روائع شعريه |
روائع الكسرات |
|
||||||||||
الـــمـــلـــتـــقـــى الــــــــــعــــــــام [للنقاش الهادف والبناء والمواضيع الاسلامية والعامه] |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
03-09-16, 12:24 AM | #11 |
بقي رجال الأمير وزواره جالسين بصمت في أماكنهم مستندين إلى الجدار بينما استمر حديث الامير برتابة لا يقطعها الا صوت حبات مسبحته وقرقعة فناجين القهوة التي استمر الغلام الاسود يديرها على الحاضرين. فجأة أعطى الامير اشارة معينة ففز على أثرها فهد صاحب الشماغ الاصفر. وأشار لي ولعلي ان نتبعه. خرجنا من باب آخر لنجد انفسنا في ممر مظلم. دفعنا فهد إلى السير أمامه وتلمسنا طريقنا إلى درج تنفذ اليه خيوط شعاع الشمس أضاءته لنا. تسلقنا الدرج وسؤال كبير يدور برؤوسنا عما ينتظرنا عند نهاية الدرج حتى وصلنا السطح. هنا وجدنا عبدالعزيز كما وجدنا مائدة وضعت على الارض في وسطها صينية كبيرة من النحاس. وجدنا غلاما أسود يذود الذباب عن الطعام باستخدام مروحة كبيرة من سعف النخيل، وبينما نحن نغسل ايدينا في طاسات من النحاس جاءت زبادي إضافية مليئة باللبن والسمن. كما أحضروا كميات من الخبز. وبينما كانت الشمس تصب اشعتها الذهبية بعد الظهر فوق الاسطح جلسنا نحن نتناول طعام ( العشاء ) ؟!!
ترددت وعلي في الجلوس إلى المائدة قبل أن نعرف من سيشاركنا الطعام. فهم رجال الامير الاشارة وجلس اثنان منهم للعشاء معنا. صنعت الأكلة من خلطة من الرز والقمح والشعير وأي حبوب أخرى استطاعوا أن يجدوها وطبخ كل ذلك بالسمن. وُضعت على قمة الخلطة قطع من لحم الضأن الحار الذي انبعثت منه رائحة. وضعوا أيضا بعض الزبادي الصغيرة المملوءة بالسمن الحار في اطراف الصينية الكبيرة نفسها كما كانت هناك ايضا زبادي ملئت لبناً ورصت مع ارغفة الخبز حول الطبق. طريقة الاكل هي غرس اليد اليمنى في الرز الحار مباشرة وأخذ ملء الكف من تلك الخلطة ثم تكويرها بأصابع اليد اليمنى ايضا وغمسها في السمن الحار ثم دفعها بالابهام إلى الفم وهي تلمع من السمن الذي يسيل منها. أما اللحم فإن الايدي تمتد اليه بوقت واحد ويقطع كل شخص من الطاعمين قطعا يرميها إلى فمه. وهم يحرصون على ابقاء قطع اللحم وسط الصحن فوق الرز . قد يشرب بعضهم اللبن أثناء تناول الطعام ولكن الاغلب انهم يشربونه في نهاية الوجبة. ( يتبع ) المرجع : عبر الجزيرة العربية على ظهر جمل اقتفاء تراثنا الشعبي في كتب الرحالة الغربيين فرض الإقامة الجبرية على الدانمركي رونكيير واستجوابه في بريدة (4-4 ) سعود المطيري أخيرا يغادر الرحالة الدانمركي رونكيير بريدة بعد أيام كئيبة قضاها تحت الحراسة المشددة متخطيا مرحلة من اشد المراحل صعوبة واقلها بهجة بعد أن لفظته المدينة ورفض تجارها حتى تزويد قافلته بمؤن الطريق مثلما رفضته لاحقا عنيزة ولم يجرأ على المبيت داخل حمى بريدة حيث طارده حسب وصفه هاجس ( مطوعيها ) وغلطات مميتة أرتكبها بعض الرحالة الذين سبقوة في الجزيرة قبل أن يواجه مشكلة أخرى مع أدلائه والرجل أكحل العينين الذين هددوا بطرده من القافلة على أثر كشفهم ( آلة تصوير ) كان يخفيها داخل ثيابه ثم تلقى صدمة أخرى عندما تسربت أخبار من الزلفي تحذر جيرانهم أهالي الغاط من النوايا السيئة لهذا الرحالة فالتقاه أميرها على اطراف المدينة التي لم يدخلها وهو يصف رحيله بالقول : قبل مغيب الشمس جاء مبارك مرة أخرى يخبرني ان الامير فهد بن معمر لايسمح لنا بالسفر