روائع شعريه |
روائع الكسرات |
|
||||||||||
الـــمـــلـــتـــقـــى الــــــــــعــــــــام [للنقاش الهادف والبناء والمواضيع الاسلامية والعامه] |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
09-10-13, 05:22 PM | #1 |
ماهو التشاؤم والتطير؟.وماهو الفال؟............................................ ..
التشاؤم والتطير
التطيّر كان مسيطراً على عقول العرب قبل الإسلام ، وقد سيطر على كثير من الأمم عبر التاريخ ، والتطيّر هو التشاؤم حيث كان الناس وما زالوا يتشاءمون من الغراب والبوم ونحوهما ، وكان العرب يستشئمون من شهر صفر ، ويقولون هو شهر الدواهي إلى غير ذلك من الترّهات والأضاليل ، ما هو التطيّر ومن أين أتت كلمة تطيّر وماذا ورد في القرءان من الآيات حول هذا الموضوع ؟ كلمة تطيّر مشتقة من الطير ، وكان الواحد من أهل الجاهليّة إذا خرج لأمر استعمل الطير فإن رأى أن الطير طار يمنة تيمن به واستمر ، وإن رآه طار يسرة تشاءم به ورجع عن أمره ، وكانوا يسمون الطائر أو الحيوان الذي يأخذ ذات اليمين بالسانح ، ويسمون الذي يأخذ ذات الشمال بالبارح ويتشاءمون منه فالتطير كان قديماً في الأمم ، وقد ورد ذمّه في القرءان ، فقد أخبرنا الله أن فرعون وقومه تطيروا بموسى ومن معه فوصفهم بقوله : " فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ" الاعراف وتشاءم قوم صالح بصالح كما ورد في الآية :" قالوا اطّيرْنا بكَ وبمنَْمَعَك " النمل47 ، فرد عليهم نبي الله صالح فقال :" قال طائرُكُمْ عندَ الله " أي أن يجازيكم على ذلك ، وتشائم أهل القرية بالرسل الثلاث في قصة صاحب يس فقالوا لهم :" قالوا إنا تطيَّرْنا بِكُمْ " وكان الردّ عليهم جميعاً أن الشرّ ما جاءهم إلا من قبل أنفسهم بكفرهم وعنادهم كما جاء في الآية " قالوا طائرُكُم مَعَكُم أئن ذُكِّرْتم بل أنُتُم قومٌ مُسْرِفون " ومعنى طائركم معكم "� أي شؤمكم مردود عليكم وأراد المشركون في عهد النبي-صلى الله عليه وسلم- أيضاً أن يوهموا الناس أن ما أصابهم من مصيبة فهو بسبب اتباعهم له -صلى الله عليه وسلم- ، فأمر الله رسوله أن يقول لهم أننا جميعاً تحت مشيئة الله وقدره وهو مولانا وملجؤنا ونحن متوكلون عليه وهو حسبنا ونعم الوكيل كما جاء في الآية : قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ" التوبة51 كيف كان دور الإسلام في محو آثار الجاهلية من هذه الخرافات والأضاليل ؟ و بمجيء الإسلام قضى على كثير من الخرافات التي كان يؤمن بها العرب في الجاهلية ، فأوضح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للناس كل ما كانوا يعتقدونه من الأضاليل ، فأخبرهم بأن كل ما يعترض حياتهم من خير أو شرّ قليل أو كثير وما يصيبهم من بلاء و مرض ونقص في الأموال والأنفس والثمرات هو بمشيئة الله تعالى وقضائه وقدره ، فنفى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما كان يعتقده أهل الجاهلية في تأثير الشهور والأيام في جلب الخير أو وقوع الشر ، وأخبر -صلى الله عليه وسلم- بأن شهر صفر كغيره من الشهور لا تأثير له في جلب نفع أو دفع ضرّ ، وكذلك الأيام والليالي والساعات لافرق بينها ، لا كما كان يظن أهل الجاهلية من نحس يوم الأربعاء ، ويتشائمون من الزواج في شهر شوال ، وكانت عائشة رضي الله عنها تقول : " تزوجني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في شهر شوال فمن كان أحظى مني " فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن ابراهيم ونفى عليه الصلاة والسلام ما كان يزعمه العرب من أوهام فقال : " لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر " وكانت العرب تعتقد أن عظام الميت وروحه تنقلب إلى هامة تطير يترتب على التطير والتشاؤم كثيراً من الضرر من إحباط للعزيمة وتوقف حركة الحياة عدا عن اليأس والإحباط ما هي الوسائل والنصائح التي ينبغي أن يعلمها الناس ؟ إن من خطورة التطير إحباط العزيمة والعيش وسط أوهام وتخيلات قد تقضي على سعادة المرء ومستقبله ، وقد عدّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الطيرة من الجبت ، الذي هو السحر فقال " العيافة والطيرة والطرق من الجبت " رواه البخاري وقد أشار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن كيفية صرفه عنّا فقال يذهبه الله بالتوكل ، كما علمه ربنا سبحانه فقال لنبيه -صلى الله عليه وسلم- في الآية : " فإذا عزمت فتوكّل على الله إن الله يحبّ المتوكلين " آل عمران159 وقد سأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن التطير يجده الرجل في نفسه فقال : " ذاك شيء يجده أحدم في نفسه فلا يصدنكم " قال تعالى :" إن يمسسك الله بضرّ فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا رادّ لفضله يونس ما هو رأي العلماء فيمن تشائم بشيء رآه أو سمعه في الصباح فأحجم عن إقدامه على عمل ما أو تجارة ما ؟ وقال العلماء أنه من تشاءم بمرئي أو مسموع ، بأن رأى في الصباح بوماً على نافذته أو سمع خبراً غير سار عن شيء لا يتعلق به ، ورجع بسببه عن سفر أو تجارة أو غيرها فقد بريء من التوكل على الله سبحانه ، وقد أُمر المؤمن بحسن الظن بالله تعالى ، والتوكل عليه كما جاء في عدة آيات من القرءان منها قوله تعالى " وعلى الله فليَتَوَكَّلِ المؤمنون " وقوله تعالى " ومن يتوكَّلْ على الله فهوَ حَسْبُه " وفي قوله تعالى : " إنَّ اللهَ يُحِبُّ المتوكِّلين " 159 آل عمران وكم تضررت أمم وخسرت بلادهم وتجارتهم ودورهم بسبب التطير ، وكم رأينا من تاجر قعد عن السفر ، وأهمل تجارته اعتماداً على تشاؤم أو نبوءة دجال كاذب بينما المؤمن يعتمد على الله في كل أموره ويحسن الظن بالله ويعلم أنه ما قدّر له لا بد أن يراه ولو كان قابعاً في بيته ، قال تعالى : " مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ " فالصحابة رضوان الله عليهم فهموا حقيقة الأمور وعلموا أن الضرّ والنفع هو بيد الله وحده سبحانه ولست أنت من تدفع عنك ما قدر لك ، فها هو سيدنا علي رضي الله عنه عندما أراد الخروج لقتال الخوارج في معركة النهروان ، اعترضه منجم متشائم ليقول له لا تخرج فإن القمر في برج العقرب ، وإذا ذهبت للقتال في مثل هذه الأيام ستهزم ويقتل جيشك ، فقال له سيدنا عليّ t بل نخرج توكلاً على الله وتصديقاً لكتابه وتكذيباً لك ، وخرج لقتالهم وانتصر عليهم وهزموا شر هزيمة وقد جرى مثل هذا الأمر مع المعتصم حين أراد الخروج لفتح عمورية ، وأراد المنجمون ثنيه عن القتال فأبى إلا القتال وتم له النصر وفتح عمورية وانتصر للمرأة الهاشمية التي استنجدت به بقولها وا معتصماه ما زال هناك أقوام يدَّعون أن هناك أيام نحس وأيام شؤم ، فما هو رأي الشرع بهذا الادعاء؟ لقد وصل الأمر ببعض الناس أن قسموا الأيام والساعات الى أيام نحس وأيام سُعود ، بل ادَّعوا أن القرءان أرشد الى مثل هذه المقولة بقوله تعالى في وصف العذاب الذي نزل بقوم عاد " فأرسَلْنا عليهِم ريحاً صرصراً في أيامٍ نَحِسَات " ويكفي في الرد على هؤلاء ما قاله الألوسي : أن حادثة عاد استوعبت أيام الأسبوع كلها قال تعالى : " سخَّرها عليهِم سبعَ ليالٍ وثمانيةَ أيامٍ حُسُوما " إذاً فأي أيام الأسبوع خلا منها ؟ والحق أن كل الأيام سواء ، ولا اختصاص ليوم بنحوسة ، كما يعتقد أهل أوروبا بأن يوم الثالث عشر هو يوم نحس ، فالصحيح أنه ما من ساعة من الساعات إلا ويقع فيها سعد على شخص ، وفي نفس الوقت تكون بلاء على آخر باعتبار ما يقع فيها من الخير على هذا ، والشرّ على ذاك إذاً ما هو علاج التطير من ضوء القرءان والسنة ؟ علاج التطير كما أخبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن لا يصدنا عما عزَمْنا على فعله ، وأن نمضي مستعينين بالله متوكلين عليه ، وأن نقول كما جاء في الأثر :" اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت ولا يدفع السيئات إلا أنت ، ولا حول ولا قوّة إلا بك " رواه أبو داود وروى الإمام أحمد في مسنده وابن السُّني بإسناد صحيح عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- قال : " من ردَّته الطِّيرة عن حاجته فقد أشرك " قالوا فما كفارة ذلك ؟ قال : " أن تقول اللهم لا خير إلا خيرك ولا طير إلا طيرك ولا إله غيرك " سؤال يأتي على الأذهان في هذه اللحظات وقد تكلمنا عن التشاؤم ، فقد يسكن المرء داراً فلا يجد فيها إلا البلاء أو يمتلك دابة فلا تأتي إلا بالمصائب ، وقد يتزوج امرأة لا تسعد في حياته ، هل لذلك من مخرج في الشرع ؟ لقد صح في سنن أبي داوود عن أنس أن رجلاً قال يا رسول ، إنا كنا في دار ، كثر فيها عددنا وكثر فيها أموالنا ، فتحولنا الى دار أخرى ، فقلَّ فيها عددنا ، وقلت فيها أموالنا ؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- " ذروها ذميمة " رواه أبو داود 4/21 ويفهم من الحديث كما فسره ابن الأثير معنى " دعوها ذميمة " أي أتركوها مذمومة ، وإنما أمرهم بالتحول عنها إبطالاً لما وقع في نفوسهم من أن المكروه إنما أصابهم بسبب الدار وسكناها ، فإذا تحولوا عنها انقطعت مادة ذلك الوهم إذاً صرح الشرع في ثلاثة أنواع من الشؤم ، كما جاء في الحديث النبوي " الشؤم في ثلاث الدار والمرأة والفرس " وهذا يباح الفرار منه ليس من باب الطيرة بل لما يعانيه كلما قارب وساكن هذه الدار أو عاشر تلك الزوجة أو اقتنى هذه الدابة ، فقد قال بعضهم : شؤم الدار ضيقها وسوء جيرانها وأذاهم ، وشؤم المرأة سوء العشرة وسلاطة اللسان وتعرضها للريب ، وشؤم الفرس أن لا يُغزى عليها وغلاء ثمنها وشؤم الخادم سوء خلقه وقلة تعهده لما فوض إليه ، والمراد بالشؤم في الخلاصة ، عدم الموافقة والانسجام مع هذه الأمور بعد ثبوت الأدلة على وقوع الضرر ، والتحول عن هذه الأمور ليس من باب أنها هي التي تضرّ وتنفع فالضار والنافع هو الله ، إنما من باب تهيئة الأسباب الجالبة للسعادة ... والابتعاد عن التطير والتشاؤم الذي قد يؤدي الى ما هو أخطر من ذلك وهو اليأس والإحباط وعدم الرضا بقضاء الله تعالى وقدره قال تعالى فإنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون إذا كانت الطَّيرة في موضع الذم ، فماذا عن التفاؤل ، وكيف نجد له تفسيراً في الشرع ؟ الفأل : هو الكلمة الحسنة يسمعها الإنسان يستبشر بها ، وقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم-يعجبه مثل هذا ، ففي الحديث الذي يرويه البخاري ومسلم عن أنس بن مالك أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- قال :" لا عدوى ولا طيرة ، ويعجبني الفأل . قالوا وما الفأل ؟ قال : كلمة طيبة " أخرجه البخاري ومسلم وفي سنن الترمذي عن أنس t أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( كان يعجبه إذا خرج لحاجته أن يسمع : يا راشد ، يا نجيح ) وقال الترمذي " هذا حديث حسن صحيح وقد يسأل سائل عن الفرق بين الفأل والتطير ، والسرّ في استحباب الأول وتحريم الثاني ، وقد أجاب ابن الأثير عن هذا بقوله :" الفأل فيما يرجى وقوعه من الخير ، ويحسن ظاهره ويسرّ ، والطيرة لا تكون إلا فيما يسوء ، وإنما أحب النبي -صلى الله عليه وسلم-الفأل ، لأن الناس إذا أمَّلوا فائدة من الله ، ورجوا عائدته عند كل سبب ضعيف أو قويّ فهم على خير ، وإن لم يدركوا ما أمَّلوا فقد أصابوا في الرجاء من الله وطلب ما عنده ، وفي الرجاء لهم خير معجَّل ، ألا ترى أنهم إذا قطعوا أملهم ورجاءهم من الله كان ذلك من الشرّ ؟ فأما الطيرة ، فإن فيها سوء الظن ، وقطع الرجاء ، وتوقع البلاء وقنوط النفس من الخير ، وذلك مذموم بين العقلاء ، منهي عنه من جهة الشرع ". جامع الأصول:7/631 وخلاصة القول : أن التشاؤم سوء ظنّ بالله تعالى ، بغير سبب محقق ، والتفاؤل حسن الظنّ به ، والمؤمن مأمور بحسن الظنّ بالله تعالى على كل حال ، وعليه فالمؤمن لا يتطير ، يعيش حياته آمناً مطمئناً ، يعلم أن ما أصابه ما كان ليخطأه وما أخطأه ما كان ليصيبه ، وهو يعلم الى من يلتجأ عند الشدة ، وبمن يستجير إذا خاف على نفسه من عدوّ يتربص به ، قال تعالى : أمَّنْ يُجِيبُ المُضْطرَّ إذا دعَاهُ ويَكْشِفُ السّوء " وقال عزَّ مِن قائل :" وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ " يونس107/ هذه هي القواعد التي تمضي بالمؤمن نحو حياة موفقة وسعيدة ومستقرة ، لا يشوبها خبر سيء ، أو كلمة منجم ، أو صوت غراب ، أو رؤية بوم ، الى غير ذلك من أنواع التطير التي تعطل حركة الحياة . بل إن أمر المؤمن كله خير إن مسته سرّاء شكر وإن مسته ضرّاء صبر وفي كلٍّ خير ================================== ( ماهو الفال) عن أنس -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قال: قال رسول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ((لا عدوى ولا طيرة، ويعجبني الفأل)). قالوا: وما الفأل؟ قال: ((الكلمة الطيبة)). وعن ابن مسعود مرفوعا الطيرة شرك، الطيرة شرك، الطيرة شرك وما منا إلا ولكن الله يذهبه بالتوكل قال: الطيرة شرك يعني: شرك أصغر بالله -جل وعلا- قوله: وما منا إلا يعني: إلا وقد أتى بقلبه بعض التطير؛ لأن هذا من الشيطان، قال الشيخ ابن عثيمين في شرح كتاب التوحيد : ( قوله: "ما أمضاك أو ردك". أما "ما ردك"، فلا شك أنه من الطيرة، لأن التطير يوجب الترك والتراجع. وأما "ما أمضاك"، فلا يخلو من أمرين: الأول: أن تكون من جنس التطير، وذلك بأن يستدل لنجاحه أو عدم نجاحه بالتطير، كما لو قال: سأزجر هذا الطير، فإذا ذهب إلى اليمين، فمعنى ذلك اليمن والبركة، فيقدم، فهذا لا شك أنه تطير، لأن التفاؤل بمثل انطلاق الطير عن اليمين غير صحيح، لأنه لا وجه له، إذا الطير إذا طار، فإنه يذهب إلى الذي يرى أن وجهته، فإذا اعتمد عليه، فقد اعتمد على سبب لم يجعله الله سبباً، وهو حركة الطير. الثاني: أن يكون سبب المضي كلاماً سمعه أو شيئاً شاهده يدل على تيسير هذا الأمر له، فإن هذا فأل، وهو الذي يعجب النبي r صلى الله عليه وسلم ، لكن إن اعتمد عليه وكان سبباً لإقدامه، فهذا حكمه حكم الطيرة، وإن لم يعتمد عليه ولكنه فرح ونشط وازداد نشاطاً في طلبه، فهذا من الفأل المحمود ) وقال في فتح المجيد : (قوله : إنما الطيرة ما أمضاك أو ردك هذا حد الطيرة المنهى عنها : أنها ما يحمل الإنسان على المضمي فيما أراده ، ويمنعه من المضي فيه كذلك . وأما الفأل الذي كان يحبه النبي صلى الله عليه وسلم فيه نوع من بشارة ، فيسر به العبد ولا يعتمد عليه بخلاف ما يمضيه أو يرده ، فإن للقلب عليه نوع اعتماد . وقال ابن قاسم في حاشية التوحيد : ( إنما هو حسن ظن بالله وإن أوجب مضياً أو رداً صار من الطيرة ) . قال الشيخ صالح آل الشيخ في كتاب التوحيد : والفأل ممدوح من جهة أنه تحسين الظن أو فيه تحسين الظن بالرب -جل وعلا- وهذا مأمور العبد به لهذا كان -عليه الصلاة والسلام- يتفاءل وكل ذلك من تعظيم الله -جل وعلا- وحسن الظن به وتعلق القلب به وأنه لا يفعل للعبد إلا ما هو أصلح له الخلاصة : الفأل ليس سبباً في تحقق المراد ، إنما هو نوع من السرور بسماع الكلمة الطيبة أو نحوها ، فيؤدي إلى رجاء العبد وحسن ظنه بالله ، وحسن الظن بالله تعالى عبادة بذاته فليس أمراً ثانوياً . التعديل الأخير تم بواسطة الكحيلة ; 09-10-13 الساعة 05:25 PM. |
|
|
|