روائع شعريه |
روائع الكسرات |
|
||||||||||
ملتقى الباحث والمؤرخ فائز موسى البدراني يختص في بحث وكتب المؤرخ |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
23-02-11, 03:40 PM | #1 |
كـــاتــب
|
عودة المليك.. فرحة وآمال!
أشهد الله أني أسعد كثيراً عندما يشفى كل مريض، ويعيد الله له لباس الصحة والعافية، وأسعد أكثر عندما يعود كل مواطن غادر أهله ووطنه وتغرَّّب في رحلة مجهولة المصير، ثم يمن الله عليه بالشفاء والعودة إلى وطنه وأهله سالماً معافى؛ فكيف عندما يكون العائد رمزاً بحجم ومكانة مليكنا المحبوب وخادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود.. إنها مشاعر من السعادة لا تحدها حدود، ولا يعبر عنها قلم، ولا يتحدث عنها لسان، ولا يسعني إلاَّ أن أدعو له من قلب صادق أن يمتعه الله بالصحة والعافية، وأن يجعل ما أصابه طهوراً ورفعة في الدرجات.. كما أدعو لكل مريض على هذه البسيطة أن يجمع الله له بين الشفاء العاجل والأجر العظيم..
ولأن المرض تجربة ينبغي أن يأخذ الإنسان منها الدروس والعبر؛ فإني أود أن أذكّر نفسي وإخواني بأن الإنسان لا يدرك مدى ضعفه وحاجته إلى رحمة الله خالقه، ولا يشعر بمدى حاجته إلى دعاء إخوانه المسلمين له إلاَّ عندما تحيط به الشدائد والأزمات التي يأتي المرض في مقدمتها.. ومن هنا؛ فإن العبد الذي نور الله بصيرته يكون أشد إظهاراً لنعمة ربه عليه بعد الشفاء، وأما من أغفل الله قلبه فقد يخرج من المرض وكأن شيئاً لم يكن، إذ تنسيه العافية لحظات الضعف والضيق التي مر بها عندما كان تحت وطأة المرض والألم. ومع أن المليك المحبوب قد أصدر - وفقه الله - عدداً من القرارات الخيـِّرة التي جاءت كبشائر المطر لأبناء شعبه، ومنها: زيادة مخصصات الضمان الاجتماعي، وتعزيز الصناديق الإقراضية، والإعفاء من بعض القروض المستحقة للدولة، إلاّ أن هناك شريحة من المجتمع قد لا تستفيد من تلك المبادرات، فمثلاً هناك أناس لا تنطبق عليهم شروط الحصول على الضمان الاجتماعي، إما لكونهم لم يبلغوا سن الستين أو لكونهم لا يعانون من عجز جسدي، حتى وإن كانوا يعانون من عجز مالي بسبب البطالة، أو لعدم تأهيلهم للحصول على وظيفة؛ فهم إما عاطلون بالكلية أو ذوي دخول محدودة لا تكفي للإنفاق على أسرهم، فهم لا يستفيدون من زيادات الرواتب ولا زيادات مخصصات الضمان الاجتماعي، ولا من الإعفاء من القروض إذا كان دائنوهم من البنوك أو هوامير العقار! ولهذا؛ أقول: مع أن مناسبة بحجم شفاء الملك وعودته تستحق إظهار مشاعر الفرح والتعبير عنها، إلاَّ أن ذلك – في رأي المتواضع – كان لا ينبغي أن يكون بالطريقة التي تجري في بلادنا من نشر الزينة والدعايات المبالغ فيها، وما صاحبها من تحميل الإدارات الحكومية وميزانية الدولة الشيء الكثير مما كان يمكن أن يصرف في تحسين الشوارع والخدمات، ورفع معاناة المحتاجين من المرضى والعاطلين تصدقاً عن والد الشعب الذي هو في مثل هذه الظروف أحوج ما يكون إلى دعاء الضعفاء والمساكين والمساجين.. كما أرى أن وزارة الثقافة والإعلام لم توفق أيضاً في قرارها المتمثل في إصدار قناة رياضية ثانية بهذه المناسبة، فالوطن ليس بحاجة إلى المزيد من التثقيف الرياضي بقدر ما هو بحاجة إلى التثقيف العام والتوعية الاجتماعية التي تجعلنا نلحق بركب الأمم المتقدمة من حيث الوعي الاجتماعي والتعامل الحضاري في الأداء الوظيفي والسلوك المروري، والأمني والصحي.. إن العالم أو المثقف السعودي يصارع من أجل طباعة كتابه، أو بناء منزله، بينما لاعب الكرة ومدربها والمعلق عليها يعادل راتبه أضعاف أكبر العلماء، وأمهر الأطباء.. لا أرى أننا بحاجة إلى المزيد من التحليل الرياضي وقنواتنا مشغولة بتحليل المباريات الداخلية والخارجية وعقود اللاعبين على مدار الساعة بينما العالم من حولنا تعصف به حوادث جسيمة وتقلبات سياسية خطيرة.. فكم نحن بحاجة إلى تحليل أسباب ما نعانيه من تخلف إداري وضعف في الأداء الحكومي الذي نتج عنه كوارث تتكرر من عام إلى آخر، فضلاً عما نحن بحاجته من المتابعة والتحليل لما يجري في منطقتنا وما تـمر به أمتنا العربية والإسلامية.. أدام الله على أمتنا أمنها واستقرارها، وعلى مليكنا دوام الصحة والتوفيق.. كتبه : المؤرخ والباحث فايز بن موسى البدراني http://www.harb10.com/articles.php?action=show&id=50 _ _ |
|
|