يامن أحب
إنما مثلي ومثلك كـــ
سحابة مرت بأرض قاحلة
فأحزنها منظر الأرض البائسة
فبكت عليها فأبلتهابدمع الحياة
ولكن العجيب
أن تلك الأرض التعيسة
لم تبدي لهذا الماء أهتمام
ولهذا الصفاء والإكرام إلا الشقاء
شربت الماء ولم تظر بركته
ولبست الوفاء وبالنكران جزته
فعات كما كانت مقفرة مغبرة
فقالت السحابة لهذه الأرض :
ألا يا أرض مالك لم تفيقي=بماء سلسيبلٍ قد شربتي
أما يرويكي عذبُ الماء منا =أم الأكدار يا أرضُ رويتي
فأجابة الأرض قائلةً:
ألا بنت العوالي لا تلومي=من أختلطت بملح الهم عمرا
فلا ماء يزيل الهم عنا =ولا حب في قاع الأرض قرا
فعودي حيث جئت لا أريدك=فمثلي ينكر الأحباب جهرا
فقالت السحابة وهي تجر خطوات الرحيل:
وداعا من صفاء الماء تسكب=إلا من قد أبان الجرح فينا
وإنا قد نعود لهم سراعا =وقد نجرح وقد نلقا امانينا
فاياأيها الحبيب
مهما تنكرت لنا فأنت الحبيب
فسلام لك منا وتحية وبقاء