البدراني والنفض الفكري

من اللحظات الممتعة في الحياة أن ينفض الإنسان غبار الفكر كلَّما تراكم, لكنّ غبار الفكر هذا سيظل على حالته إن لم يلتق الإنسان بمن يعينه على عملية(النَّفض الفكري)الصحية لكل ذي لب.

وفائز بن موسى البدراني الحربي المؤرِّخ والكاتب والباحث والنَّسابة هو من أولئك الرجال الذين يبحث عنهم طلَّاب العلم والمعرفة لتعاطي الحوار البناء معهم.

وحين التقيت الأستاذ فائز البدراني لم أكن كغيري فقد كنت أحمل الكثير من الحب والأسئلة لثقتي بغزارة علم الرجل وثراء تجربته, وقد وكان لتواضعه ووقاره وحسن استماعه دور في نجاح الحوار معه.

لم أسأله عن حمد الجاسر لكنه ذكر رأيه في بعض ملامح منهج شيخنا الجاسر في التوثيق؛ حينها كان للحس الصحفي دور في إلقاء النظرة الصحفية على الخلاف فاستأذنته بنشر ما سمعت, وكان ما كان من نشر الخبر التقرير.
لقد نشرت الخبر وكنت كمن رمى حجراً في نهرٍ صافٍ, فلم أكن أعلم أن رأي البدراني هذا قد أثير من قبل حتى قرأت مقاله المنشور في جريدة الجزيرة.

وإنْ كنتُ قد وصلتُ إلى نقطةِ اختلافٍ محمودةٍ معه؛ وهي النتيجةُ الايجابيةُ لكل حوارٍ بنَّاء؛ فإنَّه سيبقى رغم اختلافنا علَمَاً من أعلام المعرفة, وأستاذاً قديراً من أساتذة علم الأنساب في عصرنا.

وإن الناظر في سيرةِ الأستاذ فايز البدراني ليقف إكباراً لهذا الرجل العصامي فهو من المؤرِّخين الأصيلين الذين تتلمذوا على الكبار ثم سلكوا طريق العلم والمعرفة بشخصيةٍ علميةٍ مستقلةٍ.

أرجو أن يوضع اختلافي مع الأستاذ فايز في الدائرة الصحيحة, وأن يتم تجاوز الهفوات ـ إن وجدت ـ إلى النقاش الأصل لتتحقق الفائدة للجميع.

وليعلم الأخوة الذين فهموا الموضوع بشكل افسد الحوار البنَّاء الصحيح أنَّ البلاد والعباد تجاوزوا هذا الفكر بمراحل, لكنَّ رحمة الله قضت أن أعرف الكثير من خلال هذه المعركة الأدبية :

جزى الله الشدائد كل خير* وإن كانت تغصصني بريقي.
وما شكري لها إلا لأني * عرفت بها عدوي من صديقي

المصدر
http://www.alweeam.com/news/articles...ow-id-1011.htm