روائع شعريه |
روائع الكسرات |
|
||||||||||
الـــمـــلـــتـــقـــى الــــــــــعــــــــام [للنقاش الهادف والبناء والمواضيع الاسلامية والعامه] |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
25-08-10, 07:40 AM | #1 |
طاش ماطاش وخالهم بطرس
بسم الله الرحمن الرحيم
طاش ماطاش وخالهم بطرس في مساء يومي الخميس والجمعه 2-3/9/1431هـ قدمت لنا قناة ام بي سي عبر ملسل(طاش ماطاش)حلقتين منفردتين تتضمن الحديث عن رجل مسيحي مسالم يحب الخير ويكره الشر نحن لانعلم هل هذه اخلاق المسيحيين بالفعل ام انها مجرد تلفيق وكذب وتظليل على من لم يسمعون عن؟؟؟تعالو نشوف؟ مذبحة البلقان؟!! حمدي شفيق في يوم 6 إبريل عام 1992م اجتاحت عصابات الصرب – الأرثوذكس – جمهورية البوسنة والهرسك المسلمة. كانت البوسنة تظن أن من حقها الحصول على الحرية بعد انهيار يوغسلافيا الشيوعية، مثلما حصلت كل من " صربيا " الأرثوذكسية ، و كرواتيا – الكاثوليكية- على استقلالها ، لكن الأشقاء في البوسنة كانوا سُذَّجَاً" بعض الشيء، إذ توهموا أن "أوروبا" المسيحية سوف تسمح "للمسلمين" بدولة مستقلة حُرَّة في قلب "البلقان" !! . قالها الرئيس الفرنسي الأسبق "فرانسوا ميتران" للرئيس البوسني المفكر الإسلامي الكبير علي عزت بيجوفيتش : " إني أشم فيك رائحة الأصولية، وعليك أن تفهم أننا لن نسمح بدولة "إسلامية" في قلب أوروبا "المسيحية"!! ولعل هذا يفسر كذلك رفض الاتحاد الأوروبي لانضمام تركيا المسلمة إليه!! وهكذا تغاضت كل دول أوروبا عمداً عما يخطط له الصرب، فأغمضت عيونها وأصمت آذانها عن صرخات ملايين الضحايا من المدنيين المسلمين في البوسنة، الذين تعرضوا لواحدة من أبشع المجازر في التاريخ الإنساني كله . بل إن كثيرا من الممارسات الصربية والكرواتية – المسيحية – ضد مسلمي البوسنة لم يفعل مثلها أسلافهم الرومان والإغريق ضد العبيد !! . يحكي الدكتور "إبراهيم جنانوفيتش" الأستاذ بكلية الدراسات الإسلامية جامعة سراييفو جانباً من المأساة قائلاً إنه شاهد الصرب يدخلون منطقة نجاريتش الاستراتيجية قرب مطار سراييفو. وخلال ساعة واحدة ذبح الجزارون 200 مسلماً في ثلاثة شوارع فقط!! واعتقلوا 500 شخصاً من منازلهم، بينما تمكن باقي السكان من الهروب إلى ضاحية دوبرينيا القريبة من سراييفو، وهي منطقة كانت تسيطر عليها فصيلة من القوات المسلمة بقيادة البطل عصمت حاجتيش . ويواصل الدكتور جنانوفيتش الرواية : بعد اعتقالنا نقلونا إلى مخازن مطار سراييفو التي كانوا يستخدمونها قبل مجيء القوات الدولية كمعسكرات اعتقال جماعية . وكان معي بين المعتقلين زميلي المرحوم نياز شكريتش الأستاذ بالكلية الإسلامية وعائلته أيضاً . وطوال الطريق من منازلنا حتى مخازن المطار رأينا كثيراً من جيراننا المسلمين مذبوحين بالسكاكين أو مقتولين خنقًاً أو بالرصاص. كانت جثثهم متناثرة على قارعة الطريق، وبعضها نهشتها الكلاب وجوارح الطيور !! وفي المعتقل تم تقسيم المحتجزين حسب قومية كل