|
إن الجبال من الحصى
|
|
|
|
إن الجبال من الحصى
العاقل اللبيب يحصي على نفسه عيوبها، ولا يحتقر شيئاً من ذنوبه مهما صغر في عينه
على حد قول ابن المعتز:
لا تحقرن صغيرة إن الجبال من الحصى
وفي مقابل ذلك نرى العاقل لا يجمع أخطاء الآخرين في حقه، ورعوناتهم التي تكون عن قصد
أو غير قصد؛ لأنه إن فعل ذلك اجتمع عنده ركام من الهموم، والغموم ما هو كالجبال،
وهو -في حقيقته- كثيب مهيل؛ فلا يلبث أن ينغص عليه حياته، ويكدر صفوه.
ولو تتبع الإنسان ما يصدر منه من أخطاء أو تقصير، واسترسل مع أوهامه، وسوء ظنه - لما بقي له أحد إلا نفسه التي بين جنبيه.
والذي تقتضيه الحكمة، وحسن العشرة - أ لا يجمع المرء على نفسه ما يكون من حماقات، أو تصرفات
تصدر من الآخرين بمقتضى طباعهم، أو غفلتهم.
بل عليه أن يحسن الظن، ويتغاضى، ويتغافل ما دامت تلك الأخطاء لم تقف حجرة عثرة في طريقه.
فإذا كانت كذلك أخذ في معاجلتها بالتي هي أحسن.
|
|
|
|
|
|