روائع شعريه |
روائع الكسرات |
|
||||||||||
الـــمـــلـــتـــقـــى الــــــــــعــــــــام [للنقاش الهادف والبناء والمواضيع الاسلامية والعامه] |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
13-09-19, 10:32 AM | #1 |
عضو شرف
|
( أولاُدنا زينةٌ أم فتنةٌ )
خطبة الجمعة 14/1/1441هـ من الجامع القديم بدخنة
بعنوان : ( أولاُدنا زينةٌ أم فتنةٌ ) الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله امابعد : فيقول الله تعالى ( الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) ويقول الله تعالى ( إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ ۚ) فحياتنا مع اولادنا مابين زينة وفتنة ولن تتحقق هذه الزينة حتى يكونوا صالحين ذوو اخلاق عالية وهذه ليست بالأماني انماهي مع توفيق الله بالتربية الحسنة بجميع طرقها اذ انه ليس من التربية ان يُترك الابناء يخوضون غِمار الحياة بحلوها ومرها ويصارعون امواج الفتن هكذا من غير توجيه ولارعاية وليس من التربية توفير المأكل والمشرب والملبس والمأوى والمركب واهمال الدين والأخلاق والمروءة ليس من التربية إعطائهم الحرية للجلوس خلف الشاشات اوقات الصلوات من غير انكار للمنكر وتغييره ليس من التربية ان يُتركون في غرف المنزل يتجولون ويشاهدون عبر هواتفهم ما لا يجوز للمسلم مشاهدته وهذا ليس تعميما لجميع البنين والبنات ففيهم الصالحون المهتدون البارون لكن مااعنيه هو من كان فيهم تقصير فيما هم مكلفون فيه من حقوق وواجبات لربهم ولابائهم ولمجتمعهم لكن يلاحظ في الافق بوادر انعزال وانفلات وترك الحبل على الغارب فلنتقي الله في اولادنا فلنكن بجانبهم ونجالسهم ولنكن معهم فيما يرضي الله تعالى فنلاطفهم ونمازحهم ولنسعى الى استصلاحهم بعد توفيق الله مع الدعاء لهم بماينفعهم في الدنيا والاخرة فلنقضي حاجاتهم حتى لايحتاجون الى الآخرين فيُذلون ويُستغلون ولوعلى حساب الشرف والدين ، فلنستمع اليهم ليستمعون الينا وليكن هناك تعاون مابين الاباء والامهات والإخوان والأخوات والأخوال والأعمام لينشأوا مابين ابٌ ودود وامٌّ عطوف وعمٌّ بشوش وخالٌّ محاور حكيم واخٌ مصاحِب وأختٌ حنونه ومجتمعٌ رحيم فلنكن لإبناءنا كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لإبناءه وبناته واحفاده فقد كان صلى الله عليه وسلم يمازح ويلاطف احفاده الحسن والحسين رضي الله عنهما وكان يقبل جبين ابنته فاطمة رضي الله عنها ويفز ليستقبلها اذا جاءته زائرة وذات مرة علم انها جاءت اليه ولم تجده فذهب بنفسه صلى الله عليه وسلم الى منزلها فطرق الباب وأُذن له فدخل ووجدها هي وزوجها علي بن طالب رضي الله عنه يتحادثون على الفراش وجلس بينهما حتى تقول فاطمة رضي الله عنها والله اني لأشعر ببرد رجليه بل انه صلى الله عليه وسلم جاءته ابنته وهو يخطب فنزل اليها وحملها عائداً الى المنبر وخطب بالناس وهي على كتفه صلى الله عليه وسلم بل انه صلى الله عليه وسلم تأخر واطال في السجود في احد الصلوات حتى خشي الصحابه رضي الله عنهم عليه انه اصابه شئ او وحي نزل عليه فقال لهم صلى الله عليه وسلم كلا ان ابني ارتحلاني وخشيت ان ازعجهما صلى الله عليه وسلم اللهم صلي وسلم على نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فااستغفروه وتوبوا اليه انه هو التواب الغفور الرحيم الخطبة الثانية اما بعد : إن الغفلة عن متابعة الابناء والتهاون او التساهل في الامور الصغيرة منهم قد تجر الى فعل الامور الكبيرة التي قد تجني عليهم وعلى الاسرة والمجتمع مالا يحمد عقباه فنتيجة ذلك اصبحنا نسمع بأطفال عدوانيين وصل بهم الحال الى القتل والتفحيط وايذاء للمارة في الطرقات وعقوق الاباء والامهات نسأل ان يهديهم ويصلحهم بالهم فالاباء والمجتمع شركاء فيما وصل اليه هؤلاء بسبب زرع العصبية القبلية والتنمر والسخرية والاستحقار من فلان وعلان والسبب الاخر نشر ثقافة الشجاعة المقيتة والحمية الجاهليه والتفاخر الغير مقبول والتي تثيرها اناشيد حماسيه مهيجة لفعل الشر تحت أي ظرف من اناس لايدركون عواقب الامور بالاضافة الى بعض البرامج العدوانية التي يمارسونها الاطفال من خلال تطبيقات الاجهزة كل هذه التصرفات والعثرات تولدت حينما فُقد العطف والحنان والمودة بين الوالدين وابناءهم مع غياب التوجيه والنصح فااتقوا الله في اولادكم ورافقوهم محبة وحنانا وعطفا ليكونوا من زينة الحياة الدنيا وليسوا فتنة واعداء نحذرهم اللهم اصلح اولادنا واولاد المسلمين واجعلهم زينة ولا تجعلهم فتنة وصلى الله وسلم على نبينا محمد |
|
|