منهم، المسلمون في جانب ، والكروات في جانب آخر. أما القلة الصربية فقد ألبسوهم الثياب العسكرية، وتم تسليحهم ، ثم أرسلوهم إلى جبهات القتال ليحاربوا في صفوف القوات الصربية . وبعد أقل من 48 ساعة نقلوا المعتقلين الكروات إلى معسكر آخر, ثم أفرجوا عنهم في إطار صفة تبادل للأسرى بين الصرب والكروات . ولأن الصرب لم يجدوا أماكن كافية لاحتجاز عشرات الألوف من المدنيين المسلمين, فقد أخلوا كل سجون البوسنة من السجناء الجنائيين، وحولوا أرباب السوابق الصربيين إلى جنود في الجيش الصربي، بينما قتلوا كل السجناء السابقين من المسلمين لوضع المعتقلين المسلمين بدلاً منهم (!!!) . كان على المعتقلين المسلمين أن يستجيبوا لأية أوامر يصدرها الزبانية الصرب مهما كانت ، وإلا فالقتل أو التعذيب الرهيب هو جزاء من يتلكأ في التنفيذ . وكان الأمر الأول هو ترديد أناشيد صربية عنصرية تسب الإسلام والمسلمين، والذبح هو مصير من لا يرتفع صوته بالغناء البذئ الذي يتطاول على دينه وقومه ومقدساته !!. بعد ذلك كانوا يحشرون في كل زنزانة 28 شخصاً . ولكى يتصور القارئ العزيز مدى العذاب المروّع، يكفي أن نعلم أن مساحة الزنزانة لا تتجاوز ثلاثة أمتار عرضاً في ثلاثة أمتار ونصف طولاً!! وبدأت عمليات استجواب مرهقة مقترنة بالسحل والتعذيب وقتل كل من يرفض الإذعان لأوامر أو رغبات أو نزوات المحققين الصرب!! وكان الرجال في طابقهم يسمعون بكل وضوح صرخات النساء والأطفال في الطابق الثاني أثناء عمليات الاغتصاب الجماعي والتعذيب والتنكيل !! الجنود السكارى يعربدون ويفعلون أي شيء وكل شيء . في أي وقت يقتحمون الزنازين ويصطحبون معهم بعض المعتقلين الذين لم يَعُدْ أي منهم بعد ذلك إلى الأبد!! وكانت آثار التعذيب البشعة تبرز على أجساد الكثيرين، وهناك من نالوا حصة تعذيب يومية طوال فترة بقائهم في سجن (كولا) بالعاصمة، وكانوا يعودون والدماء تنزف من أجسادهم بغزارة ولا أحد يستطيع إسعافهم! وكان مسموحاً للمعتقلين بالذهاب إلى المرحاض الوحيد لمدة خمس دقائق فقط للجميع، مما اضطر الكل إلى التبول والتغوط داخل الزنزانة الضيقة، وخاصة المرضى والعجائز، وحجم العناء والمعاناة في مثل هذه الأحوال ليس بحاجة إلى الإشارة . وأما الطعام والشراب في المعتقل فهو من صنوف الترف والرفاهية التي ليس من حق أحد أن يطمع فيها!! وفي المرات القلائل التي يجود فيها الزبانية، يحصل المعتقل الواحد على عشرة جرامات فقط من الخبز ونصف فنجان صغير من الماء الساخن كل يوم!! ولكل زنزانة لتر واحد فقط من ماء الشرب (لاحظ أن الزنزانة الواحدة يقطنها 28 شخصاً) أي أن كل معتقل يمكنه فقط أن يبلل شفتيه بالماء حتى لا ينسى مذاقه!!. وكل ذلك مقصود ومخطط . فهم أولاً يريدون بث الرعب في قلوب المدنيين المسلمين لإجبارهم بعد ذلك على الهروب من بلادهم ، فيتحقق لهم الهدف الاستراتيجي الأول وهو التطهير العرقي للبوسنة، وكذلك إضعاف الروح المعنوية للمقاتلين المسلمين حين تتسرب إليهم أنباء الفواجع التي