روائع شعريه |
روائع الكسرات |
|
||||||||||
الـــمـــلـــتـــقـــى الــــــــــعــــــــام [للنقاش الهادف والبناء والمواضيع الاسلامية والعامه] |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
22-03-14, 09:15 PM | #1 | |
عضو فعال
|
الانبار اهميتها الاستراتيجيه الكبرى
الانبار
أهميتها الاستراتيجية الكبرى رائد الحامد 31 تموز /يوليو 2013 تشغل محافظة الأنبار ثلث مساحة العراق تقريبا، وترتبط هي وكل من محافظتي النجف والمثنى بحدود جغرافية مشتركة مع السعودية، فيما تنفرد بحدود العراق مع كل من الأردن وسوريا، ويمكن توظيف هذه الامتدادات مستقبلا في حال تطور الأوضاع في العراق إلى عراق مقسم، تأخذ فيه محافظة الأنبار، أو محافظة الأنبار والمنطقة الغربية معا، شكل فيدرالية، أو كيان مستقل، أو في حال تطور الأوضاع إلى اقتتالات عرقية، أو طائفية: 1ـ عرقية متناحرة مع( الأكراد في الشمال)، حيث تجاور محافظة الأنبار المحافظات ذات الغالبية العربية السنية المتاخمة لإقليم كردستان العراق المهم استراتيجيا للمصالح الدولية والاقليمية في المنطقة . 2ـ وطائفية متناحرة مع جوارها الجغرافي العربي الشيعي في كربلاء والنجف، ضمن إقليم الوسط، أو الوسط والجنوب. تتمتع محافظة الأنبار بالكثير مما يغري دول طامعة في ثرواتها، كالولايات المتحدة التي تهتم أيضاً بأمن إسرائيل، ودول أخرى طامعة في مياه الفرات وأرض الأنبار، كالأردن التي تحلم ايضا بتحقيق حلم الاتحاد الهاشمي، أو إقامة اتحاد كونفدرالي مع الانبار المستقل. أو دول أخرى لها مصالح استراتيجية في الأنبار مثل اسرائيل التي تخطط لتحقيق عدة أهداف من بينها، إحياء خط أنابيب النفط إلى حيفا عبر الأنبار، واستجلاب مياه نهر الفرات من منطقة أعالي الفرات، على الحدود العراقية السورية، إلى صحراء الرطبة عبر الأنابيب التي تمر بالأراضي الأردنية، ثم إلى إسرائيل. واستغلال الصحراء الشاسعة، ومياه الفرات والمياه الجوفية والتربة الخصبة، لإعادة توطين مئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيّين فيها، كوطن بديل يخلصها من مبدأ حق العودة. اضافة الى اختراق المجتمع في المنطقة الغربية من العراق وتفتيت الأواصر بين أبنائه، لاختراقه فكريا والحؤول دون كل ما من شأنه ان يشكل خطرا ترى فيه إسرائيل ما يهدد وجودها لأسباب الجوار الجغرافي المستقبلي. أما الدول الأخرى كتركيا مثلا، فأنها ترى في الأنبار امتداداً وعمقاً للمسلمين السنّة فيها، ومجالا رحبا للاستثمارات التي ستحتاجها الفيدرالية الجديدة، كنموذج آخر شبيه بإقليم كردستان العراق الذي تنتعش فيه الاستثمارات التركية خلاف غيره من مناطق العراق الأخرى. اما ايران فانها ترى في محافظة الانبار بما تشكله من كتلة عربية سنية بالمطلق، عائقا جغرافيا يحول دون تواصل مشروعها الامبراطوري الذي تطمح في امتداده من طهران غربا عبر العراق بحكومته الشيعية، الذي لابد ان يمر من الانبار تحديدا، وصولا الى دمشق حيث الحكم العلوي، ثم شواطئ البحر المتوسط في بيروت حيث حزب الله اللبناني، اضافة الى اهمية الانبار بالنسبة لمشروع "خط الانابيب الاسلامي" الذي ينقل الغاز الايراني عبر محافظة الانبار في العراق الى سوريا ولبنان، وهو المشروع الذي تم الاتفاق عليه بين طهران وبغداد ودمشق قبل سنوات، وتم التأكيد عليه في شباط/فبراير 2013 مجددا. كانت الأنبار، المحافظة الأهم من بين كلّ محافظات العراق الأخرى بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، وهي الأخطر على مشروعها في العراق قبل سيطرة مجالس الصحوات عليها، عبر شيوخ عشائر ونافذين اجتماعيا، بإغراءات تبدأ بمناصب في المجالس البلدية، المسؤولة عن التعهدات والمقاولات من خلال مئات الملايين من الدولارات التي تمّ تخصيصها للأنبار باسم "التنمية والاعمار" او باسم مشروع "تنمية الاقاليم"، وهو ما خلق فئة من أهلها عملت للحفاظ على استمرار الاستقرار الأمني، أي محاربة فصائل المقاومة