روائع شعريه |
روائع الكسرات |
|
||||||||||
ماقيل عن شاعر الخليج صحافه - اعلام - جرائد - صحف - منتديات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
01-05-07, 09:11 AM | #1 |
عضو ماسي
|
صيّاف الحربي بين سمو الخُلق وقوة العبارة
عندما يُذكر اسم (صيّاف) - رحمه الله - يتبادر إلى الذهن شعر (القلطة) أو المحاورة، وكأن اسمه ارتبط ارتباطاً وثيقاً بهذا الفن الشعبي العريق.
كان مثالاً يجب أن يحتذي به جميع الشعراء وبخاصة شعراء القلطة.. لم يكن صيّاف كغيره من الشعراء الذين طرقوا أنواع الشعر الأخرى ولم يجيدوا في ذلك كثيراً، بل كان أقرب إلى التخصص في مجال شعر المحاورة.. الذي مثّل فيه شاعر المحاورة الحقيقي خير تمثيل. كان جاداً في محاوراته، بارعاً في التعامل مع من يحاوره.. متمثلاً بالقيم والخصال النبيلة.. خصال العربي الأصيل من الشهامة والفروسية والأدب والتقدير والاحترام.. لم يتفوّه طيلة مشواره الشعري بكلمة نابية أو لفظة جارحة.. ولم يعرف للسب أو الشتم طريقاً سواء داخل نطاق المحاورة أو خارجها. لُقّب ب(شاعر الخليج) بعد حصوله على جائزة الجنادرية عام 1409ه، وهو لقب يستحقه بكل جدارة واقتدار. تمتاز أشعاره بعمق المعاني، وجزالة الألفاظ؛ فهو لا يقبل كل ما يفد على خاطره، بل لا يزال يثقفه ويصقله حتى يستوي له اللفظ المونق والديباجة والجزالة، ومع ذلك فقد امتاز بسرعة البديهة التي تساعده في تقديم شعره بصورة جلية رفيعة. جوانب كثيرة في شعر صيّاف تفصح عن مهارته في صياغة أبياته ونظمها، سواء من حيث ألفاظه أو من حيث صوره ومعانيه. أما من حيث الألفاظ فإنك لا تقع منها على لفظة نابية، إنما تقع على الألفاظ المحكمة المستخدمة في دلالاتها الدقيقة. وإذا كان (صيّاف) يُعنى بألفاظه عناية راعت السامعين فإنه يُعنى كذلك بمعانيه، وهي عناية أتاحت له ضرباً من ترتيب أفكاره وتنسيق أبياته لتقديمها إلى المستمع بصورة فنية جميلة. لم نر عنده هجاءً مقذعاً، فلم يتعد في شعره حد القيم الخلقية، وكان يمنعه وقاره من أن يتمادى فيه، بل امتازت معانيه بالسموّ والرفعة.. وهذه العناية البالغة بالمعاني السامية والألفاظ النزيهة كان يؤازرها عنده عنايته بالصور وما يطوي فيها من تشبيهات واستعارات.. ولا نلاحظ عنده الإكثار من الصور فحسب، بل نلاحظ أيضاً القدرة على الابتكار ومفاجأة السامع بالأخيلة التي تخلب لُبّه، وكان له ذوق رفيع في اختيار صوره ومعانيه جميعاً. ونحن نؤمن حقاً بأنه كان شاعراً بارعاً، يعرف كيف يتخير ألفاظه، وكيف ينوّع في معانيه، وكيف يُتمّ صوره.. وفي تضاعيف ذلك كله نرى عنده أسراباً من الحكمة والتجربة الصادقة وما يدل على وفائه وصدق مودته ورجاحة عقله. ومما لا شك فيه أن يُدل بهذه الحكم على صدق نظرته ودقة حسه، وتلك كلها محسنات كان الشاعر يُعنى بها حتى يؤثِّر في نفوس سامعيه ويخلب ألبابهم، وهي تصوّر ما كان يودعه شعره من جهد فني، وبخاصة من حيث التصوير ودقته وبراعته، فقد كان يجهد خياله حتى يأتي فيه بالجزل من الأبيات. وإذا أضفنا إلى كل ذلك عند الراحل الكبير أخلاقه الرفيعة التي تتمثل في وقاره وارتفاعه عن (الدنيات) ووفائه للأصدقاء والأحلاف وحفاظه الشديد على العهد وسابق الود.. أمكننا أن نفهم منزلته التي احتلها في هذا العصر وأسبابها؛ إذ جعلوه محكماً بين الشعراء، وهو في رأيهم الشاعر الفذ الذي لا يُشق غباره والذي لا ينطلق رأيه من هوى أو عصبية، ومن ثم كان حكمه قاطعاً لا يقبل طعناً ولانقضاً، فهو من أثنى على شاعرية تركي الميزاني في بداياته وأطلق عليه لقب (تركي 2000)، اللقب الذي اشتهر به ولازمه كثيراً. رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه ومُحبيه الصبر والسلوان. آخر المدار للشاعر سعود بن بندر: يا ليتني بينك وبين المضره من غزة الشوكة إلى سكرة الموت نايف بن جمعان العلوي |
|
|