لحقت بأسرهم وذويهم في المدن المحاصرة . ثم أن الصرب كانوا بحاجة إلى رهائن من المدنيين لمبادلتهم بعد ذلك بأسراهم العسكريين الذين ظفر بهم المسلمون في معاركهم البطولية في عدة مناطق . وهناك أعداد هائلة من المدنيين كانوا معتقلين لدى الصرب والكروات في المناطق التي يسيطرون عليها ، والأرقام ليست معروفة بالضبط ، لكن القدر المتيقن هو أن هؤلاء المساكين تعرضوا لأفظع جرائم الحرب في التاريخ كله .. ربما ساعدت جهود وضغوط الهيئات واللجان الدولية المعنية في الإفراج عن بعض المعتقلين بالعاصمة، ومنهم محدثنا إبراهيم جنانوفيتش وزميله نياز شكرتيش اللذين تمت مبادلتهما بستين جندياً صربياً ، لكن كان هناك العديد من المعسكرات الجماعية للمعتقلين المسلمين في "بنيالوكا" التي اتخذها الصرب عاصمة لدولتهم المزعومة، و"موستار" التي حاول الكروات الاستيلاء عليها، و"فوتشا" و"أزفورنيك" ، و"دبوى" و"شيكوفيتشي" و"لاسانيتا" وغيرها . . ويؤكد ماكيتش عضو هيئة الرئاسة الإسلامية – الذي كان معتقلاً في معسكر بالقرب من بنيالوكا – أن المجرمين الصرب هناك ذبحوا 5 آلاف معتقل خلال أربعة أيام فقط!! وفي مدينتي" بريدور" و"كازارتس" أبادوا 25 ألف أسير مسلم – من المدنيين وخاصة الأطفال والنساء – في أقل من شهر واحد !! وفي منطقة "يوبيا" وضعوا عشرة آلاف مدني مسلم في منجم مهجور وقاموا بتفجيرهم بالديناميت دفعة واحدة !!. كما أبادوا تسعة اّلاف فى مدينة " سربرنيتسا" بتواطؤ من القوات الهولندية التي كان منوطا بها حمايتها.!! ويلاحظ ماكتيتش أن المجرمين كانوا يركزون على تصفية الشباب من سن 15 حتى 40 سنة للقضاء على أي أمل للمسلمين في إنجاب المزيد من النسل، وأيضاً لإضعاف القوة العسكرية لجيش البوسنة والهرسك !! وكالعادة تباطأت اللجنة الدولية المزعومة للتحقيق في جرائم الحرب ، حتى تعطي الفرصة للصرب لارتكاب المزيد من المذابح ، ثم تبدأ العمل بعد تصفية الوجود الإسلامي !! . أما فوزي عيسوفتش – 61 سنة - فقد اعتقلوا ابنه وابنته وزوجها وأفرجوا عنهم بعد دفع 5 آلاف مارك ألماني نظير إخلاء سبيل كل منهم . ورغم تجربة الاعتقال المريرة يقول العجوز بإصرار : لا بديل عن استمرار الجهاد ضد الصرب حتى لو استشهد نصف شعبنا ، فسوف يعيش النصف الآخر بعزة وكرامة . وللإنصاف كانت النمسا من الدول القلائل التي حاولت صنع شيء لضحايا البرابرة الصرب . وتزعمت وزيرتان في حكومة فيينا الجهود الشعبية للتضامن مع ضحايا جرائم الحرب . فقد دعت الوزيرتان الدكتورة يوهانا دونهال وزيرة شئون المرأة وماريا رواخ كالات وزيرة الأسرة إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الوزراء النمساوي - في حينها- لبحث الأوضاع المأسوية لنساء وأطفال المسلمين في معسكرات الاعتقال الصربية . وندد بيان المجلس عقب الاجتماع بالجرائم الوحشية الصربية ضد المعتقلين، ووصفها وزير الخارجية" د . أليوس موك" بأنها أبشع بكثير من معسكرات الاعتقال النازية . وانتقدت الحكومة النمساوية