التي يرون في عملياتها ضد القوات الامريكية تهديدا للاستقرار، مما يعني ضرورة منعها من العمل بأيّة وسيلة كانت، سواء بالوشاية أو الاغتيال أو القتل، فالاستقرار الأمني هو لازمة الاستمرار في المقاولات والتعهدات، وجني المزيد من المكاسب الماديّة، وهذه الفئة التي صنعتها الولايات المتحدة، تداخلت فيها ومعها بعض قوى فصائل المقاومة، ووجود هذا الشكل من أشكال تشابك المصالح الاقتصادية المتبادلة دفع باتجاه المزيد من التشبث بكلّ ما أمكن من الوسائل لاستمرار مصالحها. حاولت الولايات المتحدة في عهد الرئيس السابق جورج بوش الاستفادة من تلك المزايا وتطويرها ورعايتها لتحويل المجتمع في الأنبار إلى بيئة راعية للمصالح الأمريكية، إلا أن هذه المحاولة لم يكتب لها النجاح بعد تخلي الولايات المتحدة عن استمرار دعمها للصحوات، استجابة للاعتراضات المحيرة لبعض حلفاء الولايات المتحدة في الحكومة العراقية على الدعم الأمريكي لمجالس الصحوات، رغم الدور الكبير الذي كان يفترض أن تضطلع به لخدمة مصالح الولايات المتحدة قبل غيرها. شهد المشهد السياسي في الأنبار بعد انسحاب القوات الأمريكية منها، ظهور صراعات على السلطة والموارد، يصعب الولوج إلى عمقها لمعرفة طبيعة الديناميات التي تحكم العلاقات بين القوى النافذة في الأنبار، هذه الصراعات تكتسب أهمية استراتيجية للمصالح الأمريكية في العراق والمنطقة، كما هو الحال بالنسبة لإيران، وغيرهما، فالأنبار تتميز بتركيبة سكانية من العرب السنة بنسبة مطلقة، يغلب عليها الطابع القبلي والعشائري الذي يعطيها امتدادات قبلية، ذات بعد استراتيجي، إلى المناطق الشرقية من سورية والأردن، والمناطق الشمالية للمملكة العربية السعودية، اضافة الى العامل المذهبي المشترك. يلعب شيوخ العشائر في الأنبار دورا مهما في رسم مستقبل المحافظة بشكل متميز عن باقي المحافظات العراقية الأخرى، وهؤلاء هم قادة مجالس الصحوات، ورجال الأعمال الذين يسيطرون على الحكومة المحلية، ويريدون التحكم بالموارد الطبيعية كالفوسفات، والنفط المكتشف غير المستثمر حتى اليوم، والغاز الطبيعي في حقول "عكاس" الغنية به، وما يثيره هذا من خلافات داخلية على خلفية الخلافات حول جولات التراخيص لاستثمار هذه الحقول. يبرز جليا دور رجال الأعمال المقيمين في الخارج، كأحد أهم الفاعلين الرئيسيين في الأنبار، وهم يسعون في معظمهم لإقرار فيدرالية الأنبار ضمن الكيان العراقي، أو إقليم مستقل يضم محافظات صلاح الدين ونينوى وأجزاءً من محافظتي كركوك وديالى. لم يعتمد رجال الأعمال، الذين هم شيوخ عشائر جدد في أغلبهم، على الإقطاعيات الزراعية كما هو متعارف عليه، وإنما على سيطرتهم على المجالات الاقتصادية الحيوية التي منحهم إياها عامل التعهدات التي كانت تقدمها القوات الأمريكية لأغراض متعددة، وقد لعبوا دور الوسيط في محطات مهمة من تاريخ الأنبار بين بعض الفاعلين من المقاومة المسلحة والقوات الأمريكية، خاصة في عملية تشكيل مجالس الصحوات، ودعمها، لقتال تنظيم القاعدة وفصائل المقاومة. الملاحظ أنّ قادة القوات الأمريكية قبل التهدئة في الأنبار، كانوا كثيراً ما يصرحون حول الأنبار، وضرورة حسم الصراع فيها وأهميته وانعكاساته على عموم الساحة في العراق، فالأنبار هي كتلة مذهبية سنية واحدة، وهي كتلة عرقية عربيّة واحدة، أمّا اغلب المحافظات الاخرى ففيها سنة وشيعة وفيها عرب وأكراد وتركمان، ومن هنا تأتي أهمية الأنبار، التي يبدو أنها فاقت أهمية بغداد في يوم ما حين بدى أن القوى الجهادية الإسلامية على وشك تحقيق النصر، مما كان يهدد بقيام كيان سني أصولي متشدد، من وجهة نظر أمريكية، على غرار نظام طالبان، يهدد الديمقراطية في المنطقة، كما يهدد أمن إسرائيل التي ستكون على جوار جغرافي مع الكيان الوليد، لا يفصلها عنه جغرافيا سوى عدة مئات من الكيلومترات، فيما يمكن أن يكون الشعب الأردني مهيأ تماما لتبني الفكر الجديد في الأنبار على حدوده الشرقية. |
|
|
|