روائع شعريه |
روائع الكسرات |
|
||||||||||
الـــمـــلـــتـــقـــى الــــــــــعــــــــام [للنقاش الهادف والبناء والمواضيع الاسلامية والعامه] |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
24-01-11, 01:20 PM | #1 | |
|
فيصل بن فهد.. الذي لعب بالسياسة في الرياضة
هو رجل.. هزم إسرائيل في كافة المعارك التي خاضها ضدها في المنظمات الرياضية الآسيوية والدولية.. ومنعها من تدنيس الأرض العربية من بوابة الرياضة.. وحرمها من دخول الدول الآسيوية وإقامة علاقات شعبية معها، وساعد في إفشال كافة البطولات العالمية التي تشارك فيها إسرائيل، حتى إنه تبنى قبل أيام من وفاته فكرة مقاطعة الدول العربية لبطولة كأس العالم للشباب في كرة اليد.. فانسحبت السعودية والكويت والبحرين وانسحبت دول أخرى قبل الأرجنتين وكوت ديفوار وأنجولا لأسباب أخرى مما ساهم في فشل البطولة، وينجح في تشكيل لوبي عربي في المنظمات الرياضية العالمية لمناصرة فلسطين والتصدي لألاعيب إسرائيل، حتى تمت إعادة عضوية فلسطين كاملة للجنة الأولمبية الدولة، وفي الاتحاد الدولي لكرة القدم وباقي المنظمات الرياضية الأخرى، وهي الخطوة التي تعني اعتراف العالم بدولة فلسطين قبل إعلانها بسنوات. هو الأمير فيصل بن فهد بن عبد العزيز المولود في عام 1366 هجرية عام 1936 ميلادية، والذي أخذ كثيراً من سمات الملك فيصل - رحمه الله - فاهتم بالدول العربية والإسلامية.. ولم تقف آماله وطموحاته عند حدود الدولة السعودية، والذي تلقى تعليمه الأساسي في السعودية وعلى أيدي مدرسين مصريين وسعوديين، وحصل على شهادته الجامعية في العلوم السياسية من جامعة كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1971م، وقد شعر بأهمية الرياضة في زرع الحب والسلام بين الشعوب خلال هذه الفترة، وتمنى لو تمكن من العمل في مجال صياغة وجدان وأجسام الشباب، ولمس أهمية الرياضة في لعب دور إعلامي مهم من الدولة والنظام السياسي، وأحب العمل في مجال الثقافة والفنون وأيَّد كل ما يبني العقل والجسم.. ورفض كل ما يهدم أو يؤثر عليهما. عمل بعد عودته من أمريكا مديراً لرعاية الشباب بوزارة العمل والشئون الاجتماعية، وظهر نجمه على المستوى العربي حين أشرف على تنظيم دورة الألعاب الرياضية لدول الخليج عام 1972م، وحاول في هذه الدورة أن يكون لقاء الشباب العربي هادفاً ومساهماً في نشر الروح الرياضية.. والمبادئ الرياضية السامية، ولمع نجمه.. وبزغ حتى أسندوا إليه مسئولية الشباب والرياضة في السعودية، فاهتم الأمير الشاب بإنشاء بنية أساسية رياضية.. فقام بإنشاء مقار حديثة للأندية الرياضية تتوافر فيها ملاعب كافة الألعاب الرياضية، وبيت للشباب، ومركز للفنون والثقافة، واهتم بإنشاء مراكز رياضية متكاملة في الرياض وجدة والدمام، وأنشأ معهد لإعداد القادة في مجال الشباب، واهتم بالارتقاء بمستوى المدربين والحكام والإداريين والطب الرياضي. وانتقل فيصل بن فهد من مرحلة التأسيس إلى مرحلة تطوير المنظمات الرياضية.. فطالب بإنشاء الاتحاد العربي للألعاب الرياضية عام 1976م واستجابت له الدول العربية، ويشرف هذا الاتحاد على إقامة دورات الألعاب العربية، ويضم تحت عباءته كافة الاتحادات الرياضية في مختلف الألعاب، وكان هذا الاتحاد بداية وجود نشاط رياضي عربي يجمع شباب العرب في الملاعب الرياضية. وحاول فيصل بن فهد إحداث تطور في المستوى الفني للرياضة السعودية؛ فطالب باستقدام الخبرات الفنية العربية والأجنبية لقيادة الرياضة السعودية، ولأعداد جيل جديد من المدربين السعوديين، وظهرت الرياضة السعودية على الساحة الآسيوية والدولية، ففاز منتخب السعودية لكرة القدم بكأس الأمم الآسيوية، ثم انفتحت شهية المنتخبات السعودية المختلفة للمنافسة بقوة على كافة البطولات الآسيوية، ولكن أبرز النجاحات التي حققها أمير الشباب العربي كانت صعود السعودية إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم لأول مرة في