عبر رسام المخ الكهربي لترسم لنا تلك المنحنيات العلمية الطبية، التي يستعين بها الأطباء، لتحديد حالة المخ وأمراضه، ومشكلاته المزمنة والمؤقتة...
وتلك الموجات أيضاً هي سبب النظرية التي تتحدث عن تأثير أجهزة الهواتف المحمولة في المخ، فهي تفترض أن الموجات الكهرومغناطيسية التي تبثها تلك الأجهزة، تؤدي إلى شوشرة موجات المخ، والتعارض مع خلاياه، مما يؤدي إلى خلل لم يتم تحديده طبياً بعد...
والواقع أن هذه النقطة محيرة للغاية، مع تعارض آراء العلماء حولها، ففي الوقت الذي يؤكد فيه الأستاذ الدكتور "أحمد صبري" رئيس قسم جراحات المخ والأعصاب في مستشفى الملك فهد أن هذا لم يثبت بعد علمياً، نجد أن الأستاذ الدكتور "محمد علي أحمد" رئيس قسم الفيزياء التجريبية بكلية علوم القاهرة والحاصل على أعلى درجة علمية في العلوم، يؤكد ويصر على حدوث هذا الضرر وإن طال الزمن...
وبغض النظر عن حدوث الضرر من عدمه، فقد تعامل العلماء مع الطاقة الكهرومغناطيسية الصادرة من المخ، باعتبارها طاقة يمكن استغلالها بشيء من الحكمة...
وشيء من العلم أيضاً...
في البداية، استخدموا طاقة المخ لإضاءة مصباح صغير للغاية...
وأضاء المصباح...
نجح العلماء في تحويل الطاقة الكهرومغناطيسية إلى طاقة ضوئية...
وسال لعاب العلماء
وأرادوا المزيد...
والمزيد...
والمزيد...ومع تطور الأليكترونيات، وابتكار مضخات الإشارات، داعبت العلماء فكرة استغلال طاقة المخ في أمور أكثر أهمية...
وأكثر حيوية..
وأصبحت القضية كلها هي تطوير مضخات الإشارة، بحيث تلتقط إشارة كهرومغناطيسية صغيرة، وتحولها إلى طاقة كبيرة، كفيلة بتحريك لعبة أطفال أليكترونية...
ولقد تحقق لهم هذا بالفعل...
ففي ملجأ للأطفال المعاقين في ألمانيا، استخدم العلماء أجهزة خاصة يرتديها الأطفال كالخوذات على رءوسهم، لتعمل على تكثيف الطاقة الكهرومغناطيسية المنبعثة في أمخاخهم، واستخدامها كطاقة محركة للألعاب التي يلهون بها...
ونجحت التجربة تماما..
ولكن المشكلة أن العلماء لا يكتفون، ولا يتوقفون عند أحلامهم قط، وإنما ينتقلون من حلم إلى آخر، ومن طموح إلى طموح...
لذا فقد كان نجاحهم في تشغيل لعب الأطفال مجرد بداية لحلم جديد...
وكبير...
وفي "ديترويت" في الولايات المتحدة الأمريكية، تمت تجربة أول سيارة تسير بالطاقة الكهرومغناطيسية للمخ وحده...
كل ما عليك هو أن تركبها، وتضع على رأسك خوذة، تتصل بلوحة القيادة، وتفكر...
نعم تفكر في وجهتك، والخوذة تأخذ الطاقة الكهرومغناطيسية التي تبعثها أفكارك، وتضخها أو تستخدمها لتسير السيارة بسرعة خمسين كيلو متر في الساعة...
دون وقود...
أو بطارية...
فقط بالمخ...
وهذه حتماً ليست نهاية المطاف، وإتما مجرد بداية، فالعلماء لن يتوقفوا، حتى تتحول السيارة إلى طائرة.. ثم صاروخ أو...
وفي الوقت ذاته، سيواصلون تجاربهم حول خوذات المخ التي تنافس ما نراه في أفلام الخيال العلمي، فهل يمكنك أن تتخيل أنها تغوص في تلافيف المخ، و....
وانتهت الدراسة الرائعة للكاتب الاكثر من رائع للدكتور نبيل فاروق...
صورة توضح تركيب المخ....
المادة المادة الرمادية و البيضاء في المخ :
تعتبر المادة المادة الرمادية و البيضاء في المخ يمثلان خلية واحدة و ليس خليتان منفصلتان
فالليفة العصبية الواحدة تتكون من جسم الخلية و محور و زوائد شجرية
و تجمعات أجسام الخلايا العصبية لتعطي العقد العصبية التي تأخذ اللون الرمادي و تُكوّن القشرة في الدماغ
أما تجمعات المحاور فتعطي الحزم العصبية و التي تكون باللون الأبيض و تكوّن النخاع...
و بخصوص غلبة المادة الرمادية على البيضاء في الدماغ فهذا صحيح ، خصوصاً إذا علمنا أن العقد العصبية خارج الجهاز العصبي المركزي تمثل 1 % من مجموع أجسام الخلايا العصبية.
علاقة وزن الدماغ :
_ وزن الدماغ عند الطفل الوليد 350 جرام
_ وزن دماغ الرجل عند البلوغ 1400 جرام
_ وزن دماغ المرأة عند البلوغ 1200 جرام
_ وزن دماغ الفيل 6 كيلو جرام
_ وزن دماغ الحوت 9 كيلو جرام
ــ يقدر المختصون بتشريح الدماغ بشكل عام، أن وزن دماغ الإنسان هو 4 باونات إلى 5 باونات، فهو بذلك يكون (50/1) من حجم جسم الإنسان، ويبلغ وزن دماغ الفيل 9 باونات إلى 10 باونات، لذا يكون (500/1) من حجم الفيل، ويبلغ وزن دماغ التمساح 14باونًا إلى15 باونًا، فيكون بذلك (10.000/1) من كتلة جسم التمساح.
علي العموم ليس الرجل أذكى من المرأة ، و ليس الفيل أذكى من الإنسان ؛ لأنه ثبت أن ما يحدد الذكاء هو نسبة وزن الدماغ إلى وزن الجسم ككل ، و وُجد أن هذه النسبة أعلى ما تكون عند الإنسان حيث تبلغ 2 _ 2.5 % ، بينما تبلغ عند الفيل 0.2 % فقط
_ إذا ما قورن دماغ الإنسان بدماغ طائر السنونو فإن وزن دماغ الإنسان يشكل نسبة 2.5 % من وزن الجسم كله . أما وزن دماغ طائر السنونو فيشكل نسبة 4.2 % من وزن الجسم كله )
_ يزداد وزن الدماغ باستمرار التعلم ، فالزوائد الشجرية تتفرع كلما اكتسبنا معلومات جديدة ، و زيادة تفرعها يزيد من الذكاء لأنه يسبب توصيل أسرع للسيالات العصبية و بالتالي قدرة أقوى و أسرع على تذكر المعلومات بسبب صغر مساحة منطقة التشابك العصبي ، فكلما زاد تشابك الخلايا العصبية في المخ زادت نسبة تواصلها وتبادلها للمعلومات والعمليات المنطقية