روائع شعريه |
روائع الكسرات |
|
||||||||||
الـــمـــلـــتـــقـــى الــــــــــعــــــــام [للنقاش الهادف والبناء والمواضيع الاسلامية والعامه] |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
18-01-11, 09:46 PM | #1 | |
عــضــو
|
عندما تنقلب الموازين
عندما تنقلب الموازين
قال الله عز وجل في سورة الرحمن : ( والسماء رفعها ووضع الميزان ) فالذي خلق هذه السماء ورفعها هو الذي وضع الميزان هذا الميزان الرباني الثابت الذي لا يتغير ولا يتبدل مع الأيام هذا الميزان الذي هو أساس الملك وأساس الحياة هذا الميزان الموجود في داخل كل نفس صافية وأيضاً موجود في سنن الكون الثابتة التي لا تتغير ولا تتبدل السماء ... والميزان السماء ترمز الى العلو والرفعة والمكانة العالية وكذلك الميزان وإقامة العدل لا يستطيعه إلا من كان صاحب أخلاق عالية إلا من تجرد للحق إلا من ارتفع عن الدناءة والسير وراء الأهواء يا الله كم نحتاج الى تدبر لآيات الكتاب كم منا يحفظ هذه الآية الكريمة و كم منا يعيشها ويحققها في حياته بأن يعيش ويحيا بهذا الميزان بأن يقيم الميزان على نفسه وعلى أهله وفي عمله ومع جيرانه ومع أرحامه حتى في تفكيره وحديثه لنفسه من ينظر ويتدبر واقع المجتمعات يحزن ويتألم ويجد الفرق والبون الشاسع بين هذا الميزان وواقع الحال نجد أن الميزان لم يعد ميزاناً واحداً بل صار موازين عديدة متنوعة ومختلفة تتلون هذه الموازين حسب الحاجة وحسب الاهواء إنه ليس ميزاناً واحداً كما قال الله عز وجل : ( ووضع الميزان ) لقد تغير الناس وبدلوا فتغير حالنا وانقلبت أمورنا وصرنا وكأننا نعيش في غابة القوي منا يأكل الضعيف تحسن للناس دهراً ولكنك قد تقصر يوماً فلا يتذكروا إلا الإساءة - أو بمعنى أصح – التقصير ! تعفو عن أخطائهم وتتجاوز عنهم وتحلم عليهم ولكنهم بالمقابل يحقدون ويحسدون ويفترون ويمكرون ! يخطئون أخطاءً كبيرة ويفعلون الكبائر وإذا ما أخطأت أنت يوماً فإنهم ينظرون الى أخطائك بالمجهر يكبرونها ويكبرونها ويكبرونها ! صار المنكر عندهم معروفاً وصار المعروف عندهم منكراً فلا يقبلون منك نصيحة ولا يسمحون لك حتى بأن تظهر وجهة نظرك ! يجدون على الباطل أعواناً ولا نجد على الخير معيناً واحداً منهم الموازين انقلبت والناس هم الذين غيروا هذه الموازين وتلاعبوا بها وبدلوها ولا منجى ولا سعادة ولا هناء إلا بالرجوع الى الحق والميزان الرباني الذي وضعه الله عز وجل لنا وهذا لن يكون إلا بالترفع عن سفاسف الأمور وإلا بالتجرد لله عز وجل والاستعانة به وإلا بأن نرقى بأخلاقنا وأذواقنا وقيمنا و إلا بالاقتداء بسيد الأولين والآخرين صاحب الإسراء والمعراج الذي رفع الله ذكره صلى الله عليه وسلم وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين مما راق لي |
|
|
|