السبت 12/3/1428هــ
غيب الموت منتصف هذا الأسبوع احد نجوم القلطة البارزين الذين سطروا في سجل حياتهم أجمل الصور الإبداعية غيب الموت عنا احد فرسان الشعر المخضرمين واحد أعمدته قدم نفسه لخدمتها قرابة الأربعين عاماً ،شاعر مخضرم اذا حضر صمت لأجله الجميع انه شاعر الخليج الشاعر صياف بن عواد الحربي الشاعر الذي بدأ حياته بدويا في منطقته التي ولد بها بضواحي المدينة المنورة حيث ولد في عام 1362هـ ثم ترعرع في كنف والده عواد بن شميلان حتى اشتد ساعده وحين بلوغه سن الحادية عشرة التحق بقطاع الحرس الوطني برتبة جندي بمنطقة نجران وذلك في عام 1384هـ حيث امضى بالمنطقة الجنوبية اربع سنوات ثم انتقل عمله الى مدينة جده وتوالت رتبه العسكرية حتى حصل على رتبة رقيب اول وفي عام 1416هـ احيل الى التقاعد بعد ان امضى 32 عاما في السلك العسكري كي يتفرغ لميدان المحاورة الذي كان هوايته منذ الصغر ويستقر في مسقط رأسه المدينة المنورة. كانت حياته حافلة بالعطاءت والانجازات فهو انسان طيب القلب دمث الاخلاق مما تميز بالعفو والمصافحة فمهما اشتدت بينه وبين خصمه مجابهة في ميادين المحاورة لا يحمل في قلبه مثقال ذرة من حقد او بغضاء فطيبته هذه مما تسببت في ادخال حبه في قلوب الملايين من الناس وبالاخص زملاءه في المحاورة حيث كان محبا للخير محبوبا لدى جميع الناس هذا عن حياته العملية . اما حياته في ميدان الشعر فقد كانت بدايته ليست كبداية أي شاعر فقد كان لديه طموح مثابرة فقد نبعت بداياته من الرياض حيث كان يقابل عددا من كبار الشعراء وقد كان والده آنذاك يحذره من الابتعاد عن المحاورة خوفاً عليه من الشعراء وعدم تمكنه من مجاراة الشعراء الا ان صياف كانت لدية ثقة تامة في نفسة فاستمر في مخاصمة الشعراء ومجابهتهم رغم الحاح والده على الابتعاد عن المحاورة فقد كانت بداياته في المحاورة في اوائل التسعينات حيث انطلقت بدايته الشعرية من الرياض في الحفلات والاعياد ثم تفحلت مقدرته الشعرية وتطورت في منطقة الحجاز وبالاخص في مكة المكرمة وجدة والطائف حيث التقى بفرسان المحاورة واعمدتها انذاك والذين مازالت صورهم الابداعية تداعب اسماعنا حتى الان امثال الشاعر عبدالله المسعودي ومطلق الثبيتي ومحمد الجبرتي رحمهم الله وعوض الله السلمي وعدد من الشعراء القدامى وكان اكثر لقاءاته مع عبدالله المسعودي فقد كان لصياف الحربي رحمه الله حضور مميز ومطلب جماهيري فريد حصل على عدد من الالقاب التي اطلقها عليه زملاؤه وجمهوره كشاعر ساحل البحر الاحمر وعدد من الالقاب والتي من اشهرها والتي لازمته حتى فارق الحياه وهو (شاعر الخليج) فهو يستحق هذا اللقب حيث لم ينحصر مشواره الشعري في المملكة بل امتد الى منطقة الخليج ككل حيث اقام عدد من الحفلات في دول الخليج . كان له اسهامات في المشاركة في عدد من المحافل الرسمية للدولة كالمهرجان الوطني للتراث والثقافة والذي يقام سنوياً بالجنادرية كما ان له مشاركة في عدد من مهرجانات المناطق والتي اخرها في ملتقى المغتره والذي كان بحضور صاحب السمو الملكي الامير فيصل بن خالد نائب امير منطقة عسير اما من الالقاب التي اطلقت عليه لقب (شاعر حرب ) والتي من دمث أخلاقه واحترامه لكبار شعراء قبيلته الحروب رفض في احد لقاءاته في مجلة فواصل ان يطلق عليه هذا اللقب . قدم حياته من اجل المحاورة وعشاقها الا انه في عام 1418هـ أصيب بفشل كلوي عانى منه طويلاً حيث ذهب الى مصر لاجراء زراعة كلية تكللت بالنجاح فعاد الى البلاد لمواصلة مشواره الشعري فرغم معاناته من المرض لم يمنعه من الالتقاء بعشاقه ومحبيه حيث اقام عددا من الحفلات في عدد من المناطق كاملج وينبع وجدة والمدينة وعسير فقد كانت الحفلة التي اقامها في منطقة عسير في ملتقى المغترة على شرف نائب امير المنطقة حيث حضر الى الملتقى وهو على كرسي متحرك وقدم حفلة الليلة الاولى من الملتقى وكان لقاؤه مع الشاعر زيد العضيلة بعدها واستأذن من الامير لعدم مقدرته على المواصلة وفي عام 1425هـ أصيب بمرض في المخ راجع من اجله عددا من المستشفيات واجريت له عدة عمليات بعدها اصبح ملازم الفراش في منزله بالمدينة ينتظر هادم اللذات بين الحين والاخر . حتى جاءه الحق ظهر يوم الاثنين المنصرم وووري جثمانه الثرى ببقيع الغرقد بعد الصلاة عليه بالمسجد النبوي الشريف وقد شارك في تشييع جثمانه ابناؤه واقاربه ومحبوه وعدد من الشعراء كالشاعر راشد السحيمي وابراهيم العلوني فبعد دفن جثمان الفقيد توافدت جموع المعزين الى منزله لتقديم العزاء لابنائه واخوانه واسرته حيث شهد منزله جمعاً من المسؤولين بالمدينة المنورة وعددا من الشعراء كالشاعر حبيب العازمي والشاعر بخيت السناني وعلي الهجلة . فيما توالت الاتصالات على ابناء الفقيد من زملاء الفقيد ومحبيه ممن لا تسمح لهم ظروفهم بالمجئ . فبرحيل هذه الكوكبه الشعرية فقدت ساحة المحاورة ذلك النجم الساطع المتوهج وغاب غياباً لا يعوضه غيره . (شعبي ) زارت ابناء الفقيد في منزلهم بحي الدعيثة وسط توافد الكثير من المعزين وقدمت لهم واجب العزاء في مصابهم الجلل والتقت بالابن فلاح الابن الاكبر للمغفور له فلاح حيث قال فلاح بكلمات ايمان صادقة نحمد الله عز وجل على قضائه وقدره فقد كان والدي يرحمه الله محبوبا لدى الجميع وكان يرحمه الله يقدم مساعداته للمستحقين ويسعى في فعل الخير ونحمد الله على ذلك ونسأل الله له المغفرة والرحمة واضاف فلاح : لا يسعني من خلال جريدة (المدينة ) الا ان نتقدم بجزيل الشكر لجميع من واسانا في مصابنا سواء حضورياً او هاتفياً من زملائه الشعراء او غيرهم فقد ضمدت مواساتهم جراحنا وخففت من مصابنا ونسأل الله ان لا يريهم أي مكروه في عزيز .