الحملة الوطنية للتطعيم ضد مرض الحصبة

.عبد بن ناصر السدحان:
انطلقت قبل أسبوعين الحملة الوطنية للتطعيم ضد مرض الحصبة التي تنفذها وزارة الصحة لإزالة مرض الحصبة من المملكة خلال العام القادم (2008م) ومنع التفشيات الوبائية له بكافة المناطق والمحافظات. واعدت وزارة الصحة خطة شاملة لتحقيق هذا الهدف قبل الوقت الذي تم الاتفاق عليه مع منظمة الصحة العالمية للقضاء على هذا المرض بإقليم شرق المتوسط واعتمده وزراء الصحة بالإقليم وهو حلول العام (2010م) وتشمل الحملة كافة المدن والقرى والهجر بالمملكة. وتم تامين(9) ملايين جرعة من لقاح الحصبة ووفقا لوزارة الصحة فالحملة تستهدف(6.5) ملايين مواطن ومقيم من عمر(9) شهور وحتى (18) سنة.
شديدة العدوى
تعتبر الحصبة من الأمراض الشديدة العدوى. تصيب الجهاز التنفسي بسبب فيروس يطلق علية باراميكسوفيروس. كانت الحصبة عدوى شائعة في الماضي وأصبح التطعيم المضاد للحصبة متاحا منذ عام 1953م فقلل ذلك من انتشار المرض.
وغالبا ما تنتشر الحصبة في أواخر الشتاء والربيع. عندما يدخل الفيروس الجسم فإنه ينمو في الخلايا المبطنة للحلق والرئتين. ثم تنتشر العدوى في كل الجسم وتبدأ الحصبة بحمى تستمر أياما قليلة ثم يتبعها كحة ورشح واحمرار العينين. ثم يبدأ الطفح الجلدي على الوجه وأعلى الرقبة ثم ينتشر في باقي أجزاء الجسم. عندما يكح إنسان مريض أو يعطس فان الرذاذ ينتشر في الهواء ويمكن أن يهبط على الأسطح أو أن يصل إلى أنوف الآخرين وحلوقهم عندما يتنفسون ويمكن أن يبقى الفيروس نشطا إلى مدة تصل إلى ساعتين على الأسطح ويمكن أن ينتقل خلال هذا الوقت إذا لمسه الإنسان.
وأفضل طريقة للوقاية من الحصبة هي تعاطي اللقاح الثلاثي MMR ( الحصبة النكاف والحصبة الألمانية).
ويتناول الأطفال اللقاح الأول بعد العام الأول من الحياة في سن ( 12شهر إلى 15شهر) وثاني جرعة يتناولها الأطفال في سن الخامسة.
المضاعفات:
قد تؤدي الحصبة إلى التهاب الحنجرة.
@ والتهاب القصبة الهوائية والجدران الداخلية المبطنة لها.
@ التهاب الجهاز التنفسي لدى الأطفال مع ارتفاع درجة الحرارة والسعال.
@ حوالي 6إلى 20في المائة من المصابين بالحصبة تحدث لهم عدوى بكتيرية في الأذن والرئتين وواحد من الألف من المصابين بالحصبة تحدث لهم التهابات في المخ.
@ مشكلات الحصبة اثناءالحمل:
@ الحصبة يمكن أن تسبب الإجهاض أو انخفاض وزن الوليد.
@ يمكن كذلك أن تسبب في بعض الحالات النادرة التهاب عضلة القلب مما يمثل تهديدا للحياة.
@ ويمكن أن تسبب الحصبة انخفاض الصفائح الدموية وبالتالي الى تجلط الدم.
بالرغم من أن التطعيم قد قلل عدد حالات الحصبة بنسبة اكبر من 99% فلازالت تعتبر الحصبة مشكلة خطيرة وفقا للتقارير الطبية.
ويجب ألا نخلط بين الحصبة والحصبة الألمانية. فالحصبة الألمانية مرض آخر يسببه فيروس آخر وأعراض الحصبة الألمانية أخطر في الأطفال. وتطعيم كلا المرضين جزء من التطعيم الثلاثي ضد الحصبة النكاف والحصبة الألمانية) وهو المسمى MMR ويعطى غالبا للأطفال.
أسبابها ومخاطرها:
تحدث الحصبة بسبب فيروس باراميكسوفيروس وهو يسكن في الاغشية المخاطية في الانف والحلق للشخص المصاب ولا يظهر الطفح الجلدي كاملا إلا بعد أربعة أيام من حدوث أول طفح.
حدوث الحصبة نادر لان معظم الناس يتلقون اللقاح في سن مبكرة ومع ذلك فان الاختلاط مع الشخص المصاب قد ينقل العدوى للذين لم يأخذوا اللقاح أو أولئك الذين تناولوا جرعة واحدة ولم تتكون لديهم مناعة كافية ضد المرض. والاشخاص الذين يصابون بالحصبة تتكون لديهم مقاومة للمرض ولا يصابون به ثانية.
