بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم.
لقد مرَّ العالم العربي بموجات من الفتن المتلاطمة، وما زال للأسف.
ولقد ساعدتْ بعضُ القنوات الفضائية على إشعال هذه الفتن .
وكانتْ من المشجعين والمطبلين للثورات.
والآن لا نرى هذه القنوات تتحدث عن نتائج الثورات السيئة، مما يدل على خيانتها وأنها قنوات شر.
من نتائج الثورات:
1- سفك الدماء، ووفاة المئات، بل الآلاف في هذه الثورات.
والرَسُولُ -صلى الله عليه وسلم- يقول :« لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ قَتْلِ مُسْلِمٍ ».
ويقول -صلى الله عليه وسلم-: ” لو اجتمع أهل السماء وأهل الأرض على قتل رجل مسلم لكبهم الله في النار”.
2- انعدام الأمن، الذي ليس للحياة أي طعم بدونه.
3- انتشار السرقات.
4- انتهاك الأعراض.
5- مآسي الآباء والأمهات لفقدهم أبنائهم.
6- ازدياد عدد الأيتام والأرامل.
7- معاناة الناس من شبح الجوع والخوف.
8- معاناة البعض من الأمراض النفسية نتيجة للحرب المترتبة عن الثورات.
9- ازدياد عدد المعاقين نتيجة هذه الحرب المترتبة عن الثورة، فهناك من فقد يده، ومنهم من فقد ساقيه، و…و….
10- فَقَدَ البعضُ منازلهم ومساكنهم.
11- خراب الأرض.
وغيرها وغيرها وغيرها.
والسعيد من وعظ بغيره.
ولنا عظة وعبرة بما حدث في العراق أولاً، فما صلحتْ وما صلحَ حالها، وللأسف الآن يحكمها الروافض.
ولنا عبرة في مصر فما زال القتل مستمراً، والسرقات في ازدياد، ولم يعد فيها الأمن والأمان.
ولنا عبرة في ليبيا.
ولنا عبرة في سوريا.
البعض هنا في السعودية شرهم مستطير، بالرغم ما حدث في هذه الدول من مآسٍ، إلا أنهم يشجعون على المظاهرات وعلى الخروج؛ لأنهم دعاة فتن، ولا يرتاحون إلا بها.
واعلموا أنه لا يُحَرِّض على بلاد الحرمين إلا أعداء التوحيد، ولا يُحرِّض عليها إلا من أعماه الحقد والحسد.
الحمد لله نحن في نعمة عظيمة، ولا ينكرها إلا حاقد أعماه الحقد، وكان هذا الحقد مانعاً له من التمتع بهذه النعم التي لا تعد ولا تحصى ((وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ الله لا تُحْصُوهَا).
أدامها الله علينا وأعاننا على شكرها.
الله تعالى يقول: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأزِيدَنَّكُمْ).
والرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: ” من أصبح منكم آمناً في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا” ، أي جُمِعَتْ وأُعطِيَتْ له الدنيا.
الغرب الآن يتفرجون على المسلمين، ومسرورون بما يحصل في بلاد المسلمين من قتل وشر.
ويشجعون على هذه المظاهرات والثورات في بلاد المسلمين، ولا يرضونها في بلادهم.
فوالله لو كان في هذه المظاهرات وهذه الثورات خيراً ما ارتضوها للمسلمين، قال تعالى (مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ).
الله تعالى يقول: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ).
والرسول-صلى الله عليه وسلم- نهى عن الخروج على الحكام، والإسلام ما نهى عن شيء إلا لحكمة معينة والحكمة في ذلك والله أعلم، هي هذه الآثار الوخيمة من القتل والتقتيل وهذه المصائب المترتبة على هذا الخروج من سفك الدماء وانعدام الأمان وانتهاك الأعراض وغيرها.
وحصلت هذه الفتن بسبب مخالفتهم وخروجهم.
تذّكروا ذلكم العجوز المصري الذي أبكى رئيس الوزراء المصري كمال الجنـزوري حينما قال : (أنا أطلب من الحكومة أمْن أولادي قبل رغيف العيش).
وتأملوا في هذا التعليق من أحد القراء ممن حدثت في بلادهم الثورة:
(( البلطجي يمشي في عز النهار في الشوارع يقتل ويسرق ويخطف، وكل ده والمجلس أعمى بيفكر في رغيف الخبز والأنابيب والتفكير في زيادة معونة عوائل الشهدء -. ممكن حد بيقول للمجلس إحنا عايزين الأمن قبل الخبز والأنابيب، وشوفوا حيردوا عليكم اي لأن المجلس لو يعرف يتصرف كان عرف عدم الأمن في البلد هو سبب عدم وجود رغيف الخبز واختفاء الأنابيب ،لأن مأمور التموين معندوش شجاعة يقول للفران أو بتع الأنابيب حاجة لأنوا عارف بينضرب أو يقتل، فهنا لازم الكل يعرف الأمن هو سبب كل شي في البلد – مفيش الأمن والأمان في البلد يعني عليها السلام – )).
اشكروا الله على نعمة الأمن والأمان، اشكروه على جميع نعمه.
عدم الأمن يعني الخوف والقلق.
عدم الأمن يعني عدم النوم.
عدم الأمن يعني لا طعم للحياة، فالموت ربما يكون أرحم.
قال تعالى: (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ).
وقال تعالى: (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ).
وتذكروا دوماً قوله -صلى الله عليه وسلم-: ” من أصبح منكم آمناً في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا”.
وتذكروا دوماً قول الرسول – صلى الله عليه وسلم-: “انظروا إلى من أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فهو أجدر ألا تزدروا نعمة الله عليكم”.
اللهم من أراد بلادنا وبلاد المسلمين بشر، فاشغله في نفسه، واجعل تدبيره في تدميره، وشل لسانه وأركانه.
اللهم احفظ بلاد الحرمين وبلاد المسلمين من كل سوء، وأصلح أحوال المسلمين في كل مكان.
اللهم أدم علينا نعمة الأمن والأمان والاستقرار.
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.