روائع شعريه |
روائع الكسرات |
|
||||||||||
الـــمـــلـــتـــقـــى الــــــــــعــــــــام [للنقاش الهادف والبناء والمواضيع الاسلامية والعامه] |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
12-10-06, 06:03 AM | #1 | |
عــضــو
|
الوسواس القهري
يا الله 'واحد من كل أربعين' الحمد لله!!! [1]
رئيسية :عام :الاثنين 3 جمادى الأولي 1425هـ - 21 يونيو 2004 م مفكرة الإسلام : من العجيب اختلاف مواقفنا من الإحصائيات تبعًا لاختلاف مواقعنا منها، من حيث علامة هذه الإحصائيات لواقع حياتنا أو مشاكلنا من عدمه، ومنها هذه الإحصائية التي بين أيدينا والتي أن خمسة وعشرين من كل ألف، أو واحد من كل أربعين، أو ثلاثة من كل مائة من الأفراد في مجتمعاتنا يعانون من الإصابة في مرحلة من مراحل حياتهم بمرض الوسواس القهري، وهي نسبة ستظهر لغير المصابين بهذا المرض مفجعة وغير متوقعة. وليس ذلك إلا لأن كثيرًا من المصابين بمرض الوسواس القهري يعانون منه في السر ولا يبوحون به ولا يطلبون العلاج منه، والبعض منهم لا يشعر بإصابة بهذا المرض أساسًا، ويعتقد البعض الآخر أن هذه الصورة التي هو عليها صورة طبيعية، فيبدأ بإقناع نفسه أن هذا هو قدر الله ـ تعالى ـ عليه، وأنه يلزم التكيف معه وخلافه، أما بالنسبة لمرض الوسواس القهري فتبدو هذه النسبة كذلك بالنسبة لهم مفاجئة 'الحمد الله' للدلالة على مدى انتشار المرض بين أفراد المجتمع. وبالتالي يتحدد موقفه من هذه الإحصائية بحمد الله تعالى أنه ليس وحده المصاب، فلا يصاب بالإحباط أو يفقد الأمل في العلاج. ولكن المشكلة الحقيقية هنا ونحن نخاطب مرض الوسواس القهري هي أنه من الأمراض السرية المتكلم عليها من قبل المريض نفسه, فهو لا يكشف بسهولة عن الحجم الحقيقي لمعاناته اليومية خشية السخرية منه أو الاستهزاء به ممن حوله، ويكون ذلك من الأسباب الرئيسية في ضعف إمكانية وصول العلاج إليه، والتواصل المستمر معه لتحقيق الشفاء وهو من أسباب استفحال المرض، فالمصاب لا يبوح به إلا بعد مرور مدة طويلة على الإصابة به قد تصل إلى سنين من المعاناة والمحاربة لهذه الظواهر، مما يلزم بذل مجهود مضاعف للتخلص من آثار هذا المرض المرهق. ـ إن حديثنا عن مرض الوسواس حديث سيستفيد من الجميع بإذن الله تعالى, فأولهم استفادة المرض بالوسواس، فإن كان يعالج عند الطبيب النفسي المتخصص فهذه المقالات ستساعده في تحقيق المزيد من فهم طبيعة هذا المرض ليكون أقدر على مقاومته، وأما إن كان ممن يرفضون العلاج النفسي، أو ينفرون منه لأي سبب من الأسباب: ـ سواء أكان طبيعة المجتمع وتصوره عن الطبيب النفسي. ـ أو لغيره من الأسباب. فلا شك أنه سيستفيد في فهم ما الذي يحدث له؟ وكيفية الخلاص منه؟ وثانيًا: سيستفيد منه كذلك الأسرة والأصحاب المحيطة بمريض الوسواس القهري حيث سنبين لهم ما دورهم الممكن تقديمه للأخذ بيد هذا القريب أو الصديق لمساعدته على تخفيف الآثار السلبية لهذا المرض، ومن ثم إعانته على الشفاء بإذن الله تعالى. أخي القارئ: إنني أدعوك كي ترافقني في رحلة قصيرة نضع فيها مجموعة من المبادئ المتفق عليها فيما بيننا حتى يمكننا أن نصل معًا على بر الأمان وتحقيق الشفاء من هذا المرض. وهذه الرحلة يمكن لنا عنونتها بـ 'بيان المصطلحات وتحديد الفروق بينها'. إنها عملية إزالة الخلط بين المسميات المختلفة واللبس الواقع عندك وعند الآخرين، لأنه سبب رئيس في تأخر العلاج وتحقيق البرء التام بإذن الله تعالى. ومن أمثلة ما يحدث فيه الالتباس ويجب توضيح معالمه الفرق بين الوسواس الشيطاني والوسواس القهري، وكيفية المقاومة لكل واحد منها. وما حقيقة مسئولياتنا عن هذه الوساوس؟ وهل نحاسب عليها؟ وما حقيقة دور الطبيب النفسي في هذا المرض؟ وكيف نواجه نظرة المجتمع العربي إلى الطبيب النفسي على أنه طبيب لا تستحب زيارته؟ وهل يصلح المنهج التسكيني لعلاج لهذه الوساوس؟ وما هي التعبيرات السليمة لوصف حقيقة ما يحدث؟ ولماذا نحن بالذات من أصبنا بهذا المرض؟ ما هي حقيقة توصيفه؟ أهو بلاء أم عقاب أم ماذا؟ هل من الممكن الشفاء من هذا المرض؟ وكم من الوقت يلزم لحدوث درجة من التحسن معقولة؟ وما هو مقياس التحسن من عدمه؟ كل هذه الأسئلة وغيرها تدور في العقول والأذهان، ولا بد الإجابة عليها لأنها تبنى تصوراتنا حول هذا المرض، وكيفية التعامل معه، ومن ثم استخدام ما نراه أفضل طرق العلاج، وأهم ما ينبغي لنا فهمه أننا منذ الآن سنحاول الحصول على جزء كبير من الثقافة الطبية النفسية كي يمكننا فهم هذا المرض، وسنضطر لا محالة للدخول وتفكيك بعض المصطلحات العلمية الطبية حتى نفهم ما نحن بصدد الكلام عنه. الوسواس الشيطاني: هذا الوسواس ذكر العلماء أن له نوعين رئيسين وكلاهما يمكن التغلب عليهما بالاستعاذة وبذل بعض الجهد هما:ـ 1ـ وساوس تدعوا النفس إلى ما تشتهيه من المحرمات وتتلذذ به وتحبه: كالزنا ومقدماته من إطلاق البصر وغيره، وكذا السرقة والظلم بأنواعه، والاستماع المحرم، والغيبة والنميمة وخلافهما. وقد تنشأ من خطاب النفس أو من البيئة المحيطة التي تدفع إلى توارد هذه الخواطر. وهذه الوساوس والأفكار غالبًا ما تتنوع في أشكالها، وترتبط بالمستوى الإيماني والعبادي للشخص، ونوعية الصحبة المحيطة، ومدى انشغال النفس بهذه الأمور أو بغيرها مما يصرف الذهن عن هذه المحرمات. ومن راودته نفسه في ذلك وطاوعها فهو عرض لسخط الله تعالى وعقوبته. وفي مقدوره الامتناع الكامل عن الاستجابة لآثار هذه الوسوسة فهذا كل حظ الشيطان منه: {وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلاَّ أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ} [إبراهيم:22] وعلاج هذا النوع يكون بالذكر والاستعاذة وتعظيم حرمات الله تعالى والاستغفار وحسن الصحبة والانشغال بالأهداف الحقيقية لخلق المسلم. 2ـ وسواس الشك سواء في الوضوء أو الصلاة أو غيرها من العبادات بالزيادة أو النقص: والأصل أن لا يتكرر إلا بشكل متقطع، وعلى مدد متباعدة نسبيًا، وهذا من الشيطان. وعلاجه الاستعاذة والالتزام بالعلاج الشرعي المتمثل في البناء على اليقين، وأن اليقين لا ينفي الشك فينظر ماذا يتيقن، ففي الوضوء مثلاً إذا شك في نقضه فهو يبني على اليقين وهو الوضوء، فلا يأبه بالوسواس. وهذا مصداق حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ورد في رواية أبي داود، قال صلى الله عليه وسلم: 'إذا أتى الشيطان أحدكم فقال له: إنك قد أحدثت فليقل له: كذبت إلا ما وجد ريحًا بأنفه أو سمع صوتًا'. والاستجابة لهذه الوساوس بدعوى التيقن والتأكد هي مخالفة صريحة للسنة النبوية، وفتح الباب للشيطان ليدخل. وهذا النوع قد يتحول إلى وسواس قهري بفعل تجاوب الشخص معه، وهذا الاستمرار في التفاعل الإيجابي بتنفيذ ما يشك فيه، وعدم الالتزام بالعلاج الشرعي. ـ وماذا نعني بالوسواس القهري؟ هذا ما سنعرفه في الجزء الثاني من المقال. إعداد :فريق الاستشارات التربوية بموقع مفكرة الإسلام |
|
|
|