روائع شعريه |
روائع الكسرات |
|
||||||||||
الـــمـــلـــتـــقـــى الــــــــــعــــــــام [للنقاش الهادف والبناء والمواضيع الاسلامية والعامه] |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
01-03-12, 10:29 AM | #1 |
صيد الخاطر لابن الجوزي - لا تجزع إذا تأخرت إجابة الدعاء
رأيت من البلاء أن المؤمن يدعو فلا يجاب ، فيكرر الدعاء و تطول المدة ، و لا يرى أثراً للإجابة ، فينبغي له أن يعلم أن هذا من البلاء الذي يحتاج إلى الصبر .
و ما يعرض للنفس من الوسواس في تأخير الجواب مرض يحتاج إلى طب ، و لقد عرض لي من هذا الجنس . فإنه نزلت بي نازلة ، فدعوت ، فلم أر الإجابة ، فأخذ إبليس يجول في حلبات كيده . فتارة يقول : الكلام واسع و البخل معدوم ، فما فائدة تأخير الجواب ؟ فقلت له : إخسأ يا لعين ، فما أحتاج إلى تقاضي ، و لا أرضاك وكيلاً . ثم عدت إلى نفسي فقلت : إياك و مساكنة وسوسته ، فإنه لو لم يكن في تأخير الإجابة إلا أن يبلوك المقدر في محاربة العدو لكفي في الحكمة . قالت : فسلني عن تأخير الإجابة في مثل هذه النازلة . فقلت : قد ثبت بالبرهان أن الله عز وجل مالك ، و للمالك التصرف بالمنع والعطاء ، فلا وجه الاعتراض عليه . و الثاني : أنه قد ثبتت حكمته بالأدلة القاطعة ، فربما رأيت الشيء مصلحة و الحكمة لا تقتضيه ، و قد يخفى وجه الحكمة فيما يفعله الطبيب ، من أشياء تؤذي في الظاهر يقصد بها المصلحة ، فلعل هذا من ذاك . و الثالث : أنه قد يكون التأخير مصلحة ، و الاستعجال مضرة ، و قد قال النبي صلى الله عليه و سلم : لا يزال العبد في خير ما لم يستعجل ، يقول دعوت فلم يستجب لي . الرابع : أنه قد يكون امتناع الإجابة لآفة فيك فربما يكون في مأكولك شبهة ، أو قلبك وقت الدعاء في غفلة ، أو تزاد عقوبتك في منع حاجتك لذنب ما صدقت في التوبة منه . فابحثي عن بعض هذه الأسباب لعلك تقفي بالمقصود كما روى عن أبي يزيد رضي الله عنه : أنه نزل بعض الأعاجم في داره فجاء ، فرأه فوقف بباب الدار ، و أمر بعض أصحابه فدخل ، فقلع طيناً جديداً قد طينه ، فقام الأعجمي و خرج . فسئل أبو يزيد عن ذلك فقال : [ هذا الطين من وجه شبهة ، فلما زالت الشبهة زال صاحبها ] . و عن إبراهيم الخواص رحمه الله عليه أنه خرج لإنكار منكر ، فنبحه كلب له فمنعه أن يمضي ، فعاد ودخل المسجد ، و صلى ثم خرج ، فسئل فبصبص الكلب له فمضى ، و أنكر فزال المنكر . فسئل عن تلك الحال فقال : [ كان عندي منكر ، فمنعني الكلب ، فلما عدت تبت من ذلك ، فكان ما رأيتم ] . و الخامس : أنه ينبغي أن يقع البحث عن مقصودك بهذا المطلوب ، فربما كان في حصوله زيادة إثم ، أو تأخير عن مرتبة خير ، فكان المنع أصلح . و قد روي عن بعض السلف أنه كان يسأل الله الغزو ، فهتف به هاتف : [ إنك إن غزوت أسرت ، و إن أسرت تنصرت ] . و السادس : أنه ربما كان فقد ما فقدته سبباً للوقوف على الباب و اللجأ و حصوله سبباً للاشتغال به عن المسؤول . و هذا الظاهر بدليل أنه لولا هذه النازلة ما رأيناك على باب اللجأ . فالحق عز وجل من الخلق اشتغالهم بالبر عنه فلذعهم في خلال النعم بعوارض تدفعهم إلى بابه ، يستغيسون به ، فهذا من النعم في طي البلاء . و إنما البلاء المحض ، ما يشغلك عنه ، فأما ما يقيمك بين يديه ، ففيه جمالك . و قد حكي عن يحي البكاء أنه رأى ربه عز وجل في المنام ، فقال : [ يارب كم أدعوك و لا تجيبني ] ؟ فقال : [ يا يحي إني أحب أن أسمع صوتك ]. و إذا تدبرت هذه الأشياء ، تشاغلت بما هو أنفع لك ، من حصول ما فاتك من رفع خلل ، أو اعتزاز من زلل ، أو وقوف على الباب إلى رب الأرباب . |
|
01-03-12, 02:39 PM | #2 | |
عــضــو
|
جزيت خيرا على هذا ا
جزيت خيرا على هذا الاختيار الموفق باذن الله. |
|
02-03-12, 07:07 AM | #3 |
|
|