روائع شعريه |
روائع الكسرات |
|
||||||||||
الـــمـــلـــتـــقـــى الــــــــــعــــــــام [للنقاش الهادف والبناء والمواضيع الاسلامية والعامه] |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
18-01-08, 04:31 PM | #1 |
عضو برونزي
|
اختي المطلقه لا تظلمي نفسك !
أختي المطلقة.. لا تظلمي نفسك
إنسان تعرض للضربات الموجعة، من الطبيعي أن يحاول تضميد جراحه وتطهيرها ومنع حدوث أي مضاعفات والتأكد من حسن علاجها وأن يستمد من التجربة قوة إضافية تمده على حسن التعامل مع أي ضربات مستقبلية، فضلا عن تقوية مناعته حتى يصبح أكثر قدرة على إجهاض أي ضربات أولا فأول وعدم السماح لها بالتغلغل في حياته. لكن هذا الإنسان لم يتخذ هذه الخطوات الإيجابية، ولم يكتف بذلك بل راح يكيل لنفسه ضربات أخرى أكثر إيلاما، وكأنه لا يكفي ما أصابه بأيدي الآخرين. وقد يلجأ هذا الإنسان إلى ما هو أسوأ وهو ترك الجروح ظاهرة للعيان وعدم علاجها ليستدر عطف الآخرين. ربما كان ما سبق هو الوصف الدقيق لما تفعله نسبة غير قليلة من المطلقات في عالمنا العربي، حيث لا تكتفي الواحدة منهن "بوجع" الطلاق، فالطلاق محنة بلا أي جدال حتى لو كانت المرأة هي التي طلبته وألحت عليه، ونحن هنا لا نتحدث عن المرأة التي تطلب الطلاق لتتزوج بآخر، فهي خارج حدود اهتماماتنا، ولكننا نقصد المرأة التي كابدت آلاما لم تعد تقوى على الاستمرار في تحملها وقررت إنهاء زواجها حتى تنجو بما تبقى من عمرها وحتى تستطيع إكمال رسالتها في الحياة سواء تجاه نفسها أو أولادها أو مجتمعها أيضا. "فاتورة" باهظة ولنتوقف عند ما قالته إحدى المطلقات إذ تدافعت منها الكلمات دون أن يبدو أنها تمتلك القدرة على إيقافها، قالت: كنت أخاف من الطلاق، وطالما بكيت لزوجي السابق واستحلفته بكل ما هو عزيز وغال أن يراعي الله في وأن يحسن معاملتي، وكنت أموت رعبا من فكرة أنني سأصبح مطلقة ذات يوم، وكان زوجي يهددني بالطلاق فكنت أرد عليه بالبكاء الصامت، لكن تغيرت الأحوال تماما بعد تماديه في غيه، وأصابتني العديد من الأمراض الجسدية الناتجة عن الضغوط النفسية، واكتشفت أنني وأولادي ندفع يوميا بل وفي كل لحظة فاتورة باهظة جراء الاستمرار في زيجة فاشلة، وكان قراري بالانفصال وسط دهشة الجميع وأولهم زوجي. لم تستطع التوقف لالتقاط أنفاسها وراحت تلهث وهي تواصل كلامها قائلة: ومع ذلك لم يرحمني الناس وتعاملوا معي وكأني مجرمة يجب محاكمتها كل ثانية ورحت بكل قواي أدافع عن نفسي دون الإساءة لزوجي بقدر الإمكان لأنه والد أبنائي. ولم أستطع الفوز بصك الغفران لجريمتي -من وجهة نظرهم- وأنهكت قواي، وغزا الحزن حياتي، وانعكس ذلك بالسلب على علاقتي بأولادي، وعلى صحتي الجسدية وكأنني خرجت من سجن عذاب الزواج الفاشل إلى سجن الطلاق وهو أكثر ضيقا منه، وبالرغم من عدم ندمي على اتخاذ قرار الطلاق فإنني أتنفس الإحباط لعدم وجود مساندة اجتماعية قوية كنت أنتظرها