دروس يومية من كتاب التوحيد
تَألِيْفُ الشَّيْخِ فَيْصَلَ بِنَ عَبدِ العَزِيزِ آل مُبَارَك رحمه الله
8- باب من تبرك بشجرة أو حجر ونحوهما
قول الله تعالى:﴿ أَفَرَأَيْتُمُ اللاتَ وَالْعُزَّى ﴾ الآيات [ النجم: 19 ] .
عن أبي واقد الليثي ، قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم: إلى حنين ونحن حدثاء عهد بكفر ، وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينوطون بها أسلحتهم ، يقال لها: ذات أنواط ، فمررنا بسدرة فقلنا: يا رسول الله أجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:« الله أكبر! إنها السنن ، قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى: ﴿ اجْعَل لَّنَا إِلَـهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ ﴾ [ الأعراف 138 ] ﴿ لتركبن سنن من كان قبلكم »[ رواه الترمذي وصححه ] .
--------
الشرح
قوله: (وقول الله تعالى:﴿ أَفَرَأَيْتُمُ اللاتَ وَالْعُزَّى * وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى ﴾ الآيات (اللات:) صنم لثقيف، و (العزى:) لقريش وبني كنانة، و (مناة:) لبني هلال:
قوله:﴿ أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الأُنثَى ﴾ معناه : أتختارون لأنفسكم الذكور من الأولاد وتجعلون لله البنات: فإنهم يقولون الملائكة وهذه الأصنام بنات الله. تعالى الله عن قولهم علوًا كبيرًا:
﴿ تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَى ﴾ أي: جائرة.
﴿ إِنْ هِيَ إِلا أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ ﴾ ي: برهان تتعلقون به.
*******