الطب النبوي

الطب النبوي
الحمدلله رب العالمين وصلواته على أشرف المرسلين محمدخاتم النبين وآله وصحبه أجمعين
أما بعد:فهذه فصوول نافعة في هديه صلى الله عليه وسلم في الطب الذي تطبب به ووصفه لغيره نبين مافيه من الحكمةالتي تعجز عقول أكبر الأطباء عن الوصول إليها علما أن ماأدونه هنا من كتاب الطـــب النبوي لـــ إبن القيم الجوزية
سأضع ماييسر الله لي وضعه بصفة مستمرة ومتجددة ومتميزة
فنقول وبالله نستعين ومنه نستمد الحول والقوة -:

♥ ♥ ♥ ♥ ♥


القسم الأول :
مرض القلوب ومرض الأبدان
المرض نوعان :مرض القلوب ومرض الأبدان وهما مذكوران في القران
ومرض القلوب نوعان :مرض شُبهة ومرض شهوة وغيّ
وكلاهما في القران قال تعالى في مرض الشبهة
(في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا)وقال تعالى (ولِيقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلاً)وقال تعالى في حق من دٌعي الى تحكيم القران والسنة فأبى وأعرض
(وإذا دُعوا إلى الله ورسوله لِيحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون وإن يكن لهم الحقُ يأتو إليه مذعنين)
فهذا مرض الشُبهات والشٌكوك
وأما مرض الشهوات فقال تعالى (يانساءالنبي لستن كأحد من النساء إنِ اتقيتُن فلا تخضعن بالقول)فهذا مرض الشهوة والله أعلم.....
أما مرض الأبدان :
قال تعالى(ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرجِ حرج ولا على المرِيض حرج )
وذُكر مرض البدن في الحج والصوم والوضوء لسر بديع يبين لنا عظمة القران والإستغناء به لِمن فهمه وعقِله عن سواه..
وذالك:
ان قواعد طب الأبدان ثلاثة :حفظ الصحة ,والحِمية عن المؤذي وإستفراغ المواد الفاسدة فذكر سبحانه هذه الأصول الثلاثة في هذه المواضع الثلاثة فقال في آية الصوم:
(فمن كان منكم مريضاًأو على سفر فعِدةٌ من أيام أُخر)
فأباح الفِطر للمريض :لعذر المرض وللمسافر:طلبا لحفظ صحته وقوته لئلا يُذهبها الصوم في السفر لإجتماع شِدة الحركة وما يوجبه :من التحليل وعدم الغذاء الذي يخلف ما تحلل فتخور القوة وتضعف فأباح للمسافر الفِطرحفظاا لصحته وقوته عما يضعفها ....
وقال في آية الحج :
(فمن كان منكم مريضا أو به أذاً من رأسه ففِديةٌمن صيام او صدقة أونُسكــ )
فأباح للمريض ومن به أذىً من رأسه من قمل أو حِكة أو غيرهما أن يحلق رأسه في الإحرام استفراغاً لمادة الأبخرة الرديئة التي اوجبت له الأذى في رأسه باحتِقانها تحت الشعر فإذا حلق رأسه ففتحت المسام فخرجت تلك الأبخرة منها
فهذا الإستفراغ يُقاس عليه كل إستفراغ يؤذي إنحباسه ....
والأشياء التي يؤذي انحباسها ومدافعتها عشرة:
الدمُ إذا هاج والمني والبول والغائط والريح والقئ والعُطاس والنوم والجوع والعطش وكل واحد من هذه العشرة يُوجب حبسه داء من الأدواء بحبسه وقد نبه سبحانه باستفراغ أدناها وهو:
البخار المحتقن في الرأس على إستفراغ ماهو أصعب منه كما هي طريقة القران التنبيه بالأدنى على الأعلى ..
وأما الـــــحِمية:
فقال تعالى في آية الوضوء (وإن كنتم مرضى او على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستُمُ النساء فلم تجدوا ماء فتيممو صعيدا طيبا) فأباح للمريض العُدول عن الماء إلى التراب :حِمية له أن يصيب جسده ما يؤذيه وهذا تنبيه على الحمية عن كل مؤذٍ له من داخل أو خارج ....
فقد أرشد سبحانه عباده الى اصول الطب الثلاثة ومجامع قواعده ونحن نذكر هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذالكــ ونبين أن هديه فيه أكمل هدي...