وأحتاجها بشدة لكن الجميع خذلوني ولم أجد من يشد على يدي ويحترم شجاعتي وإنقاذي لما تبقى من حياتي وحياة أبنائي. ولأمثال هذه السيدة وهن كثيرات نقول: كان يجب أن تكوني أولى المحتفلات بنجاتك من حياة تعيسة، والخروج من سجن زواج فاشل، ولو فعلت ذلك لتنفست الثقة بالنفس ولأدركت حقك في استراحة نفسية تستحقينها بلا شك بعد إنهاك زواج تعس وصراع طويل في اتخاذ قرار طلب الطلاق خوفا من آثاره ثم استجماع شجاعتك وكان يجب عند الانتهاء من هذه المعركة (الصعبة بالفعل) عدم الدخول في معركة أخرى لإثبات أحقيتك في طلب الطلاق، فهي معركة فاشلة بكل المقاييس، لأن الناس لن يعطوك صك البراءة الذي تحلمين به، فلا أحد يحب تشجيع الطلاق لما له من آثار سيئة، هذا في الوقت الذي لا ينفي أحد أن الزواج الفاشل قد يكون أكثر ضررا من الطلاق. ونرفض أيضا سعي المطلقة رغما عنها إلى إثبات غدر زوجها وأنها لم تقصر في حقه فهي تسيء إلى نفسها قبل أن تؤذي زوجها، كما أن شهية الناس للاستماع إلى تفاصيل الطلاق لا تقف عند حد، وهم يفعلون ذلك من باب إرضاء الفضول وأحيانا للاعتبار والرضا بما لديهم وليقول كل واحد أو واحدة منهم: الحمد لله أنا أفضل حالا من غيري. فهل هذا ما ترضاه أي مطلقة لنفسها، أن تصبح مادة للحديث ووسيلة برؤيتها يرضى كل إنسان بمتاعبه في الحياة. تحدٍّ أم عبء كما نتمنى أن تكف كل مطلقة عن ظلم نفسها ويكفيها وجع الطلاق، ونتمنى أن تحاول قدر طاقتها اختزال هذا الألم إلى أقل ما يمكن، وأن "تجاهد" نفسها لترميم أي خلل في حياتها بعد الطلاق، مثل "اضطرارها" إلى الاعتماد على نفسها للقيام ببعض المسئوليات المادية أو المنزلية التي كان يقوم بها زوجها، ولكي تنجح في ذلك بدرجة هائلة عليها أن تنظر إلى هذه المسئوليات نظرة إيجابية وأن تكف عن النظرة السلبية المعتادة وهي الأكثر شيوعا بين المطلقات، حيث صارحتني العديد منهن بأنهن يعتبرن هذه المسئوليات أعباء ضخمة ألقيت فجأة على كواهلهن، وهن في أمس الحاجة إلى الراحة النفسية والجسدية بعد معركة الطلاق. نود لفظ هذه النظرة السلبية لأنها تشكل أكبر عائق معنوي لتقليل الخسائر من الطلاق، وتقلل من قدرة المطلقة على التعامل "الذكي" مع واقعها الجديد. ويجب أن تستبدل بهذه النظرة نظرة أخرى إيجابية تؤكد ثقة المرأة في نفسها، وأن تردد لنفسها: حسنا سأعتبر هذه المسئوليات الجديدة تحديا لي، وأقبل بهذا التحدي بنفس راضية "تماما" وبروح تواقة إلى فعل أفضل ما يمكنني في أقل وقت ممكن وبأحسن ما لدي من إمكانيات وسأستعين بالخالق الرحمن الرحيم ولن يخذلني أبدا، وسأتذكر دوما أن هناك الملايين من النساء في العالم كله يقمن بهذه المسئوليات إما لعجز الزوج أو لوفاته أو للطلاق وأنني لا أقل عنهن بأي شكل من الأشكال. وعلى المرأة أن تدعم نفسها بتذكر أن قيامها بهذه المسئوليات سيضيف إليها الكثير ويكسبها خبرات واقعية تنمي شخصيتها وتدعم من قدرتها على مواجهة