خطبة اليوم: التحذير من فاحشة الزنى
من خطب الشيخ: محمد بن عبد الله السبيل/ إمام الحرم المكي سابقا
الحمد لله على إحسانه, والشكرله على توفيقه وامتنانه, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله, صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا: أما بعد: فياعباد الله: اتقوا الله تعالى: اتقوه حق تُقاته, واحذروا من سخطه وأليم عقابه, واجعلوا بينكم وبين عذاب الله وقاية, بامتثال أوامره , واجتناب نواهيه, فقد حذركم سبحانه نفسه بقوله تعالى:﴿ وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِيرُ ﴾ وقوله تعالى:﴿ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَاللّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ ﴾ ألا يخافُ العبدُ من ربه وخالقه, وهو يُقدم على ماحرم الله عليه. وهو يعلم تحريمُ ذلك , ويعلمُ أن الله مطّلع عليه في سره وجهره , أما يمنعه من اقتراب الحرام إيمانَه وإسلامه , أما يحول بينه وبين الفواحش يقينَه وخوفه, إن من أعظم الفواحش فاحشة الزنى , الفاحشة النكراء , الفاحشة الشنعاء , الفاحشة التي طالما كانت سبباً لفساد الأديان , وفساد الأخلاق , وفساد الأنساب , التي هي سبب من أسباب فشو الأمراض والأسقام, سبب من أسباب الفقر والذل ومهانة النفس , إنها خُصلة مَن ابتُلي بها فُقِد ت شهامته , وذهبت مروءته , وقلت عزيمته , إنها تجعل مكان العفاف الفجور والوقاحة , ومكان الحشمة التفسخ والخلاعة , لقد حذر منها القرآن غاية التحذير, وحذر منها البشير النذير, فقال الله عز وجل:﴿ وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً ﴾ فالقرآن يُحذر من مقاربة الزنى , وهي مبالغة في التحذير منه ومن دواعيه , لأن الزنى تد فع إليه الشهوة الغريزية , فلذلك حذر من مقاربته لضمان السلامة منه , لأن الاقتراب من اسباب دواعيه يَعَسُر معه التحرز منه إلا من عصمه الله , لذا حرم الشرع الخلوة بالأجنبية , ونهى عن الاختلاط بين الجنسين , ونهى عن التبرج بالزينة , وأمر صلى الله عليه وسلم: بالزواج ورغب فيه , وجاء الحث على تسهيل أمر الزواج وعدم التغالي في المهور , حيث قال صلى الله عليه وسلم ( إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه , إن لا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير) فكل ذلك من أسباب المحافظة والبعد عن هذه الجريمة النكراء , والفاحشة الكبرى , وإذا كان الله قد حذرنا من مقدمات الزنى ودواعيه , فالتحذير من ارتكابه أولى وأحرى وأشد , لم يحرم الله الزنى عبثاً, ولكن لما يترتب عليه من شرورٍ , وفسادٍ كبير , إن الزنى من أفحش الفواحش وأكبر الفضائح , وأعظم القبائح , أعظمها خطراً على المجتمع الإسلامي , بل على المجتمع الإنساني , يقتل الرجولة , ويُذيب الحرية , ويهتك الأعراض , ويبدد الأموال , ويؤدي إلى اختلاط الأنساب , ويفضي بالأمة إلى الفناء , ويفسد الأخلاق , ويدعوا إلى الشقاق والفساد , ويُوقع في أنواع كثيرة من البلايا والأمراض , إنه سببٌ قوي من أسباب تنوع الأمراض , لقد أمر الله بردع مرتكبيه بأقسى العقوبات , وأمر نبيه وعباده المؤمنين بإقامة الحد عليه , ونهاهم عن الرأفة بمن يتعاطاه : قال الله تعالى :﴿ الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِين﴾ فهذا نوعٌ من أنواع عقوبة الزاني , وهناك عقوبة أخرى هي أشد , وهو رجم الزاني المحصن بالحجارة حتى يموت , كما صحت بذلك سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم: فعلاً منه وقولا , فقد رجمَ صلى الله عليه وسلم: وجلد , وغرّبَ عن الوطن, وهذه العقوبة في الدنيا : ولعذابُ الأخرةِ أشدُ وأبقى , جاء في صحيح البخاري في حديث المنام الطويل أنه صلى الله عليه وسلم: قال:( فانطلقنا فأتينا على مثل التنور، أعلاه ضيق، وأسفله واسع، فيه لغط وأصوات، قال: فاطلعنا فيه، فإذا فيه رجالٌ ونساءٌ عراة، فإذا هم يأتيهم لهبٌ من أسفل منهم، فإذا أتاهم ذلك ضوضوا: أي صرخوا: فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الزناة والزواني) وعن ابن عمر, رضي الله عنهما، قال: قال صلى الله عليه وسلم: (لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يُعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا) رواه ابن ماجة, أيها المسلم: تذكر أن الزنا لحظة عابرة، وشهوة عارمة، ونزوة حيوانية بحتة، وأن عاقبتها عليك وخيمة، وآثارها سيئة، لذة تذهب سريعا، وتضمحل عاجلا، فيبقى العار والشنار، وغضب الخالق الجبار: الزنى مضاد لصفات المؤمنين، ومنافر لمسالك الأبرار والمتقين، قال تبارك وتعالى:﴿ ٱلزَّانِى لاَ يَنكِحُ إِلاَّ زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَٱلزَّانِيَةُ لاَ يَنكِحُهَا إِلاَّ زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرّمَ ذٰلِكَ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ ﴾ فاتقوا الله عباد الله: واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله: اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ﴿ قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴾
ألاخ العزيز/ابوفهد الحربي
جزاك الله خيرالجزا
وجعل الله ما قدمته في موازين حســــناتك
ووفقك وسددـ خطـــــاك وأسكنك فسيح جـــــــــناته
شكـــــ وبارك الله فيك ــــــــراً لك ولك مني أجمـــــــــــــــــــــــــــــــــــل تحيه
ألاخ العزيز/ابوفهد الحربي
جزاك الله خيرالجزا
وجعل الله ما قدمته في موازين حســــناتك
ووفقك وسددـ خطـــــاك وأسكنك فسيح جـــــــــناته
شكـــــ وبارك الله فيك ــــــــراً لك ولك مني أجمـــــــــــــــــــــــــــــــــــل تحيه
أخي العزيز/ ابن عباس اليوبي/ أشكرك على مرورك الطيب: وعباراتك الجميلة, أسعدك الله في الدنيا والآخرة:
ولكم مني جزيل الشكر والتقدير