تاريخها عام 1994م بأمريكا ثم عام 1998م، وبدأت السعودية تظهر كقوة كروية حتى نجحت في تأسيس بطولة العالم للقارات على كأس الملك فهد بن عبد العزيز، وهي البطولة التي تضم أبطال قارات العالم، وقد أدى نجاحها إلى إدراج الاتحاد الدولي لها ضمن بطولاته الرسمية، وهو ما منح السعودية مكانة دولية مرموقة، فلم يسبق لدولة ما في تاريخ كرة القدم أن تبنَّت تنظيم دورة رياضية دولية تضم كبرى المنتخبات العالمية ثلاث مرات بنجاح منقطع النظير، فقد شاهدت جماهير الكرة في العالم منتخبات العالم الكبرى البرازيل والأرجنتين وألمانيا والدانمارك ونيجيريا تلعب على ملاعب السعودية. واجه الأمير فيصل بن فهد صعوبات شديدة بعد تأسيس الاتحاد العربي للألعاب الرياضية.. وذلك بسبب القرار السياسي بمقاطعة مصر لتوقيعها اتفاقية سلام مع إسرائيل، ولم يكن فيصل بن فهد يرغب في اتخاذ مثل هذا القرار؛ لأنه لم يساعد في نجاحه هو شخصيَّا في تنظيم بطولات عربية في ظل غياب مصر عنها، ولكنه كان أسعد الناس حين تم رفع هذا القرار، فطلب تسهيل تنظيم الأندية المصرية للبطولات العربية. فيصل بن فهد رفض تدخل السياسة السلبي في إدارة الرياضة العربية ولكن لم يكن أمامه حل. أجاد الأمير الراحل استخدام المال وتوظيفه في الرياضة.. فدعَّم الاتحادات الآسيوية والدولية مما منحه ثقل كبير، ودور مهم في التأثير في قرارات هذه الاتحادات، وقد آمن ابن فهد بدور الرياضة في منح السعودية قوة على المستوى الدولي من خلال وجود السعوديين في هذه الاتحادات والتأثير فيها، وباستضافة مشاهير الرياضة في العالم في المناسبات الرياضية بالسعودية، وهم النجوم الذين يلاحقهم الإعلام العالمي أينما ذهبوا. ونجح أمير الشباب بدوره في المساندة للمشروعات الخيرية في الدول الإسلامية في احتلال مكانة طيبة في قلوب الشعوب العربية والإسلامية، فقد ساند رحمه الله كل مشروع خيري وتبرع له ودعمه، وكان يأمل في احتلال شخصيات عربية لمواقع عالمية مؤثرة رغبة في إنصاف القضايا الثقافية العربية والاجتماعية في المنظمات الدولية، وكان ينوي - مثلاً - قبل رحيله مساندة المصري سمير زاهر في احتلال كرسي رئاسة الاتحاد الأفريقي، بل إنه كان يتبرع ويكافئ أي بطل عربي، وقد تبرع بمليون جنيه لمنتخب مصر الفائز بكأس الأمم عام 1988م. حمامة سلام حاول الأمير فيصل بن فهد الدارس للعلوم السياسية الهروب بالرياضة العربية من ألغام الخلافات السياسة.. وكان أقسى امتحان تعرض له قبل وفاته بأسابيع قليلة حين وافق على اشتراك العراق في دورة الألعاب العربية بالأردن بعد غيابها عن دورتي الألعاب في سوريا ولبنان، وكانت هذه الموافقة تعني إغضاب الدول الخليجية وفي مقدمتها الكويت التي ترفض الاشتراك في أي بطولة رياضية توجد فيها العراق. وكان هذا الموقف من توابع غزو العراق للكويت قبل عشر سنوات، واستقال الشيخ أحمد فهد الأحمد الصباح المسئول عن الحقيبة الرياضية في الكويت من كافة المناصب الرياضية العربية، ولكنه وافق على اشتراك الكويت رمزيًّا في طابور العرض، ورفع علمها ضمن الدول المشاركة. ونزع الأمير السعودي فتيل الأزمة بين قطر من جهة والدول الخليجية حين حدث تقارب بين قطر والعراق، وتدخل فيصل بن فهد، وأدى إلى إحداث تقارب خليجي قطري. فيصل بن فهد تعلم بدراسته للعلوم السياسية أنه يمكن أن تلعب الرياضة دوراً مهمًّا في إصلاح العلاقات السياسية، والتعبير عن المواقف السياسية من خلال الرياضة.. فوقف ضد سرائيل بقوة معه الشيخ فهد الأحمد الصباح، ونجحا في حرمان إسرائيل من الاحتكاك بالشعوب الآسيوية، ومنح مكانة كبرى للسعودية بوجوده في مناصب رياضية رفيعة المستوى خاصة في اللجنة الأولمبية الدولية والاتحاد الدولي. مناصبه الدولية حصل الأمير فيصل بن فهد على مكانة دولية مرموقة بظهوره على المستوى الدولي في السبعينيات حتى تم انتخابه لعضوية اللجنة الأولمبية الدولية عام 1983م، وعضوية الاتحاد الدولي لكرة القدم حتى صار نائباً للرئيس، وقد تمكن