الحقيقه هي الشغل الشاغل للبشرية
يتردد سؤال مهم ليس فقط بين المتعاملين مع وسائل الاتصال العامة وأصحاب القرار فيها.. ولكن حتى في أوساط المتابعين قراء.. أو مشاهدين أو مستمعين.. هناك من يرى أن ليس من الضرورة تقديم الخبر (الحدث) أياً كان عبر وسائل الاتصال، فيما إذا كان يتعارض مع القيم السائدة للمجتمع.. وأن من المهم اعتماد معايير لما يجب أن يقدم عبر الوسيلة الاتصالية للمتلقين.. فليس مهماً أن كل (حدث) يقع قابل للعرض.. والمقصود هنا ما له صلة بالمجتمع وعقائده وأخلاقه ومثله.. بينما لآخرين وجهة نظر مختلفة تماماً.. وهؤلاء الآخرون يرون أن من حق الناس معرفة كل ما يحدث في ساحتهم الاجتماعية، حتى وإن تعارض الحدث مع المتعارف عليه أو المألوف من قيم ومثل وأخلاق.. وأن ليس من الحقيقة تغييبهم عمّا يجري في مجتمعهم من ظواهر تشذ حتى عن القيم الإنسانية.. حجتهم في ذلك أن العلم بالحقيقة (ولو كانت مرّة) وسيلة مهمة من وسائل المعرفة.. ليس فقط بفعل الفضول وحب الاستطلاع.. ولكن، وهذا هو الأهم لما في ذلك من حافز على التفكير في الأفعال (موضوع الحدث) ومسبباتها.. وحركة المجتمع الذي نعيشه وما يعتريه من ظواهر.. والتنبيه (لسلوكيات) قد تواجه الإنسان في غفلة منه.. والفرز بين الخطأ والصواب.. وهذه حجة قد نتفق معها فيما إذا كانت وسيلة النشر تأخذ في اعتبارها المصلحة العامة أساس تعاملها مع الأحداث مهما اعتراها من (شذوذ) ورفض عقدي وإنساني
تحياتي للجميع