أعراضها وعلاماتها:
تظهر علامات الحصبة غالبا بعد التعرض للفيروس بفترة تتراوح بين 10و 12يوما وتبدأ الأعراض لدى المصابين بحمى حيث تصل درجة الحرارة من 39.4إلى 40.6درجة سيلزيوس. وتستمر لمدة تتراوح بين يومين وأربعة أيام. ويظهر الطفح الجلدي تقريبا بعد 14يوما من التعرض للفيروس "أو سبعة أيام بعد الحمى الشديدة" وتستمر لمدة تتراوح من 5إلى 6أيام. وقد يظهر الاحمرار على هيئة بقع مسطحة على الجلد أو على هيئة فقاعات حمراء ممتلئة بسائل وتكون حمراء اللون. وقد يصحب الطفح الجلدي بحكة. ويبدأ الطفح في الرأس ثم في الوجه وأعلى الرقبة. وبعد ثلاثة أيام ينتشر الطفح الجلدي في كل الجسم وفي الأطراف وفي النهاية يصل القدمين واليدين ثم يزول الطفح بعد أسبوع تقريبا بنفس التتابع الذي ظهر به.
أعراض أخرى قد تظهر:
@ بقع حمراء ذات مركز ازرق مبيض على الغشاء المبطن للفم.
@ التهاب الحلق.
@ ألم العضلات.
@ حساسية للضوء.
التشخيص والعلاج:
يجب أن يتم الاتصال بالطبيب مباشرة إذا ما توقعت حدوث الحصبة وخاصة في الطفل الصغير. ويمكن للطبيب أن يشخص الحصبة بمجرد النظر على الطفح الجلدي خلال الفحص الطبي.
وحيث إن الحصبة شديدة العدوى فان المرضى يجب أن يعزلوا عن الآخرين وخاصة خلال الأيام الأربعة التي تسبق والتي تلي الطفح الجلدي. حيث يكون الفيروس نشطا جدا ويمكن للمصاب العودة إلى المدرسة أو العمل بعد 7أيام أو عشرة أيام من الحمى واختفاء الطفح.
ويمكن التخفيف من الاعراض المصاحبة للحصبة بالتالي:
@ الراحة التامة بالفراش.
@ شرب المشروبات التي تساعد على تجنب الجفاف حيث ينصح بشرب الماء وعصير الفاكهة والشاي والليمون.
@ الأدوية التي تخفف الكحة وتهدئها.
@ الجو المرطب بالبرودة المبخرة أو رذاذ الماء في الغرفة قد تخفف الكحة والتهاب الحلق.
@ خفض الأضواء قد يستفيد منها المرضى الذين يعانون من حساسية الضوء وقد يساعد ارتداء نظارات الشمس في هذا الصدد.
@ مضادات الحساسية قد تخفف الحكة المصاحبة.
@ تهذب الأظافر أو يرتدي المريض قفازات إذا كان الطفل يهرش بشدة والمرضى الذين يعانون من العدوى البكتيرية مثل عدوات الأذن أو الرئة قد يتناولون مضادات حيوية.
طرق الوقاية:
أفضل طريقة للوقاية من الحصبة هي تناول التحصين الثلاثي "الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية". فالاطفال يجب أن يتناولوا أول لقاح لهم بعد ميلادهم الأول من 12إلى 15شهرا ويتناولون الجرعة الثانية قبل الحضانة في عمر الخامسة.
حوالي 95% من الذين تناولوا جرعة واحدة من التحصين سوف يكون لديهم مناعة ضد الأمراض الثلاثة. والجرعة الثانية تعطي المناعة لمعظم 5% الذين لم يحصلوا على المناعة في الجرعة الأولى لعدم استجابتهم. وليست هناك أية أعراض جانبية للتحصين. ولكن بعض الناس قد يصابون بارتفاع درجة الحرارة بعد التطعيم بمدة تتراوح بين 5و 12يوما وآخرون يصابون بالطفح الجلدي المتوسط..
هنالك أناس يجب ألا يتناولوا تحصين MMR بما في ذلك النساء الحوامل والاشخاص المصابون بنقص المناعة في حالات مثل السرطان والإيدز وكذلك الذين لديهم حالات حساسية خطرة للجيلاتين او النيومايسين. واماالمرضعات فيمكنهن تناول اللقاح بأمان.
الأطفال الذين لم يتناولوا اللقاح يمكن تناولهم في خلال 72ساعة من تعرضهم لفيروس الحصبة لإعطاء الوقاية ضد المرض. والحوامل والأطفال وذوي أجهزة المناعة الضعيفة الذين يتعرضون للفيروس يمكنهم اخذ حقن الجاماجلوبين. عندما تعطى هذه الحقنة في غضون 6ايام من تعرضهم للفيروس حيث ان المضادات الحيوية قد تمنع تطور الحصبة او تخفف من حدة أعراضها.
المصدر
http://www.alriyadh.com/2007/09/15/article279870.html