ظهر فقير.. وقلب ملك

ظهر فقير.. وقلب ملك
عقيد خالد بن حمدي*
يا ولدي.. ما جاء خبر عن الملك، هكذا بادرني بالسؤال شيخ طاعن في السن بعدما أديت معه صلاة العصر في مسجد حارته الشعبية، حيث يتلقف هذا الرجل الأخبار عن صحة الملك من كل غريب على مسجدهم هذا ظاناً أن مثل هؤلاء لديهم ما ليس لدى أهل حارته من أخبار مطمئنة. وبعدما أجبته بأنه بخير رفع كف يد ولم يتمكن من رفع يده الأخرى لمرض قد أصابها قائلاً والدمعة تسبق دعاءه الحمد لله الله يبشرك بسلامة عيالك.

وبعد عدة أيام وبينما كنت في أحد الأسواق الشعبية وإذ بامرأة تناجي جارتها وهما جالستان خلف مباسط تجارتهما المتواضعة قائلة: «ملكنا أبشرك ما فيه إلاّ العافية لتجيبها الأخرى الحمد لله».

مشاهد حقيقية وكلمات صادقة جاءت من أناس بسطاء عاشوا ويعيشون فراغاً عاطفياً مؤثراً بسبب سفر خادم الحرمين الشريفين للاستطباب وكأن لسان حالهم يقول نحن فقط الذين أحسسنا بغيابك وعلى ما يحمله شعور هؤلاء أدلي بشهادة لن اهتم بتبعاتها ممن قد تغيظهم تلك الشهادة وهي ان تلك النوعية المشرفة من هؤلاء المواطنين هم الذين يحملون الاخلاص والامتنان لإمام هذه الأرض المباركة ومؤسس كيانها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل فيصل وأبنائه من بعده وكذا أحفاده مما أدى إلى تواجد وطنية حية يعيشونها وتعيشهم هي داخل أفئدتهم. هذه المشاهد لها دلالة إنسانية لم أجدها في مسجد حي راقٍ ولم أسمعها من مواطن غني ولم أرها في محل ذي ماركة عالمية. بل في جنبات هذه البيئة سمعت إما تحاليل سياسية فاسدة أو توقعات طبية خائبة تم استجلابها من استديوهات بهائم الغرب بل وجدت الغالب على شعور بعض أهل هذه البيئة الاهتمام بأخبار الأسهم وأسعار العملات وما هو المستجد في عالم بورصة العقار.. بل إن المخلص منهم وضع نفسه وصياً على شأن الأسرة الحاكمة الداخلي أو اتخذ من قرار إداري لحاكم منطقة شغله الشاغل دون أن يعلم المسببات والأسباب وإنما «مع الخيل يا شقراء» سبحان الله المواقف تكشف معادن المواطن والمتويطن؛ فهذا يخرج من جحره للاصطياد بحجة حرية الرأي وذلك يفرش سجادته للدعاء يدفعه نحو ذلك وطنيته النقية من مادة عفنة أو فكر منحرف.

والسؤال هنا:

ما الفرق بين هؤلاء وهؤلاء؟

وجواب ذلك فقير يرى الملك ظهراً له، وملك يرى الفقير قلبه النابض.


نداء

خادم الحرمين الشريفين أعادكم الله لنا سالماً غانماً وحفظ سمو عضدكم الأيمن ولي العهد الأمين وسمو سندكم النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء.

هلا وجهتم ميزانية الخير هذا العام لرعاية البيئة الفقيرة التي تملك وتتملك الاحساس بأبوتكم لها؟ فالغني يستطيع ان يتعالج على حسابه ويعلم أبناءه ويسكن في أفخم القصور ويستجلب مأكله ومشربه وملبسه وأثاث منزله بشكل يومي من دول أوروبا ويستطيع أن يركب سيارة فارهة.

بل إنه لن يمرض ابنه ويقف عاجزاً أو تجده يستجدي هنا وهناك ولن يُفصل عنه التيار الكهربائي ولن تقلقه الغرامات والرسوم ولن تُلغى دراسة ابنه أو ابنته في الجامعة بسبب عجزه عن المصاريف.


وقفة

نحن بخير ورواتبنا عالية ونعاني ما نعانيه فما هو حال من لا دخل له إلاّ راتب لا يغطى دواء السكر أو دواء الضغط أو دواء القلب.


*المديرية العامة للجوازات