روائع شعريه |
روائع الكسرات |
|
||||||||||
الـــمـــلـــتـــقـــى الــــــــــعــــــــام [للنقاش الهادف والبناء والمواضيع الاسلامية والعامه] |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
01-06-08, 04:04 PM | #1 | |
عضو نشط
|
العـــــــــاصفه
اتمنى ان ارى ارائكم وتعليقاتكم
لا اطيل عليكم اقفل الباب خلفك يدخل ولا يقفل باب الغرفة جيدا ً . _ هلا أقفلت الباب خلفك تفضلا ً ؟ _ لماذا , لا يوجد بالمنزل سوانا ؟ _ إن لقلبي طقوس لا أحب أن تخرج خارج غرفتي . _ أنت معقد الحياة ... وينفخ باشمئزاز . أما أن لك ان تحكي قصتك ً :؟؟؟؟ ( أولئك الذين لا يُحكمون إغلاق الباب خلفهم , هم أكثر البشر تركا ً لأبواب قلوبهم مشرعة والريح ). *** كانوا ثلاثة صبية يعتلون عاصفة الشمس كل ظهيرة , ويحلقون بأجنحة حقائبهم إيابا ً نحو المنزل , في تمام الساعة الحادية عشر من كل يوم . ويقف المنزل على أطراف أصابعه , متأهبا ً لعودة الملائكة وقد أنجز لهم جنتهم : طعام الغداء , وبرامج الظهيرة المخصصة للأطفال , وحضن أم متلهفة الإذن لالتقاط التفاصيل التي زادت في خبرات ( محبوبها ) المدلل . يركضون متسابقين نحو منازلهم المتقاربة , و أحواش المنزل تمنعهم من رؤية الواصل أولا ً ؛ فكان من يسبق يصرخ عاليا ً : لقد فزت ... وكانوا لا يغشون . يرسم الشغب خطوطه العميقة في راحات أيديهم , وتلمع عيونهم بحكايات مردة , مختبئين في انتظار الوهلة المناسبة . وكانوا أبناء عم , آبار أسرار لبعضهم , مخبأ للبوح وركام ذكريات مشتركة . غير أن فيصل كان الأكثر شغبا ً فيهم , مندفع بحيث لا يتهود , ومن عينيه يجري نهر طاقة . أمي ابي لقد عدت , أنا جائع : يصرخ , راميا ً لحقيبته عند عتبة الباب .. هل أقفلت باب الشارع يا حبيبي ؟ لا . لماذا لا تقفل الباب خلفك , و دائما ً ؟ أوه , ليس هذا بشيء ضروري يا أمي , ويستلقي على بطنه يشاهد ( الكراتين ) .. في انتظار غدائه. تمضي أمه لإقفال الباب , وهي تعلنها له : ( هذا يعني أن غدائك سينتظر بمقدار الوقت الذي سأقضيه في إقفال الباب بدلا ً عنك في كل مرة , كم مرة قلت لك أن الأغنام ستدخل لمزرعة أمك فتفسدها إن لم تقفل الباب ؟ ) . ويتأوه فيصل : نسيت , ألا ينسى الواحد منا , سنأكل أولا ً ثم سأقفله ؟ فتقول له والدته : لا , إن من لا يتعلمون من تجاربهم , ستكرر لهم الحياة درسها حد الإتقان .... ثم استدركت تكلم نفسها بصوت مسموع : لكن بعض التجارب واحدة , وفيها يكون الموت . وتمضي الأيام تعزف على نغمات متباينة , وتنقضي سنة كاملة وهي تجر خلفها فوج من العقارب , لساعات قد ولت , وفيصل على حاله لم يتذكر يوما ً أن يغلق باب منزله , ولا يوما ً كفت الأغنام عن زيارة مزرعة أمه , إن لم يكن في الظهيرة , ففي العصر . حيث ينسى إغلاق الباب خلفه , عند استغراقه لعبا ً مع أبناء الحي . وصافح الصبية الثلاثة كف الصف السادس , وتوغلوا في العمر يكبرون , و اعتلت ظهورهم : ساعة دراسية أخرى بأثقالها , فأثقلت خطى عودتهم للمنزل حتى الثانية عشر ظهرا ً. و في آخر يوم من أيام الدراسة قبل موعد الاختبارات النهائية بأسبوع , والبيت يتأهب لاستقبال ملائكته , تآمرت الساعات فلسعت سكينة البيوت الثلاثة بعقرب الثالثة عصرا ً , وهي تعلن ببرود رتيب أن المدى لا ينبأ بقادم , و كان الجو عاصفة , والملائكة تأخرت عن موعدها الموقوت لإنزال السكينة , فأصبحت قلوب الأمهات فراغ . والأطفال كما عادة الملائكة ذهبوا لاكتشاف إرادة الله , وهم يركضون خلف الأعاصير التي جاءت بها العاصفة لقريتهم . تحدى كبيرهم أن هذا غضب قد أنزله الله , وقد أحرقوا كلب الجيران بالأمس , ونادهم من خلف جانبه الأيمن وهو يركض عائدا ً للبيت : فلنعتصم بقلوب أمهاتنا , فإن الله لا يعذب الأمهات ! . وأصر أصغرهم : فلنراقب من بعيد . لكن فيصل كان يسخر قائلا ً: إن هذا الإعصار مجرد اجتماع للعفاريت , وهي تثير الغبار كلما كان عندها فرح , أو ألم بهم الموت , فهل تخافون من العفاريت ؟ وركض يفتح للإعصار ذراعيه , وقال في جذل : إني لصاحبكم , فيا عفاريت الأرض خذوني لأسفل حيث تسكنون . عاد الطفلين وذهب فيصل , وهو يكتشف تجربته الوحيدة !. ثم اختمت ملاحظتي بنقطة . |
|
|
|