عبر وادي السر لأن الطريق غير مأمون ولأنه لا توجد بلد نتوقف فيها بين عنيزة وشقراء رأيت انه من غير المفيد الاعتراض على رأي الامير وعليه لم يبق لي خيار آخر الا العودة للزلفي ثم الرياض صدرت تعليمات الأمير لرجله الذي عينه حارساً علينا، أن يرافقنا إلى الرياض ان هذا الرجل الذي اوكلت اليه مهمة مراقبتنا منذ وصولنا كان كئيباً متزمتاً زاد من تجهمه الكحل الاسود الذي يصبغ به دائما عينيه وحواجبه . انه يمد الكحل خارج عينيه لدرجة ان جفونه تبدو وكأنها متصلة بأذنيه . أحضر فهد لنا في المساء بعض الخبز القديم وماء سيئاً للشرب وأصبح كل شيئا جاهزا للرحيل وبتنا ليلتنا تلك جائعين . احضرت ابلنا إلى الممر الضيق امام غرفتنا وحملت عليها أمتعتنا، لم تكن هناك أي اشارة للحياة في المدينة ذلك الصباح البارد. ولم نر انساناً واحداً واتجه عبدالعزيز وأخوه إلى السوق في محاولة اخرى لشراء بعض مانحتاجه للطريق بينما اتجهت لوداع الامير وقد تقمصت وقتها شخصية المحب له . شربنا لديه فنجانين من الحليب الحار ثم كان وداعاً شديد البرودة، امتطينا بعده ظهور جمالنا وخرجنا من البوابة نفسها التي دخلنا منها . وقف بعض المتطفلين عند البوابة، ولكن عصا فهد التي يعرف كيف يستعملها سرعان ما فرقتهم، استقبلت جمالنا الطريق الصحراوي تشقه بكبرياء واضح كما ارتفعت معنوياتنا بعد أن تخلصنا من مرحلة من أشد المراحل صعوبة وأقلها بهجة قابلناها في رحلتنا. الرحالة الدنماركي باركلي رونكيير، توقفنا بعد مسافة قصيرة عند أحد الابار لملء قربنا وسقي أباعرنا وانتهزت الفرصة ورسمت بعض المناظر قبل ان نستأنف سيرنا وسط بساتين النخيل وبعد سير مايقارب ساعة والخروج من الرقعة الزراعية ببريدة توقفنا عند سفح تل والقينا نظرة أخيرة على ابراج بريدة التي ارتفعت عند الافق . كانت الرمال لا تزال تحمل صقيع الليل مما جعلنا نرتعد من البرد لكن ذلك لم يمنعنا من اكل بعض التمر وشرب القهوة حتى يلحق بنا رفاقنا والذين وصلوا ومعهم بعض أهالي الزلفي الذين كانوا في بريدة لشراء بعض مستلزمات غير متوفرة لديهم مثل العجلة ( السانية ) التي تستخدم في سحب الماء من الآبار . في الساعة الثالثة وصلنا إلى الضفة الشرقية لوادي الرمة قبل أن نتوقف لاشعال النار وطبخ طعامنا لكننا لم نجرؤ على نصب خيامنا والمبيت هنا ، لأننا لازلنا قريبين من بريدة ونخشى على انفسنا من المطوعين . التقطت في ذلك اليوم في واحة الشماسية بعض الصور وكان ذلك حول بئر وصور أخرى وكنت في كل مرة أعمل جاهدا لاخفاء معدات التصوير قدر ما استطيع تحت عباءتي الا ان هبة هواء مفاجئة زاحت عباءتي عن معدات التصوير التي سرعان ما لمعت بالشمس امام عيون الرفاق الذين دهشوا للمنظر . حتى رجالي انفسهم اتخذوا مني موقفا غير ودي وأدركت انني اتعرض لخطر الطرد كلية من القافلة ان لم اتوقف . هكذا كانت العودة للشماسية والمبيت فيها شيئا لم ينشرح له صـور رسمها الرحالة بخط اليد عن بريدة صدري ابدا ، كما أن العودة للزلفي كان شيئا لم يسرني اطلاقاً . هناك اماكن قليلة في العالم تكون العودة اليها مرة ثانية أكثر مأساوية مما هي عليه في الجزيرة العربية ، انها غلطات مميتة يقترفها الضحايا وتكون نتيجتها الاعتداء على الرحالة أو اغتيالهم كما حدث لسيتزن عام 1810م وبيركهاردت عام 1909م المرجع / عبر الجزيرة العربية على ظهر جمل اقتفاء تراثنا الشعبي في كتب الرحالة الغربيين فساد القضاء بالحجاز في عهد السلطان