أية تحديات مستقبلية، فضلا عما يكسبها من نضج يفيدها بالتأكيد في تنشئة أولادها وإكسابهم خبرات حقيقية عن الواقع كما هو بالفعل وليس كما نتصوره أو نتمناه. فإذا ما أدركت المرأة مزايا تحملها لهذه المسئوليات الجديدة ونظرت إلى المكاسب المتوقعة منها -أي الجانب المضيء منها- لأمدها ذلك بقوة هائلة تدفعها إلى تخطي الصعاب الموجودة بها وهي سعيدة ولسان حالها يقول: لا توجد حياة بدون بعض المشاق وأنا ذكية للدرجة التي تمكنني من الاحتفال باجتيازي لها ولن أتوقف عند معاناتي بها، فالألم يمضي إلى حاله عندما نصر على طرده من حياتنا، بينما يمكث (ويسيطر) على حياتنا عندما نطيل التفكير فيه. للمطلقة الذكية فقط ويجب أن تتمتع المطلقة بالثقة بالنفس وألا تتعامل مع نفسها وكأنها متهمة عليها إثبات براءتها أيضا، وأن تكف عن إهمال مظهرها لتنفي طمعها في أزواج الأخريات، أو رغبتها في إقامة علاقات عاطفية، والأذكى أن تصون نفسها وأن تحرص على المظهر الجيد والمحتشم أيضا، وأن تثق في أنها تستطيع وبكل بساطة -وبدون تشنج أو عدوانية- صد أي طمع من الرجال ضعاف النفوس. وعليها إذا ما تعرضت لذلك ألا تنكفئ داخل نفسها وتردد بداخلها ما سمعته من الكثير من المطلقات: لولا طلاقي لما طمع فيّ هذا الرجل وأمثاله، وأنا لم أعد مثلما كنت المرأة التي يعمل لها ألف حساب، من الآن فصاعدا ستكون مهمتي صد هؤلاء الطامعين، وتسرف بعد ذلك في رثاء حظها العثر، ولسان حالها يقول: ألا يكفي ظلم زوجي لي حتى يظلمني سائر الرجال، كم أنا مخلوقة تعسة. وبدلا من ذلك، على المطلقة الذكية أن تقول لنفسها: هذا رجل ضعيف النفس ولن أسمح له بإيذائي، وسوف أتجاهله وأردعه بحزم وقوة، ولن أتضايق ولو لحظة واحدة، فمثله لا يستحق أن أهدر ثانية من عمري بالتفكير فيه، وكونه حاول إغوائي فهذا دليل على ضعف أخلاقه وليس فيه ما يسوؤني، كما أن مثله سيحاول إغواء المتزوجات أيضا. وعلّي أن أتعامل مع نفسي كمخلوق كرمه الله وليس كإنسانة ناقصة تبالغ في تصوير أي محاولة لمضايقتها على أنها نتيجة لطلاقها حيث توجد ملايين من المتزوجات في العالم كله يتعرضن لمضايقات الرجال، فلماذا أتناسى ذلك وأضايق نفسي. على كل مطلقة أن تشعر بالحب والاحترام لنفسها وأن تتمتع بالتوازن الجميل في كل تصرفاتها ما أمكنها ذلك، وأن تسعى لتحسين حياتها بلطف وبتأن وأن تتجاهل كل ما يحول دون ذلك وأن تعيش كل يوم باستمتاع جميل بكل المباهج المشروعة وأن تدرك أن الحياة أجمل وأقصر من أن تهدر -ولو لحظات- في النظر إلى الوراء فالأفضل دوما هو تحسين الحاضر للفرح به ولصنع مستقبل أجمل أيضا تستحقه بلا أي شك. ويكفي ما عايشته من متاعب الماضي الذي يجب أن تتذكره فقط للفرح بالحاضر وتجاهل منغصاته إذا ما قارنتها بما كانت في الماضي ولسان حالها يقول: أنا راضية وسعيدة وهذا يريحني ويجعلني أكثر قدرة على (منازلة) الحياة بل والانتصار الساحق أيضا. اتمنى لكن الفائده |
|
|