الموقف الغربي المتخاذل تجاه المجرمين الصرب والكروات . وتدلي الدكتورة يوهانا دونهال بشهادتها مؤكدة أن: "عمليات اغتصاب النساء المسلمات وأطفالهن هي أبشع وأقذر الجرائم في جميع الحروب التي شهدها العالم في التاريخ كله !! وهي جزء من سياسة التطهير العرقي التي مارسها الصرب بانتظام ، وقد شملت جرائم الاغتصاب عشرات الآلاف من النساء والأطفال من عمر ثلاث سنوات فأكثر"!! ودعت الوزيرة إلى فتح التبرعات والمساعدات الإنسانية لضحايا هذه الجرائم النكراء ولإعادة تأهيلهن من كافة النواحي . وتقول الدكتورة ماريا رواخ كالات وزيرة الأسرة أن التقارير الموثقة التي تلقتها من داخل البوسنة والهرسك أكدت ارتكاب عمليات الاغتصاب الجماعي بشكل منتظم. وكانت الضحية الواحدة تتعرض لتكرار عمليات الاغتصاب في اليوم الواحد دون أي اهتمام بتدهور حالتها الصحية !! وكان المجرمون يكررون اغتصاب الفرائس حتى يحبلن ، ثم يطلقون سراحهن بعد مرور عدة أشهر على الحمل- لكي يستحيل إجهاضهن- ويرسلون بهن إلى ذويهن في سيارات كتبوا عليها : "خذوا النساء وما في بطونهن من الصرب الصغار" !! وهذا كله إمعاناً في إذلال و تحطيم معنويات الضحايا وعائلاتهن لإجبارهم على الرحيل من البوسنة !! . وأكد السياسي النمساوي المخضرم الدكتور يانكوفيتش وزير خارجية الظل أن جرائم الاغتصاب الجماعية تلك تتحمل مسئوليتها دول أوروبا الغربية التي تقاعست عن القيام بدورها للحيلولة دون إندلاع الحرب أو وقفها قبل أن يستفحل أمرها إلى هذا الحد . ويقول يانكوفيتش : لقد كان استمرار سلبية المجتمع الدولي على هذا النحو الفاضح يزيد من آلام ومعاناة المسلمين المساكين في البوسنة والهرسك . وكان لا مفر من التدخل العسكري الأوروبي لوقف القتال ومنع انتشار المذابح في باقي مناطق البلقان، وبصفة خاصة إقليمي كوسوفو ومقدونيا وهما المرشحان للعدوان الصربي في إطار محاولات تحقيق الأطماع وإنشاء ما يسمى بصربيا الكبرى على حساب المسلمين في البلقان . وبالطبع ذهبت صيحات هؤلاء المنصفين إدراج الرياح ، فقد تم للصرب ما أرادوا والتهموا الجزء الأكبر من أراضي البلقان ، وأفلت أغلب قادتهم من العقاب على جرائمهم حتى الآن !!! . ومن واقع اعترافات الأسرى من عصابات الصرب تبرز عدة حقائق خطيرة : أولها إن إسرائيل ألقت بثقلها في البلقان حتى قبل اندلاع الحرب الأهلية ، بل وشاركت مبكراً في تدريب أخطر عصابات الصرب (أركان) في معسكرات خاصة أقيمت لهذا الغرض في تل أبيب . . وحتى الآن ما زالت الأسلحة والمؤن والذخائر الإسرائيلية من أهم مصادر تسليح الصرب رغم أنف الحظر الدولي وقرارات الأمم المتحدة التي تطبق فقط على العرب والمسلمين !! والحقيقة الثانية هي أن عمليات القتل الجماعي والتعذيب وإحداث العاهات والاغتصاب حتى الحمل تمت بأوامر عليا من كبار قادة العصابات الصربية وفق منهج مدروس ومخطط للقضاء على الروح المعنوية للضحايا وبث الرعب في قلوب الآخرين، تمهيداً لاستكمال التطهير العرقي في باقي المناطق . . وثالثة الحقائق هي أن الجيش الاتحادي لما كان يعرف بيوجوسلافيا لعب أخطر وأقذر الأدوار على الساحة ، ونجح كبار قادته وهم من الصرب - بطبيعة الحال- في نهب معظم أسلحته الثقيلة لتكون هي عصب أسلحة الجزارين الصرب على حساب المسلمين الذين أُخذوا على حين غِرَّة دون أي استعداد مسبق للقتال . يقول الصربي يوفوستيفا نوفيج – وهو من مواليد 1952 بقرية لو نجار التابعة لبلدية أوراشي : استدعاني الجيش الاتحادي اليوجوسلافي للخدمة، وتم تزويدي مع أقراني بـ 120 قطعة سلاح من مخازن الجيش الاتحادي ، بالإضافة إلى 16 دبابة جاءوا بها من مخازن مدينة" بيرجكو"، ومعها أطقمها المدربة من الجنود الصرب . حتى كبار السن تم تسليحهم ببنادق من نوع م 48 . وقد أشركني رجال (أركان) في عملياتهم، وكان منوطاً بهم عمليات التصفية والإبادة الجماعية والحرق والنهب والاغتصاب . وتوليت قيادة 65 رجلاً تابعين لمجموعة (أركان) ذات التدريب عالي المستوى في إسرائيل ، وقمنا بقتل كل من وجدناهم من غير الصرب بالمنطقة . قتلت الكثيرين بإطلاق الرصاص عليهم، وقتلت عجائز أيضاً، إحداهن قتلتها بضربة فأس في عنقها . وقد رأيت الآخرين من رفاقي يفعلون نفس الشيء . وكان معي قتلة متخصصون يسميهم باقي الجنود (بالذئاب) وكثير منهم جاءوا من صربيا وآخرون من بلدة " بيلينا" وهي أول مدينة بوسنوية تعرضت للمذابح والإبادة الجماعية . أما الجزار الصربي سفتين ماكسيموفيج – 23 سنة- من مدينة" بيرجكو" فقد التحق بالجيش الصربي منذ بداية المعارك . وقد قتل هذا السفاح وحده 80 شخصاً في يوم واحد فقط!! كما اغتصب 12 فتاة تتراوح أعمارهن ما بين 10 إلى 25 سنة، ولم يكتف بذلك فاغتصب أيضاً امرأة عمرها 60 سنة، أي في عمر جدّته تقريباً بأمر مباشر من بوقدان مارجيج المسئول العسكري الأول في منطقة بيرجكو!! ويشرح المجرم الذي كانت مهمته حراسة الأسرى من النساء والأطفال والعجزة أسلوب عمله البشع في قتل هؤلاء المساكين ببساطة شاذة !! فلم يكن الأمر يكلفه أكثر من ضربة بالمطرقة على رأس المطلوب قتله ، فيغمى عليه ، ثم يذبحه الجزار بغرز السكين في رقبته ويتولى الآخرون إلقاء الجثث في نهر السافا . وكان المعسكر يحتوي على أكثر من 400 شخصاً لقي أغلبهم حتفهم بهذه الطريقة البشعة !! . وذات المهمة القذرة كانت منوطة بالمدعو سلوبودان بانيج – 24 سنة - الذي كان ضمن طاقم حراسة المعتقلين في بلدة "لوكو" على نهر السافا . وتتميز هذه البلدة بوجود مخازن كثيرة بها استخدمها الصرب لإيواء المعتقلين من النساء والأطفال والعجائز . وقد تلقى بانيج أمراً من مجموعة شليشيلي وأركان المعروفة بقتل أربعة من المعتقلين دفعة واحدة . وكان القاتل يسحب الضحية حتى مجرى النهر حيث يضربه بالمطرقة على مؤخرة رأسه فيغمى عليه ، ويسقط في النهر فتسحبه المياه إلى القاع ليلقي حتفه غرقاً . ويعترف بانيج بأنه اغتصب 5 فتيات صغيرات، إحداهن كان عمرها 13 سنة وأخرى 14 سنة وثالثة 16 سنة، واثنتين عمر كل منهما 20 سنة . وقد