العثماني محمد علي باشا والي مصر سعود المطيري الفساد عامة وسقوط سلطة القضاء بالمفاسد يعني نذر زعزعة لأركان الأمن والاستقرار خصوصا إذا كان فساداً منظماً يقصد فيه تشويه صورة المؤسسة السياسية أو إسقاطها كما حصل في الحجاز عام 1814م وفق ما ذكره الرحالة الانجليزي بيركهارت في عهد السلطان العثماني قبل أن يقيض الله لها الملك عبد العزيز بن سعود طيب الله ثراه عندما أرسى قواعد هذه البلاد ومنح القضاء جل اهتمامه ليكون قضاءً منزهاً بعيداً عن مواطن الشبهات في هذه الجزئية يصف الرحالة في كتابه رحلات إلى شبه الجزيرة العربية وضع الحجاز والقضاء بالذات في تلك الفترة قائلا : لقد سبق وذكرت أن قاضي مكة يرسل سنوياً من القسطنطينية على وفق العادة المألوفة للحكومة التركية فيما يتعلق بالمدن الكبيرة في الإمبراطورية . وقد بدأ هذا النظام مع أولئك الخلفاء العثمانيين الذين كانوا يعتقدون أنهم عبر حرمان الحكام المحليين من إدارة العدل ووضعها بين يدي رجل متعلم يرسلونه دورياً من القسطنطينية، ويكون مستقلاً تماماً عن الحكام بإمكانهم بذلك منع هؤلاء الأخيرين من ممارسة أي نفوذ غير ضروري على المحاكم القضائية ويتجنبون في الوقت نفسه عواقب بقاء القاضي في عمله لفترة طويلة . ولكن الأوضاع قد اختلفت في الإمبراطورية كلها إلى حد بعيد عما كانت عليه منذ ثلاثمائة عام مضت . فيرزخ القاضي الآن في كل مدينة تحت النفوذ المباشر للحاكم الذي ترك ليستبد كيفما شاء طالما أنه يرسل إعاناته المالية المعتادة والمنتظمة إلى الباب العالي . ولا يستطيع أي كان أن يربح دعوى قضائية إلا إذا كان على علاقة طيبة مع الحكومة , أو إذا قدم رشوة إلى القاضي الذي يتقاسمها مع الحاكم أو يتغاضى عنها لقاء إذعان القاضي لمصالحه في حالات أخرى . كما أن رسوم المحكمة باهظة جداً وتبتلع عامة ربع المبلغ لرفع الدعوى , في حين تبقى المحكمة صماء أمام الحقوق الأكثر وضوحاً إذا لم تكن تدعمها الهبات التي تقدم إلى القاضي وإلى حشود الموظفين . رحلات الى شبه الجزيرة العربية (( جون لويس بيركهارت)) والخدام الذين يحيطون بكرسيه . ويؤيد الباب العالي هذه الفوضى ويشجعها، حيث يباع مركز القاضي هناك إلى أفضل مزايد يعلم بدوره أنه سيسترد ما دفعه من مكاسب منصبه . ويصبح القاضي الذي لا يعرف سوى القليل من اللغة العربية في تلك البلاد حيث يتدفق العرب إلى محكمته، تحت رحمة مترجمه الذي يعطي التوجيهات والإرشادات إلى كل قاض جديد حول طرق الرشوة الشائعة في المكان ويأخذ حصة كبيرة من الحصاد . إن ممارسات الظلم السافرة والرشاوى الوقحة التي تحدث يومياً في المحاكم ستبدو غير معقولة. لا. بل مستحيلة تقريباً بالنسبة لأي أوروبي وخاصة إلى رجل إنكليزي . لقد شارك قاضي مكة مصير إخوته القضاة في أجزاء أخرى من الأمبراطورية وكان خاضعاً كلياً لسنوات عديدة لنفوذ الشريف بحيث كانت تقام الدعاوى القضائية كلها مباشرة أمام منبره . وهكذا قلصت مهام القاضي إلى إمضاء وقته في تسلية غير ذات منفعة . وقد أعلمني القاضي نفسه أن السلطان الكبير قد اعتاد فيما مضى على دفع مئة درهم سنوياً على قاضي مكة من خزينته ، نظراً للمكاسب المالية التافهة انذلك . ومنذ عزو محمد علي، استعاد القاضي أهميته بالنسبة نفسها التي تضاءل فيها نفوذ الشريف . وعندما كنت في مكة، كانت الدعاوي القضائية كلها تبرم في المحكمة . ونادراً ما كان محمد علي يتدخل بسلطته لانه كان يرغب في استمالة ود العرب . |
|
|
|