روائع شعريه |
روائع الكسرات |
|
||||||||||
الـــمـــلـــتـــقـــى الــــــــــعــــــــام [للنقاش الهادف والبناء والمواضيع الاسلامية والعامه] |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
16-05-07, 01:39 AM | #1 |
إداري سابق
|
طـريق الصحـابة ومن تبعهـم بأحسـان
الـســـلام عـلــيـــكـم أحبتي في الله لم يكـن طـريق الصحابة ومن تبعهم بإحسان معبَّـدًا ، مفروشًا بالزهور والورود ، بـل كان محفوفًا بالأخطار ، وكان الدخول فيها امتحانًا شاقًّا لا يجتازه إلا الهمم الشامخة ، والرؤوس العالية التي حازت الإيمان والإخلاص والمجاهدة والجهاد.
سَلُوا بلالاً وعمارًا ووالدَه =عنِ السلاسلِ والرَّمْضاءِ والأَلَمِ
مـر رجل بالمقـداد بن الأسود - رضي الله عنه - فقال له : طوبى لهاتين العينين اللتين رأتا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والله لوددنا أن رأينا ما رأيت، وشهدنا ما شهدت.فقال المقـداد : ما يحمل أحدكم على أن يتمنى محضرًا غيبه الله عنه لا يدري لو شهده كيف يكون فيه ، والله لقد حضر رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أقوامٌ كبَّهم الله على مناخرهم في جهنم ؛ إذ لم يجيبوه ، ولم يصدقوه ، أو لا تحمدون الله إذ أخرجكم لا تعرفون إلا ربكم ، مصدقين بما جاء به نبيكم وقد كفيتم البلاء بغيركم. والله لقد بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أشد حال بعث عليه نبي من الأنبياء في فترة وجاهلية ما يرون دينًا أفضل من عبادة الأوثان، فجاء بفرقان فرَّق به بين الحق والباطل ، وفرق به بين الوالد وولده ، حتى إن الرجل ليرى والده أو ولده أو خاله كافرًا وقد فتح الله قفل قلبه للإيمان ليعلم أنه قد هلك من دخل النار فلا تقر عينه وهو يعلم أن حميمه وقريبه في النار ، وإنها للتي قال الله : ( رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ ) لـقــد ضَحُّوا بالنَّفس والنفيس في سبيل الله. تحمَّلوا الجوع والعطش والبرد والأذى ؛ لخدمة هذا الدين. صبروا على الامتحان وآثروا العقيدة على نعيم الدنيا ، فتركوا أموالهم وعشيرتهم وأوطانهم وهاجروا فارين بدينهم ، فرضي الله عنهم وأرضاهم. استحقوا أن يخلِّد الله ذكرهم في كتابه بما وصفهم به من عاطر الثناء ، وحفظ لهم قدرهم في الأمة على مدى الزمان فإذا بأحدهم وهو : عبـادة بن الصـامت - رضي الله عنه - يقول للمقوقـس : وما منا رجل إلا ويدعو ربه صباحا ومساء أن يرزقه الشهادة ، وألا يرَّده إلى بلده ، ولا إلى أرضه ، ولا إلى أهله وولده وماله ، وليس لأحد منا هَمٌّ فيما خلَّفه ، وقد استودع كل واحد منا ربه أهله وولده وماله ، وإنمـا هـمُّنا مـا أمـامـنـا. لـقـد بذلوا أرواحهم في سبيل الله حتى لا تكون فتنة ، ويكون الدين كله لله فإذا أنت ترى أحدهم وهو : عـقـبة بن نافع على أطراف غابة ( لقيروان ) ينادي يخاطب السباع والهوام ويقول : نحن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جئنا لننشر دين الله في الأرض فأخلي لنا المكان ، فتخرج السباع والهوام ، تخرج حاملة أولادها على ظهورها ؛ لتخلي المكان لجند الله ؛ كرامة من الله ، أطاعوا الله فطوع الله لهم كل شئ ؛ ليبني مدينة ( القيروان ) في تلك الغابة ، لا ليركن إليها ويجلس فيها ويتنعم بها ، بل ينطلق بعد ذلك فاتحًا في الأرض حتى يقف بقوائم فرسه في أطراف المحيط الأطلسي ليقول كلمته الخالدة وقوائم فرسه قد ابتلت بمياه المحيط الأطلسي يقول : والله لو كنت أعلم أن وراء هذا البحر أرضًا وأقوامًا لخضته في سبيل الله ؛ لأنشر دين الله. وإذا بـ قـتـيـبـة في الجانب الآخر في شرق الكرة الأرضية ذاك في غربها وهذا في شرقها يفتح المدن والقلوب ، حتى يقف على أطراف مملكة ( الصين ) ويقسم بالله ليطأن بأقدام فرسه تلك المملكة ، ويسمع ملكها فيهلع ويخاف ويجزع ، ويعلم أن هؤلاء إذا قالوا فعلوا، فيرسل صِحَافًا من ذهب مملوءة بتربة أرض الصين ؛ ليبرَّ قسم قتيبة ، وتطأ خيل قتيبة تلك التربة، وتكون الصحاف مقدمة الجزية ، وأربعة من أبنائه يوضع عليهم وسام المسلمين فـيــا لله !
مهلا حماةَ الضَيْمِ إنَّ لِلَيلِنا=فجرًا سيطْوِي الضَيمُ في أطمارهِ
وإذا بكم بعد فترة تتخيلون وتقرؤون ، خليفة المسلمين يخاطب السحابة وهو على كرسيه، ويقول : أمطري أنَّى شئت ؛ فسوف يأتيني خراجك.صارت الكرة الأرضية ما بين مسلم حقًا وكافر يدفعُ الجزيةَ عنْ يدٍ وهو صَاغِرٌ. أرادوا الله فشمخت نفوسهم إلى رضوان الله ، فترفعوا عن الدنيا حتى قال قائلهم وهـو جابر بن عبد الله : والذي لا إله إلا هو، ما اطلعنا على أحد من أهل ( القادسية ) أنه يريد الدنيا مع الآخرة . فـهــل نحـن كــذلك؟ اللهم اجعلنا جميعًا كذلك آمين يا رب العالمين * * * * |
|
|