رأى بانيج الآخرين يغتصبون الفتيات الخمس مرات عديدة بعد ذلك ، ثم قُتلن ذبحاً بواسطة جماعة أركان الإرهابية . ويتهم بانيج الجيش الاتحادي بأنه هو المسئول الأول عن المذابح والاغتصاب ، لأنه هو الذي كان يوزع الأسلحة على الصرب ويأمرهم بتصفية المسلمين . وكان من المألوف أن يجهز الصرب على الجرحى ذبحاً بالسكاكين لتوفير الذخيرة من ناحية، وبث الرعب في قلوب المدنيين من ناحية أخرى !! وهناك أكثر من حكاية سمعتها من الفارين من البوسنة، عن نساء حوامل وضعن في الطريق نتيجة للتعب والإجهاد، وبعضهن حدث لهن سقوط حمل وهن في الشهور الأولى ! حالات كثيرة من هؤلاء كن يمتن لعدم وجود العناية الطبية والغذائية في طريق وعر طويل وملئ بالأخطار ..ويبدو أن التاريخ يعيد نفسه، ففي المذابح الشهيرة التي ارتكبتها العصابات الصربية عام 1942 م حدثت ذات الجرائم ضد المسلمين المساكين. ولكن ماذا عن الحوامل اللائي وقعن في أيدي صربية ؟! أجابت الفتاة المسلمة "سـاد" التي كانت ترقد في مستشفى "سلافونسكي برود" - في حالة صحية ومعنوية تعسة- عن هذا السؤال من واقع تجربة مريرة عاشت فصولها الحزينة، ثم استطاعت الهروب في النهاية، وإن لم تهرب من آثارها ! . لقد تمكنت الميليشيات الصربية من اعتقال " ساد " وتم إيداعها معسكر السبايا بالمنطقة التي يسكنها الصرب ويسيطرون عليها في أطراف مدينة "بوسنسكي برود"، وهناك رأت الأهوال ..هتكوا عرضها وعرض العشرات غيرها، وكانوا يعرونهن من ملابسهن، ويمارسون ضدهن أبشع أنواع التعذيب الجسدي الوحشي .. وكانوا يختارون بعضاً منهن ويقومون بتقطيع أثدائهن! (لم يثبت أن الرومان قطعوا أثداء الجواري) !! . أغلقت "ساد" عينيها وكأنها تحاول الهرب من ذكريات هذه الأهوال ، ثم أضافت : "كنت أرى الحوامل وقد وقفن صفوفاً لا يستر أجسادهن شيء. ثم يبدأ الأنجاس في بقر بطونهن والتمثيل بالأجنة. كنت أسمع صرخات من لم يأتها الدور بعد ، بعضهن يستعطفن ويسترحمن، ولكن كان هؤلاء وحوشا نزعت من قلوبهم الرحمة"!! هل بَقْر البطون وقتل الأَجِنَّة عمل مسيحي متحضر ؟!! . أغلقت "ساد" عينيها وراحت تنتحب في بكاء هستيرى متواصل ، فطلبت مديرة المستشفى من الصحفيين الكف عن الحديث معها، فقد كانت حالتها خطيرة ، وتكرار الحديث فيما جرى لها يزيد الطين بلة. وقد بلغ عدد شهداء البوسنة والهرسك أكثر من 250 ألف شخص ، فضلاً عن مئات الألوف من الجرحى والمعوقين ، وتدمير عشرات الألوف من المساكن والمدارس والمساجد ، واغتصاب 40 ألف امرأة وفتاة، بعضهن لم يتجاوز العاشرة من العمر!!! وفي المقابل لم يرتكب مسلم واحد جريمة اغتصاب واحدة لأسيرة صربية أو كرواتية فى المناطق التي حررها المسلمون بعد ذلك ، وهذا هو الفارق بيننا وبين أدعياء الحضارة المسيحية الغربية (*) . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (*) لمزيد من التفاصيل حول الحرب في البوسنة راجع كتاب حمدي شفيق: دموع سراييفو – ملحمة البوسنة والهرسك – طبعة القاهرة 1993م. |
|
|
|