من خدمة الحق العربي في أكبر هيئتين رياضيتين عالميتين من خلال موقعه، وأود أن أضرب مثلاً واحداً حين قرر الاتحاد الدولي إعادة مباراة مصر وزيمبابوي في تصفيات كأس العالم لعام 1994م، وكان الغالب سيتم إعادة المباراة في إحدى دول أمريكا اللاتينية، وهو ما يناسب فريق زيمبابوي نظراً لتشابه ارتفاع درجة الحرارة، وطلبت مصر من الأمير فيصل التدخل لمنع وقوع ظلم كبير على الفريق المصري ونجح في إعادة المباراة بفرنسا. وقد تولى - رحمه الله - رئاسة الاتحاد العربي للألعاب الرياضية، ورئاسة الاتحاد العام لرعاية الشباب والرياضة بالسعودية، ورأس الاتحاد العربي لكرة القدم، وأقام بطولات للأندية أبطال الدوري والكأس وكأس النخبة وبطولة العرب للمنتخبات، ورأس اللجنة الأولمبية السعودية، وكانت له اهتمامات بالفنون والثقافة والآداب، فتولى رئاسة اللجنة الدولية للحفاظ على التراث الإسلامي والجمعية السعودية للفنون والثقافة، واللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات. ولم يتأخر أمير الشباب العربي عن الاهتمام بأية أنشطة ثقافية أو أدبية، أو الاهتمام بأية شخصية عربية أثرت في الوجدان العربي، وكم من عشرات المرات التي تكفَّل فيها الأمير فيصل بن فهد بعلاج شخصيات عربية عامة على نفقته الخاصة، والتبرع لهيئات ثقافية. تكريم الأمير قال عنه الأسباني خوان أنطونيو سمارانش رئيس اللجنة الأولمبية الدولية: "إنه رجل يحمل كل صفات الإبداع العربي الذي أثرى حركات التنوير في العالم في الوقت الذي كان يغلِّف العقل الأوروبي الظلام الدامي". وتم تكريم أمير الشباب من الرؤساء والملوك العرب لشعورهم بالدور الكبير الذي يلعبه في توحيد أواصر العلاقات بين الشباب العربي، وكان أول وسام يحصل عليه كان من الملك فهد بن عبد العزيز عام 1984م حين حصل على وسام الملك فيصل من الدرجة الأولى بعد الفوز بكأس الأمم الآسيوية الثامنة، ثم حصل على وسام الملك عبد العزيز بعد التأهل لنهائيات كأس العالم عام 1994م. كرَّمه الرئيس المصري حسني مبارك حين منحه وسام النيل، وكرمه الملك الحسن الثاني حينما منحه وسام العرش المغربي من درجة قائد، ومنحه الرئيس التونسي السابق الحبيب بورقيبة وسام الجمهورية لدعمه لأواصر الصداقة بين الشباب السعودي والتونسي، وحصل على أعلى وسام كويتي من الأمير جابر الأحمد الصباح، وكرَّمه المجتمع الدولي حين منحته اللجنة الأولمبية الدولية وسامها لدوره البارز في الحركة الأولمبية، ومنحته مجلة "إفريقيا" الميدالية الذهبية مع "5" شخصيات عالمية لدورهم العالمي في خدمة الرياضة. أما أهم تكريم حصل عليه أمير الشباب فهو التقدير العربي الشديد لدوره المهم في الحياة الثقافية والاجتماعية العربية، فقد شعروا بحبه للناس.. بحبه للخير.. بحبه لابتسامة طفل.. وإعادة الحياة لوجه مريض.. فقد اهتم الأمير فيصل بدعم المؤسسات الإنسانية المختلفة وإنشاء المستشفيات والمعاهد الطبية. وفاته حضر الأمير فيصل بن فهد رئيس الاتحاد العربي للألعاب الرياضية حفل افتتاح دورة الألعاب العربية بالأردن.. وعاد إلى السعودية لإنجاز بعض المهام وداهمته أزمة قلبية أدت إلى وفاته، ولم يصدق شباب العرب من المحيط إلى الخليج أن فيصل بن فهد رحل. وشعر العرب بالألم للمصاب الذي لحق بهم.. فقد رحل الرجل الذي جمعهم في ملاعب الرياضة.. رجل صاحب الابتسامة الجميلة، وقد كرم العرب أمير العطاء في قبره حين رفضوا الترشيح أمام أخيه الأمير سلطان بن فهد، ووضعوا نجله الأمير نواف بن فيصل نائباً له. ولم ينل أمير أو مسئول عربي من الحب والتكريم مثلما نال فيصل بن فهد؛ لأنه كان موجوداً باستمرار في أفراح الرياضة العربية والأزمات الثقافية والاجتماعية. فيصل بن فهد الذي رحل في أغسطس من عام 1999م عن 53 عاماً ما زال في قلوب الرياضيين العرب الذين أطلقوا اسمه على كافة البطولات العربية. أمير العطاء لعب بالسياسة في ملاعب الرياضة.. فأصاب كثيراً وأخطأ قليلاً. أبوالمعاطي زكي |
|
|
|