روائع شعريه |
روائع الكسرات |
|
||||||||||
الـــمـــلـــتـــقـــى الــــــــــعــــــــام [للنقاش الهادف والبناء والمواضيع الاسلامية والعامه] |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
09-12-11, 08:36 PM | #1 |
قوارب النجاة: التي أعَدَّها الله لعبادِه المتقِين:
قوارب النجاة: التي أعَدَّها الله لعبادِه المتقِين: للشيخ:عبد الله بن جار الله آل جار الله, رحمه الله ( قارب النجاة الخامس: مراقبة الله تعالى:) وهو قارب النجاة من الوقوع في الزلل، والعثرات، والانحرافات، وهو يجعل المسلم حاضر القلب، يستهدي بالله لا بهواه، ومراقبة الله تعالى تجعل المؤمن يستحضر تلك العين التي تراقبه في شتَّى أحواله وأعماله، وفي كل أقواله وأفعاله، بل وفي هواجسِه ومشاعرِه، كما يستحضر عظمة صاحب تلك العين عز وجل. الذي لا تخفى عليه خافية:﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ القِيَامَةِ إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ [لمجادلة: 7]. وإن مراقبة الله تعالى لكل شيء لَهُو أمر هائل وعظيم، فكيف ما بعدها من محاسبة دقيقة، وقضاء، وجزاء على الأعمال؟! واعلم يا أخي المسلم أنَّ الأمورَ { ثلاثةٌ:} الأول: أمر استبان رشده، فاتَّبعْه. الثاني: أمر استبان غيُّه، فاجتنبْه. الثالث: أمر أَشْكَل عليك، فاسأل عنه. ومراقبة الله تعالى تتأَكَّد في النفس وتتعمَّق، مع تزايُد الشعور بقُرْب الله من الإنسان:﴿أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ﴾ [الزُّخرف: 80]. وقد روي أنَّ رجلاً جاء إلى إبراهيم بن آدهم، فقال له: يا أبا إسحاق إني مسرف على نفسي، فاعرض عليَّ ما يكون لها زاجرًا، ومستنفذًا لقلبي، قال: إن قبلت خمس خصال، وقدرت عليها، لم تضرَّك ولم توبقك لذة، قال: هات يا أبا إسحاق، فقال: أما الأولى: إذا أردت أن تعصي الله عز وجل فلا تأكل رزقه، قال: فمن أين آكل، وكل ما في الأرض من رزقه؟! قال: يا هذا، أفيحسن أن تأكل رزقه وتعصيه؟! قال: لا، هات الثانية، قال: إذا أردت أن تعصيه فلا تسكن شيئًا من بلاده، قال الرجل: هذه أعظم من الأولى، فإذا كان المشرق والمغرب، وما بينهما له، فأين أسكن؟! قال: يا هذا، أفيحسن أن تأكل رزقه، وتسكن بلاده، وتعصيه؟! قال: لا، هات الثالثة، قال: إذا أردت أن تعصيه، وأنت تأكل رزقه وفي بلاده، فانظر موضعًا لا يراك فيه مبارزًا له، فاعصه فيه، قال: يا إبراهيم، كيف هذا، وهو مطلع على ما في السرائر؟! قال: يا هذا، أفيحسن أن تأكل رزقه، وتسكن بلاده، وتعصيه، وهو يراك، ويرى ما تجاهر به؟! قال: لا، هات الرابعة، قال: إذا جاءك ملك الموت ليقبض روحك، فقل له: أخِّرني حتى أتوب توبة نصوحًا، واعمل لله عملاً صالحًا، قال: لا يقبل مني، قال: يا هذا، أفأنت إذا لم تقدر أن تدفع عنك الموت لتتوب، وتعلم أنه إذا جاءك، لم يمكن تأخيره، فكيف ترجو وجه الخلاص؟! قال: هات الخامسة، قال: إذا جاءتك الزبانية يوم القيامة؛ ليأخذوك إلى النار، فلا تذهب معهم، قال: لا يدعونني، ولا يقبلون مني، قال: فكيف ترجو النجاة إذًا؟! قال الرجل: يا إبراهيم حسبي، حسبي، أنا أستغفر الله، وأتوب إليه، ولزمه في العبادة حتى فرَّق الموت بينهما. ******* |
|
|
|