أمر غريب وعجيب ان تخرج علينا هيئة الغذاء والدواء قبل ساعات ..وتحذرنا من حليب الخنافس حقا لايعقل ان تصحو هيئة الغذاء والدواء متأخرة لتطلق هذا التحذير الذي لم ولن يبلغ مداها لقصر وقت التحذير ، الذي كان يتوجب ان يكون منذ وقت مبكر حتى يبلغ جميع المواطنين والقيمين على امتداد المملكة .
ولعل هذا التحذير اللافت يجعلنا نسترجع أداء هيئة الغذاء والدواء طيلة الفترات الماضية ، حيث ظلت تنتهج سياسات وقتية ، حتى يخيل للمرء أنها لاتتحرك ولاتعمل إلا في ظل الأزمات والمصائب ، حيث لم نألف أبدا ان تخرج علينا هيئة الغذاء والدواء ببرامج واضحة المعالم تنبه للمخاطر قبل وقوعها كنظيراتها في سائر أركان الدنيا ، أم تتعامل هيئة الغذاء والدواء مع أرواح " الناس" بهذه البساطة المدهشة .
حقيقة أن هيئة الغذاء والدواء في حاجة عاجلة لإعادة هيكلتها ومراجعة برامجها واستراتجيها ، وضخ دماء جديدة فيها ، حتى لانظل طوال الوقت ننتظر ان تخرج علينا ببيان آو خبر صحفي لينبئنا بالكارثة بعد وقوعها .. والشاهد ان تحذيراتها من الحليب ابوحشرات والناس قد انتهت فعيا من شراء الحلويات بل الأطفال كانوا قد قضوا على نصفها بينما هيئتنا الهمامة تحذرنا من الخطر الداهم .
لقد تحدثنا كثيرا عن القصور الذي ظل يلازم هيئة الغذاء والدواء ، وكنا ننتظر أن يتعلم قادتها " أدب الاستقالة" ليفسحوا الطريق أمام غيرهم من الكفاءات الوطنية الشابة التي تعرف كيف تدير هيئة بهذا الحجم قضايا تتعلق بحياة " الناس" اليومية فطالما ارتبطت حياة الإنسان بالعيش " الأكل والشرب" تبقى هيئة الغذاء والدواء ذات دور طليعي .
لابدان يعرف بعض المسئولين ببلادنا " أدب الاستقالة " لينالوا على الأقل احترام عامة الشعب ، وهم الذين لم يحالفهم الحظ في تحقيق أي نجاحات عبر كراسي جلسوا عليها لسنوات طويلة .. استقيلوا قبل أن تقالوا .
والسلام على من اتبع الهدى .